اين يقع مضيق الدردنيل
مضيق الدردنيل هو عبارة عن جسر نقل حيوي يقع بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط ، كما أنه يعتبر بمثابة قناة ضيقة من المياه تربط بحر إيجة ببحر مرمرة ، ومضيق الدردنيل من المضايق المائية الهامة للغاية في شمال غرب تركيا ، وهذا على الصعيد الدولي حيث أن هذا المضيق يشكل جزءا من الحدود القارية بين كل من أوروبا وآسيا ، كما أنه واحد من أضيق المضايق في العالم ويستخدم للملاحة الدولي ، ويبلغ طول مضيق الدردنيل 61 كيلومترًا (38 ميل) ، ويبلغ عرضه من 1.2 إلى 6 كيلومترات (0.75 إلى 3.73 ميل) ، ويبلغ متوسط ارتفاعه 55 مترًا (180 قدمًا) بعمق يصل إلى 103 مترًا (338 قدمًا) في أضيق نقطة يواجه فيها مدينة كاناكالي .[1]
تاريخ مضيق الدردنيل
على مر التاريخ، هذا المضيق الاستراتيجي كان له العديد من الأدوار لذا كان مطمع للعديد من الجهات حيث تم حصاره عدة مرات ، وعبرته الجيوش الغازية سعيًا منهم وراء الاستيلاء على كل من الأرض والثروة ، وعاصر مضيق الدردنيل الكثير من الصراعات البحرية الهامة ؛ وذلك بسبب أنه كان يعتبر جزءًا من الممر الوحيد الذي كان يربط بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط .
لذا كان الدردنيل دائمًا ذو أهمية كبيرة من وجهة نظر تجارية وعسكرية ، ولا يزال مهمًا استراتيجيًا حتى يومنا هذا حيث انه كان ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة ، ويعتبر بوابة كبيرة وطريق الوصول بحريًا لبلدان عديدة ، بما في ذلك روسيا و أوكرانيا ، وحاولت العديد من البلاد السيطرة على هذا المضيق لأهداف عسكرية وتجارية فعلى سبيل المثال هناك عدد من الأعمال العدائية التي حدثت في التاريخ الحديث مثل هجوم قوات الحلفاء على الدردنيل خلال معركة جاليبولي عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى .[1]
وخلال الحرب العالمية الأولى فشل الحلفاء في الاستيلاء على مضيق الدردنيل ، على الرغم من أن غواصة بريطانية اخترقت حقول الألغام وأغرقت سفينة حربية تركية قبالة القرن الذهبي ، والقرن الذهبي لمن لا يعرفه هو مدخل في البوسفور ، وهذا المضيق أعطى موقع الدردنيل أهمية سياسية دولية وهدفًا للكثيرين . [2]
في الوقت الحاضر ، لا توجد معابر للمركبات عبر المضيق ، ومع ذلك ، كجزء من التوسعات المخطط لها لشبكة الطرق السريعة الوطنية التركية ، تدرس الحكومة التركية بناء جسر معلق بين ساريجاي (مقاطعة مقاطعة جاناكالي) على الجانب الآسيوي ، إلى كيليتباهير على الجانب الأوروبي ، في أضيق جزء المضيق ، في مارس 2017 ، بدأ بناء جسر كاناكالي 1915 بين مدينتي جيليبولو ولابسكي .
وقبل عام 1914 ، استطاع أن يكسب مضيق الدردنيل بشكل كبير على منافسه الشمالي مضيق البوسفور ، الذي كان يعتبر بوابة إلى إسطنبول كما ذكرنا، وبالنسبة لبلاد مثل بريطانيا وفرنسا كانت القضية الأساسية هي كيفية احتواء روسيا والذي كان مضيق الدردنيل هو الطريق المؤدي إليها ، لذا كان هدفهم الأساسي هو الاستيلاء على اسطنبول والمضيق لكي يضمنوا بسهولة الوصول إلى أي بلد من بلاد البحر الأبيض المتوسط ، وأثبت المضيق على مدى القرون أنه محصن وبشدة حيث كان من المستحيل التغلب عليه من خلال القصف البحري أو البري . [3]
اين يقع مضيق الدردنيل
يقع مضيق الدردنيل بين شبه جزيرة جاليبولي في أوروبا والبر الرئيسي لآسيا الصغرى التي تقع في الجنوب الشرقي ، ويبلغ متوسط عمق مضيق الدردنيل 180 قدمًا (55 مترًا) ويصل إلى أقصى عمق 300 قدمًا (90 مترًا) في أضيق جزء مركزي له ، وهناك تيار سطحي سريع أتي من بحر مرمرة إلى بحر إيجة وهناك تيار تعويضي يعيد المزيد من المياه المالحة ومن الموانئ الهامة على طول شواطئ الدردنيل هي جاليبولي وإيجابيات ، وهناك العديد من القلاع الشهيرة التي تقع على طول ضفافه ، ومياه مضيق الدردنيل غنية بأنواع مختلفة من الأسماك التي تهاجر بين البحر الأسود ، وبحر إيجة عبر مضيق البوسفور ، وبحر مرمرة ، ودردنيلس .[2]
أهمية مضيق الدردنيل
مضيق الدردنيل يحتل مكانة هامة في التاريخ ، ويعد مضيق البسفور والدردنيل بوابة روسيا للعبور من البحر الأسود إلى البحر المتوسط عن طريق بحر إيجة ، وذلك بموجب اتفاقية مونترو ، وإذا قامت تركيا بغلق هذان المضيقين فهذا التصرف يعتبر بمثابة إعلان حرب .
وفي جميع الأحوال يعتبر لدى حكومة تركيا ورقة رابحة قوية ، ولكن الاتفاقيات الدولية الخاصة بحركة السفن هي التي تقرر الحركة في كل من مضيقي البوسفور والدردنيل ، ولكن اقرت أنقرة بصورة فردية عام 1994 ، أن لتركيا الحق في التدخل ومنع حركة السفن في المضيقين إذا كانت هذه السفن تقوم بعمليات حفر في المضيقين ، أو كانت تقوم بإجراء أي عمليات رياضية . [4]
يتم عبور مياه الدردنيل من خلال العديد من عبارات الركاب والمركبات يوميًا ، بالإضافة إلى قوارب الترفيه وصيد الأسماك التي تتراوح من القوارب إلى اليخوت المملوكة للكيانات العامة والخاصة، ويمر المضيق أيضًا بكميات كبيرة من حركة الشحن التجاري الدولي من قبل الشحنات والناقلات . [1]
أهم معالم مضيق الدردنيل
قلعة قيلد بحر
قيلد بحر هي بلدة صغيرة في شبه جزيرة جاليبولي ، كما أنها ميناء هام للصيد ، وتم بناء قلعة بها تقوم بالدفاع في الماضي عن مضيق الدردنيل والإمبراطورية العثمانية كلها ، فخلال حصار القسطنطينية من قبل العثمانيين عام 1453 ، تمكن الأسطول الجنوي من عبور مضيق الدردنيل محاولين إنقاذ عاصمة
الإمبراطورية البيزنطية
، ولكنها كانت محاولة فاشلة ، وهذه المحاولة جعلت السلطان محمد الفاتح يقوم بتعزيز مضيق الدردنيل بسلسلة من التحصينات وهذا لحمايته من أي هجوم يأتي من الخارج ، وفي الواقع ان كان السبب الرئيسي في بناء هذه التحصينات هو خوف السلطان من البندقية التي كانت تهدد الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت . [5]
حصان طروادة الخشبي
حصان طروادة له شهرة كبيرة عبر التاريخ ، وتم إنشاء نسخة خشبية حديثة من حصان طروادة في عام 1975 من قبل المهندس المعماري التركي عزت سينمو أوغلو وهو طبق الأصل من
حصان طروادة
الخشبي الأصلي حيث يمكن دخول الحصان والتسلق إلى مستواه ، وهناك نوافذ على جوانب الحصان ، وتم بناء حصان طروادة الخشبي التركي ، الذي يبلغ ارتفاعه 12.5 مترًا من 25 مترًا مكعبًا من خشب الصنوبر والذي قاموا بإحضاره من جبل كاز ، ومن المعروف عن جبل كاز أنه كان يُعرف في الماضي بجبل إيدا ، وشهد أحداث مهمة من حرب طروادة. [6]
قلعة جيمينليك
بنى هذه القلعة أيضًا
السلطان محمد الفاتح
الثاني ضمن التحصينات التي بناها لكي يحمي أضيق نقطة في مضيق الدردنيل ، وفي الواقع أن هذه التحصينات ساعدت الإمبراطورية العثمانية كثيرًا في التحكم في حركة المرور البحرية من وإلى اسطنبول . [7]