ما هو المنهج التاريخي

المنهج التاريخي هو الطريقة التاريخية هي عملية إحياء الماضي ، عن طريق جمع الأدلة وفحصها والعمل على تقييمها ، وأخيرا تبدأ مرحلة التكوين ، حتى يتم استنتاج البراهين كاملة وواضحة .

يتم تعريف هذه الطريقة أيضًا على أنها بحث يصف ويسجل الحقائق والأحداث السابقة ، ويدرسها ويشرحها ، ثم يحللها بناءً على أسس منهجية وعلمية دقيقة ، والهدف من ذلك هو الوصول إلى التعميمات والحقائق التي تساعد على فهم الحاضر على أساس الأحداث الماضية ، والتنبؤ بالمستقبل قبل .

بالإضافة إلى ذلك ، يتعلق هذا النهج بوصف الأحداث النوعية التي حدثت في الماضي ، من أجل رصد العناصر وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها ، ويستند إلى هذا الوصف في فهم الواقع الحالي وتوقع قرب والأحداث والاتجاهات البعيدة في المستقبل .

أهمية المنهج التاريخي

في ضوء التعريفات السابقة للمنهج التاريخي ، يمكن إبراز أهمية هذا المنهج :

  1. يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل المشكلات الجديدة في ضوء التجارب السابقة .
  2. يساعد على تسليط الضوء على الاتجاهات الحالية والمستقبلية .
  3. يؤكد الأهمية النسبية والتأثيرات النسبية للتفاعلات المختلفة الموجودة في الماضي .
  4. يوفر فرصة لإعادة تقييم البيانات فيما يتعلق ببعض الافتراضات أو النظريات أو التعميمات التي ظهرت في الوقت الحاضر وليس في الماضي .

خطوات تطبيق المنهج التاريخي

شرح مشكلة البحث

يتطلب توضيح طبيعة مشكلة البحث التعامل مع خطوات


المنهج العلمي


في البحث ، وهي : تحضير الموضوع وتحديده وصياغة الأسئلة له وفرض الفرضيات وأهداف البحث وأهمية البحث والإطار النظري لـ البحث وقيوده وجوانب قصور ومصطلحات البحث .

تتطلب مشكلة البحث توافر الشروط ، مثل : أهميتها  وملاءمة النهج التاريخي لها  وتوافر القدرات اللازمة وأهمية نتائج الباحث .

جمع البيانات اللازمة

تتطلب هذه الخطوة مراجعة المصادر ، واختيار البيانات المتعلقة بمشكلة البحث وهذه المصادر قد تكون مصادر أولية ومصادر ثانوية ، يذكر أن الباحث يجب أن يميز بين نوعي المصادر .


  • المصادر الأولية

    هي السجلات والوثائق والمعالم .

  • المصادر الثانوية

    هي الصحف بأنواعها والمجلات وكتب السير الذاتية والمؤلفات والكتابات الأدبية والقصص الطويلة والقصيرة والقصائد وجميع أنواع الألعاب و


    الرقصات


    الموروثة وتسجيلات الفيديو والنشرات والرسوم التاريخية التوضيحية والخرائط .

نقد مصادر البيانات

تتطلب هذه الخطوة من الباحث فحص البيانات التي تم جمعها والتأكد من فائدة البحث والنقد ينقسم إلى نوعان من النقد الأول يسمى النقد الخارجي  والثاني النقد الداخلي لكل منها وصفها الخاص كما يلي :


النقد الخارجي

: ويمثله الباحث ويجيب على الأسئلة الآتية:

  1. هل كتبت الوثيقة فور وقوع الحادث أو بعد مرور فترة من الوقت؟
  2. هل هناك ما يشير إلى أن كاتب الوثيقة ليس موضوعيا؟
  3. هل كان المؤلف بصحة جيدة عند كتابة الوثيقة؟
  4. هل كانت الظروف التي كُتبت فيها الوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟
  5. هل هناك تناقض في محتويات الوثيقة؟
  6. هل توافق الوثيقة في معلوماتها مع وثائق صادقة أخرى؟


النقد الداخلي

: ويمثله الباحث في الإجابة على الأسئلة التالية:

  1. هل تم كتابة المستند بخط يد المالك أو بواسطة شخص آخر؟
  2. هل تتحدث الوثيقة لغة العصر الذي كُتبت فيه؟ أم أنك تتحدث مفاهيم ولغة مختلفة؟
  3. هل كتبت الوثيقة على مواد معاصرة أو على ورق حديث؟
  4. هل هناك تغييرات أو حذف أو إضافات للمستند؟
  5. هل تتحدث الوثيقة عن أشياء لم تكن معروفة في ذلك الوقت؟
  6. هل المؤلف مؤهل للكتابة عن موضوع الوثيقة؟ [1]

تسجيل نتائج البحث وتفسيرها

تتطلب هذه الخطوة عرض جميع النتائج التي تم التوصل إليها من خلال المناقشة والتفسير ، وعادة ما يتبع الباحث ترتيبًا زمنيًا أو مكانيًا أو موضوعيًا مناسبًا لمشكلة البحث .

ملخص البحث

هذه هي الخطوة الأخيرة ، وتتطلب ملخصًا للمعلومات المقدمة في البحث ، وبعد ذلك يتم العمل على وضع توصيات هذا البحث التي توصل إليها الباحث ، ومقترحاته للبحث المستقبلي .

مزايا المنهج التاريخي

يمكننا أن نرى مزايا هذا النهج المتشابكة في حد ذاتها مع العديد من المناهج الأخرى ، مثل انفتاح العلم على بعضهم البعض وتفاعله مع حركة الوعي البشري التي رافقت بيانات التفكير في جميع الأعمار :


  • المقاربة التاريخية للنقد

    ويستخدم تاريخ العصر وأنظمته السائدة لتوضيح النص الأدبي وما الوقت الذي يختبئ وراء رسائله ، وكذلك معرفة المراجع إلى المواقع والأحداث والأعلام وغيرها من التأثيرات الواقعية التي يساعدنا التاريخ في التعرف عليها .
  • منهج التاريخ الأدبي السابق يستخدم في الوقت الحاضر ويحيي علاقة غالبًا عاطفية مع القدماء الذين سبقوها وهو بالطبع يحد من مجال أبحاثه في مجال الأدب ، ويحدد علاقاته مع جميع الأطر الاقتصادية والسياسية والثقافية ، لإظهار الأعراض أو العلامات التي تكشف عنها. عقلية نقدية .
  • الطريقة التاريخية هي واحدة من العديد من المناهج الحاسمة التي بنيت على قواعد صلبة ، والتي هي في حد ذاتها نتاج الفلسفات ، وتيارات الفكر التي عرفتها البشرية طوال سيرة حياتها الطويلة ولعل ما تصوره أفلاطون وأرسطو من بعض الفلسفات التي شغلت التفكير البشري هي السمات الجذرية الأولى لهذه الفلسفات .
  • يستخدم علماء الاجتماع والباحثون في العلوم الأخرى النهج التاريخي ، عند دراسة التغيير في شبكة العلاقات الاجتماعية وتطوير النظم الاجتماعية ، والتحول في المفاهيم والقيم الاجتماعية ، وكذلك عندما يدرسون أصول الثقافات وتطورها و انتشر وعند إجراء مقارنات مختلفة بين النظم والثقافات في الواقع ، من الضروري معرفة تاريخ المجتمع لفهم واقعه .

نموذج المنهج التاريخي في دراسة الأدب

طه حسين هو أبرز من استخدم هذا المنهج في دراساته عن الأدب العربي القديم: كتابه “حديث الود” و “تجديد ذكرى أبو العلا” في الكتاب الأخير :


طه حسين


طبق المنهج التاريخي بدقة ، حيث خصص قسماً من هذا الكتاب يشغل جزءاً كبيراً من الكتاب (حوالي ثلثي الكتاب) درس في زمن أبو العلاء المكان والناس ، الحياة السياسية وأنواعها كالحياة الاجتماعية والحياة الدينية في عصره ؛ لرؤية تأثير كل هذا في شعره وأدبه ، نستخرج هنا جزءًا صغيرًا من هذا النهج في قوله . [2]