قصة رواية ماجدولين الحقيقية

ماجدولين أو

Sous les tilleuls

أو تحت ظلال الزيزفون، هي واحدة من أهم روايات الأدب الفرنسي الرومانسي قديمًا، حيث قام بتأليفها الكاتب العالمي ألفونس كار وهو واحد من أهم كُتاب الأدب الفرنسي، ثم قام بتعريبها الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي، حتي يستمتع القارئ العربي بروعة الأدب العالمي والغربي الذي يختلف في أسلوبه وإبداعاته وطريقة تقديم الأحداث بشكل مختلف، فهي قصة رومانسية تتحدث عن الأحداث المؤثرة في الحياة والتي تؤثر على الإنسان.

من هو ألفونس كار


جان بابتيست ألفونس كار ولد في 24 نوفمبر 1808 بباريس فرنسا، حيث تلقى تعليمه كوليج بوربون ليصبح مدرسًا بها،  وبعد ذلك أتجه ألفونس إلى العمل في الصحافة الفرنسية، وبدأ بتأليف روايته الأولى، وهي

Sous les Tilleuls

والتي كانت عام 1832م، والذي قام بتعريبها وإطلاق اسم ماجدولين عليها، ثم تباع تأليف روايته الثانية

Une heure trop tard

، والتي نشرت في العام التالي، وواصل العمل على العديد من الروايات العالمية التي حازت على اهتمام العالم كله وليس القارئ الفرنسي فقط.

وفي عام 1838م قام بتأليف رواية


Geneviève


وهي واحدة من أنجح وأفضل الروايات التي قام بتأليفها، فحققت الكثير من النجاحات له، وفي عام 1890م

أصبح ألفونس كار رئيس تحرير صحيفة لو فيغارو، حيث أصبح من أشهر نقاد وصحفيين وروائي فرنسي عالمي، وهنا بدأ بإصدار مجلة شهرية

Les Guêpes

، والتي كانت تحمل نبرة ساخرة الأمر الذي جلب له سمعة في كافة الأوساط الفرنسية والعالمية، وفي عام 1848م أسس Le Journal، ومنذ عام 1855 ذهب للعيش في نيس وأهتم بزراعة الزهور والورود، وعمل على تأسيس تجارة كبيرة من الزهور المقطوفة وأسماها الريفييرا الفرنسية، تم نشر مذكراته في عام 1880، ومات ألفونس في سانت رافاييل يوم 29 سبتمبر 1890م. [1]

قصة رواية ماجدولين الحقيقية

تدور أحداث القصة في ألمانيا بين شاب يدعى

استيفن

، حيث ينحدر استيفن من عائلة كبيرة وغنية، وهناك أيضا فتاة قروية تدعي

ماجدولين

، وهي فتاة فقيرة تعيش مع والدها والذي كان يتصف بالأنانية وكان يعيش من أجل تلبية رغباته فقط دون الاهتمام بها، أما عن استيفن فقامت عائلته بطرده من أجل رفضه الزواج من الفتاة التي تم اختيارها من قبلهم، وهنا ذهب استيفن إلى إحدى القرى، ثم قام باستئجار غرفة كانت فارغة في الطابق العلوي في منزل والد ماجدولين، ونشأت بينهما قصة حب ما بين أشجار ومقاعد حديقة المنزل.

وفي هذا الوقت اكتشف والد ماجدولين هذا الحب، فقام بإخبار استيفن بأن يغادر المنزل وبدأت معاناتهم، فغادر استيفن وذهب إلى مكان آخر، ويعمل في مجال الموسيقى العزف ليصبح من أشهر نجوم الموسيقى والعزف، وفي هذا الوقت تتعرف ماجدولين على شاب أخر كان من قبل أحد أصدقاء استيفن المقربين، وتظل ماجدلين تتقرب من هذا الشاب بهدف محبة استيفن، حتي يقع هذا الشاب في هواها، وهذا ما أعجب به والدها وصديقتها بسبب غنى الشاب وعائلته العريقة، فقاموا بالضغط عليها للزواج منه، وبعدها قامت بالموافقة على عقد خطوبتها منه.

وفي هذا الوقت يعود استيفن إلى حبيبته، ليقوم بإخبارها أنه استطاع أن يبني نفسه وأصبح لديه بيت حتى يتمكنوا من الزواج فيه، ولكنه يجدها مخطوبة من أحد أقرب أصدقائه، والذي كان من قبل قد قاسمه في الكثير من طعامه وحياته، وهنا يصاب استبفن بسبب كثرة الآلم ويمرض ويصبح طريح الفراش، وتتحسن حالته بسبب وجود صديق بجانبه يحاول أن ينسيه ماجدولين، فيظل يدخل عالم الموسيقي والتلحين حتي يصبح من أشهر نجوم الموسيقى في ألمانيا، وتتطور الأحداث كثيرًا لتفقد ماجدولين زوجها وتظل هي ورضيعتها بمفردهم، وتلجأ إلى استيفن، الذي مازال يكن لها حبًا كبيرًا.

ولكنه بالرغم من ذلك ينهرها بشدة ويبتعد عنها ويتهمها بالغدر و الخيانة، وفي اليوم التالي تنتحر ماجدولين غرقًا في البحيرة القريبة من منزل استيفن، وتفشل جميع محاولات استيفن في إنقاذها، يعيش بعقدة الذنب بأنه هو السبب في فقدان حبيبته، فيعيش مع الحزن والهم الأمر الذي يسبب له الموت واللحاق بحبيبته ماجدولين، ويترك وصية بأن ترث ابنة ماجدولين نصف ما يملك وصديقه فرتز النصف الآخر من ممتلكاته فهو السبب في نجاحه، وأيضا أوصى بأن يدفن بجانب ماجدولين في نفس القبر، وبهذه النهاية تنتهي قصة رجل قتله الحب، ولكن قصته ظلت خالدة.[2]


اقتباسات من رواية مجدولين

  • من هم الذين يسهرون الليل طاويين لا يطرق النوم أجفانهم، ويقضون أيامهم هائمين على وجوههم، يفتشون عن الرزق في كل مكان فلا يظفرون منه باللقمة أو الجرعة إلا إذا أراقوا في سبيلها محجما من دماء قلوبهم؟ أليسوا الأشراف والفضلاء الذين يسميهم الناس ويسمون أنفسهم معهم رعاعا وغوغاء؟
  • إن اليوم الذي أشعر فيه بخيبة آمالي، وانقطاع حبل رجائي، يجب أن يكون آخر يوم من أيام حياتي، فلا خير في حياة يحياها المرء بغير قلب، ولا خير في قلب يخفق بغير حب
  • وكان طلبة المدرسة في شأننا قسمين: هازئ لا يزال يسخر بنا، وراحم لا يزال يتوجع لنا، ودمعة الراحم كابتسامة الساخر، كلاهما يؤلم النفس ويملؤها غصة وأسى.
  • قلبي نار الحب الشعري الجميل الذي لا تقنع المرأة من الرجل بدونه، ولا تأنس منه بشيء سواه، ونار الحب إن لم يتعهدها متعهدها بالتأريث والتأجيج فترت وانفثأت واستحالت جمرتها إلى رماد، والحب كالطائر لا حياة له إلا في الغدو والرواح، والتغريد والتنقير، فإذا طال سجنه في قفص القلب تضعضع وتهالك، وأحنى رأسه يائسا، ثم قضى.
  • الغيرة دخان الحب، فإذا انطفأت ناره انقطع دخانه.
  • ولما لم أجد في الناس من أحبه وأصطفيه أحببت نفسي وحريتي واصطفيتهما واثرتهما على كل شيء في العالم، فلا أحتمل أن أرى من ينازعني فيهما، أو يغالبني عليهما.
  • ولا أزال ألمس صدري بيدي لأعلم أين مكان قلبي من أضلاعي مخافة أن يكون قد طار سرورا بتلك السعادة التي هي كل ما يتمنى المخير أن يكون.
  • قال: ما كنت محسنا قبل اليوم، ولكنه الحب يملأ القلب رحمة وحنانا، ويصغر في عينيه عظائم الأمور وجلائلها، ويوحي إليه أفضل الأعمال وأشرفها.
  • عفو الحياة خير من مجهودها، والسعادة كالزهرة لا تزال ناضرة ما قنع رائيها منها بمنظرها وأريجها، فإذا جاوز ذلك إلى لمسها والعبث بها ذبلت وذوت وذهب جمالها ورواؤها.
  • كن كما تشاء، وعش كما تريد، فستنقضي أيام شبابك وستنقضي بانقضائها أمانيك وأحلامك، وهنالك تنزل من سمائك التي تطير فيها إلى أرضي التي أسكنها، فنتعارف بعد التناكر، ونتواصل بعد التقاطع، ونلتقي كما كنا.
  • إن الذين يعرفون أسباب الآمهم وأحزانهم غير أشقياء؛ لأنهم يعيشون بالأمل ويحيون بالرجاء، أما أنا فشقية؛ لأني لا أعرف لي دواء فأعالجه، ولا يوم شفاء فأرجوه.
  • واطلب السعادة إن أردتها بين أحضان الطبيعة وأعطافها، وفي كل ما يحمل بساط الأرض وتظلل قبة السماء، فالطبيعة أم حنون تضم بين ذراعيها أولادها البؤساء المحزونين فتمسح همومهم عن صدورهم، ودموعهم عن مآقيهم، وتملأ قلوبهم غبطة وهناء.
  • إن جميع ما يصيب المرء في حياته من بؤس وشقاء ليس الذنب فيه على القدر، بل على قصور الإنسان وجهله.[3]