ما هي الاستهلاكية المفرطة

الاستهلاكية تصبح مفرطة عندما تتجاوز الحدود المطلوبة، عندما الإنسان بالاستهلاك اكثر من حاجته، عندها يتجاوز الحدود. البطاقات الشخصية تسمح للشخص بأن يشتري فوق مستوى دخله. والدعايات أيضا تقوم بإعادة تشكيل رغبات الناس وتدفعهم لشراء المزيد من الحاجيات المادية. وثقافة الاستهلاك التي تحيط بنا تشير إلى أن الاستهلاك المفرط والشديد يبدو طبيعيا وعاديا.

الاستهلاك المفرط يقود إلى منازل أكبر، وسيارات أسرع وملابس حديثة، وتكنولوجيا أحدث. الاستهلاكية تعد بالسعادة، ولكنها لا تفي بها. بدلا من ذلك، يصبح لدى الشخص الرغبة في الحصول على أشياء أكثر، وهذه الرغبة تؤجج من العالم المحيط، وعندها تبدأ الاستهلاكية ببطء بتجريدنا من حياتنا، وتحول الشغف الذي أعطانا غياه الله في الحياة لاكتشافها إلى الرغبة بجمع أشياء أكثر وهذه الرغبة لا يمكن ان تتحقق. هذه الرغبة تستهلك فقط الموارد القليلة.

إذا يجب اتخاذ خطوة للخلف وإدراك ان الاستهلاكية المفرطة ليست سببا للسعادة والامتلاء. الاستهلاك بالطبع امر ضروري، ولكن الاستهلاكية المفرطة ليست ذلك. والحياة يمكن ان تعاش بشكل أفضل من خلال التخلي عن فكرة الاستهلاكية[1]

الإعلانات و فرط الاستهلاكية

في كل يوم، يجد الشخص العديد من الإعلانات عندما يقوم بقراءة الجريدة أو الاستماع إلى آخر الأخبار وعند الوصول إلى العمل وعند مشاهدة التلفاز، أي يتعرض الشخص في اليوم العادي لكمية كبيرة جدا من الإعلانات.

إذا الشخص يتعرض للإعلانات من مصادر مختلفة، في كتاب ثقافة المستهلك، ترى الكاتبة أن الشركات توظف الأصدقاء وأناس يشبهوننا لإقناع الناس أن هذا المنتج هو منتج ضروري ومطلوب، بل تقوم باستخدام العلاقات الإنسانية لتروج لبضاعتها.

هذا الكم الهائل من الإعلانات اليومي أصبح جزء طبيعي في الحياة اليومية لدرجة أن الناس لا يلاحظون وجوده وتأثيره على حياتهم. على الرغم من توقف الناس عن ملاحظة وجود الإعلانات في حياتهم، إلا أنه يؤثر بشكل كبير على قراراتهم وحياة الناس بشكل عام

فرط الاستهلاكية

التسويق هو فقط نقطة البداية في عملية الاستهلاكية، هناك العديد من المؤثرات في المجتمعات الحديثة التي تزيد من تقييم الاستهلاكية هذا يتضمن رأي الأصدقاء، والصور من البرامج التلفزيونية، الإعلانات على الإنترنت، والأشياء التي يتعلمها الشخص من الكتب.

على سبيل المثال، لا تحتوي الصحف والمجلات على صفحات من الإعلانات فحسب، بل تحتوي أيضًا على قصص حول أدوات جديدة، وملابس جديدة، وممتلكات وسفر وأشياء أخرى كثيرة، وكل ذلك يشير إلى أن امتلاكها سيجعل الحياة أكثر متعة وإثارة، ويجلب للإنسان حرية أكبر أو إحداث تغيير إيجابي آخر في حياته.

قد لا يروجون لعنصر يشبه الإعلان مباشرةً، لكن الكثير منهم سيساعد على خلق الرغبات والاحتياجات في القارئ، بعضها يتعلق بمنتجات محددة مثل السيارات أو الملابس والبعض الآخر يتعلق بطرق معينة للحياة تتطلب المزيد من المال والاستهلاك.

الهوس الحديث بالمشاهير يعني أيضًا أن الصحف والمجلات تنشر قصصًا عن الأشخاص الفاتنين الذين قد يطمح الأشخاص أن يعيشوا مثلهم، ومعظم هذا الطموح هو استهلاك نفس الأشياء التي يفعلونها من ملابس المصممين إلى الطائرات الخاصة.

كل هذا سببه هو ميل في وسائل الإعلام إلى تعزيز النزعة الاستهلاكية، والدعم الضمني لذلك. علاوة على ذلك، في تغطية وسائل الإعلام للمسائل التي يمكن أن يكون فيها الاستهلاك سببًا رئيسيًا مثل الفقر وتغير المناخ وما إلى ذلك يبدو أن وسائل الإعلام غير راغبة في إقامة هذا الرابط، بطريقة ما تعتبر الاستهلاك عنصرًا لا يمكن المساس به في المجتمع الحديث. وينطبق هذا على معظم وسائل الإعلام

إذا ليس فقط الإعلانات من الجرائد والمجلات هي التي تحرض على الاستهلاكية، لكن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي ككل هو أمر يشجع على الاستهلاكية، هذا يمكن الا يحتوي على ملامح صريحة تحرض رغبة الأشخاص على شراء الحاجيات ولكن يمكن ان يتضمن مواضيع ظاهرها غير مرتبط بالاستهلاك لكنها في الداخل لا تزال تدعم رؤية العالم المرتبطة بالاستهلاك

الخطأ في الاستهلاكية

ليس هناك أي شيء خاطئ أخلاقيا في شراء وبيع الأشياء، وليس هناك شيء خاطئ أيضا في التحريض على ذلك، لكن الاستهلاكية المفرطة التي أصبح الآن ميزة في العالم لحديث هي التي تحتوي على سمات خاطئة

تدخلية

هناك سبب جيد لكره الاستهلاكية، الإعلانات، حيث أن بيع المنتجات بهذه الطريقة يزعج المساحة الشخصية للفرد. الإعلانات موجودة في كل مكان، وتعكر صفو التجارب الجميلة، يبدو هذا الأمر مشابها لشخص مزعج يلاحق فردا ما في كل مكان ويصرخ عليه لعدة ساعات في النهار.

متلاعبة

كلا الإعلانات والاستهلاكية تتلاعب بالفكرة التي يجب أن تكون عليها حياة الأشخاص والطريقة التي يجب أن يحيا بها الفرد بدلا من ان تدعو الشخص يقرر بمفرده.

يمكن ان يدافع الشخص عن الإعلانات بأنها موجودة فقط لجعل الناس مدركين على منتج معين ولا تخدم أي هدف آخر، ولكن هذه ليست الحالة دائما. العديد من الإعلانات وباقي أنماط التواصل في المجتمعات الاستهلاكية تخدم أغراض أكبر بكثير من مجرد الترويج لمنتج معين.

الإعلانات الحديثة لم توجد فقط لجعل الناس مدركين لمنتج معين، هي تتعلق بخلق احتياجات جديدة لم تكن متوافرة في السابق قبل وجود هذه الإعلانات، أي بعبارات أوضح، الإعلانات تخلق رغبات غير حقيقية واحتياجات من خلال التلاعب بالأفراد. أي هدف الإعلان الأساسي هو إنتاج رغبة مزيفة لدى الفرد بهذا المنتج مما يدفه إلى شرائه ويدفعه إلى احتياج هذا المنتج بشكل دائم في حياته اليومية[2]

فوائد التخلي عن الاستهلاكية

ديون اقل

الديون هي من العوامل المسببة للقلق وتجبر الشخص على العمل في أعمال لا يحبها فقط من اجل إيفاء الديون، لقد قامر الناس على حياتهم وسعادتهم من اجل الحصول على حاجات اكثر، ولكن حان الوقت لجعل التخلص من الديون هو شيء أساسي

قلة الاهتمام بالممتلكات

الحاجة الغير منتهية من اجل امتلاك الأشياء هي حاجة تستهلك من وقت وطاقة الفرد، يمكن ان تكون الرغبة حول امتلاك ملكية معينة او تصليح العربة أو استبدال البضائع أو غير ذلك، فإن حياتنا تستنزف بالبحث عن أشياء لا نحتاجها وفي معظم الحالات لن نستمتع باقتنائها

اهتمام أقل بمستوى حياتي أكثر رقيا

التلفاز والإنترنت قد جلب الحسد إلى حياتنا عن أنماط حياتية لا يمكن للشخص أن يحياها، قبل وجود الإنترنت، كان الشخص يحسد جاره الذي يعيش حياة أفضل منه، لكن على الأقل كان هناك العديد من الأشياء المشتركة كالعيش في نفس الحارة، لكن وجود مواقع التواصل الاجتماعي جعل الأشخاص يتنمون نمط حياة ليس في مقدورهم أبدا أن يعيشوه من خلال تصوير حياة الأغنياء والأشخاص المشهورين. فقط من خلال كبح رغبة الاستهلاكية المفرطة يمكن ان يتخلى الشخص عن التطلع باستمرار إلى الأشخاص الذي يحيون حياة ليست في استطاعته أن يؤمنها

تقليل التأثير البيئي

الأرض يزودنا بمصادر كافية لتلبية احتياجات البشر، ولكن لا يزودنا بمصادر كافية لتلبية متطلعاتنا الكثيرة، وبغض النظر إذا كان الشخص مهتم بصحة البيئة أم لا، لكن يجب معرفة ان استهلاك مصاد أكثر من التي يمكن ان تنتجها البيئة وتحتملها هو ليس بالطبع عادة صحية، خصوصا عندما تكون الحاجيات غير ضرورية[1]