مصادر الألبومين الغذائية


يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من المركبات الهامة جدًا والتي يتم تصنيعها بشكل طبيعي في الجسم ؛ لكي تؤدي الوظائف الحيوية والبيولوجية التي من شأنها أن تُحافظ على حياة الإنسان ، وتُعتبر البروتينات أحد أهم المركبات الموجودة في الجسم والتي توجد بعدة أنواع ومهام ، ومن أشهرها بروتين الألبومين الذي يتم تصنيعه بالكبد .


بروتين الألبومين


في مصل الدم (السيروم) يوجد عدد كبير من البروتينات في حين أن بروتين الألبومين هو الأكثر وجودًا والأعلى نسبة من بين جميع البروتينات الأخرى ويليه بروتين الجلوبيولين ، ويتم تكوين وإنتاج الألبومين بصفة أساسية في الكبد بنسبة تُعادل حوالي 12 مجم في اليوم .


ويبلغ حجم البروتينات الكلية في مصل الدم نسبة تتراوح بين 5.5 ـ 9.0 مجم / ديسيلتر ، بينما النسبة الطبيعية لبروتين الألبومين بمفرده تُعادل ما يتراوح بين 3.5 ـ 5.5 مجم / ديسيلتر .


ويُذكر أنه من أهم وظائف بروتين الألبومين في الجسم هو دوره في الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم ويحمي من الإصابة بالوذمة الوعائية وخلل سوائل الجسم .


دلالات نقص الألبومين في الدم


نقص الألبومين في الدم يحدث عندما تنخفض نسبة الألبومين في مصل الدم عن 3.5 مجم / ديسيلتر ، ومن أهم دلالات وأعراض نقصه ، ما يلي [1] :


  • الوذمة الوعائية ؛ والتي تُشير إلى بناء واحتباس كمية كبيرة من السوائل أسفل الجلد وخصوصًا في الأرجل والوجه .

  • وربما يُصاب المريض بخشوفنة وجفاف ملحوظ جدًا في البشرة والجلد في أجزاء الجسم المختلفة .

  • ضعف الشعر وانخفاض درجة كثافته بنسبة مرتفعة وخشونة وجفاف الشعر بشكل ملحوظ أيضًا .

  • الصفراء ، وهي تُعني تحول لون الجلد إلى اللون الأصفر ويتم ملاحظة ذلك بشكل أكبر في العينين ؛ ولكن لا تحدث تلك الحالة إلا في حالات أمراض الكبد المتدهورة .

  • قد يُصاب المريض بصعوبة في التنفس .

  • يشعر المريض طوال الوقت بالإجهاد والتعب والضعف العام وعدم القدرة على بذل مجهود .

  • اكتساب الوزن بشكل ملحوظ وغير طبيعي نتيجة احتباس السوائل بكميات كبيرة أسفل الجلد .

  • حدوث اضطراب شديد وعدم انتظام فى معدل نبضات القلب .

  • الإصابة ببعض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل : القيء والغثيان ، فقدان الشهية لتناول الطعام ، والإسهال .


أسباب نقص الألبومين في الدم


من أهم أسباب نقص الألبومين في الدم عن المعدل الطبيعي في مصل الدم ، ما يلي [2] :


قصور وظائف الكبد


كما هو معروف ؛ فإن الألبومين يتم تصنيعه بشكل أساسي وبالنسبة الأكبر من خلال الكبد ؛ وبالتالي ؛ فإن وجود قصور او خلل واضطرابات في وظائف الكبد والفشل الكبدي ؛ يؤدي إلى حدوث نقص كبير في مستوى نسبة الألبومين في الجسم ، ومن ثَم ؛ تنخفض قيمته في مصل الدم .


فشل القلب


كما أن بعض الأشخاص الذين يُعانون من أمراض الكبد وخصوصًا فشل القلب الحاد ؛ يتم ملاحظة انخفاض نسبة الألبومين في مصل الدم لديهم ، وهي ظاهرة لم يتم تفسير سبب حدوثها عبر ابحاث والاراء الطبية حتى الان .


تلف وأمراض الكلى


كما أن وجود خلل وتلف في وظائف الكلى يؤدي بشكل كبير إلى انخفاض نسبة الألبومين في الدم ؛ وخصوصًا في حالة المتلازمة الكلائية التي لا تتمكن الكبيبات في النفرونات الكلوية بها من فلترة جزيئات البروتين وخصوصًا بروتين الألبومين ، وبالتالي ينزل بنسبة كبيرة مع البول ، وهنا تنخفض نسبته في الدم >


أمراض الجهاز الهضمي


بعض أمراض الجهاز الهضمي وخصوصًا المعدة والأمعاء مثل مرض سيلياك (حساسية القمح) والتهابات الأمعاء وغيرهم ؛ ينتج عنها فقدان جزء كبير من البروتينات عبر الجهاز الهضمي ، وهذا بالطبع يؤدي إلى انخفاض نسبة الألبومين في الجسم والدم وهي حالة مرضية تُعرف باسم مرض PLE .


سوء التغذية


قد يُصاب بعض الأشخاص أيضًا بنقص في نسبة الألبومين في الدم عندما لا يحتوي النظام الغذائي خاصتهم على أهم المركبات الغذائية الأساسية ، أو ربما في حالة الإصابة بأمراض تحول دون القدرة على امتصاص المركبات الغذائية عبر الجهاز الهضمي ، وقد يحدث ذلك أيضًا في الأشخاص الذين يخضعون إلى استخدام العلاج الكيميائي .


وهناك أسباب أخرى قد تكون هي سبب نقص نسبة الألبومين في الدم ، مثل : (قصور الغدة الدرقية ، الإنتان (التجرثم) الدموي ، تفاعلات الحساسية ، الذئبة الحمراء ، حالات الحروق الشديدة ، مرض السكري) .


مصادر الألبومين الغذائية


يتم تصنيع بروتين الألبومين بشكل طبيعي في جسم الإنسان ، كما يُمكن الحصول عليه أيضًا من خلال بعض أنواع الطعام ، ومن أهمها ، ما يلي :


  • تناول اللحوم الحمراء ، وخصوصًا لحوم الأغنام والأبقار ولحوم الدجاج .

  • الحرص على تناول المأكولات البحرية وخصوصًا الأسماك .

  • الإكثار من تناول المكسرات .

  • تناول البيض ومنتجات الألبان بمختلف أنواعها .

  • تناول البقوليات ومنها الحمص ، والبازلاء ، والفول ، وغيرهم .

  • الإكثار من الأطعمة المحتوية على نسبة جيدة من البروتينات .


طرق الكشف عن نقص الألبومين


هناك بعض الاختبارات الطبية التي يُمكن من خلالها اكتشاف نقص نسبة الألبومين لدى المريض وخصوصًا عند ظهور الأعراض أو وجود أمراض مزمنة قد تؤدي إلى نقص البروتين ، مثل :


-اختبار نسبة الألبومين في مصل الدم :


وهي من أشهر الطرق وأكثرها استخدامًا ويعتمد عليها الغالبية العظمى من الأطباء من أجل التنبؤ بوجود انخفاض في نسبة الألبومين من عدمه في الدم ، غير أن اختبار الألبومين يُعد أحد الاختبارات الروتينية التي يتم إجراؤها من اختبارات وظائف الكبد .


-اختبار الألبومين المِكروي :


والذي يُعرف باسم Microalbuminuria ؛ وهو اختبار طبي يتم إجراؤه على البول من أجل اختبار وجود أي نسبة من الزلال (الألبومين) في البول حتى وإن كانت قليلة للغاية .


-اختبار طليعة الزلال


( برى ألبومين Prealbumin ) وهو اختبار قد يطلبه الطبيب من أجل معرفة مستوى سوء التغذية والبروتينات في جسم المريض ، ولا تزال العديد من الأبحاث يتم إجراؤها من أجل التوصل إلى العديد من الاستخدامات الأخرى لهذا الاخبار .


-اختبار CRP :


كما أن اختبار الـ CRP أيضًا أو كما يُعرف باسم اختبار البروتين النشط سي هو أحد الاختبارات التي توضح وجود نسبة عالية من الالتهابات في الدم ؛ حيث أن نقص الألبومين قد يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في الدم ، ومن ثَم ؛ فإنه إذا كانت نتيجة اختبار البروتين النشط سي إيجابية وبنسبة مرتفعة ؛ فهي تُعد أحد الأدلة الأخرى على نقص الألبومين في الدم .


-اختبارات عامة :


وفي بعض الأحيان ؛ قد يُشير الطبيب إلى ضرورة إجراء المزيد من الاختبارات الأخرى إلى جانب واحدًا أو أكثر من الاختبارات السابقة ، مثل اختبار وظائف الكبد الكاملة أو وظائف الكلى الكاملة ، وقد يُشير أيضًا بإجراء اختبار صورة الدم الكاملة من أجل الكشف عن مستوى الألبومين في الدم والتثبت أيضًا من سبب هذا الخلل .


ونظرًا إلى أنه في حالة عدم الحصول على الخطة العلاجية المناسبة إذا ما كان المريض يُعاني بالفعل من نقص الألبومين في الدم بشكل سريع ينتج عنه مخاطر صحية كبيرة ؛ فإنه من اللازم أن يتم العودة إلى الطبيب فورا في حالة ظهور أي من الأعراض المصاحبة لنقص الألبومين للحصول على الرعاية الصحية المناسبة .