اسباب المخلوقات التي تعيش في الجزر اكثر عرضه للانقراض
تُعد الجزر من أكثر الأماكن المثالية لتطور الأنواع الفريدة وذلك بسبب بعدها وعزلها عن باقي الأنواع المنتشرة في كثير من الأماكن حول العالم ، ومع ذلك تعتبر الجزر من أكثر الأماكن التي تتعرض فيها الحيوانات للانقراض ، على سبيل المثال نجد أنه من بين 724 حالة انقراض للحيوانات المعروفة في 400 سنة الماضية كانت نصفها داخل الجزر ، بالإضافة إلى ذلك نجد أن أنواع الطيور التي انقرضت في تلك الفترة 90٪ منها على الأقل كانت تعيش داخل تلك الجزر ، وبالتالي السؤال الهام هنا هو لماذا تنقرض كثير من المخلوقات التي تعيش في الجزر .
علاقة الجزر بانقراض الحيوانات
تعتبر الجزر هي أكثر المناطق المناسبة للتنوع البيولوجي ، وعلى الرغم من ذلك فإن انخفاض أعداد الأنواع التي تعيش في الجزر يكون أسرع من أي مكان آخر في العالم ، ولقد تطورت الأنواع الموجودة في الجزر على مدى آلاف السنين في عزلة تامة مما أدى إلى زيادة نسبة هذه الأنواع المتوطنة في الجزيرة والتي لا توجد في أي مكان آخر في العالم .
لقد تطورت ونشأت الحيوانات والأنواع الموجودة في الجزر بدون
الحيوانات المفترسة
وبالتالي فقد نمت هذه الأنواع بدون آليات دفاعية أو غرائز لحماية نفسها من الافتراس ، وبالتالي هذا يدل إلى أن إدخال أنواع جديدة من الحيوانات الغريبة على الجزر قد يسبب الكثير من الأضرار على الأنواع الأصلية .
تعتبر الجزر هي موقع لحوالي 75 ٪ من جميع حالات الانقراض للطيور والبرمائيات والثدييات والزواحف ، ومن بين حالات الانقراض المسجلة تم ربط 86 ٪ منها بسبب إدخال أنواع حيوانية جديدة ، واليوم عيش ما يقرب من نصف الفقاريات الأرضية المهددة بالانقراض على الجزر .
سبب تعرض الأنواع الجزرية للانقراض
تعتبر الأنواع الجزرية أو المخلوقات التي تعيش في الجزر عرضة للانقراض بشكل خاص لأنها تتواجد في نطاق جغرافي صغير ومحدد حيث يقتصر هذا النطاق على الجزيرة أو جزء معين من الجزيرة وبالتالي عادة ما تكون أعداد تلك المخلوقات أو الحيوانات منخفضة للغاية ونتيجة لذلك فإن هذه العوامل تجعلها أكثر عرضة للانقراض نتيجة لكثير من العوامل الطبيعية الأخرى مثل المرض والحريق والتقلبات الطبيعية للسكان ، وبالتالي إذا كان تلك الحيوانات صغيرًا منذ البداية فقد يؤدي ذلك بشكل طبيعي إلى موت عدد من أفراد تللك
الحيوانات
من حين لآخر بحيث لا يكون هناك عدد قابل للحياة من هذه الأنواع .
تتفاقم هذه الديناميكية عندما يتم إدخال أنواع جديدة داخل الجزر مثل البشر والحيوانات المستأنسة والآفات وأيضاً الأمراض التي قد تصيب أحد سكان الجزيرة ، ونتيجة لذلك نجد أن غالبية الأنواع الأصلية التي تطورت بدون اتصال بهذه الكائنات الجديدة تكون غير قادرة على المنافسة أو الدفاع عن نفسها ، بالإضافة إلى ما سبق نجد أن تدمير الموائل والصيد المباشر والمنافسة على الغذاء وعوامل أخرى تؤدي إلى انقراض كثير من المخلوقات التي تعيش داخل الجزر .
قد تستفيد أنواع المخلوقات التي تعيش في البيئات القارية بشكل كبير من أنواع أخرى قد تتواجد في أماكن مختلفة حيث أنه من الممكن أن يتم زيادة أعداد الحيوانات الأصليين عن طريق بعض أفراد الحيوانات القادمين من مجموعات أخرى ، أما الجزيرة نجد أنه لا توجد مجموعات أخرى يمكن الاستفادة منها وبالتالي يعمل هذا على انقراض الكثير الأنواع .
تجزئة الموائل نتيجة الأنشطة البشرية
نتيجة لكثير من دراسات الجغرافيا الحيوية فقد تم اكتشاف آثار كبيرة للأنشطة البشرية على كثير من الموائل ، حيث تواجه الكثير من الأنواع التي تعيش في البيئات القارية مستوى غير مسبوق من تجزئة الموائل نتيجة للأنشطة البشرية حيث تم تجزئة الموطن الكبير إلى بقع صغيرة تقع داخل كثير من الأراضي المضطربة وبالتالي تتأثر الأنواع الموجودة داخل تلك الأماكن الصغيرة بدرجة كبيرة مثل تلك الأنواع التي تعيش داخل الجزر وتصبح الأنواع الموجودة في بقايا الموائل أكثر عرضة للانقراض بسبب نفس العوامل التي تؤثر على الأنواع الموجودة في الجزر .
تشير الكثير من الدراسات التي تمت على تجزؤ الموائل وأيضاً على الجزر أنه لا ينبغي أن يركز علماء
الحفاظ على البيئة
جهودهم فقط على إنشاء مناطق محمية صغيرة ولكن ينبغي أخذ كثير من الاحتياطيات التي قد تكون مفيدة للغاية في إنقاذ الكثير من الأنواع المعرضة للانقراض ، كما يجب أن تكون الأنشطة البشرية في جميع أنحاء العالم أكثر توافقًا مع الحفاظ على الموائل والأنواع الموجودة بها .[1]
كيفية منع انقراض الحيوانات
بناء على الكثير من الدراسات أوضح العلماء أن فرص منع الانقراض أصبحت واضحة وذلك عن طريق القيام بالكثير من الجهود لحماية وصيانة الأنواع الموجودة المهددة بالانقراض من أجل الحفاظ على
التنوع البيولوجي
الجزري المهدد .
لقد أشارت الدراسات أن حماية الجزر بما تشمله من الأنواع الأصلية المتوطنة أصبح أمر وشيك الحدوث عن طريق القضاء على الحيوانات الغريبة التي تهدد الأنواع الأصلية ، على سبيل المثال قد وثق الدراسات الكثير من الحيوانات الخارجية الضارة مثل الفئران والقطط التي أثرت على كثير من الأنواع الموجودة على الجزر حيث كان هناك بالفعل تداخل كبير حيث عانت 60٪ من الجزر من تأثيرات هذه الحيوانات الغريبة وبالتالي أشارت الدراسات العلمية أن القضاء على الأنواع الخارجية الغريبة يمكن أن يفيد في إنقاذ 95 ٪ من الأنواع المهددة بالانقراض .
أنواع جزرية مهددة بالانقراض
سحلية الإيجوانا
تعتبر الإجوانا هي نوع من الأنواع المهددة بالانقراض وهي واحدة من أكثر
السحالي
المهددة بالانقراض في العالم حيث يقدر عددها ما يتراوح بين 2000 و 4000 فرد ، ولكن نتيجة تعرضها للافتراس لسنوات حيث أكلت القطط الوحشية والحمير في جزيرة كابريتوس في جمهورية الدومينيكان صغار سحلية الإيجوانا ودمرت بيوتها وألحقت الضرر بموطنهم حيث تعرض هذا النوع للانقراض ، ونتيجة لتعرض سحلية الإيجوانا للانقراض بدأ حماية هذا النوع عن طريق إزالة هذه الحيوانات المفترسة ، وبالفعل بعد أن تم القضاء على الحيوانات المفترسة تم تعافى الإيجوانا الموجودة في جزيرة كابريتوس ، واليوم تمتلئ الجزيرة بأعداد كبيرة من الإيجوانا الصغيرة .
الحمامة البولينيزية
تعتبر الحمامة البولينيزية الأرضية هي واحدة من
أندر الطيور في العالم
، ولقد تم العثور على هذه الأنواع المهددة بالانقراض بشكل خطير في خمس جزر صغيرة في بولينيزيا الفرنسية حيث بقي فقط أقل من 200 فرد من هذا النوع في العالم ، ولكن لحسن الحظ تم منح الحمامة البولينيزية فرصة ثانية بعد إبعاد الخطر الذي يهدد حياتهم عن طريق إبعاد الأنواع المفترسة للحمامة البولينيزية ونتيجة لذلك نجد أنه تم زيادة عدد أفراد الحمامة البولينيزية أكثر من الضعف بعد التخلص من أعدائها .
سلحفاة فلوريانا العملاقة
تعد سلحفاة فلوريانا العملاقة واحدة من ثلاثة عشر نوعًا من السلاحف العملاقة وهي موجودة فقط في جزيرة فلوريانا ، ولقد تم إدراج هذا النوع من ضمن الأنواع المنقرضة حيث لم يتم رؤيتها في الجزيرة منذ عام 1850 ، وكان ذلك نتيجة تعرضها لكثير من الحيوانات المفترسة الغريبة عن موطنها مثل الخنازير والكلاب والقطط والماعز والأبقار والجرذان والفئران ، وهكذا منع وجود الأنواع المفترسة سلاحف فلوريانا من التكاثر .[2]