فوائد السفر السبعة

السفر صار اليوم هواية لدى الكثير من الأشخاص من مختلف أرجاء العالم، لكن لم يعد الأمر يقتصر بالنسبة لهم على مجرد الاستمتاع وزيارة أماكن جديدة فقط أو قضاء وقت رائع في إحدى الدول الأجنبية، فقد لمس الكثير من محبي السفر فوائده لذا صار جزءاً لا يتجزأ من حياة أي منهم.

فوائد السفر السبعة

يقال أن للسفر سبعة فوائد لكن في الواقع للسفر العديد من الفوائد التي لا يمكن حصرها، ففيه من التجارب ما يمكن أن يتعلم المرء منها الكثير والكثير والتي تختلف من شخص لآخر بالطبع، لكن بشكل أساسي يمكن الخروج من تجربة السفر بسبع فوائد على الأقل هي:

كسر الروتين اليومي

يعيش الكثيرين حياة روتينية تسبب لهم الضيق والملل، فيعيش الغالبية حياته ما بين العمل والمنزل وربما التنزه قليلاً مع الأصدقاء في الأماكن المعتادة، فضلاً عن مشكلات الحياة اليومية في العمل ومع العائلة ومع الأصدقاء بالإضافة للمشكلات الشخصية.

وهنا يصبح السفر فرصة جيدة لكسر الروتين اليومي والهرب من المشكلات التي تحيط بكم في كل مكان، فبعيداً عن الدائرة المغلقة التي تحصركم بين العمل والمنزل والعائلة والأصدقاء سيمنحكم السفر فرصة جيدة لتكوين علاقات جديدة من مختلف الثقافات والجنسيات وزيارة أماكن مختلفة، تساعدكم على إنعاش حياتكم والعودة لها بطاقة وحيوية من جديد.

تعزيز الثقة بالنفس

يفتقر الكثير من الأشخاص سمة الثقة بالنفس ومن مميزات السفر الرائعة هي إمكانية تعزيز الثقة بالنفس، فتجربة السفر خاصة لمن يفضلون السفر بمفردهم تساعد كثيراً على تعزيز ثقة المرء بنفسه.

ففي الخارج أنت وحيد تماماً ستقع في بعض الأزمات أو تواجه بعض المشكلات وستضطر للتعامل معها بمفردك، لذا عليك امتلاك الثقة الكافية التي ستمكنك من التفاعل مع هذه العقبات حتى تتمكن الخروج منها بأقل الخسائر ولا تفسد عليك عطلتك، ففي كل مكان هناك الكثير من الأشرار ممن يستغلون السائح الضعيف والمفتقد للثقة بنفسه ويستغلوه أسوء استغلال للحصول على أكبر قدر من الأموال منه.

الثقة بالنفس ستدفعك لزيارة أماكن جديدة، وتجربة العديد من الأشياء التي لم تكن لتجرؤ على تجربتها من قبل، كما أنها ستمكنك من القيام بالكثير من المغامرات الرائعة والممتعة والتي ستتعلم منها الكثير.

أيضاً دون الثقة بالنفس لن تتمكن من الانخراط مع الأشخاص الجدد بالتالي لن تتمكن من تكوين صداقات جديدة، تعزز دائرة معارفك وتفتح آفاقك على ثقافات مختلفة.

تجربة تعليم حقيقية

السفر من تجارب التعليم الواقعية التي ستخرج منها بالكثير والكثير فمهما كنت قارئ نهم، ومهما تمتعت بدرجة عالية من الحكمة والذكاء، فتجربة السفر ستوفر لك أشياء جديدة لتتعلمها في كل مرة والتي لن تتمكن من العثور عليها في الكتب.

التعرف على شخصيات جديدة ومقابلة العديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم يمنحك تجربة فريدة من نوعها فيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فمقابلة أصناف مختلفة من البشر بخلفيات ثقافية واجتماعية وتعليمية مختلفة ستمنحك فرصة لتعلم الكثير من كل منهم سواء في أسلوب المعيشة أو طريقة التفكير وغيرها.

كذلك السفر سيمنحك معلومات مختلفة تاريخية وعلمية وأدبية وغيرها الكثير فكل مكان ستقوم بزيارته له حكاياته التاريخية وتقاليده المختلفة عن أي مكان آخر، ستتعلم كذلك الكثير حول أنواع الفنون المختلفة فكل دولة تتميز بإحدى أنواع الفنون التي تشتهر بها.

السفر كذلك سيمنحك الفرصة لتتعلم عن ذاتك الكثير مما كنت لا تعرفها عنه مسبقاً، فهو فرصة لتختبر أخلاقك وما تمسكت به من مبادئ طوال حياتك فهناك لا أحد يعرفك لذا يمكنك التحقق من مبادئك إن كانت حقيقية أو مزيفة، أيضاً ستعرف نقاط ضعفك لتحسينها ونقاط قوتك وما يجعل شخصيتك مميزة عن الآخرين.[1]

تحسين مهارات التواصل

واحدة من مزايا السفر التي لا يمكن غض الطرف عنها هي تحسين مهارات التواصل الاجتماعي لديك، فالسفر لدول أجنبية سيدفعك لتعلم لغة ثانية لجانب اللغة الأم وربما تتعلم بعض أساسيات التواصل في اللغات الأخرى.

أيضاً ستجد نفسك في بعض الدول التي لا تتحدث لغتك الأم ولا حتى اللغة الأجنبية الثانية التي تتحدث بها بطلاقة مضطر لتطور مهارات تواصل أخرى تعتمد على الإشارة ممزوجة بنطق بعض الكلمات من اللغة المحلية التي تمكنت من تعلمها، خاصة فيما يخص التعامل مع السكان المحليين ممن لا يتحدثون سوى لغتهم الأم، كذلك ستكون أكثر ذكاءً وتتحدث بشكل أكثر لباقة وستمتلك سرعة بديهية تمكنك من الرد والتعامل في مختلف المواقف المختلفة التي قد تمر بها سواء داخل بلدك أو خارجها.

صنع الكثير من الذكريات

قد يعتقد البعض أن الذكريات التي يصنعها خلال سفره لا أهمية لها، لكن على العكس تماماً فهذه الذكريات هي ما تعطي الجودة والقيمة لحياتك وتدفعك للتغيير للأفضل وتدفعك لاحقاً بأحلامك كما أنه نافذة جيدة للهرب من مشاكل الحياة وروتينها الذي يعكر صفو اليوم.

الذكريات كذلك ستدفعك للسفر أكثر وأكثر لصنع مزيد من الذكريات في بلاد أكثر ومع أشخاص جديدة، أيضاً تلك الذكريات لا شك أن البعض منها يتعلق ببعض المواقف الصعبة التي تعلمت منها كيف تتعامل في هذه الحياة، أو التجارب المختلفة التي أثرت في شخصيتك وحياتك، وربما تدفعك لتذكر بعض الأصدقاء القدامى ممن التقيت بهم خلال السفر وتعاود التواصل معهم من جديد، وبالطبع ستجد ما يمكنك إخباره لأحفادك في المستقبل حول مغامراتك خلال السفر، وستتمكن من مشاركة تجاربك الرائعة معهم ومع الأصدقاء.

التعلق بالوطن أكثر

ربما يجد البعض هذا الأمر غريباً لكنه في الواقع حقيقة عايشها كل من سافر للخارج أو مر بتجربة السفر ولو لمرة واحدة فقط في حياته، السفر بالفعل ممتع ويمنحك العديد من التجارب والمغامرات الرائعة التي لا تنسى لكن ومع ذلك يزيد من حنينك وتعلقك بالوطن.

فكلما زرت الكثير من البلاد الأكثر تقدماً وجمالاً سيزيد تعلقك بوطنك وستحن للتمشية في أزقته وشوارعه، ومهما تعرفت على أصدقاء جدد سيبقى أصدقاء الطفولة في الوطن هم الأقرب والأحب، وكلما ابتعدت عن والديك وإخوتك ستدرك أنه لا يوجد في الحياة من هو أهم وأغلى منهم، لذا مهما طالت مدة السفر سترغب في النهاية بأن تعود للوطن حيث الأهل والأصدقاء والذكريات السعيدة مهما كانت الحياة روتينية ومملة هناك.

تجربة طعام مختلف

الجميع يحب تناول الطعام لكن تجربة أطعمة مختلفة وجديدة يمثل شغف في بعض الأحيان بالنسبة للكثيرين، والسفر من التجارب الرائعة التي تسمح لهم بتجربة أطعمة كثيرة وجديدة ومن صناعها الأصليين فالتأكيد السوشي مهما بلغت درجة إتقان تحضيره في دولتك ستظل لا تقارن بالسوشي الذي يمكن تناوله في اليابان.

الطعام كذلك يعكس ثقافة الشعوب فبعض الشعوب تفضل الطعام الحار، وشعوب أخرى تفضل الطعام الصحي، وآخرون يفضلون الطعام كثير التوابل، لذا من خلال الطعام يمكنك التعرف على الثقافات الغذائية المختلفة للعديد من الشعوب.

ومن النصائح التي تتعلق بهذه الجزئية لمحبي الطعام واستكشاف النكهات الجديدة هي تناول الطعام المحلي من عربات الشوارع ومن المطاعم المحلية الصغيرة للحصول على تجارب مختلفة وجديدة، فغالباً المطاعم الكبرى تقدم وجبات تقليدية لغير الراغبين في تجربة أطعمة جديدة.[2]