ما هو الفكر الماركسي

تعتبر الماركسية أو الفكر الماركسي بمثابة مجموعة من الأفكار والعقائد التي طورها كارل ماركس في منتصف القرن التاسع عشر ، ولقد كان الفكر الماركسي في الأصل يتكون من ثلاث أفكار رئيسية ذات علاقة قوية ببعضها البعض وهي الأنثروبولوجيا الفلسفية ونظرية التاريخ وبرنامج اقتصادي وسياسي .

لقد تم ممارسة وفهم الفكر الماركسي بطرق مختلفة ، فنجد أن هناك الماركسية التي تم فهمها وممارستها من قبل الحركات الاشتراكية المختلفة خاصة قبل عام 1914 ، بالإضافة إلى ذلك توجد هناك الماركسية السوفييتية التي عمل بها فلاديمير إيليتش لينين وقام بتعديلها جوزيف ستالين والتي حملت اسم الماركسية اللينينية والتي أصبحت عقيدة الأحزاب الشيوعية التي أقيمت بعد الثورة الروسية عام 1917 ، أيضاً كان هناك الماركسية غير الغوغائية ما بعد الحرب العالمية والتي عدلت فكر ماركس من خلال علاقتها بالفلسفات الحديثة .

ما هي الماركسية

يمكن تعريف الماركسية على أنها فلسفة اجتماعية وسياسية واقتصادية سميت باسم كارل ماركس ، تقوم الماركسية على دراسة تأثير الرأسمالية على العمل والإنتاجية والتنمية الاقتصادية وتدافع عن ثورة عمالية لقلب الرأسمالية لصالح الشيوعية ، حيث تفترض الماركسية أن الصراع بين الطبقات الاجتماعية وتحديداً بين البرجوازية أو الرأسماليين والبروليتاريا أو العمال هو الذي يقوم بتحدد العلاقات الاقتصادية في الاقتصاد الرأسمالي وسيؤدي حتما إلى الشيوعية الثورية .

إن الماركسية هي نظرية اجتماعية وسياسية واقتصادية نشأت من قبل كارل ماركس والتي تركز على الصراع بين الرأسماليين والطبقة العاملة ، حيث كتب كارل ماركس أن علاقات القوة بين الرأسماليين والعمال كانت استغلالية بطبيعتها وستؤدي حتمًا إلى نزاع طبقي ، وكان كارل ماركس يعتقد أن هذا الصراع سيؤدي في النهاية إلى ثورة تقلب فيها الطبقة العاملة الطبقة الرأسمالية وتسيطر على الاقتصاد .

فكر كارل ماركس

عند قراءة الأفكار الماركسية نجد أنه لا يمكن اقتصار العمل الذي قام به ماركس إلى فلسفة ، بل لقد كانت كل أعمال كارل ماركس بمثابة نقد جذري للفلسفة وخاصة نظام هيجل المثالي وفلسفات اليسار واليمين بعد هيجل ، ومع ذلك فإن نقد كارل ماركس لهذه الفلسفات ليس مجرد إنكار لهذه الفلسفات .

لقد أعلن ماركس في أفكاره أن الفلسفة يجب أن تصبح حقيقة حيث أنه لم يعد بإمكان المرء أن يكتفي بتفسير العالم بل يجب على الإنسان أن يهتم بتحويل العالم مما يعني تحويل العالم نفسه والوعي الإنساني له ، وكان ذلك يتطلب نقد للخبرات مع نقد للأفكار ، وفي الواقع اعتقد كارل ماركس أن كل المعرفة تنطوي على نقد للأفكار .

لقد كانت أفكار كارل ماركس أو الأفكار الماركسية مليئة بكثير من المفاهيم مثل الاستيلاء والاغتراب والتطبيق والعمل الإبداعي والقيمة وما إلى ذلك ، والتي ورثها كارل ماركس من الفلاسفة والاقتصاديين السابقين بما في ذلك هيجل ، يوهان فيشت ، إيمانويل كانت ، آدم سميث ، ديفيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل .

عند النظر في الأفكار الماركسية نجد أن ما يميز فكر ماركس بشكل فريد هو أنه بدلاً من تقديم تأكيدات مجردة حول مجموعة كاملة من المشاكل مثل الطبيعة البشرية والمعرفة والمادة ، فإنه يفحص كل مشكلة في علاقتها الديناميكية بالآخرين وقبل كل شيء يحاول كارل ماركس ربطهم بالحقائق التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية .[1]

فهم النظرية الماركسية

إن الماركسية عبارة عن نظرية اجتماعية وسياسية تشمل نظرية الصراع الطبقي الماركسي والاقتصاد الماركسي ، ولقد تم صياغة الماركسية لأول مرة في كتاب البيان الشيوعي في عام 1848 بواسطة كارل ماركس وفريدريش إنجلز وكان الكتاب يحدد نظرية الصراع الطبقي والثورة حيث يركز الاقتصاد الماركسي على انتقادات

الرأسمالية

التي طرحها كارل ماركس في كتابه عام 1867 .

عند النظر في الأفكار الماركسية نجد أن نظرية ماركس تصور الطبقية الرأسمالية على أنها خطوة واحدة في التقدم التاريخي للأنظمة الاقتصادية التي تتبع بعضها البعض في تسلسل طبيعي مدفوع بقوى التاريخ غير الشخصية الهائلة التي تلعب من خلال السلوك والصراع بين الطبقات الاجتماعية .

في النظرية الماركسية نجد أنه ينقسم كل مجتمع بين عدد من الطبقات الاجتماعية ، التي يتشارك أفرادها مع بعضهم البعض أكثر من أفراد الطبقات الاجتماعية الأخرى ، على النقيض في النظام الرأسمالي اعتقد ماركس أن المجتمع يتكون من فئتين هما البرجوازية ويمكن تعريفهم بأنهم أصحاب الأعمال الذين يسيطرون على وسائل الإنتاج ، والفئة الثانية هي  البروليتاريا ويمكن تعريفهم على أنهم العمال الذين يحول عملهم السلع الخام إلى سلع اقتصادية قيمة ، وبالتالي إن سيطرة طبقة البرجوازية على

وسائل الإنتاج

تمنحهم السلطة الكاملة على البروليتاريا مما يسمح لهم بالحد من قدرة العمال على الإنتاج والحصول على ما يحتاجون إليه من أجل البقاء .

كارل ماركس والرأسمالية

يعتقد كارل ماركس أن الرأسمالية تقوم على السلع وهي عبارة عن الأشياء التي يتم شراؤها وبيعها ، وبالتالي فإنه من وجهة نظر الماركسية إن عمل الموظف هو شكل من أشكال السلع ، ومع ذلك بما أن العمال العاديين لا يمتلكون وسائل الإنتاج مثل المصانع والمباني والمواد ، فإن هؤلاء العمال لا يملكون سوى القليل من القوة في النظام الاقتصادي الرأسمالي ، كما يمكن استبدال العمال بسهولة في فترات


البطالة


المرتفعة مما يزيد من انخفاض قيمتها المتصورة .

يتصور كارل ماركس أيضاً أنه لزيادة الأرباح إلى أقصى حد يمتلك أصحاب الأعمال الحافز للحصول على أكبر قدر من العمل من عمالهم بينما يدفعون لهم أقل الأجور الممكنة ، كما أنهم يمتلكون المنتج النهائي الناتج عن عمل العامل ويستفيدون في نهاية المطاف من فائض قيمته ، وهو الفرق بين تكلفة إنتاج السلعة والسعر الذي يتم بيعه في النهاية من أجله .

ترى الأفكار الماركسية أنه من أجل الحفاظ على موقع السلطة والامتياز تستخدم


البرجوازية


المؤسسات الاجتماعية كأدوات وأسلحة ضد طبقة البروليتاريا وهم العمال حيث تفرض الحكومة إرادة البرجوازية بالإكراه المادي لفرض القوانين وحقوق الملكية الخاصة على وسائل الإنتاج ، كما يرى ماركس أن الإعلام والأكاديميين أو المثقفين ينتجون دعاية لقمع الوعي بالعلاقات الطبقية بين البروليتاريا وترشيد النظام الرأسمالي وذلك عن طريق إقناع البروليتاريا بقبول الاستسلام والخضوع له ، يرى كارل ماركس أيضاً أن النظام المصرفي والمالي يسهل عملية الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج ، ليس ذلك فقط بل يغرق العمال بالديون المفترسة ويدير الأزمات المالية والركود المنتظم لضمان إمدادات كافية من العمال العاطلين من أجل تحجيم القدرة التفاوضية للعمال .

التفاوت بين الرأسماليين والعمال

لقد شعر كارل ماركس أن الرأسمالية تخلق فجوة كبيرة غير عادل بين الرأسماليين والعمال الذين يستغلون عملهم لتحقيق مكاسب خاصة بهم ، وهذا الاستغلال بدوره يدفع العمال إلى اعتبار عملهم ليس أكثر من وسيلة للبقاء ، ونتيجة لأن العامل لديه القليل من الاهتمام الشخصي في عملية الإنتاج ، فقد اعتقد ماركس أنه سوف ينفصل عنه ويكره صاحب العمل .

يرى كارل ماركس أن العوامل الاقتصادية والعلاقات بين الطبقات الاجتماعية مترابطة بشكل وثيق ، وإن التفاوتات المتأصلة والعلاقات الاقتصادية الاستغلالية بين البروليتاريا والبرجوازية ستؤدي في النهاية إلى ثورة يتم فيها إلغاء الرأسمالية ، وذلك لأنه بينما يركز العمال على البقاء الأساسي ، نجد أن أصحاب الأعمال الرأسماليين يهتمون بالحصول على المزيد والمزيد من المال .[2]