قصة أسماء الحروف العربية
اللغة العربية
هي من أهم ، وأقدم اللغات على وجه الأرض ، كما أن لها أصول عريقة انحدرت منها ، ولها العديد من المباحث المختلفة منها
علم النحو
، والصرف ، والبلاغة والأدب ، وغيرها من العلوم التي يوجد لها ألف الكتب ، والمعاجم ، وتخدم الكتاب الأشرف على وجه الأرض وهو القرآن الكريم ، والسر وراء تشريف اللغة العربية ، هو أنها لغة القرآن الكريم الذي نزل به على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وتتكون اللغة العربية من كلمات وهذه الكلمات تتكون من حروف الهجاء .
السبب وراء تسمية الحروف العربية
عند النطق بالحروف وحدها ، وليس داخل الكلمات العربية فأننا نجد أنها تنطق بطريقة مختلفة تماماً عن نطقها منفردة ، فأننا نقول ألف ، باء ، ثاء ، تاء ، أما إذا نطقنا كلمة أرنب فأننا نجد أن حرف الألف لا ينطق ألف ، وأنما أَ فقط والسر وراء تسمية
الحروف العربية
بهذه الأسماء وأن كانت لن تنطق بها في الكلمات هو : [1]
التطور من الرموز إلى الحروف
-
منذ القدم لم تكن هناك حروف مثل وقتنا الحالي وأنما كان هناك مجموعة من الرموز التي يستخدمها الإنسان في التعبير عما يريد قوله أو كتابته ، وستجد هذا واضحاً في الصينية القديمة ، كما كان موجود في
اللغة الهيروغليفية
، وحضارة بلاد الرافدين ، وكانت الأنظمة الكتابية ترمز إلى شيء معين أما صوت ، أو فكرة ، أو كلمة مثل أن يرسم الشخص شمس ، ويعرف العامة أن رسمة الشمس تعنى كلمة شمس ، ومعنى وجود الشمس أن الجو جار ، فعند رسم الشمس فأن الشخص يعرف بمجرد رؤية رمز الشمس أن معناه أن الجو حار . - وهذا الأمر يشبه اللوحات التي نرسمها في المرور من عبارة قف ، أو أبطئ السرعة وغيرها من العلامات التي يعرفها الناس ، ويعلمون مدلولها ، ومن خلال ترتيب الرموز التي يعرف الناس معناها بالفعل ، فيتكون لدينا جمل مفيدة واضحة .
- ومع مرور الزمن تطور رسم الرموز في التعبير عن الكلام ، فإن أراد الشخص أن يستخدم كلمة حب فليس مضرة إلى رسم قلب بصورته الحقيقة ، وإنما يكفي رسم شكلاً غير دقيق أو صورة متفق عليها أنها ترمز إلى القلب ، ويرمز معناها إلى الحب .
- ورغم من أن هذا النظام له الكثير من المميزات إلا أنه كذلك له بعض العيوب ، وهي أنك حتى تتعلم اللغة ، وتكتب بها فلابد أن تحفظ الكثير من الرموز لتعبر بها عن الجمل التي تريد أن تكتبها ، ولكنه كان النظام للكثير من الحضارات العريقة لتسجيل تاريخها منها حضارة مصر القديمة ، وبلاد الرافدين.
-
كما أنه مع تطور الرموز والكلمات فأن الكلمة الواحدة ، أو
الرمز
الواحد أصبح يدل على أكثر من شيء وقف موقعه في الجملة فكلمة ذهب ورمزها المتعارف عليه يمكن أن تعني ذهب من الذهاب ، أو ذهب من الذهب المقصود بها معدن الذهب ، ويفهم هذا من سياق الجملة فأن قلنا ذهب الرجل إلى المسجد كان معناها الذهاب ، وأن قلنا لبست السيدة خاتماً من ذهب كان معناها معدن الذهب ، وكان هذا يوفر حفظ الكثير من الرموز .
الحروف الفينيقية
-
ولكن هذا الأمر كان مقعداً على الرغم من تطوره وكان يمثل عقبة في طريق الناس أثناء الكتابة ، وخاصة التجار الذين كانوا يستخدمون الكتابة بطريقة يومية في التعاملات ، إلى أن أتفق مجموعة من التجار
الفينيقيين
على أن يضوع نظاماً جديد للكتابة ، رموز سهلة . - وقد كان السر وراء الحروف الفينيقية هو أنهم اكتشفوا أعظم أكتشاف في تاريخ الكتابة ، وهو أن الأشخاص يستخدمون أصوات معينة ومحددة في التعامل فيما بينهم أثناء الكلام ، ومن خلال دمج هذه الأصوات وجدوا أنها تمثل 22 صوت فقط .
- وقد تم جمع هذه الأصوات فأصبحت أبجد ، هوز ، حطي ، كلمون ، عفس ، قرشد .
- وجعل الفينيقيين لكل كلمة معينة صوت تبدأ به ويرمز في ذات الوقت لهذه الكلمة ، فثلا الصوت اَاا وترمز إلى الرمز ألف الذي يعبر عن رأس الثور ، و عاا يسمى عين ، لأن كلمة عين التي تدل على عين الإنسان تبدأ بالصوت عااا ، والصوت بااا يسمى بيت لأنه كلمة بيت تبدأ بالقوت بااا ، فأن أردنا أن نكتب كلمة مثل كلمة أب فأننا نضع رمز لكلمة تبدأ بالصوت أااا ، والصوت بااا مثل رمز رأس الثور الذي يبدأ ب (أااا ) ، ورمز بيت الذي يبدأ ب (بااا ) . [2]
أصل الحروف الأبجدية العربية
اللغة العربية هي جزء من
اللغات السامية
، وهي الأصل الذي انحدر منهم مجموعة من اللغات وهي العبرية ، والعربية ، والآرامية والكنعانية ، والفينيقية كذلك من اللغات السامية لذلك فأن هناك تشابه كبير بينها وبين اللغة العربية واقتبست منها الحروف الأبجدية العربية فأخذت من الحروف الفينيقية بعض الحروف كما هي ، وبعضها أدخلت عليه بعض التعديلات فأصبحت الحروف كذلك : [3]
- حرف الألف في الفينيقية أاا ومعناه رأس الثور ، وينطق في اللغة العربية ألف .
- حرف الباء في الفينيقية بااا ومعناه بيت ، وينطق في العربية باء .
- حرف التاء في الفينيقية تاو ومعناه علامة ، وينطق في العربية تاء .
- حرف الجيم في الفينيقية جميل ومعناه جمل ، وينطق في العربية جيم .
- حرف الدال في الفينيقية دالت ومعناه باب ، وينطق في العربية دال .
- حرف الهاء في الفينيقية هيه ومعناه نافذة ، وينطق في العربية هاء .
- حرف الواو في الفينيقية واو ومعناه خطاف ، وينطق في العربية واو .
- حرف الزين في الفنيقية زين ومعناه زينة ، وينطق في العربية زاي .
- حرف الحاء في الفينيقية حيط ومعناه حائط ، وينطق في العربية حاء .
- حرف الطاء في الفينيقية طيت ، ومعناه دراجة ، وينطق في العربية طاء .
- حرف الكاف الفينيقية كاف ، ومعناها كف اليد ، وينطق في العربية كاف .
- حرف اللام في الفينيقية لامد ،ومعناها العصي الذي يستخدمها راعي الحيوانات ، وتنطق في العربية لام .
- حرف الميم في الفينيقية ميم ، ومعناه ماء ، وينطق في العربية ميم .
- حرف النون في الفينيقية نون ، معناها ثعبان ، وقال البعض أن معناها حوت لما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً ) ، وينطق في العربية نون .
- حرف العين في الفينيقية عين ، ومعناها عين ، وينطق في العربية عين .
- حرف الفاء في الفينيقية ومعناها فم ، وينطق في العربية فاء .
- حرف الصاد في الفينيقية صاد ، واختلفوا في معناه وينطق في العربية صاد .
- حرف القاف في الفينيقية قاف ومعناه فتحت الإبرة ، وينطق في العربية قاف .
- حرف الراء في الفينيقية ريش ، ومعناه رأس ، وينطق في العربية راء .
- حرف الشين في الفينيقية شين ، ومعناه سن ، وينطق في العربية شين .