قواعد تربية الأطفال في اليابان

في الوقت الحالي نجد أن الطفل الياباني يضرب المثل في


الذكاء


، والأخلاق الحسنة ، والتعامل الاجتماعي المميز ،  والحقيقة أن السبب الرئيسي وراء هذا هو التربية السليمة ، والقواعد الأساسية التي تستخدمها دولة اليابان في تربية الأطفال منذ صغرهم ، وحتى يكبروا ، و تعتمد اليابان في تعليمها على نظام متكامل يرتبط مع بعضه البعض حتى يصبح الطفل في نهاية الأمر قادراً على أن يعرف واجباته ، وحقوقه  في المجتمع .


قواعد تربية الأطفال في اليابان

يلتزم الآباء في اليابان بتعلم أطفالهم مجموعة من القواعد الأساسية حتى يصبحوا من أفضل الأطفال ، وأكثرهم ذكاءً على مستوى العالم ، ومن أهم هذه القواعد :  [1]


حكاية القصص المفيدة للأطفال

ربما يظن البعض أن هذا الأمر من الأشياء التافهة في التربية ، وأنها لا يمكن أن تفيد الطفل بشكل قوى ، ولكن في الحقيقة ، فأن القصص هي من أكثر الأشياء التي يحب الأطفال سماعها كما أنها تعلق في أذهانهم إلى مدة طويلة من الزمن ، ويجب على المسلمين أن يحكوا لأطفالهم عن تاريخ الدولة الإسلامية ، والصحابة حتى يكون لديهم قدوة في أذهانهم راغبين أن يصبحوا مثلهم ، كما يحدث في اليابان بأن يحكي الآباء للأبناء القصص التي تجعلهم قادرين على معرفة العادات ، والتقاليد اليابانية ، كما أنهم يحدثون الأطفال عن تاريخ دولة اليابان .


تكوين علاقة قوية بين الأم وطفلها

من أكثر الأشياء التي يمكن أن تتعرف عليها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو في دولة اليابان ، أو حتى الأفلام اليابانية ، هو أن هناك علاقة قوية جداً لا تشبهها أي علاقة بين الأم وطفلها في دولة اليابان ، والحقيقة أن هذه من أقدم ، وأروع القواعد التي يمكن أن طبق في كل العالم ، كما أن الأم اليابانية تحاول دائماً أن تكون برفقة طفلها في كل وقت ، حتى وأن كان هناك ما يشغلها فأنها تلغي جميع أعمالها حتى تهتم بطفلها ذلك فأنك تجد الأم تحمل رضيعها في الأسواق العامة ، ولا تنتشر كثيراً فكرة وجود مربيات للأطفال ، لأن الأم تفضل أن ترعى طفلها بنفسها ، وتكون بجواره لأطول فترة ممكنة .


كثرة الأنشطة الاجتماعية

الحقيقة أن الطفل الياباني لا يقوم بكل الأفعال بناء على ضغط من الأب أو الأم ، وأنما يقوم بهذا لأنه يعلم تمام العلم القواعد المطلوب منه أن يؤديها ، وهذا لأنه منذ صغره يبدأ بممارسة الأنشطة الرياضية ، والاجتماعية التي تؤهله لأن يتعلم القواعد ، ويحافظ عليها ، ويجعلها من أولوياته ، كما أنها تساعده على تقوية علاقاته الاجتماعية وبناء بيئة اجتماعية صحية ، وهذا لأن لدي الطفل الياباني قواعد يجب أن يلتزم يها ، في المدرسة ، والمنزل ، كما أن أوقات فراغه لها قواعد يجب أن يقضيها وفقها.


الغذاء الصحي المتوازن

يحرص الأمهات على إعداد وجبات غذائية متكاملة العناصر لأطفالهم ، وخاصة أن كانوا في مرحلة دراسية مهمة ، وهذا إيماناً منهم أن


العقل السليم في الجسم السليم


، لذلك فأنك تجد الوجبات المدرسية التي يأخذها الطفل معه إلي المدرسية معدة بالكامل في المنزل ، وتحتوي على عناصر غذائية مفيدة جداً لجسد الطفل وتساعده على التركيز ، لذلك فأن الطفل لا يتهم بشراء الوجبات الجاهزة ، ولا الأطعمة التي تحتوي على المواد الحافظة التي تجعل لديه فرط في الحركة ، وقلة في التركيز .


التعاون مع الآخرين

من أهم القواعد التي سوف تجدها في دولة اليابان ، هو أن الأطفال متعاونون إلى درجة كبيرة مع غيرهم وهذا لأن هذا التعاون يبدأ من المنزل ، في أن الأم تحاول دائماً أن تجعل الطفل يتشارك معاها في أعمال المنزل ، ويقوم بمساعدتها على قدر استطاعته ولو بشيء بسيط ، ولكنه شارك به ، لذلك فأن ذهبت إلى مكان ستجد الطفل يجلس في مكانه بكل أدب واحترام ولا يحاول أن يجعل مكانه غير نظيف كنوع من المساعدة والتعاون .


اعتماد الأطفال على أنفسهم

منذ الصغر يحاول اليابانيون أن يجعلوا الطفل مستقلاً بذاته ، ويعتد على نفسه في أغلب المهام التي يقوم بها ، حتى أنهم يجعلون الأطفال يذهبون للمدرسة وهم في سن السابعة بمفردهم ويعودون بمفردهم ، وما يسهل هذا الأمر هو أن دولة اليابان تتمتع بوسائل نقل مريحة جداً وأمنة ، كما أن نسبة الجريمة في اليابان منخفضة جداً ، وهذا ما يجعل الأم ، والأب غير قلقين على أبنائهم أثناء الذهاب ، أو العودة من المدرسة بمفرده .

وبعد فترة يعمل الأب على أن يشترى لطفل دراجة يقودها بمفرده ويذهب بها للمدرسة وحده ، كما أن المدرسة تحاول أن ترسخ بداخلهم مبدأ الاستقلال والاعتماد على النفس  منذ الصغر ، عن طريق الاشتراك في صنع وجبة الغذاء التي يتناولها الطفل في وقت الراجة ، أو تقديمها لزملائهم ، كما أنهم يقومون بتنظيف الفصول بمفردهم ، لذلك فأن أغلب المدارس اليابانية ليس لديهم عمال نظافة ، وكل هذه الأمور من شأنها أن تنمى داخل الطفل حب الاستقلال الذاتي ، والقدرة على تحمل المسؤولية . [2]


عدم معاقبة الطفل أمام العامة

عادة ما يقع الأب ، أو الأم ، وحتى المعلمون في المدارس في خطأ معاقبة الطفل أمام العامة من الناس سواء كانوا يعرفون الطفل أو لا يعرفونه ، و هذا الأمر غير شائع في دولة اليابان حيث أنهم يعلمون أن هذا الأمر من شأنه أن يؤثر في نفسية الطفل ويجعله غير قادر على مواجهة العالم الخارجي ، إضافة إلى هذا يقلل من ثقة الطفل في ذاته ، ويجعله أكثر عدوانية مع من يوبخه أو يعاقبه أمام الناس .


التعليم في اليابان

هناك الكثير من القواعد التي قد لا تخطر على بال الكثير من الدول الاهتمام بها  ، ولكن ما جعل دولة اليابان متطورة في مجال التعليم هو أنها أخذت في عين الاعتبار هذه الأمور البسيطة وجعلتها قواعد تطبق ومن أهمها : [3]

  • تنظيم حركة المرور خاصة في الصباح للأطفال الذين يذهبون للمدرية بمفردهم ، وتيسير حركة السير ، والمرور إلى المدارس خاصة حتى يصل الأطفال إلى المدرسة سالمين في وقتهم المحدد.
  • ألتزم المعلمين ، والمدرسين بالوصول إلى المدرسة قبل موعد الدوام ، حتى يكون صورة مشرفة للطلاب ، ويكونوا قادرين على التعلم منه الانضباط ، الالتزام .
  • كما يقف المعلمين في بداية اليوم الدراسي على أبوب المدرسة لاستقبال الأطفال بابتسامة عريضة ، حتى يحصلوا على الطاقة الإيجابية .
  • لا يوجد جرس للانتباه بين الحصص ، وانما هناك موسيقية تعمل بين الحصص ، وفي نهاية اليوم الدراسي ، حتى لا يزعج الصوت الطلاب .
  • حصص الزراعة ، والرياضة هي من أهم الأشياء التي لا تهملها دولة اليابان كما أنها تحرص على أن يكون هناك زهور أو نباتات يزرعها الطالب بذاته ، وتظل في المدرسة باسمه ، ويملكها دائماً .
  • يحترم المعلمون في اليابان الطلاب وكأنهم أشخاص كبار ، فينادي المعلم على الطالب ذو السبع سنوات بأستاذ ، أو دكتور .