اهمية برامج رعاية الموهوبين
إن إدارة
المواهب
ليست مجرد مصطلح أساسي يستخدم فقط عند التعامل مع الموارد البشرية ، بل إن إدارة المواهب أو برامج رعاية الموهوبين تلتزم دائماً بتعيين وإدارة وتطوير واستبقاء الموظفين الأكثر موهبة والمتميزين في العديد من المجالات ، بالإضافة إلى ذلك نجد أن إدارة المواهب وبرامج رعاية الموهوبين تلعب دورًا مهمًا في استراتيجية الأعمال لأنها تدير أحد الأصول المهمة للشركات وهي موظفيها ، وهكذا نجد أن ذلك هو السبب في أن الشركات يجب أن تبذل الجهد لإدارة الموظفين الموهوبين بشكل فعال لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم من أجل الاحتفاظ بهم من أجل تحقيق مزيد من التقدم وهو من أهم أهداف برامج رعاية الموهوبين .
أهداف برامج رعاية الموهوبين
جذب أفضل المواهب
تعتبر جذب أفضل المواهب من أهم أهداف برامج رعاية الموهوبين حيث إن وجود إدارة المواهب الاستراتيجية يمنح المؤسسات الفرصة لجذب أكثر الموظفين الموهوبين والمهرة المتاحين ، وبالتالي إنها تخلق علامة تجارية لأصحاب العمل حيث يمكنها جذب المواهب وهكذا تساهم في تحسين أداء الأعمال والنتائج في المنظمات والشركات .
تحفيز الموظفين
يعتبر تحفيز الموظفين من أهم الأهداف التي تسعى لها برامج
رعاية الموهوبين
لأنها بذلك تهدف إلى مساعدة المؤسسات في الحفاظ على تحفيز موظفيها مما يخلق المزيد من الأسباب للبقاء في الشركة والقيام بمهامها ، حيث أشارت العديد من الدراسات والأبحاث أن 91 في المائة من الموظفين يريدون التحفيز أكثر من مجرد المال ليشعروا بأنهم منخرطون ومتحمسون وذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوة .
تزويد الشركات بالمهارات
تهدف برامج رعاية الموهوبين وإدارة المواهب إلى تزويد الشركات ذات المهام الصعبة بالموظفين التي تتطلب مهارات حاسمة لتخطيط ومعالجة الأدوار المهمة والمتخصصة للغاية في القوى العاملة لموظفيها ، وهذا يعني أن الشركات سيكون لديها تدفق مستمر من الموظفين ذات المهارات الخاصة وذلك من أجل القيام بالأدوار الحاسمة للمساعدة على إدارة عملياتها بسلاسة وتجنب عبء العمل الإضافي للآخرين مما قد يؤدي إلى الإرهاق .
تحسين أداء الموظف
تسعى برامج رعاية الموهوبين وإدارة المواهب إلى تحسين أداء الموظفين وبناء على ذلك سيكون من السهل على الشركات تحديد الموظفين الأكثر ملاءمة للوظيفة التي يوجد بها الكثير من المشاكل والمتاعب ، وهذا سيضمن بقاء أفضل المواهب في الشركة لفترة أطول .
اتخاذ قرارات تطوير الموظفين
تسمح إدارة المواهب وبرامج رعاية الموهوبين للشركات باتخاذ قرارات منتظمة ومتسقة حول تطوير الموظفين مما يضمن تحسين مهارات الموظفين وتطورهم ، علاوة على ذلك سيشعر الموظفين بالمزيد من الانخراط في العمل عندما يكون هناك إجراء عادل للتطوير مما يساعد الشركات في الاحتفاظ بالموظفين ذات المهارات الخاصة والتي تساعد الشركات في تلبية متطلباتها التشغيلية ، بالإضافة إلى ذلك تخلق الممارسات الداخلية المنظمة للشركات بشكل جيد مستويات أعلى من الاحتفاظ بالموظفين مما يوفر على الشركة تكاليف التوظيف وإدارة الأداء على المدى الطويل ، كما تساعد إدارة المواهب الموظفين على الشعور بأنهم منخرطون ومهرة مما يسمح لهم بالعمل في اتجاه أهداف أعمال الشركة مما يؤدي بدوره إلى زيادة
رضا العملاء
وأداء الأعمال .
العمل على إرضاء العملاء
تسعى برامج رعاية الموهوبين إلى حدوث تكامل تنظيمي للإدارة ، لأنه عندما تكون الأنظمة أكثر تكاملاً عادة ما تكون معدلات رضا العملاء أعلى حيث أنها تتعامل مع عدد أقل من الناس ويتم تلبية احتياجاتهم بسرعة أكبر .[1]
مزايا برامج رعاية الموهوبين
إن معرفة الإنسان ووصفه بالموهبة هو بالتأكيد تعزيز لتقدير الذات حيث أن معرفة أحد الأشخاص بأنه موهوب يجعله يشعر بالرضا عن نفسه ، ويمون لذلك أثر كبير على سبيل المثال عند وضع طالب موهوب في
الفصل الدراسي
مع الطلاب الأخرين يميل الطلاب الموهوبون إلى التحصيل الأكاديمي على مستوى أعلى وبالتالي يشعرون بتحسن عند مقارنتهم بأقرانهم الأخرين .
إن التواجد في برنامج رعاية الموهوبين يمنح الموهوبين الأعمال التي تتناسب مع مستواهم الأكاديمي حيث يمكنهم التقدم بالسرعة التي تناسبهم في العديد من البرامج المهنية ، مثال على ذلك الأمر نجد أنه يتم وضع الطلاب مع الأطفال الموهوبين الآخرين الذين يساعدون في دفعهم للوصول إلى قدراتهم الأكاديمية حيث يزداد احتمال وصول الأطفال إلى إمكاناتهم عندما يواجهون تحديات أكاديمية .
تعمل برامج رعاية الموهوبين على رفع كفاءة من ليديهم مهارة يريدون إبرازها وذلك عن طريق اتباع أساليب تعليمية تتسم بالتحدي الأكاديمي حيث أن التعليم العام يتسم بأنه ممل ، لكن عن طريق برامج إدارة الموهوبين الحديثة يستطيع الفرد زيادة مهاراته وتطويرها بشكل متميز .
داخل برامج رعاية الموهوبين يضطر المعلمون إلى رفع مستوى التدريس عند تعليم الطلاب الموهوبين ، ولا يعتبر هذا مفيدًا فقط للمعلمين الذين يختارون إرشاد
الطلاب الموهوبين
، ولكنه يفيد أيضًا الأطفال غير الموهوبين في الفصول الدراسية غير المتجانسة وذلك لأن هناك العديد من الطلاب غير قادرين على التعلم في مستويات مرتفعة ومستوى تعليمي أعلى ولكن الدراسة داخل برامج رعاية الموهوبين يدفعهم إلى الازدهار .
هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن الطلاب في البرامج الموهوبة يظهرون مستويات أعلى في المهارات حيث أشارت الدراسات والأبحاث العلمية أن برامج رعاية الموهوبين كان لها آثار إيجابية كبيرة على مستويات التحصيل الأكاديمي .
تشير التقارير أن هناك صلة بين الطلاب الذين يحصلون على خدمات تعليم داخل برامج رعاية الموهوبين والنجاح الأكاديمي بعد التخرج ، حيث أظهرت العديد من الدراسات الطولية أن الأطفال الذين تم تحديدهم كموهوبين خلال الصفوف من الروضة إلى الصف الثاني عشر يذهبون إلى مستويات أعلى من التعليم العالي ، بما في ذلك نسبة أعلى بكثير من درجات الدكتوراه ، ومع ذلك تشير دراسات أخرى إلى أن هناك العديد من الأشخاص لم يتم تحديدهم على أنهم موهوبين حيث أن هناك العديد من المتغيرات المختلفة التي تؤثر على النجاح في
المستقبل
.
غالبًا ما يكون للأطفال الموهوبين اهتمامات مختلفة عن الأطفال الأخرين ، وفي برامج رعاية الموهوبين يجد الطلاب زملاء لهم نفس الأنشطة الفكرية وقد يعملون بشكل أفضل من الفصول الدراسية في التعليم العام ، ونتيجة لذلك فإنهم يشعرون براحة أكبر في التنشئة الاجتماعية وقد يجدون من السهل تكوين صداقات .
عيوب برامج رعاية الموهوبين
هناك بعض العيوب التي تنتج عن برامج رعاية الموهوبين حيث نجد أن برامج رعاية الموهوبين تعمل على رفع كفاءة ومهارات بعض الأشخاص وعلى الرغم من ذلك نجد أنه حين يتخرج هؤلاء الأشخاص سوف يجدون أن لديهم ميزة تعمل على تفوقهم على الأخرين في المجتمع ، وهذا بدوره يمكن أن يخلق بعض الفوارق داخل المجتمع مما يؤثر سلباً على علاقتهم بالأخرين .
من المهم أن نعرف أن الطالب قد تكون له نقاط قوة مختلفة ونقاط ضعف ، على سبيل المثال قد يكونون موهوبين في الرياضيات والعلوم ولكن ليس في القراءة والكتابة وبالتالي قد يتوقع الطفل أنه سوف يتمكن من إنجاز بعض المهام بسهولة لأنه تم إخباره بأنه موهوب فيها ، ولكنه على النقيض قد يتوقف عن البحث عن الحلول المناسبة لبعض المشاكل والأمور التي تتعلق بنقاط ضعفه ، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الفشل لأنهم قد يحاولون فقط مواجهة المهام التي يعرفون أنهم قادرون على إكمالها .[2]