قصة اختراع اول قناع طبي
إن البحث على الأقنعة الطبية وارتدائها عادة ما يحدث كوسيلة للحماية من الأمراض المعدية، ويقتصر ارتدائها على الأطباء والمخالطين، أما في حال انتشار مرض معدي والذي حدث عدة مرات على مدار التاريخ، وآخرها هو فيروس كورونا المستجد، فلقد أصبح لابد من ارتداء الاقنعة من قبل جميع الأشخاص سواء كانوا مرضى أو أصحاء كوسيلة للوقاية وللحد من هذا المرض، وفي هذا المقال سوف نعرض لكم قصة اختراع اول قناع طبي .
قصة اختراع اول قناع طبي
إن أول دراسة ذكر فيها ارتداء القناع كوسيلة للوقاية من الأوبئة التي تنتشر في البلاد كان ذلك في عام 1897، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن استخدامها كان نادر، ولكن في عام 1905 قامت طبيبة في شيكاغو تدعى أليس هاميلتون، بكتابة مقال في الجمعية الأمريكية الطبية، تحدثت فيه على أن مرضى الحمى القرمزية عند العطس يخرج منهم كمية بكتريا كبيرة، ويمكن أن يتأثر بها الأطباء وتؤثر على المرضى خلال الجراحة؛ لهذا السبب ذكرت أنه لابد من ارتداء هذا القناع أثناء العمليات الجراحية.
الكمامة و وباء الطاعون
لم يكن شخص يهتم بارتداء
الكمامة
حيث أنه لم توجد أي خطورة عليهم، فإن أهميته تقتصر على الأطباء فقط، ولكن في عام 1910 أنتشر وباء الطاعون، ولقد قامت المحكمة الصينية بتعيين طبيب صيني يدعى وو ليان تيه (وو لياند) حتى يرأس مهمة مكافحة وباء الطاعون، وبعد أن قام بعمل العديد من الدراسات ذكر أن المرض ينتقل من خلال الاتصال الجوي، وأنه يجب أن يتم ارتداء كمامات من قبل عامة الشعب والاطباء كوسيلة للوقاية والحد من هذا الوباء.
ولقد ذكر أن بداية الوباء كانت في القرن السادس الميلادي، حيث أنه في هذه الفترة أنتشر الطاعون وكانوا يذكرون أنه ينتقل من خلال الرائحة، ولكن المشكلة أن البعض يذكر أن هذه الكمامة لم تظهر مع بداية
الطاعون
ولكن حدث ذلك بعد أن تفشى وكان سبب في وفاة العديد من الأشخاص حول العالم.
هل تم ارتداء الكمامات خلال وباء الانفلونزا
لقد أنتشر وباء الأنفلونزا على نطاق واسع في عام 1918، فلقد كانت الهيئة الطبية تحرص على أن ترتدي أقنعة كوسيلة لحماية أنفسهم، ونظرًا لكثرة الحاجة إلى هذه الأقنعة فإن الصليب الأحمر قام بتجنيد ما يصل إلى 120 عامل حتى يمكنهم إخراج ما يصل إلى 260.000 قناع في ثلاثة أيام. [1]
أول قناع طبي لمنع عن الرائحة
إذا حاولنا أن نتعرف على بداية ارتداء القناع والتي تعود إلى القدم، قبل أن يتعرف الناس على أن الفيروسات أو البكتريا يمكن أن تكون وسيلة لنقل الأمراض، أو أنها تطفو في الهواء وتجعل الأشخاص مرضى، ولكن على الرغم من ذلك كان الناس يرتدوا أقنعة، ولقد ذكر أول محاضر في قسم
الأنثروبولوجيا
الاجتماعية في جامعة سانت أندروز والذي يدعى كريستوس لينتيريس ( لقد كان خبير في القناع الطبي) إلى أنه يوجد صور توضح أن الناس في عصر النهضة كانوا يقوموا بتغطية أنوفهم باستخدام منادل، حتى تكون وسيلة للوقاية من الأمراض، ويوجد لوحات أخرى تعود إلى عام 1720 بسبب أنتشار الطاعون، والتي توضح أن الأشخاص الذين كانوا يقوموا بدفن الموتى من الطاعون كانوا يقوموا بتغطية أنوفهم كوسيلة للوقاية من المرض. [2]
نصائح عند ارتداء الكمامة
يوجد بعض النصائح التي يجب أن تحرص عليها قبل أن ترتدي الكمامة، وتتمثل هذه النصائح فيما يلي:
- احرص على غسل يديك قبل أن تقوم بإرتداء الكمامة أو يمكنك استخدام الكحول حتى تتأكد أن الايدي نظيفة وخالية من الجراثيم.
- بعدها قوم بوضع الكمامة على الوجه مع الحرص على أن تكون ملتصقة بالوجه مباشرة، حتى تضمن عدم دخول الهواء من أي جانب.
- تجنب تمامًا لمس الكمامة خاصة عند لمس الأسطح في الخارج.
- أحرص على التخلص من الكمامة بعد أن تصبح رطبة.
- من الأفضل عند التخلص من الكمامة أن تقوم بتقطيعها حتى تتأكد من عدم استخدام أي شخص آخر لها.
- تجنب تمامًا ارتداء الكمامة أكثر من مرة حيث أن هذه الطريقة غاية في الخطورة.
- عند خلع الكمامة يجب أن تحرص على خلعها من الجزء الخلفي وتخلص من على الفور.
- بعد خلع الكمامة أحرص على غسل الايدي أو استخدام الكحول.
إن هذه النصائح من منظمة الصحة العالمية، يجب أن تحرص عليها حتى تضمن الحفاظ على صحتك وعلى صحة جميع من حولك، وحتى لا تكون وسيلة في نشر الوباء بشكل أكبر. [3]
منطقة الصحة العالمية و كمامة الوقاية
بعد انتشار
فيروس كورونا
المستجد والذي سبب الذعر في العالم أجمع، والحالات بشكل يومي في تزايد ولم يتم التوصل إلى العلاج المناسب الذي يمكن من خلالها علاج هذا الوباء، في البداية كان يقتصر أرتداء الكمامة على الأشخاص المخالطين والأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض حتى لا يكونوا سبب في نقل الأمراض إلى الأشخاص الموجودين في المكان، وكذلك الأشخاص الذين يعملون في الهيئة الطبية.
ولكن بعد انتشار فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع، مما كان سبب في أن تفرض الحكومة على الجميع بإرتداء الكمامات كوسيلة للوقاية والسيطرة على الإصابة بهذا الوباء والحد من انتشاره. [4]
توثيق أول قناع طبي
كما ندرك أنه قبل أنتشار فيروس كورونا المستجد لم يكن أمر الكمامات ذا أهمية بالغة بالنسبة للناس كما نرى اليوم، ولقد ذكرت بعض المصادر أن أول شخص ذكر استخدام الكمامات من قبل الأطباء الجراحين هو الجراح الفرنسي بول بيرجر وكان ذلك في عام 1897 ميلاديًا، وكان الهدف من ذلك هو الوقاية بالنسبة للطبيب وكذلك المريض.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه الفكرة قد لاقت الكثير من الهجوم في البداية، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر ضروري حين أدرك الجميع مدى أهمية ارتداء الكمامة من قبل الأطباء، ولكن أهمية هذا القناع بالفعل ظهرت خلال أنتشار مرض الطاعون فكما وضحنا أنه كان يوجد أعتقاد في هذه الفترة أن الطاعون ينتشر من خلال الرائحة.
اللجوء إلى الكمامات في الحروب
نعم إن الكمامات كانت من الأغراض الأساسية بالنسبة للجنود، خاصة في الحرب العالمية الأولى حيث أنه كان يتم القاء غازات مثيلة للدموع والتي يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية إلى الجنود، هذا بجانب أنه يجعلهم يشعرون بالاختناق، فيمكن أن يسبب التهاب في الاغشية المخاطية، ويمكن أن يصل الأمر إلى قتل الجنود بهذا الغاز.
إن أول شخص قام بعمل كمامة عبارة عن طبقتين هو أوتو هويبنر حتى يتم استخدامها خلال الجراحة كوسيلة للوقاية من البكتريا والجراثيم التي يمكن أن تنتقل من خلال المريض، ومع مرور الوقت حدث له العديد من التطورات التي جعلت منه أكثر أمانًا.
بهذا نكون تحدثنا على قصة اختراع اول قناع طبي ، ولقد عرضنا أيضًا أهم المعلومات التي يجب أن تدركها حول الكمامات وحول طريقة الاتداء والطريقة التي يمكن خلع الكمامات بها والتخلص منها حتى لا تسبب أي مشاكل على الشخص المصاب، وحتى لا تكون سبب في نشر الوباء على نطاق أوسع.