لطالما كانت قارة أفريقيا مطمعًا لكافة الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ ، وذلك لكون القارة السمراء هي صاحبة الثراء الفاحش من الموارد الطبيعية التي أهلتها لأن تكون أغنى قارة في العالم ، وبحسب تقارير صندوق النقد الدولي فإن الآونة الأخيرة قد شهدت انطلاقة اقتصادية كبرى للعديد من الدول الافريقية التي دفعت الناتج المحلي الإجمالي لها بشكل ملحوظ ، وقد تصدرت نيجيريا قائمة اغنى الدول في افريقيا ، حيث بلغ الناتج المحلي لعام 2019 نحو 600 مليار دولار أمريكي، ويرجع ذلك إلى حجم الصادرات النفطية التي تمثل أكثر من 85% من العملة الأجنبية التي تعتبر الدافع الأقوى للاقتصاد ، والذي يغطي التكلفة المالية لكافة الإستثمارات الأخرى ، كذلك تمتلك نيجيريا ثروة من الموارد البشرية تقدر بـ160 مليون نسمة جعلتها أكبر تاجر تجزئة لمستهلكي افريقيا .

اغنى دولة في افريقيا

يعد اقتصاد نيجيريا الأكثر مرونة من كافة البلدان الأخرى حيث شهد نموًا كبيرًا في السنوات الأربع الأخيرة وقد تم الاعتماد على الاستثمارات المتنوعة بجانب الصادرات النفطية ، كذلك تمتلك نيجيريا تربة خصبة وحصاد وفير يعد إحدى أذرعها القوية الداعمة للاقتصاد والتي تمثل 18% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل بها ما لا يقل عن ثلث الأيدي العاملة . [1]

صادرات نيجيريا

البترول :

يعتبر البترول بكافة مراحله ” الخام ، المكرر ، الغاز ” هو أحد أهم الصادرات التي يعتمد عليها اقتصاد نيجيريا وصاحب الفضل الأول في كونها الدولة الأكثر ثراءً في أفريقيا .

الزراعة :

كما تعتمد نيجيريا على زراعة الخشب الخشن وحبوب الكاكاو ولها حصاد وفير منهما يدر دخلًا باهظًا سنويًا للناتج المحلي الإجمالي نظرًا لزيادة الطلب عليهما .

السياحة في نيجيريا

تمتلك نيجيريا محمية طبيعية فائقة الجمال تتميز بوجود أطول جسر مظلة في العالم ، كما تعد العاصمة النيجيرية ” لاغوس ” أحد أهم معالمها السياحية التي تضم العديد من المراكز الثقافية والمتاحف التاريخية ، كذلك هنالك ” الصخرة ذات الوجه ” التي تمثل معلمًا دينيًا للسكان المحليين ووجهة سياحية شهيرة ، وحدائق إيبادان الشهيرة التي تمتد مساحتها على 150 فدانًا تعتبر وجهة رئيسية للسياحة في منطقة ” أغودي ” بنيجيريا . [1]

اغنى دول افريقيا من حيث الموارد الطبيعية

هناك العديد من الدول الافريقية الغنية بالموارد الطبيعية ، وهم كالآتي:

نيجيريا

حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 594 مليار دولار ، ويقدر الاحتياطي من النقد الأجنبي بـ40.560 مليار دولار . [1]

جنوب افريقيا

تحتل جنوب أفريقيا المرتبة الثانية كثاني اغنى دولة في افريقيا بعد نيجيريا ، حيث يقدر الناتج المحلي الإجمالي بـ 341 مليار دولار ، ويبلغ الاحتياطي من النقد الأجنبي 50.501 مليار دولار .

وتمتلك جنوب افريقيا كميات هائلة من المعادن الثمينة مثل الذهب والماس والبلاتين والفحم ، لكنها عانت من المشكلات السياسية لفترات طويلة أدت إلى حدوث اضطراب اقتصادي نوعًا .

ويتميز اقتصاد جنوب افريقيا بتنوع وسائل الدخل وليس الاعتماد على مصدر واحد للإيرادات ، فهي تتمتع بوجهات سياحية شهيرة ومحميات طبيعية ومواد خام وفيرة وترة خصبة ذات محاصيل عالية الجودة .

ولعل من أهم صادرات جنوب افريقيا بعد الذهب والماس والبلاتين ، فهي تعتمد على تصدير أنواع مختلفة من الحبوب والموز وبدأت مؤخرًا تصدير جوز المكاديميا .

السياحة في جنوب افريقيا

لم تعتمد جنوب افريقيا على مواردها الطبيعية من المواد الخام والزراعة فقط وإنما اعتمدت على الطبيعة الخلابة التي جعلتها أحد الوجهات السياحية الشهيرة في العالم ، حيث تمتلك أحد أكبر حدائق الألعاب في العالم هي حديقة ” كروجر الوطنية ” ، أيضًا لديها إحدى أهم العواصم الثقافية في العالم وهي مدينة ” كيب تاون ” ، وتزخر جنوب أفريقيا بالحفريات والآثار والأدوات التي تعتبر مزارًا لمهد البشرية ، كما توجد بها أدنى نقطة في قارة افريقيا بمدينة ” أغولهاس ” . [1]

مصر

أما المرتبة الثالثة فقد احتلتها مصر بناتج محلى إجمالي يقدر بـ300 مليار دولار ، ويبلغ الاحتياطي من النقد الأجنبي 38.210 مليار دولار .

تمتلك مصر كل مايؤهلها لتكون وجهة سياحية عملاقة ، فهي تمتلك تراثًا رائعًا ومعالم أثرية مذهلة وشعبًا مضيافًا رائعًا ، كما تقام بها العديد من المهرجانات الموسيقية الافريقية الكبرى ، لكنها في الوقت ذاته لديها مفارقة كبيرة فبينما يمر نهر النيل السخي عبر كل مدنها إلا أن بها صحراء بمساحات شاسعة ، واعتمد الاقتصاد في المقام الأول على تصدير الذهب والنفط ، ولكن أخذت الزراعة مساحتها من الأهمية في الاقتصاد المصري بفضل نهر النيل والدلتا .

السياحة في مصر

تعتبر مصر من أهم وأشهر الوجهات السياحية التي تتجه لها أنظار العالم ، لاسيما وأنها تمتلك ثلث آثار العالم وهي إحدى ركائز الاقتصاد المصري ، ومن أشهر المعالم السياحية أهرامات الجيزة والتي تعد إحدى

عجائب الدنيا السبع القديمة

، وكذلك وادي الملوك وهو الموقع المحدد قديمًا لدفن الفراعنة وقد اتبعت تلك العادة خلال تاريخهم ، كذلك مدينة ممفيس الفرعونية وقد كانت العاصمة وقلب السلطة والحكم ، أيضًا هنالك معبد أبو سمبل الذي يجلس شاهدًا على التاريخ من آلاف السنوات وحتى الآن لم يزل تحفة أيقونية رائعة . [1]

الجزائر

الجزائر هي رابع اغنى دولة في افريقيا ، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 219 مليار دولار ، ويقدر الاحتياطي من النقد الاجنبي بـ114.653 مليار دولار .

تقع الجزائر في شمال افريقيا ، وقد بدأ اقتصادها خلال السنوات الأخيرة يعكس نموًا ملحوظًا وذلك نتيجة اكتشاف المزيد من النفط الخام ، والذي تمثل صادراته 60% من دخل الجزائر ، وهي الخطة التي استهدفتها الحكومة الجزائرية من خلال إعادة بناء البنية التحتية لتصبح في مقدمة اغنى الدول الافريقية .

اعتمد اقتصاد الجزائر على الصادرات النفطية وخاصة بعد ملاحظة وجود المزيد من الاحتياطي النفطي بداخل أراضيها ، فهي تتجه في الوقت الراهن نحو تكرير النفط لجلب المزيد من الصادرات ،

أيضًا تقوم الجزائر بتصدير معدن الأمونيا وتعتبر أحد أكبر المصدرين له في افريقيا .

السياحة في الجزائر

تعتبر الجزائر دولة لها تاريخًا عريقًا يجذب إليه أنظار المثقفين حول العالم ، مثل النصب التذكاري للشهداء والذي يمكن أن تراه من مسافة أميال نظرًا لارتفاعه الكبير حيث يعد شاهدًا وأيقونة

استقلال الجزائر

وتكريمًا لشهدائها ، كما لديها حدائق بمساحات خضراء شاسعة لها شهرة كبيرة عالميًا ، أيضًا هناك كنيسة ” نوتردام دي أريك ” حيث التصميمات المذهلة والنقوش الرائعة والهندسة المثيرة للإعجاب ، كذلك حصن سانتا كروز الشهير بالمنحدرات على ساحل الجزائر . [1]

انجولا

تعد انجولا في المرتبة الخامسة في قائمة اغنى الدول في افريقيا ، حيث يبلغ الناتج المحلي الاجمالي 129 مليار دولار ، والاحتياطي من النقد الاجنبي 23.63 مليار دولار .

تعاني انجولا من الفساد المحلي الذي يمرض اقتصادها والإدارة السيئة التي تفتقر للتعامل السليم مع مواردها الكبيرة من المواد الخام التي تتمثل في الزيوت والغاز والماس ، حيث من الممكن أن تصبح انجولا أحد أغنى الاقتصاديات الافريقية لولا سوء الإدارة .

السياحة في انجولا

تمتلك انجولا طبيعة خلابة لا يمكن مقاومتها ، مثل شلالات كالاندولا وهي أحد أكبر شلالات افريقيا وتعتبر تحفة فنية من صنع الطبيعة ، كذلك بها الشواطئ المميزة للاستمتاع بالطبيعة الاستوائية في افريقيا مثل شاطئ ” موسولو ” . [1]