استراتيجية طرح السؤال المتبادل
اللجوء إلى الاستراتيجيات التعليمية الحديثة أصبح هو السبيل الأوحد من أجل الحصول على تعليم ذو قدر عالي من الإيجابية والفائدة لجموع المتعلمين في كافة مراحل التعليم وخصوصًا الأساسية منها ، وفي هذا الصدد ؛ أصبح هناك اتجاه كبير إلى تفعيل دور الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي قد أثبتت بالتجربة أنها الأفضل من بين جميع الوسائل والأساليب التعليمية الأخرى في تحقيق الفائدة المنشودة من التعليم ، ومنها استراتيجية طرح السؤال المتبادل .
استراتيجية طرح السؤال المتبادل أو كما تُعرف باسم الاستراتيجية القرائية هي عبارة عن استراتيجية سهلة وبسيطة ونافعة في نفس الوقت ؛ حيث يتم من خلالها قيام كل من المعلم والطالب بقراءة أحد النصوص الدراسية بتركيز شديد ، وبعد ذلك يأخذ لك منهما دوره في أن يكون هو من يطرح الأسئلة على الطرف الثاني حول النص الذي قد تمت قراءته ؛ ويتشاركا في الإجابة على جميع الأسئلة أيضًا حتى تعم الفائدة .
أهداف استراتيجية طرح السؤال المتبادل
هناك مجموعة من الأهداف الهامة التي ترنو إليها نظرية طرح السؤال المتبادل ، مثل [1] :
-أن يكون الطالب ذو قدرة على أن يقوم بتكوين الأسئلة عن كل نص يقوم بقراءته بنفسه .
-أن يكون طرح الأسئلة والإجابة على الأسئلة المطروحة أيضًا عامل مُساعد للطالب على أن يتذكر جميع المعلومات المتعلقة بالدرس محل الشرح .
-أن يتم تغيير نمط العلاقة بين المعلم والطالب القائمة على أن يكون المعلم بمفرده هو من يطرح الأسئلة ؛ حيث أن هذه الاستراتيجية تنطوي على فكرة أن يقوم الطالب في جزء منها بتكوين الأسئلة وطرحها على المُعلم .
تطبيق استراتيجية طرح السؤال المتبادل
يُمكن تطبيق الاستراتيجية القرائية والأسئلة المتبادلة بين الطالب والمعلم عبر الخطوات التالية :
-يقوم المعلم باختيار طالب واحد أو مجموعة من الطلاب ليقوموا بتطبيق الاستراتيجية معه .
-يتم تحديد نص قراءة على أن يكون هذا النص واردًا في كتاب
اللغة العربية
، وأن يطلب من الطلاب قراءة هذا النص بتركيز وتمعن ويقوم هو أيضًا بقراءة النص ، وأن يتم ذلك خلال فترة زمنية يُحددها المعلم وفقًا لحجم النص المُراد قراءته .
-بعد ذلك يأتي الجزء الخاص بقراءة الأسئلة ؛ حيث يقوم المعلم بطرح سؤال على الطالب ، ويقوم الطالب بالإجابة عليه ، ثم يقوم الطالب مباشرةً بطرح سؤال على المعلم ويقوم المعلم بالإجابة على السؤال وهكذا .
-يستمر طرح الأسئلة المتبادل بين الطالب والمعلم إلى أن يتم تغطية جميع أجزاء النص بالأسئلة ، وقد يقوم المعلم في النهاية بتحديد قطعة نص أخرى من أجل قراءتها وطرح الأسئلة التبادلية بين وبين طالب أو مجموعة طلاب أخرى .
-من الأفضل ؛ أن يتم تدوين جميع الأسئلة التي يطرح المعلم أو الطالب وتدوين الإجابات الخاصة بكل منهم أيضًا ؛ حتى يتمكن الطالب من الرجوع إليها والاستفادة منها في أي وقت .
شروط استراتيجية طرح السؤال المتبادل
أما شروط تطبيق نظرية وطريقة السؤال المتبادل والنص الاستقرائي ؛ فهي تشمل بعض النقاط الهامة ، مثل :
-لا مجال عبر استراتيجية السؤال المتبادل لعبارة (لا أعرف) أو (لا يُمكنني الإجابة) ؛ حيث يتم استبعاد الطالب هنا من الاستراتيجية واستبداله بطالب اخر ، ولذلك ؛ يجب أن يُشير المعلم من البداية إلى ضرورة أن يحاول الطالب قدر استطاعته الإجابة على السؤال .
-من شروط الاستراتيجية الاستقرائية أيضًا أن يتم إعادة السؤال بأكثر من صيغة وطريقة ؛ حتى يتمكن الطالب من فمهم ومن ثم محاولة الإجابة عليه بشكل صحيح قدر الإمكان .
-عند حدوث اختلاف في وجهات النظر بين المعلم والطالب في الإجابة على أي سؤال ؛ فهنا ليس من المفترض أن يتشبث المعلم برأيه دون أدلة حتى وإن كان محقًا ، وإنما لا بُد من العودة إلى الكتاب المدرسي وإلى النص محل الدراسة وإثبات الرأي الصحيح والإجابة الصحيحة عبر المراجع والأدلة المتاحة .
مميزات نظرية طرح السؤال المتبادل
هناك عدد كبير من مزايا الاستراتيجية القرائية ، مثل :
-تُنمي لدى المتعلم القدرة على أن يقوم بتحليل النص أو الحوار ثم البدء في تفنيده والتفكير في الأسئلة المتعلقة به وطرحها على أي شخص حتى وإن كان المعلم دون رهبة أو خوف .
-تُساعد الطالب على أن يقوم بتحليل كل ما يقرأ وما يمر عليه من أحداث بشكل عميق ودقيق ؛ لأنه سوف يكون مُطالبًا بطرح الأسئلة وسوف يكون مطالبًا عبر هذه الاستراتيجية أيضًا بالإجابة على الأسئلة التي يطرحها عليه المعلم .
-تُعتبر هذه الاستراتيجية استراتيجية مرنة جدًا يمكن تطبيقها في أي مكان سواء في المدرسة بين المعلم والطالب أو في المنزل بين الأم أو الأب والطالب ، ومن ثم ساعد ذلك على تفعيل هذه الاستراتيجية وجني فوائدها في العديد من البلدان .
-غير أنها من الاستراتيجيات التي يُمكن تطبيقها أون لاين أيضًا عبر
منصات التعليم
الافتراضية التي قد أطلقتها بعض حكومات الدول عبر الإنترنت ؛ حيث يقوم الطالب والمعلم بقراءة النص كل من موقعه ؛ ثم البدء في تبادل لأسئلة القرائية عبر التواصل من خلال الإنترنت .
-تُساعد نظرية طرح السؤال المتبادل القرائية على تنمية ملكة الفكر والإدراك والرغبة الدائمة في الإطلاع على المعلومات وتعزيز روح التعلم الذاتي لدى الطلاب ؛ وهذا بدوره يُعتبر عامل هام جدًا في تحقيق الفائدة المنشودة من الأنظمة والأساليب التعليمية المتبعة داخل المدارس وخصوصا في مراحل التعليم الأساسي التي يتم من خلالها بناء شخصية وفكر الطالب .
عيوب استراتيجية طرح السؤال المتبادل
ولكن من جهة أخرى ؛ لم تخلو الاستراتيجية القرائية من بعض أوجه الانتقاد كما ِار بعض الخبراء في مجال التربية و
التعليم
، مثل :
-على الرغم أن الاستراتيجية سهلة التنفيذ ؛ إلا أنها تتطلب وقت طويل حتى يتدرب الطلاب عليها ويتقنون استخدامها .
-بطبيعة الحال ؛ يُمكن للمعلم أن يعي ويفهم النص المراد تطبيق الاستراتيجية عبره بشكل يفوق الطلاب بعدة مراحل ؛ وبالتالي ؛ فإن الفترة الزمنية التي يتم تخصيصها لقراءة النص لا تُساعد الطالب على استيعاب كل أجزاء هذا النص مثل المعلم ؛ مما قد يؤدي إلى عدم قدرة الطالب على مجاراة معلمه في طرح الأسئلة المتبادلة والإجابة عليها أيضًا .
-حتى تتحقق الفائدة المنشودة من تطبيق نظرية طرح السؤال المتبادل القرائية ؛ فلا بُد أن يتم تطبيقها مع كل طالب على حدا ؛ وهذا بالطبع من الصعب أن يحدث داخل الفصول الدراسية المكتظة بعدد هائل من الطلاب ، وهذا من شأنه أن يؤثر على مدى فائدة تطبيق الاستراتيجية في المدارس ولا سيما المدارس العامة بالمملكة والوطن العربي بأكمله .
ولا يزال العديد من الخبراء التربويين يرون أن الاستراتيجية القرائية وطرح الأسئلة المتبادلة بين الطالب والمعلم حتى وإن كان بين الطالب ومجموعة كاملة من الطلاب وليس طالب واحد فقط ؛ سوف تُساعد في الحصول على انعكاسات إيجابية جدًا عبر السنوات على عقول وتفكير الطلاب ، وهذا هو السبب الرئيسي في قيام عدد كبير من المدارس الخاصة والعامة بتطبيق هذه الاستراتيجية بعدة طرق .