ماذا بعد فشل الحقن المجهري
إذا كنتِ تكافحين من أجل حدوث الحمل بشكل طبيعي، فإنه قد يتأخر الأمر ويأخذ بعض من الوقت مما قد يعرضك للإحباط وخيبة الأمل كل شهر. لكن قد يكون الأمر أكثر قساوةً عندما لا يحدث حمل بعد محاولة ومشقة تجربة الحقن المجهري. يوجد في الأغلب مجالان للنظر فيهما في هذه المرحلة: الاستجابة لإحساس الخسارة، والتي يجب التغلب عليها سريعاً، أو اللجوء للخيارات الطبية الأخرى التي يجب الإقدام عليها لاستكمال الخطوات التالية في رحلة الخصوبة.
التعامل مع فشل الحقن المجهري
من المهم أن تأخذ السيدة هدنة بسيطة بعد هذه التجربة الصعبة، لقد أدت بالطبع إلى بعض الخسائر، سواء النفسية أو المادية أو الجسدية. لذا يمكن أخذ أسبوعًا من الراحة التامة من كل شيء حتى تتمكن من استرجاع نفسك. وبدلاً من قضاء هذا الوقت في الصراخ أو البكاء أو الإفراط في تناول الأطعمة، يمكنك القيام بأي نشاط يساعدك على توجيه موجات العواطف التي تعتبر كلها ردود فعل طبيعية لهذا الموقف. [1]
- لا تلومي نفسك أبدًا بسبب فشل الحقن المجهري: فالأمر يتلخص في أن هذه مجرد عملية لها عدة مراحل من سحب البيوضات ثم تحويلهم لأجنة ثم نقل الأجنة للرحم وهي المرحلة الأخيرة من العملية. يقوم المركز الطبي بكل ما في وسعه لاختيار الجنين الأكثر صحة لزرعه في الرحم ومن ثم يعود الأمر مرةً أخرى إلى أشياء خارجة عن سيطرة أي شخص، ولا يوجد شيء في الحقيقة كان بإمكانك فعله للتأثير على نسبة نجاح عملية زرع الأجنة.[2]
- عليك بالاحتفاظ بسرية الأمر: في الفترة التالية لتلك المحاولة الفاشلة كونِ أكثر انتقائية حول من تخبرينه بهذا الأمر، سواء لأشخاص من العائلة أو من الأصدقاء المقربين مثلاً. وحتى في حالة معرفة أي شخص صدفةً بشأن الحقن المجهري، حاولي ألا تخبريهم بكل التفاصيل، وما الذي حدث معك بالضبط، لأن هذا من شأنه الضغط أكثر على أعصابك وإعطائك شحنة توتر مضاعفة.
- حاولي التواصل مع الطبيب المعالج: بعد أن تسمحي لنفسك ببعض الوقت للتعافي من ألمك النفسي والعاطفي، من الضروري أن تجمعي قواكِ وتحددِ موعدًا مع طبيبك المعالج، فسيراجع الطبيب جميع تفاصيل العملية، بدءًا من بداية تناول منشطات تحفيز المبيض، وصولاً لأي مشاكل تتعلق بجودة البويضات أو كميتها، هذا إلى جانب المشاكل في تطور الجنين أو نقلها.
وضع خطة مستقبلية بعد فشل الحقن المجهري
بعد محاولتك الأولى في
عملية الحقن المجهري
يكون الموقف الطبيعي والافتراضي هو الاتصال بالإنترنت والبدء في عملية البحث عما يجب فعله بعد ذلك. ويتم البدء في البحث عن مراكز خصوبة جديدة يمكن تجربتها. ففي هذه المراكز يتيح لك الاجتماع مع أخصائي الخصوبة وفرصة مناقشة أي معلومات جديدة مستفادة من المحاولة الأولى، ثم المضي قدمًا في خطة علاج أكثر استنارة للتجربة التالية.
على سبيل المثال: يمكن تحديد ما إذا كانت المشكلة في مرحلة غرس الأجنة أو التعرض للإجهاض وأسبابه واختبار الأنسجة الخاصة بالجنين التي يمكن أن تكشف ما إذا كان السبب هو اضطراب كروموسومي أو وراثي. قد تفكر بعد ذلك في إجراء فحوصات وراثية على الأجنة المتبقية أو بمعنى أدق المجمدة. إذا كانت الأجنة المجمدة صحية ولم تظهر عليها أي مشاكل أخرى، فقد تحصلين على النتائج التي تريدينها مع تكرار العملية مرة ثانية.
الدعم النفسي بعد فشل الحقن المجهري
بالطبع لقد مررتِ بمحنة عاطفية وجسدية، لذا من المهم أن تمنحي نفسك وقتًا للحزن والتعافي أيضاً. خذِ بعض الوقت للراحة وامنحي نفسك بعض أيام أو قد يستغرق الأمر أسابيع، حتى تعود الهرمونات والدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي بعد فشل الحقن المجهري. قد تكون بعض السيدات محظوظة إلى حدٍ ما وترجع
الدورة الشهرية
لطبيعتها بسرعة نسبية، ولكن بعض السيدات قد ينتظرن شهورًا حتى تعود دورتهم الشهرية لما سبق. فعند انتظام الدورة الشهرية، يمكن على الأقل اعتبار أن جسدك بدأ يعود إلى “طبيعي” ويمكن معاودة الأمل والبدء في المحاولة مرة أخرى، إما مع محاولة جديدة للحقن المجهري، أو حدوث حمل بشكل طبيعي من خلال بعض الدعم العلاجي.
التواصل مع أشخاص لديهم تجربة مماثلة
إن الأشخاص الذين يمروا بتجربة تأخر الإنجاب أو
فشل عملية الحقن المجهري
، هم الذين يعرفون مدى صعوبة التجربة. فقد تشعر السيدة بعد الفشل دائمًا بالوحدة، ولكنها يجب أن تعلم أنه بكل تأكيد ليست هي الوحيدة الغارقة في الإحساس بالفشل. يواجه حوالي زوجان من كل سبع أزواج في المملكة المتحدة صعوبة وتأخر في الحمل.
وحديثًا أصبح التحدث عن تلك المشاكل بانفتاحية أكثر، ويوجد عنها المزيد والمزيد من المقالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لذا إذا كنتِ تعتقدي أن التواصل مع أصحاب الخبرة سيساعدك، إنضمِ إلى إحدى مجموعات الدعم النفسي لتأخر الحمل، مثل تلك التي توجد في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه من المفيد أن نتحدث عن كل ما في دواخلنا سواء العواطف، الغضب، الاستياء، الغيرة، الإرهاق، الخوف، وما إلى ذلك، فهذه كلها عواطف شرعية وكلما تحدثنا أكثر عن فشل الحقن المجهري، وعن ما يحتويه من مراحل ومشاكل، كلما أصبح الأمر أقل حساسية.
نصائح لتفادي فشل الحقن المجهري
-
تناول الفيتامينات
: (الفيتامينات المعززة للخصوبة في النظام الغذائي). حيث أن خلايا الجسم تتكون من العناصر الغذائية التي يتم تناولها، ومن أهم هذه الخلايا في جسم المرأة هي البويضات، فإن تناول المكملات الغذائية عالية الجودة قبل الولادة يؤثر بشكل مباشر على جودة البويضات وتحسين البيئة الخصبة لجسم المرأة لقبول الجنين به. ومن الأفضل أن تبدأ في تناول الفيتامينات فيما بين ثلاثة إلى ستة أشهر قبل محاولة الحقن المجهري الثانية، ولكن حتى لو تم تناولها شهر إلى شهرين فقط، مازال الأمر مفيدًا. -
تحسين ساعات النوم
: تؤثر نوعية وكمية النوم على الهرمونات الجنسية والتبويض. لذلك من الضروري التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم الجيد يوميًا، خاصةً في الفترة التي تسبق الحقن المجهري. لذا حاولي الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ مبكراً وفي نفس الوقت كل يوم. أبقِ أجهزة الترفيه الإلكترونية خارج الغرفة مثل التلفزيون أو الهاتف أو الجهاز اللوحي “التابلت”. تخلصي من شرب الكافيين، لأنه يمكن أن يتداخل مع دورات النوم الصحية. كما أن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق يساعد الجسم والعقل معاً لتكوين نظم بيولوجية طبيعية. إسترخِ قبل النوم عن طريق التمدد أو تناول الشاي أو كتابة اليوميات. -
الحد من التوتر
: عملية الحقن المجهري مرهقة، وتشير الأبحاث إلى أن المستويات الأقل من الإجهاد الفسيولوجي تؤدي إلى نجاح أعلى في محاولة الحقن المجهري. بالإضافة إلى ذلك، تشير الاختبارات القياسية النفسية إلى أن الشعور بالاسترخاء يساعد على الحمل. -
تناول الأطعمة التي تعزز الخصوبة
: تعتبر الأطعمة الطبيعية عامل جوهري يساعد في التكاثر، وفيما يلي مجموعة من الأغذية يعتقد أنها تعزز الخصوبة، لذا ستحتاجين إلى دمج هذه الأطعمة في نظامك الغذائي قبل القيام بالعملية مثل: غذاء ملكات النحل، بطارخ السمك، الكافيار، المكسرات، الأعشاب البحرية، نخاع العظم، المحار، الخرشوف، الحليب، الشوفان، بذور الكتان، التوت. كما تحتوي الحبوب الكاملة على خلايا جرثومية مخصبة ومغذية لذلك تناولي دائمًا الحبوب الكاملة. وينصح أيضاً بتناول الأطعمة الطازجة العضوية الموسمية الخالية من الهرمونات.[3]