عظماء التاريخ الاسلامي

هناك الكثيرين من عظماء التاريخ الاسلامي الذين بذلوا عظيم الجهد من أجل نصرة الإسلام ورفعة شأنه وشأن المسلمين، منهم من عاصر زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعاونه في نشر دعوة الإسلام في جميع بقاع الأرض والعمل على حمايتها، ومنهم من جاء بعد زمن النبي الحبيب والذين قد تركوا بصمة واضحة مؤثرة لإيضاح أحكام الدين الإسلامي، فهم قدوة رائعة لشباب المسلمين اليوم.

عظماء التاريخ الاسلامي

لعل أهم وأبرز عظماء الدين الإسلامي الذين يمكن ذكرهم والتحدث عن إنجازاتهم ومواقفهم الجليلة هم أوائل من قاموا بتولي الخلافة عقب وفاة الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه وهم أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب،


عثمان بن عفان


، وعلي بن أبي طالب.

أبو بكر الصديق

هو عبد الله بن عثمان القرشي، وهو أول


الخلفاء الراشدين


، وكان الصديق المقرب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ورفيقه بالهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وكان أصغر منه في العمر بثلاث أعوام، وبينه وبين الحبيب المصطفى العديد من الصفات والأفكار المشتركة منها أنه لم يقوم بعبادة الأصنام حتى قبل دخوله بالإسلام فكان متبعاً لدين إبراهيم الحنيف، وكان من رجال الأعمال شريف في قومه ولديه أموال كثيرة وعلى الرغم من ذلك تجنب ما كان شائع من رذائل قبل الإسلام في المجتمعات العربية.

هو أول من دخل الإسلام من الرجال وسخر ثروته من أجل خدمة الإسلام من خلال تحرير العبيد وإخراج الصدقات، وقد قال عنه النبي الحبيب (كل من دعوت إلى الإسلام تردد في البداية قد تردد إلى أبو بكر)، وهو من أقنع عثمان بن عفان رضي الله عنه بالدخول إلى الإسلام، وحينما صاحب الرسول في رحلة الهجرة وأثناء احتمائهم من المشركين بغار ثورالله قال له النبي الحبيب (لا تخف إن الله معنا) وهو ما ورد في سورة التوبة الآية 40 (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

كان يعد أخير الناس بعد الأنبياء والرسل لما كان يتصف به من الإيمان الشديد والزهد، وهو أول من تولى الخلافة الإسلامية بعد موت الرسول ومن خلالها قام بإدارة شئون الأمة الإسلامية، وتصدى للمرتدين عن الإسلام بعد وفاة النبي وخاض الكثير من معارك الردة، وهو من فتح بلاد الشام والعراق، إلا أن توفي في العام الثالث عشر هجرياً عن عمر يناهز ثلاث وستون عاماً.[1]

عمر بن الخطاب

كان

عمر بن الخطاب

رضي الله عنه أحد مستشاري الرسول صلى الله عليه وسلم كما كان من بين أصحابه المقربين، وقد حمل العديد من الألقاب منها (العدوي، القرشي، أمير المؤمنين، أبو حفص)، بينما أشهر ألقابه كان الفاروق الفاروق لتفريقه ما بين الحق والباطل، وهو أحد العشر المبشرين بالجنة حيث اتصف بالعلم والزهد والعدل، ومن الخلفاء الراشدين الأربعة.

تزوج الرسول صلى الله عليه وسم من أم المؤمنين حفصة ابنة عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، وكان من الزاهدين الورعين المعروف بالقوة والعدالة إذ كان لا يخشى سوى الله ولا يخشى في الحق لومة لائم، تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان رائداً بالشئون المدنية وفيها حقق الكثير من الإنجازات حيث

كان أول من طبق نظام النيابة العامة، كما احتفظ بسجل للرسائل التي أرسلها إلى رؤساء الدول والحكام، كما احتفظ بسجلات الجنود والمسئولين.

كان الفاروق هو

أول من عين صاحب الأهدس ويقصد به رئيس الشرطة  المكلف بالحفاظ على النظام المدني، كما أنه أول من وحد صلاة التراويح ووسع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك فهو من قام بإنشاء النظام البريدي مع إدخال منصب الأمين التنفيذي، وعين السكرتير العسكري (سكرتير الديوان)، كام بتأسيس التقويم الهجري مع نشر الدعوة الإسلامية بشكل أكثر توسعاً بمصر والعراق والشام، شرق الأناضول وبلاد فارس، ونجح في تحرير القدس من حكم الصليبين، وقد توفي بالمدينة المنورة في الثالث والعشرون هجرياً الموافق السابع من نوفمبر عام ستمائة أربع وأربعون ميلادية شهيداً على يد


أبو لؤلؤة المجوسي قاشان، المعروف بالنيروز النهاوندي.[2]


عثمان بن عفان

(هو الصحابيّ الجليل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشيّ الأمويّ)، كان مولده بعد عام الفيل بست سنوات، وفور إسلام أبي بكر الصديق بدأ في دعوة أصدقائه وكان من بينهم عثمان بن عفان رضي الله عنهما الذي سرعان ما استجاب واعتنق الإسلام حيث أتى هو والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما إذ أتوا الرسول الحبيب فتلى عليهم القرآن وآمنوا به، وكان يقول عثمان إني لرابع أربعة بالإسلام.
وكانت من فضائله شراؤه لبئر رومة الذي كان مملوكاً لليهودي بالمدينة المنورة لشدة احتياج المسلمين إليه فجعله وقفاً لهم دون أجر، وهو من قام بتوسعة المسجد النبوي، والمسجد الحرام، وهو من قام بتجهيز جيش العُسّرة بتسعمئةٍ وأربعين بعيراً، وزاد عليها ستون فرساً، بالإضافة إلى عشرة آلاف دينار فجعلها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن صفاته أنه كان حيي تستحي منه الملائكة الكرام لشدة تعبده لله تعالى وخشيته منه، كان صواماً قواماً يحب قراءة القرآن الكريم.
هو الخليفة الثالث من بين الخلفاء الراشدين وكان تاجر ثري ناجح من أغنى أغنياء مكة المكرمة، وقد تزوج من ابنتي الرسول رقية وكلثوم حيث تزوج رقية وبعد موتها تزوج من اختها كلثوم رضي الله عنهما وهو ما جعله يلقب بذي النورين، وقد توفي في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، بالعام الخامس والثلاثون من الهجرة شهيداً قتيلاً على يد جماعة من الكفار اجتمعوا على عزل الحليفة بمقتله.[3]

أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي

قائد سلاح الفرسان الإسلامي الصحابي الجليل (


سعيد بن زيد


) وهو ابن عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقد تزوج عمر من شقيقتة وزوجته هي فاطمة بنت الخطاب شقيقة عمر رضوان الله عليهم جميعاً، كان فاهماً عاقلاً مدركاً أن عبادة قوم قريش للأوثان هو أمر خاطئ مما جعله يرفض الشرك منذ الصغر بل ومجادلة قومه في ذلك مما جعل الخطاب أبي عمر يضطهده ويضربه، وظل في المسير من مكان لآخر باحثاً عن الحقيقة، وقد أسلم بعد ثلاث عشر من الرجال.

كان من أوائل المهاجرين ومن سادات الصحابة الأجلاء حيث شهد جميع المعارك والغزوات مع النبي  صلى الله عليه وسلم فيما عدا غزوة بدر فهي الغزوة الوحيدة التي لم يشارك بها، لكنه شارك بمعركة اليرموك، وحصار دمشق وقد نجح في فتحها وجعل له أبو عبيدة بن الجراح ولايتها، وكان أول من أنشأ النيابة في دمشق، وقد توفي بالعقيق بالعام الواحد والخمسين من الهجرة عن عمر يناهز بضع وسبعون عاماً فحمله المسلمون إلى المدينة المنورة وتولى

سعد بن أبي وقاص

غسله وكفنه رضي الله عنهما.[4]