متلازمة العطاس الضوئي
العطاس هو رد فعل طبيعي لإزالة العوامل المزعجة من الأنف، لكن بينما يكون من الطبيعي العطس للشخص المصاب بالبرد أو الحساسية، فإن بعض الناس يعطسون عندما يتعرضون للضوء أو المحفزات الأخرى.
منعكس العطاس الضوئي يعرف بأنه متلازمة الهياج العيني الشمسي الجسدية القاهرة (السائدة)، هي حالية تتسبب في العطس الشديد عند التعرض لضوء ساطع ، هذه الحالة تختلف عن العطس العادي، الذي يتسبب بمحفز أو التهاب .
منعكس العطاس الضوئي يؤثر على 11إلى35 بالمئة من المجتمع، لكن الحالة إلى الآن لم يتم دراستها بشكل كافي، وفقا لدراسة أجريت عام1995، فإن غالبية المصابين بالعكس الضوئي هم من الإناث أو القوقاز
تأثير جينات العطاس الضوئي
منعكس العطاس الضوئي هو سمة جينية موروثة، لكن بما أن العطاس هو حدث عادي ومتكرر، فمن المحتمل أن يملك الشخص هذه السمة دون الانتباه لها
وهي أيضا سمة سائدة، أي إذا كان أحد الابوين لديه هذا المنعكس، فإن الولد سيكون لديه خمسين بالمئة فرصة ان يرث متلازمة العطاس الضوئي أيضا
الجين المسؤولة عن العطاس الضوئي لم يتم التعرف عليها بشكل دقيق، لكن إذا كان الشخص لديه هذه السمة، فمن المرجح أن يعطس بشل متكرر عند التعرض لضوء ساطع. عدد العطسات يمكن أن يكون قليلا ويتراوح بين اثنين أو ثلاثة، ويمكن ان يكون كبيرا جدا ويصل إلى أربعين عطسة بسبب الضوء
أي ان الطريقة التي يعمل فيها المنعكس عند كل شخص يمكن ان تختلف حتى ضمن العائلة الواحدة، من المهم أيضا ذكر أنه بينما الضوء الساطع يمكن ان يسبب منعكس العطاس الضوئي، لكن المنعكس لا يحفز بالضوء نفسه، إنما يحفزه تغير في كثافة الضوء وشدته
أي ان الجلوس في منزل يحوي ضوء ساطع لا يسبب منعكس العطس الضوئي. لكن يمكن ان يبدأ الشخص بالعطس عند خروجه على ضوء الشمس بشكل مباشر. بشكل مشابه أيضا، إذا كان الشخص يقود في نفق في يوم مشمس ومشع، فيمكن ان يبدأ بالعطس عند نهاية هذا النفق
أسباب متلازمة العطاس الضوئي
على الرغم من ان منعكس العطاس الضوئي موروث، غلا أن بعض الباحثين اعتقدوا أن هناك أسباب أخرى تسببه، ولا يزال الأمر يتطلب المزيد من الأبحاث للتأكد
في الدراسة التي أجريت عام 1995 وجدوا أن أقل من سبعة وعشرين بالمئة من الأشخاص الذين لديهم متلازمة العطاس الضوئي كانوا قادرين على استدعاء أن أحد والديهم لديه نفس منعكس العطاس
هذه الدراسة وجدت صلة بين منعكس العطاس الضوئي والحاجز الأنفي المنحرف، السبب الفعلي لمنعكس العطاس الضوئي غير معروف
إحدى النظريات وجدت ان العطاس يتضمن العصب البصري. التغير في الضوء يمكن ان ينشط هذا العصب، مما يخلق نفس الإحساس بوجود عامل مهيج في الانف، قد يكون هذا الإحساس هو مسبب العطس
نظرية أخرى هي أن التعرض للضوء يسبب
دموع العين
، والتي تفرغ لفترة وجيزة في الأنف. قد يسبب هذا أيضًا تهيجًا مؤقتًا في الأنف والعطس. إنه ليس مجرد تغيير في الضوء يمكن أن يؤدي إلى منعكس العطاس. بعض الأشخاص الذين يعانون من منعكس العطاس الضوئي حساسون أيضًا لأنواع أخرى من المحفزات
على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من منعكس العطاس الضوئي، يمكن ان يؤدي حقن العين لديهم مثل التخدير قبل القيام بجراحة في العين إلى حدوث عطاس واحد أو أكثر
وذلك لأن حقن العين يسبب تحفيز العصب ثلاثي التوائم، هذا العصب يزود الإحساس للوجه، كما أن يرسل إشارات إلى الدماغ كي يعطس.
بعض الناس أيضا يقومون بالعطس بعد الاكل، هذا يمكن ان يحدث بعد تناول الأطعمة الحارة أو تناول وجبات كبيرة ودسمة. الأطعمة الحارة يمكن ان تزيد من العطاس حيث تكتشف المستقبلات في الأنف الكابسيسن، وهو مستخلص من الفلفل الحار. بينما يكون سبب العطس المتكرر من المعدة الممتلئة غير معروف، لكنه لا يبدو انه لديه أي علاقة بحساسية الطعام .[1]
كيف يعمل منعكس العطاس الضوئي
لا يبدو أن منعكس العطاس الضوئي يبدو منطقيا، حيث يكون في العادة الغرض من العطس هو إزالة المهيجات أو الجراثيم من الأنف، والضوء الساطع لا يكون سببا أبدا. تم وصف هذه الظاهرة لأول مرة في خمسينات القرن الماضي، بعد أن اكتشف طبيب فرنسي العديد من المرضى الذين يعطسون استجابة لضوء منظار العين الخاص به، (الجهاز الذي يستخدمه الأطباء لفحص الشبكية).
وكشف التحقيق الإضافي أنه لم يكن هناك أي ضوء جلب العطاس، بل ومضات مفاجئة. يعطس هؤلاء المرضى بشكل موثوق عندما يتعرضون بسرعة لأشعة الشمس، والتصوير الفوتوغرافي بالوميض، وفي حالات قليلة، حتى الضوء فوق البنفسجي.
في سبعينات القرن الماضي، أطلق عليها الاسم الرسمي وهو متلازمة العطاس الضوئي ACHOO وهو يشير إلى متلازمة الهياج العيني الشمسي الجسدية القاهرة (السائدة)، ولكن بما أنها ليست مشكلة طبية ملحة أي ليس لها أعراض جانبية شديدة، لم يتم البحث عن ردود فعل العطس الضوئي بشكل جيد للغاية. هناك بضع عشرات من الأوراق التي تحقق في الحالة.[2]
نظريات متلازمة العطاس الضوئي
- قد يكون للعطاس الضوئي جذوره في الجهاز العصبي النظير الودي، الذي يتحكم في العديد من أفعالنا اللاإرادية. أحد الاحتمالات هو أن التنشيط المفاجئ لأحد مكونات هذا النظام أي انقباض الحدقة والخروج في وجه الضوء الساطع ينشط تلقائيًا مكونًا آخر، وهو العطس. ولكن هذا لن يفسر لماذا يعاني بعض الناس من العطس الضوئي والبعض الآخر لا.
- احتمال آخر: ربما يقوم العصب البصري، الذي يستجيب للضوء، بتمرير إشاراته وأليافه مع العصب القحفي الخامس، الذي يتحكم في بعض حركات الوجه. وفقا للنظريات الطبية فإن: بينما ينطلق العصب البصري لإشارة الدماغ لتضيق الحدقة، فإن بعض الإشارات الكهربية يتم استشعارها بواسطة العصب الثلاثي القحفي الخامس ويخطئ الدماغ في اعتبارها مهيجة في الأنف.[2]
علاج العطاس الضوئي
منعكس العطاس الضوئي بحد ذاته لا يضر بالصحة، هذه حالة معروفة، لكن إلى الآن لا يوجد علاجات أو عمليات جراحية يمكن ان توقف هذا المنعكس او تخفف منه
لتجنب العطاس، بعض الناس يقومون بتغطية اعينهم قبل التعرض للشمي والأضواء الأخرى من خلال ارتداء النظارات الطبية، الأوشحة أو حتى القبعات
في حين أن العطس الضوئي غير مرتبط بالحساسيات، لكن تناول
مضادات الهيستامين
التي يؤخذ بدون وصفة طبية يمكن ان يقلل المنعكس عند الناس الذين يعانون من حساسيات موسمية
مخاطر العطاس الضوئي
منعكس العطاس الضوئي يمكن ان يكون خطيرا في بعض الحالات، مثل عند تشغيل سيارة أو مركبة أخرى، قد يؤدي التعرض المفاجئ للضوء الساطع إلى العكس المتتالي والمتكرر، مما يؤثر على قدرة الشخص في التحكم بسيارته
ولان العطس يسبب إغلاق لا إرادي للعين، فإن العطسات المتتالية أثناء القيادة يمكن ان تؤدي إلى حدوث حوادث مروعة. منعكس العطاس الضوئي يمكن أيضا أن يسبب خطرا للأشخاص الذين يقودون طائرات
إذا كان حقن العين يزيد من منعكس العطاس الضوئي، يمكن ان يبدأ الشخص بالعطاس عندما يقوم الطبيب بحقن الدواء داخل عين المريض قبل الجراحة أو أي عملية أخرى. إذا لم تزال الإبرة في الوقت المناسب، يمكن ان يتسبب ذلك في أذى دائم أو جزئي في العين. يجب التحدث مع الطبيب إذا كان الشخص يعاني من منعكس العطاس الضوئي ويخاف من الآثار الجانبية لذلك[1]