التعامل مع الطفل الشقي

تختلف شخصيات الأطفال كثيراً حتى بين الإخوة وبعضهم البعض فقد يكون في الأسرة الواحدة طفل مؤدب ونظيف يحترم الآخرين ولا يتسبب بأي أذى أو ضرر من أي نوع، وطفل شقي مشاغب كثير الحركة يسبب الكثير من المشكلات لوالديه سواء في المنزل أو خارجه. لذا يمثل الطفل الشقي عادةً تحدياً لوالديه لمحاولاتهم المستميتة في السيطرة عليه وتعديل سلوكه دو إيذائه بدنياً أو نفسياً.

التعامل مع الطفل الشقي

الطفل الشقي يتطلب معاملة خاصة من والديه كي لا يزداد عنداً ويصبح مشاغباً أكثر فكثير من الآباء يتبع

استراتيجيات

خاطئة في التربية وتعديل السلوك ومن ثم يتعجبون لما لا تجدي بل وتأتي بنتائج عكسية، ومما ينصح به للتعامل مع الطفل الشقي:

أول ما ينبغي على الوالدين القيام به هو محاولة فهم السبب الحقيقي وراء ما يقوم به قبل اتخاذ أية قرارات أو إجراءات لتعديل سلوكه، فمن المهم أن يعرف الأبوين السبب وراء تصرف الطفل بهذا الشكل المختلف ففي كثير من الأوقات يتصرف الطفل بشغب ويفتعل الكثير من المشكلات لأنه يريد لفت الأنظار إليه بحثاً عن الاهتمام أو لشعوره بالنقص، لذا أول ما ينبغي على الأم والأب القيام به هو ملاحظة سلوك الطفل في المواقف المختلفة حتى يتمكنوا من معرفة السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة ليتمكنوا من التعامل معه بشكل صحيح.

من الضروري أيضاً أن يراقب الوالدين المحتوى المرئي الذي يتعرض له الأطفال خلال فترة نموهم، فالطفل يكون قوي الملاحظة خلال هذه المرحلة العمرية ويتأثر بشدة بما يتعرض له من برامج ومقاطع فيديو سواءً على التلفاز أو اليوتيوب، لذا فتعرضه لمحتوى عنيف سينعكس على سلوكه أو حتى مشاهدته لطفل مشاغب في فيلم أو مسلسل تلفزيوني أمر لا ينصح به فقد يقوم الطفل بتقليده، لذا من الضروري أن يراقب الوالدين المحتوى الذي يتعرض له الطفل أو ما يمكنه الوصول إليه بنفسه.

أيضاً مما يغفله الأبوين هو مراقبة ما يمارسه الطفل من ألعاب فيديو، غير مدركين أن ألعاب الفيديو قد تؤثر على


الطفل


بشكل أكثر مما يمكنهم تخيله فأكثر هذه الألعاب تعتمد على  العنف والحركة الكثيرة وذلك قد ينعكس على سلوك الطفل فيصبح مفرط الحركة وأكثر عنفاً مع الآخرين، لذا لابد أن يتأكد الوالدين من عدم السماح للطفل باللعب سوى بالألعاب المناسبة لمرحلته العمرية، والأفضل تقييد إمكانية وصول الطفل لمختلف ألعاب الفيديو حرصاً على سلامتهم النفسية والعقلية.

كذلك من الأمور الهامة في التعامل مع الطفل المشاغب والشقي هو وضع مجموعة من القواعد الرئيسية التي ينبغ عليه اتباعها وإلا تعرض لعواقب تخطيها أو عدم الالتزام بها، مثل تحديد وقت محدد للخلود للنوم أو وقت محدد لتناول الطعام وتوضيح الأمر للطفل بأنه مهما حدث هذه القواعد لا يمكنه كسرها وإلا تعرض للعقاب، ومن الجدير بالذكر هنا تنبيه الطفل لما يمكن أن يتعرض له من عقاب حيال كسره لأي من القواعد حتى يكون على دراية بما يعرض نفسه له من خسائر، والعقاب يفضل أن يكون معنوي بحرمانه لمدة مؤقتة من شيء يفضله فاستخدام العنف أو الضرب لن يزيد الأمور إلا سوءاً.

الطريقة التي تعامل به الوالدين مع الطفل تحدد كثيراً سلوك الطفل وهذا أمر يتجاهله كثير من الآباء، لذا من المهم أن ينتبه الأبوين لما يقولانه وما يفعلانه أمام الأطفال فيتعلم الأبناء من آبائهم كل شيء تقريباً خلال المراحل المبكرة من أعمارهم، لذا السيطرة على الطفل الشقي تبدأ من اتباع الوالدين أسلوب هادئ مع الطفل والتحكم في انفعالاتهم أمامه، وانتقاء الكلمات التي يوجهانها للطفل حتى لا تترك أي تأثير سلبي على نفسيته وسلوكه.

بعض الأطفال يتصرفون بشكل سيء في المنزل بسبب تعرضهم للإيذاء والسخرية من أقرانهم في المدرسة وحتى على


وسائل التواصل الاجتماعي


، لذا ينبغي على الأبوين التأكد من عدم التعرض الطفل للإيذاء من قبل الآخرين فمعالجة هذا الأمر سيساعد كثيراً على تعديل سلوكهم.[1]

كيفية التعامل مع الطفل الشقي

للتحكم في سلوك الطفل الشقي وتعديله بطريقة صائبة للأبد يجب اتباع الطريقة الصحيحة لفعل هذا الأمر، ومما ينصح  به للتعامل مع الطفل الشقي:

يجب ألا يقبل الآباء كل ما يقوله الطفل فمن المهم وضع حدود له، كذلك لا يجب أن تترك مسئولية تحديد الطفل ما يريده وما لا يريده له كاملة، فحينما يغضب الطفل ويبكي للحصول على شيء ما يجب أن يكون التعامل معه حازماً وقاطعاً بأنه لن يحصل على ما يريده بهذه الطريقة لكن من المهم ألا يكون التعامل معه عنيفاً فالشدة لا تعني ألا تكون لطيفاً مع طفلك.

مما يجعل الأطفال مشاغبين هو عدم جدية الوالدين في تنفيذ ما يتم وضعه من قواعد، فلا يجب على الأبوين التعامل مع الأطفال بطريقة مختلفة كل يوم بسبب حالتهم المزاجية أو لانشغالهم، فعلى سبيل المثال لا يمكنكم السماح للطفل بمشاهدة التلفاز إلا في وقت محدد بعض الأيام وفي أيام أخرى السماح له بمشاهدة ما يريد، هذا الأمر سيربك الطفل ويؤثر على سلوكه كثيراً، لذا من المهم وضع القوادع والالتزام بها تحت أي ظرف.

أيضاً يجب على الوالدين ترك مساحة من الحرية الشخصية للطفل في تقرير بعض الأمور فلا ينبغي عليهم إملاء الأوامر للطفل طوال الوقت وإخباره بما يجب فعله وكيف عليه فعله، بعض الحرية والاستقلالية هي ما يحتاج له الطفل كي يشعر بأنه مسئول فعلى سبيل المثال يمكن تركه يختار ما يفضل ارتداؤه من ملابس.

لا ينتبه الآباء في كثير من الأحيان للاستماع لأطفالهم ولا يعيرون أهمية كبيرة لتمضية الوقت معهم، لذا قد يقوم الطفل بافتعال المشكلات والقيام بأي أمور مشينة فقط ليحصل على انتباه أبويه، لذا من الهام للغاية أن يعتني الأبوين بأبنائهم ويخصصوا وقت من يومهم للتحدث معهم والتعرف على مشكلاتهم ورغباتهم.

رد فعل الآباء مع الطفل الشقي

أول رد فعل يتبعه الأبوين عادةً للسيطرة على الطفل الشقي هو الصراخ عليه، لكن في كثير من الأحيان يأتي هذا الأمر بنتائج عكسية تجعل الطفل يتمادى فيما يقوم به أكثر أو يحدث الأسوأ ويكتسب الطفل أسلوب الصراخ على الآخرين من أبويه، لذا في كل الأحوال الصراخ عليهم لن يجدي والتحاور معهم بهدوء تام هو الحل الأمثل.

أيضاً يجب أن ينبته الأبوين لعدم صب غضبهم على الطفل حينما يعانون من مشكلات أو حالة نفسية سيئة، فالصراخ على الطفل دون أن يرتكب شيء خاطئ أو لقيامه بأمر ما يخالف الطريقة التي يريدان أن يتبعها سيجعله غاضباً منهم وسيسيء التصرف، لذا عندما مواجهة أية ضغوط يجب أن يتعامل الأبوين مع الطفل بهدوء لتعديل سلوكه وكي يتعلم كيف يحافظ على هدوءه حتى وهو غاضب.

التجاهل من الحلول الفعالة التي يجب على الأبوين اتباعها عند الضرورة مع الطفل ففي كثير من الأحيان يستسلم الأبوين بسرعة إن تمادى الطفل في بكائه لفترة طويلة ويمنحانه ما يريده بدافع الشفقة أو بدافع الضجر والملل منه، لذا من الضروري ألا ينصاع الوالدين لبكاء الطفل وإن طال فقط عليهم تجاهله مهما طال الأمر ففي النهاية إن لم يجد منهم تفاعلاً على صراخه وبكاؤه سيضطر للخضوع.[2]