لماذا نأكل عندما نتوتر

هناك حقائق كبيرة خلف الأكل أثناء التوتر. القلق، يطلق هرمونات ويسبب زيادة هرمونات الجسم، الأغذية السكرية تدفع الناس باتجاه الإفراط في الأكل. الباحثون ربطوا بين نقصان الوزن والقلق، ووفقا لاستطلاع أجرته جمعية النفس الأمريكية، فإن حوالي ربع الأمريكيين يقيمون مستوى الإجهاد لديهم على أنه 8 أو أكثر على مقياس 10 نقاط.

باختصار، القلق يمكن أن يسبب فقدان الشهية. الجهاز العصبي يرسل إشارات إلى الغدة الكظرية فوق الكليتين لضخ هرمون الإيبنفرين ويعرف أيضا باسم هرمون الأدرينالين. الأدرينالين يساعد على تنشيط استجابة المواجهة أو الهرب، وهي حالة فسيولوجية مؤقتة متسارعة تسبب فقدان الرغبة في الطعام

لكن إذا استمر القلق، فهذه مشكلة أخرى. الغدة الكظرية تحرر هرمون آخر يسمى الكورتيزول، والكورتيزول يزيد من الشهية ويمكن أن يزيد التحفيز في الجسم بشكل عام، ومن ضمنها الرغبة في تناول الطعام. وعند مرور ازمة القلق، مستويات الكورتيزول تتناقص. لكن إذا لم تزول أزمة القلق، أو كان الشخص يعاني من أزمة قلق طويلة الأمد، فإن مستويات الكورتيزول ستظل مرتفعة.[1]

علاج الجوع بالهرمونات

القلق يبدو أيضا أنه يؤثر على تفضيلات الطعام، هناك دراسات عديدة أجريت على الحيوانات وجدت أن الحيوانات الذين يمرون بأزمة قلق يميلون لزيادة أنواع الأطعمة الغنية بالدهون، والسكر. المستويات العالية للكورتيزول، بالإضافة إلى مستويات الإنسولين المرتفعة، يمكن ان تكون هي المسؤولة. بعض الباحثين يرى أن هرمون الغرلين، وهو هرمون الجوع، يمكن ان يكون مسؤولا.

بعد الهضم، الأطعمة الغنية بالسكاكر والدهون يكون لديها تأثير راجع يخفف من ردود الفعل والعواطف ذات الصلة بالقلق. هذه الأطعمة هي اطعمة مريحة يبدو انها تتعارض مع الإجهاد، وهذا يمكن ان يفسر الرغبة الشديدة لدى الناس بتناول هذه الأطعمة

بالطبع، الإفراط في تناول الطعام ليس فقط السلوك الوحيد المتعلق بالقلق الذي يمكن ان يؤدي لزيادة الوزن. الناس الذين يمرون بأزمات نفسية يمكن ألا يستطيعوا النوم، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو يمكن أن يدمنوا على الكحول، وهذا كله يؤدي في النهاية لزيادة الوزن.

لما يأكل الناس عند القلق

بعض الأبحاث أظهرت اختلاف بين الجنسين في سلوكيات التعامل مع القلق، حيث تميل النساء للأكل بشراهة ويميل الرجال للكحول أو التدخين. وآخر دراسة أظهرت أن السمنة تتعلق بالأكل عند التوتر عند النساء وليس عند الرجال.

الباحثون في جامعة هارفارد وجدوا أن الضغط في العمل والمشاكل الأخرى تتعلق بزيادة الوزن، لكن فقط عند الأشخاص الذين كانوا يعانون من زيادة الوزن في بداية فترة الدراسة. إحدى النظريات هي أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مستويات مرتفعة من الأنسولين، ومن المرجح أن يحدث زيادة في الوزن مرتبطة بالتوتر في وجود ارتفاع الأنسولين.

كمية الكورتيزول التي يفرزها الناس بالاستجابة للتوتر هي عامل مهم في معادلة كسب الوزن المتعلق بالقلق. في عام 2007، هناك دراسة أجريت أظهرت ان الناس الذين استجابوا للقلق بمعدلات عالية من الكورتيزول كانوا أكثر عرضة للوجبات الخفيفة استجابة للمتاعب اليومية عي حياتهم اليومية من الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الكورتيزول [1]

علاقة قلة النوم بالأكل والتوتر

إذا كان القلق يسبب قلة النوم، وهذا عادة ما يحصل، هذا يكون له دور في زيادة الشهية. هناك دراسة أجريت أن الأشخاص المحرومين من النوم يستهلكون حوالي 385 سعرة حرارية كل يوم. عند انتهاء الفترة المقلقة، كانتهاء فترة الفحص، أو إنهاء مشروع في العمل، يجب أن تتناقص مستويات الكورتيزول، ويمكن حينها النوم مجددا. لكن إذا لم يستطيع الشخص أن يتخلص من الأحاسيس المزعجة، عندها ستظل مستويات الكورتيزول مرتفعة وتسبب المزيد من الشراهة في الأكل

لسوء الحظ، الأشخاص الذين يعانون من القلق نادرا ما يتوجهوا للأكلات الصحية كالجزر. بدلا من ذلك، يتوجهوا إلى أنواع الأطعمة التي تكون معنية بنظام المكافأة في الدماغ. الوجهات الخفيفة السكرية مثل الكعك والشوكولاتة تسبب استجابة الدوبامين وهو هرمون السعادة والمكافأة.

لذا عند الشعور بالقلق، يتوجه الشخص لهذه الأطعمة لأنها تؤدي إلى الشعور بشكل أفضل. السكر يمكن أيضا أن ينقص من الاستجابة للكوتيزول، أي عند الإكثار من الأطعمة السكرية، قد يصبح الدماغ معتادا على هذه الأطعمة لتخفيف الأعصاب.

هذا الشيء سيء أيضا للصحة العامة. عند استهلاك كمية كبيرة من السكر، ولا يلزم هذا السكر في الحصول على الطاقة للهروب من الأخطار، يجب عندها التخلص منه. البنكرياس يقوم بضخ الأنسولين لخفض مستويات السكر، وإذا حدث هذا بشكل متكرر يمكن أن يحصل عند الإنسان داء السكري من النمط الثاني. الأكل أثناء القلق يمكن أن يسبب زيادة الوزن. هناك دراسة أظهرت ان النساء أثناء القلق يحرقوا سعرات حرارية بمعدل أقل ب100 سعرة، هذا يمكن ان يؤدي لزيادة الوزن بنسبة 11كيلو في السنة الواحدة[2]

التخلص من التوتر دون الإفراط في الطعام

عندما يؤثر التوتر على شهية شخص ما، يمكن للفرد التخلص من زيادة الوزن عن طريق التخلص من الأطعمة عالية الدهون والسكرية، إبقاء الأطعمة التي تحتوي على دهون وسكريات في متناول اليد هو أمر يدعو إلى المتاعب.

بعض المقترحات للتخلص من القلق


  • التأمل

    : هناك دراسات لا تحصى تظهر أهمية التأمل في محاربة القلق، وعلى الغم من ان معظم هذه الدراسات تركز على الضغط الدموي العالي وأمراض القلب. التأمل يمكن أيضا أن يساعد الناس على أن يكونوا أكثر وعي بخياراتهم الغذائية. مع الصبر والتجربة، يمكن أن يدرك الشخص بشكل أكبر الرغبة في تناول الأطعمة التي تحوي دهون وسكريات أثناء القلق ويكبح هذه الرغبة

  • التمارين الرياضية

    : بينما تتنوع مستويات الكورتيزول بناء على كثافة ومدة التدريبات، التمارين الكلية يمكن ان تتخلص من بعض التأثيرات السلبية للقلق. بعض النشاطات، كاليوغا والتاي شي تحوي على عناصر غنية في الـامل والرياضة

  • الدعم الاجتماعي

    : الأصدقاء، العائلة ومصادر أخرى للدعم الاجتماعي يبدو أنها لديها تأثيرات على القل في تجارب الناس. على سبييل المثال، الأبحاث أظهرت أن الناس الذين يعملون في أماكن تثير القلق بشكل أكبر كالمشافي يمكن أن يتمتعوا بصحة عقلية ونفسية أفضل إذا تلقوا الدعم الاجتماعي الكافي. لكن حتى الناس الذين لا يعملون في ظروف مقلقة يحتاجون المساعدة من وقت لآخر من الأصدقاء والعائلة[1]

خلق التوازن بين التوتر والأكل

الأشخاص القلقين لا يلجؤون إلى الخضروات والبروكلي أثناء القلق، إنما يلجؤون إلى أي شيء يحوي سكر أو دهون.

الخيارات السكرية يمكن أن تخدر العواطف، ولكنها أيضًا تزيد من نسبة السكر في الدم قبل إعادته إلى المخازن وعندها يبدأ الشخص بالشعور بالجوع من جديد. لذا يجب على الشخص بدلا من اختيار شرائح البطاطا المقلية والأوريو أن يبحث عن توازن وحمية صحية تحتوي على البروتين والألياف، حيث يتم هضمهم ببطء أكثر من أجل زيادة تدريجية ومستمرة في انخفاض سكر الدم.

الوجبات الصغير كقطع البسكويت يمكن ان تكون محفزا للأشخاص لأن يلتهموا علبة كاملة، يجب توجيه الناس نحو مصادر الكربوهيدرات مثل التوت والبطيخ. ويمكن أيضا إضافة البيض المسلوق أو اللبن اليوناني قليل الدسم أو الجبن للبروتين لتحقيق التوازن والحصول على حمية غذائية صحية.[3]