اكتشافات علم الفلك اليوناني القديم
قامت
الحضارة الإغريقية
القديمة بعمل الكثير من الإنجازات والاختراعات والاكتشافات من قبل ، ومع أن بعضا من هذه الاكتشافات والاختراعات طورت بعد ذلك ، إلا أن اكتشافات الإغريق القدماء في كثير من المجالات المتعددة سواء كان في علم الفلك، والجغرافيا ، وأيضا علم الرياضيات وأصبحوا علماء ورواد في تلك المجالات [1] .
الحضارة الإغريقية القديمة
كان الإغريق يهتمون بالأشياء العلمية وكل ما يخص العالم المادي إلى القرن السادس قبل الميلاد ، وقد تم وصف الإغريق على إنهم آباء العلوم والطب وكثير من المجالات ، حيث أن علماء الإغريق وانجازاتهم في المجالات كانوا سببا في إقبال العديد من المثقفين الآخرين على الاهتمام بمثل هذه الأشياء في التاريخ .
وهناك الكثير من القصص التاريخية التي كتبت على يد المؤرخ الكبير هيرودوت ومن خلال هذه القصص يتبين لنا نظرة وأحوال الإغريق للعالم في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد ، حيث أنهم تمكنوا من معرفة الكثير والكثير عن تلك الحضارات ، فتبين لنا من هذا أن تطور الإغريقيين في العلوم المتنوعة في أزمنة قليلة كان سريع جدا ، وكانوا يعتمدون فقط على الأشياء التي يرونها .
يقول المؤرخ هيرودوت أن قارة أفريقيا يلتفها
البحر الأحمر
من كل الجهات ، وقد عرف هذا من خلال حديث البحارة الفينيقيين الذين قد تم ارسالهم بواسطة الملك المصري نيكو الثاني من حوالي 600 ق.م ليقوموا باكتشاف قارة أفريقيا وتكون رحلتهم باكتشاف البحر الأحمر اولا [2] .
تعتبر هذه الرحلة هي أولى وأقدم رحلات الاستكشاف حول قارة أفريقيا، واستأنفت هذه الرحلة مسيرتها كثير من السنوات ، لقد قاموا البحارة برحلتهم عبر الاتجاه الجنوبي ثم بعد ذلك إلى باقي الاتجاهات ، ومن هنا استطاع هؤلاء البحارة أن يكتشفوا أن الشمس تقع على جهة اليمين ، في الاتجاه الأعلى من الشمال حيث أن هذا الاكتشاف كان سببا في حيرتهم وتسألهم عن السبب لأنهم لا يعرفون الحقيقة بأن الأرض تكون كروية الشكل .
اكتشافات الإغريقيين القدماء في الفلك
دوران الكواكب حول الشمس
لقد كان هناك تطور كبير وسريع بعد عدة قرون بين العامين 310 إلى 230 قبل الميلاد ، عندما قال العالم الإغريقى “أريستارخوس الساموسي” أن الشمس تكون المركز الناري لهذا الكون ، فقد عمل على
ترتيب الكواكب
التي كانت معروفة في تلك الأثناء وعلى حسب البعد الذي يكون متناسب عن الشمس .
وتعتبر فكرة ترتيب الكواكب من أقدم النظريات التي تشير إلى مركزية الشمس في التاريخ ، وعلى الرغم من أن هذا الاكتشاف كان هام جدا ، إلا أن الأوراق الأصلية البحثية التي تخص هذا الاكتشاف قد تلاشت في القضايا التاريخية ، لهذا السبب لم نتمكن من أن نعرف طريقة اكتشاف العالم “أريستارخوس الساموسي” لهذه المسألة التي تخص الشمس ومركزيتها .
وقال مؤكدا على أن الشمس تكون أكبر من الأرض والقمر لذلك قام بوضعها في مركز
المجموعة الشمسية
، ومنذ ذلك الحين لم يستطع البشر أن يقوموا بعمل مثل هذا الاكتشاف إلى القرن السادس عشر عن طريق العالم “نيكولاس كوبيرنيكوس” ، حيث قام هذا العالم بتوضيح مدى أهمية تلك الاكتشافات التي اكتشفها العالم أريستارخوس في أوراقه البحثية .
حجم القمر
يعد الكتاب الذي يسمى ب “أحجام الشمس والقمر وبعدهما عن الأرض” هو كتابا من أهم الكتب للعالم “أريستارخوس” التي حازت على النجاح من قبل التاريخ ، حيث أنه تم في هذا الكتاب اكتشاف أولى المحاولات التي تهتم بقياس الأحجام بطريقة تكون نسبية لكلا من كوكبى الشمس والقمر .
لقد تم ملاحظة أن الشمس والقمر يكونان أو يظهران أن لهما نفس الحجم في السماء ، وبما أن الشمس تكون بعيدة بالنسبة لنا عن القمر، وهذا الشيء تم اكتشافه من قبل الإغريق، وتم هذا عن طريق ملاحظتهم للكسوف الشمسي الذي يتم حدوثه أثناء مرور القمر بين الأرض والشمس .
ويقول المؤرخ “أريستارخوس” أن العلاقة بين الأرض والشمس والقمر تتشكل على هيئة مثلث قائم الزاوية ، وهذا يتم من خلال مشاهدة القمر عندما يكون موجود في الربع الأول أو الثالث .
وقد قام العالم “فيثاغورس” باكتشاف ما مدى العلاقة بين جوانب هذا المثلث القائم الزاوية وعلاقتها مع بعضها قبل قرنين ، حيث أن المؤرخ “أريستارخوس” قام باستخدام معادلة هذا المثلث ليتمكن من حساب البعد والحجم ، وبعد أن قام بعمل العلاقة بينهم عرف أن المسافة التي تكون بين الأرض والشمس تساوي ما يقرب من 18 إلى 20 مرة من المسافة بين الأرض والقمر ، كما أن العالم فيثاغورس قال أن حجم القمر يساوي ثلث حجم الأرض ، على حسب المعادلات الحسابية الدقيقة عند حدوث كسوف القمر .
من المعروف أن
المسافة بين الأرض والشمس
تساوي 390 وهي المسافة بين الأرض والقمر ، ومن ناحية أخري لم يكن لدى المؤرخ “أريستارخوس” أي نوع من الأدوات أو الأجهزة التي تكن متطورة أو أي أنواع من التلسكوبات التي تتميز بالضخامة ، من أجل حساب الكواكب والنجوم ، ومع هذا الشئ تمكن هذا العالم من معرفة حجم القمر بصفة تقريبية ، حيث انه يساوي ما يقرب من 0.27 من قطر الأرض .
ولكن في هذا الأيام تمكنا من معرفة قيمة بعد القمر عنا وهذه المعرفة من خلال وجود كثير من المساعدات من الوسائل الحديثة مثل التلسكوبات ، والرادارات ، وما هي انعكاسات الليزر عن سطح القمر من قبل رواد فضاء
رحلة أبولو
.
حساب محيط الكرة الأرضية
يعتبر العالم “إراتوستينس” واحد من أشهر الأُمناء المعروفين في مكتبة الإسكندرية ، وقد قام هذا العالم باكتشاف حساب
محيط الأرض
، التي تعتبر واحدة من أفضل اكتشافاته العظيمة ، وعلى الرغم من أن العالم فيثاغورس يعد من أوائل معرفة الأرض الكروية ، إلا أنه لم يستطع أن يعرف ما هو حجم الأرض أو حتى قطرها .
حيث ان “إراتوستينس” عمل على استخدام تقنية تتسم بالبساطة الشديدة من أجل حساب محيط الأرض ، وهذه التقنية هي، أنه قام بعمل الحسابات للتغييرات التي تحدث في الظل الذي يواجهه عمود يقوم بتثبيته في اتجاه عمودي ، ويكون هذا العمل في منتصف نهار الصيف وأيضا يكون على خطوط عرض متنوعة .
فإن الشمس تكون واقعة على مسافة تكون بعيدة من الأرض ، لذلك الشئ فإن الأشعة التي تصدر منها تكون واصلة إلى الشمس بصورة متوازية ، حيث أن هذه الأشعة تقوم بالتأثير على أساس المدى لانحناءات سطح الأرض ، ولقد عرف “إراتوستينس” أن محيط الأرض يساوي 40 ألف كيلومتر ، وأن هذه القيمة تكون قريبة جدا للقيمة الحقيقية المعروفة لمحيط الأرض .
أول حاسبة فلكية
تعتبر اول حاسبة ميكانيكية عرفنا هي آلة أنتيكيثيرا ، لقد تم اكتشاف هذه الآلة في أثناء وجود سفينة إغريقية محطمة تقع بالقرب من جزيرة أنتيكيثيرا في عام 1900 ميلادي .
ولكن قد كان الزمن كفيلا على أن يغير شكل هذا الجهاز الرائع، ولقد قال الخبراء إن هذا الجهاز كان عبارة عن شكل صندوقي يشتمل على الكثير من التروس والمسنات البرونزية ، وتعمل من خلال تحريكها باليد لتتمكن من معرفة ما هي أطول القمر؟ ، وما هي أوقات الكسوف ، وما هي أماكن الكواكب الخمسة التي اكتشفت في ذلك الوقت وهي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل .
ونحن لم نتمكن من معرفة الشخص الذي تمكن من اخترع هذا الجهاز أو ما هو الوقت الذي اكتشف فيه؟ ، لكن يوجد عدد من الباحثين يظنون أن من قام بصناعة هذا الجهاز هو ”
أرخميدس
” ما بين القرنين الأول والثالت قبل الميلاد) ، ومنذ ذلك الوقت لم يقم أحد بصناعة أي جهاز بمثل هذه المواصفات أو حتى يشبهه او يكون قريب منه .