استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية
يتعرض الجميع كل يوم لمجموعة من الضغوط المختلفة سواء في العمل أو في المنزل، حول مختلف الأمور في الحياة والتي تدور عادةً حول ما يسعى المرء لتحقيقه وما يخشى من وقوعه، بالإضافة لضغوط المشكلات التي يواجهها الكثيرين بشكل يومي. والاستسلام لهذه الضغوط يؤثر على الحالة النفسية والبدنية وعلى الأداء بشكل عام.
استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية
هناك مجموعة من الحلول الفعالة التي يمكن للجميع اتباعها للتخلص من الضغوط النفسية التي تشكل عبئاً يمنعهم من متابعة الحياة بشكل طبيعي ومنها:
التحدث مع صديق
من الأمور التي تخفف كثيراً من عبء الضغوط النفسية التي تمرون بها هي التحدث مع أحد
الأصدقاء
المقربين، ممن يحظون بثقتكم التامة، فالأصدقاء يمثلون لبعضهم البعض مساحات للتنفس والهرب من الواقع السيئ للحياة.
وهي من الخطوات الهامة التي لا يجب على أي شخص الاستهانة بها، فبعض الكلمات الرقيقة من قلب طيب ومحب كفيلة بأن تعيد ترتيب الأمور من جديد بشكل أفضل حتى وإن لم تستمر المحادثة سوى لدقائق معدودة، فالجميع بحاجة لكلمات تطمئنهم بأن كل مر عاجلاً أم آجلاً سيمر.
التحدث مع نفسك
حل التحدث مع صديق قد لا يلائم في الواقع الكثير من الأشخاص ممن يجدون صعوبة ف التعبير عن مشاكلهم أمام الآخرين ويفضلون حلها بأنفسهم، لذا الحل المثالي لهم هو التحدث مع أنفسهم عن حقيقة ما يشعرون به من ضغوط وطمأنة أنفسهم بأن كل شيء سيكون على ما يرام.
ولا داعي للقلق فهذا ليس نوع من
أنواع الجنون
، حاول التحدث لنفسك عن سبب شعورك بالتوتر وحاول التوصل بهدوء لحل لما يواجهك من مشكلات وتحلى بالثقة التامة على أن كل مر في النهاية سوف يمر لا محالة.
الاستماع لأصوات الطبيعة
لمن يعانون من الكثير من المشكلات ويقعون تحت ضغوط نفسية كثيرة تمنعهم من القدرة على التفكير بشكل صائب، وتسبب لهم إجهاداً بدنياً عليهم تجربة هذا الحل وأخذ قسط من الراحة للاستمتاع بالاستماع لأصوات الطبيعية الرائعة التي تحمل تأثيراً إيجابياً على الجسم والدماغ تساعد على خفض التوتر وتمنحكم بعض الراحة والهدوء.
واليوم هناك ملايين المقاطع التي تتوفر على اليوتيوب لمقاطع مسجلة لأصوات المحيط والأمطار وغيرها من أصوات الطبيعة المفضلة لديكم.
تناول طعام صحي
عادةً يلجأ من يعاني من الضغوط النفسية إلى التخلي عن تناول الطعام بشكل منتظم، ويبحثون عن الوجبات السريعة التي لا تفيد الجسم بقدر ما تضره، وهذا أمر يستهين به غالبية الأشخاص.
لكن تناول الطعام الصحي مهم للغاية خلال فترة الضغوط النفسية، فالجسم بحاجة للتغذية الصحيحة وإمداده بالفيتامينات والمعادن المختلفة حتى يتمكن من مقاومة الضغوطات المختلفة وما تسببه من إجهاد، ومن الأطعمة التي ينصح بتناولها خلال هذه الفترة هي الأسماك لاحتوائها على أوميجا 3 التي تعمل على تخفيف حدة أعراض الاجهاد وتعد من أفضل الأغذية لصحة الدماغ.
ممارسة تمارين التأمل
من الطرق التي استخدمت منذ القدم لتخفيف وطأة الضغوط، فقد استخدمها منذ قرون الكثير من الأشخاص واليوم يشيد العلم بهذه الطريقة في التخلص من الضغوط والتوتر، كونها تساعد بشكل كبير على تصفية الذهن.
تعتمد هذه الطريقة على الجلوس لمدة خمس دقائق على الأقل يومياً على كرسي مع وضع القدمين بشكل مستوي على الأرض، أو الجلوس بأي طريقة مريحة، ثم بدء عملية التنفس بأخذ نفس عميق ببطء وتركه ببطء مع التركيز فقط على حركة الرئتين خلال هذه العملية دون التفكير في أي شيء آخر.[1]
استراتيجيات تخطي الضغوط النفسية
الطرق والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها مواجهة الضغوط النفسية كثيرة ومتنوعة لتلائم الجميع، ومنها:
تجنب المنبهات
وتتمثل في أي مشروبات تحتوي على الكحول أو
الكافيين
وبالطبع ينضم لها النيكوتين، فكل هذه من أنواع المنبهات التي تتسبب في زيادة حدة التوتر والشعور بالضغط بدلاً من تهدئته.
لذا بدلاً منها بنصح بتناول المشروبات الطبيعية الخالية من الكافيين مثل العصائر الطبيعية والماء ومشروبات الأعشاب التي تعمل على تهدئة الأعصاب، كما يجب الانتباه لاستهلاك المشروبات التي تحتوي على معدلات عالية من السكر والتي تتسبب في الشعور بمزيد من الإرهاق والتوتر وفقدان الطاقة.
ممارسة أنشطة بدنية
الضغوط النفسية تحفز الجسم على إفراز معدلات عالية من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، هذه الهرمونات مهمتها أن تدفع الأذى عن الجسم عند التعرض لأي نوع من أنواع التهديد، لكن في بعض الأحيان تعمل بشكل عكسي لذا ممارسة أي نشاط بدني ستكون وسيلة مثالية ليعود الجسم لحالتها الطبيعية ويقل معدل إفرازها.
لذا عند الشعور بالتوتر أو الضغط ينصح على الأقل بممارسة
رياضة المشي
أو الركض في الهواء الطلق بشكل يومي في أي وقت ملائم لكم لتخفيف حدة التوتر والتخلص من أعباءه.
النوم بشكل كافي
من الأمور التي ترتبط بالضغوط النفسية والعصبية هي النوم لعدد ساعات قليل مما يتسبب في زيادة حدة التوتر، لذا من الضروري الحصول على قسط كافي من النوم خلال الفترات العصيبة.
ومن النصائح التي يمكنها مساعدتكم على الحصول على قسط كافي من النوم هي ممارسة التمارين الرياضية التي ستحسن من جودة النوم كثيراً، أيضاً ترتيب الغرفة وتنظيمها قبل النوم والتأكد من هدوء أجوائها، كذلك عليكم التوقف عن ممارسة أي أعمال تتطلب مجهوداً عقلياً كبيراً للانتهاء منها قبل النوم ببضع ساعات حتى تمنحوا أنفسكم فرصة للهدوء، وبالطبع توقفوا عن تناول أية مشروبات تحتوي على منبهات، وبدلاً من ذلك جربوا أخذ حمام دافئ قبل النوم مباشرة أو شرب كوب من الحليب وحتى قراءة كتاب بسيط ليساعدكم على الاسترخاء والهدوء.
الاحتفاظ بدفتر يوميات
واحدة من الطرق الفعالة التي ستمكنكم من السيطرة على حياتكم والإمساك بزمام الأمور من جديد هي الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين ما تمرون به من مشكلات وضغوط نفسية، وتكمن فاعلية هذه الطريقة في كونها تجعلكم أكثر دراية ووعي بالأمور والمواقف التي تسببت في توتركم وشكلت عبئاً نفسياً لكم.
لتتمكنوا من القيام بهذا الأمر بطريقة ناجحة عليكم تدوين مكان ووقت وقوع كل مشكلة دفعتكم للتوتر، ومن ثم البدء بتدوين ملاحظات حول ماهية شعوركم وقتها ومع من كنتم، وكيف أثر ذلك عليكم على المستوى النفسي والمستوى الجسدي، ومن ثم عليكم وضع تقييم من واحد حتى عشرة لكل مشكلة.
فيما بعد يمكنكم الاعتماد على هذه اليوميات لفهم ما الأشياء التي تسبب لكم ضغط نفسي حتى تتمكنوا من تجبنها لاحقاً، كما ستتمكنوا من تقييم أدائكم في المواقف المختلفة للتمكنوا من التحسين من أنفسكم في المرات القادمة.
أخذ قسط من الراحة
في بعض الأحيان يتسبب الضغط النفسي بالشعور بالإجهاد والإعياء، لذا في هذه الحالة عليكم أخذ قسط من الراحة والتوقف عن الاستمرار في أي عمل أو نشاط يسبب لكم مزيد من الضغط النفسي.
فترات الراحة وإن كانت قصيرة ستساعدكم على التعافي بشكل أفضل وستمنحكم فرصة للهدوء وإعادة النظر والتفكير فيما تمرون به من مشكلات، حتى تتمكنوا من التعامل معها بشكل أفضل والتخلص منها بشكل أسرع للتحرر من قيودها التي تؤرقكم وتسبب لكم التوتر والإجهاد.[2]