مبادئ القيادة الأخلاقية
نحن نعيش في عصر من عدم الثقة حيث يثق 18٪ فقط من الجمهور بالأعمال التجارية الكبيرة ، وبالتالي فإن المطلوب لاستعادة مستوى عالٍ من الثقة في كثير من الأعمال هو القيادة الأخلاقية ، وهذا لا يعني فقط أن يكون القادة الأفراد أخلاقيون ، ولكن يجب أن يخلق القادة الأخلاقيين ثقافات أخلاقية حيث أن السلوك الأخلاقي هو جوهر سلوك كل فرد في العمل .
تعد أخلاقيات القيادة جديدة نسبيًا ولكنها تتعامل مع من هم القادة وماذا يفعل القادة ، حيث يهتم العديد من أصحاب العمل بالأخلاقيات في مكان العمل لأن الاختيارات التي يتخذها القادة بالإضافة إلى كيفية استجابتهم في ظرف معين يتم إبلاغها وتوجيهها بأخلاقياتهم ، وهناك مبادئ تعرف باسم مبادئ القيادة الأخلاقية وهي الاحترام والخدمة والمجتمع والعدالة والصدق حيث أن هذه المبادئ هي صميم القيادة الأخلاقية .
ثقافة القيادة الأخلاقية
إن ثقافة القيادة الأخلاقية هي عبارة عن بيئة عمل تحكمها المبادئ بدلاً من السلطة أو السياسة أو
الشخصيات الهامة
، وهذا يعني أن هناك مجموعة مفصلة من المبادئ التي يفهمها ويمتلكها كل فرد في المنظمة ، ويجب أن يتسق سلوك القيادة مع تلك المبادئ حيث أنهم يمثلون الطريق لبقية المنظمة .
يُنتظر من الجميع في القوى العاملة أن يكون لديهم سلوك أخلاقي قائم على المبادئ ليس فقط عندما يكون ذلك مناسبًا ولكن الأهم عندما تصبح الأمور صعبة ، ويعكس كلاً من التعويض والتعليقات ومراجعات الأداء والتوجيه والتدريب مجموعة المبادئ هذه ، كما أن هناك مجموعة من العواقب على أولئك الذين لا يلتزمون بالمبادئ ، حيث لا يكفي أن يكون لديك رمز أخلاقي يتم نشره على الحائط ، بل يجب أن تكون هذه الأخلاق في سلوك كل فرد في المنظمة يوميًا .
مبادئ ثقافة القيادة الأخلاقية
لقد تم تطوير مجموعة من المبادئ الهامة لثقافة القيادة الأخلاقية على مدار الأربعين عامًا الماضية ، وقد تم اختبارها وتبنيها في مجموعة واسعة من الشركات في خمس قارات وهي تمثل أفضل الثقافات العديدة ، حيث يعتني الناس بما يمتلكونه وبالتالي يكون هناك التزام بامتلاك الآخرين لاتجاه المنظمة وممارسات عملها ووظائفهم .
نجد أيضاً أن القيادة تلهم الجميع حيث يتجه الجميع في نفس الاتجاه ، وتتبنى منظورًا استراتيجيًا وتشرك الجميع في رؤية المنظمة ورسالتها واستراتيجيتها ، كما يتحمل الأشخاص المسؤولية الكاملة عن نجاح المنظمة وعن بعضهم البعض ، ويخضع الأشخاص للمساءلة الذاتية عن سلوكهم ونتائج أعمالهم ويقتنعون به .
تقوم القيادة الأخلاقية على الاحترام المتبادل من حيث احترام الجميع لذاتهم بغض النظر عن من هم ، كما يوجد هناك احترام للتنوع ، ويجب التركيز على السلوك المحترم الذي يبني احترام الذات العالي لدى الجميع على جميع مستويات المنظمة ، وهناك تركيز أيضاً على أن تكون جميع الأفراد جديرة بالثقة ، كما يعتبر الخوف مرفوض كوسيلة للتحفيز بالإضافة إلى وجود شفافية تامة في جميع الممارسات التجارية .
إن ثقافة القيادة الأخلاقية لا تضمن فقط وجود مستوى عال من الثقة في جميع المجالات ، ولكنها تخلق بيئة مناسبة للروح البشرية حيث يمكن للناس أن يكونوا أفضل ذواتهم .
المبادئ الرئيسية للقيادة الأخلاقية
الاحترام في القيادة الأخلاقية
يتم تحديد وتعريف الاحترام كقادة تحترم الآخرون وأنفسهم ، لكن الاحترام في القيادة الأخلاقية هو أمر معقد ويتعمق أكثر من الاحترام الذي يعلمه الآباء لأطفالهم ، حيث يجب أن يحترم القائد أتباعه وأن يكون متعاطف ومتسامح مع وجهات النظر المتعارضة ، وعلى الرغم من وجود بعض التعارض بين رئيس العمل والأفراد .
تقديم الخدمة للأخرين
يجب أن يخدم القائد الأخلاقي الآخرين أيضًا ، ويجب على القادة الأخلاقيين وضع رفاهية متابعيهم على رأس قائمة اهتماماتهم ، حيث يجب أن يقوم القادة والمشرفين على العمل بتقديم يد العون ومساعدة الأخرين من الأفراد في حل أي مشكلة ، بحيث بمجرد أن يضع الفرد المشكلة أمام القائد يقوم القائد بخدمته وحل هذه المشكلة وتقديم يد العون .
العدل من مبادئ القيادة الأخلاقية
يعتبر العدل مبدأ أخلاقي آخر ، ويجب أن يكون القادة الأخلاقيون قلقون بشأن قضايا العدل والعدالة ، لأنه إذا كان القائد عادلًا ، فهو قادر على معاملة جميع أتباعه بطريقة عادلة ومتساوية ، حيث يجب أن يتم التعامل مع جميع أعضاء الفريق بشكل واحد دون تفرقة بينهم حيث أن العدل في القيادة يعمل على إدارة جميع الأعباء و
إنجاز
جميع الأعمال ، وبالتالي فإن معاملة الفريق كله بنفس الطريقة من أساسيات القيادة الأخلاقية .
الصدق في القيادة الأخلاقية
المبدأ الرابع للقيادة الأخلاقية هو الصدق ، ويعتبر الصدق هو مبدأ مهم وفهم أفضل عندما نفكر في عكس الصدق والخيانة ، حيث أن التضليل هو شكل من أشكال الكذب وطريقة لتضليل الواقع ، حيث أن العمل عملت تحت بعض القادة الذين ليس لديهم الكثير من الصدق يؤدي إلى كثير من الصعوبات في العمل ، لكن إذا كان القائد صادقاً فإن العملية الإنتاجية تتم بسهولة حيث يتم إنجاز جميع الأمور بسهولة ويسر .
التعاون الجيد مع المجتمع
المبدأ الرئيسي الأخير للقيادة الأخلاقية هو التعامل الجيد مع المجتمع ، لأن القائد الأخلاقي الجيد هو من بناة المجتمع وذلك من خلال مراعاة الغرض من كل شخص يشارك في مجموعة بحيث أن يكون منتبهًا لمصالح المجتمع والثقافة ، على سبيل المثال إذا كانت المنظمة التي يتم العمل فيها تقوم بعمل جيد مع بناء المجتمع فإن ذلك يعتبر من الأمور الهامة والجيدة للقيادة الأخلاقية ، حيث أن ذلك يساعد المجتمع في تقديم حلول لمعالجة أي قضايا قد تواجه المجتمع وهذا أمر جيد يجب أن تتسم به القيادة الأخلاقية .[1]
أهمية المبادئ الأخلاقية
إن المبادئ الأخلاقية غاية في الأهمية لأنه إذا استطاع القائد أن يحترم الآخرين ، وأن يخدم الآخرين ، وأن يكون عادلاً ، وأن يكون صادقًا ، وأن يبني مجتمعًا فإن ذلك سيقطع شوطًا طويلاً في تقدم المؤسسة وبالتالي يجب الحرص على العمل بهذه المبادئ الهامة .
تعتبر الأخلاق هي نظام من المبادئ الأخلاقية ، وبينما توجد أخلاقيات تنطبق على المجتمع بأكمله أو على الأقل أغلبيته فهناك أخلاقيات أكثر تحديدًا حيث يتحدث معظم الشركات أو مجالات الخبرة عن مبادئها الأخلاقية الخاصة بها ، وهي عبارة عن إرشادات تساعد الأشخاص المتضمنين في هذه الأنشطة على القيام بها بشكل أفضل ، ونسمي هذا النوع من الأخلاق بمصطلح الأخلاق المهنية .
تعمل هذه الأنواع من الأخلاقيات في بيئة مهنية ، ولكن هذا لا يعني أن القيم التي تمثلها ليست شيئًا لن يحترمه الناس خارج تلك البيئة .
بعيداً عن تلك المبادئ السابقة غالبًا ما يتم تعريف الكفاءة المهنية والرعاية الواجبة من المبادئ الأساسية للقيادة الأخلاقية حيث أنها التزام بالحفاظ على مستوى عال من المهارة والمعرفة المهنية ، وهذا المبدأ الأخلاقي مرتبط بالطبع بإعداد مهني ولكنه أيضًا مهم للغاية ، ويجب على الأشخاص الذين يشتركون في مكان العمل معًا أن يحاولوا جميعًا الحفاظ على مستوى عالٍ من الكفاءة لأنه عندها فقط يمكن اعتبارهم محترفين حقيقيين .
مع مستوى عال من الكفاءة المهنية يمكن للمرء أن يكون قدوة لأشخاص آخرين ، وخلق بيئة عمل توفر أفضل النتائج ، ويجب على الشخص أن يسعى جاهداً للحصول على المعرفة والمهارات المهنية التي ستمنحه القدرة على الأداء في مكان عمله على مستوى عال ، ويجب عليهم أيضًا محاولة الحفاظ على تلك المعرفة والمهارة .[2]