مواقف الحب في حياة النبي

مواقف الحب في حياة النبي تُعلم الرجال كيفية إحسان معاملة المرأة ، وحسن معاشرتها ، وكيفية الرفق بها في مختلف الأوقات ؛ فقد روت


زوجات الرسول


عنه العديد من المواقف التي يجب الاقتداء بها .

مواقف الحب في حياة النبي

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيم بأهله ، وأزواجه ، وكان لا يُفرق بين أي منهن ، وفي سنته صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف التي رواها أزواجه عن معاملته الحسنة لهن ؛ فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ”  خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي ، وإذا ماتَ صاحبُكُم فدَعوهُ ” حديث صحيح حدثه الألباني ، وورد في صحيح الترمذي [1] ، ونذكر بعض هذه المواقف فيما يلي :

حب النبي لعائشة

كانت عائشة رضي الله عنها أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن عمرو بن العاص قال : ” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالًا ” . حديث صحيح ورد في صحيح البخاري . [1]


شرح الحديث

سأل عمر بن العاص النبي قبل خروجه أميرًا على الجيش عن أحب الناس إليه ؛ فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أحب الناس إليه هي عائشة ، وأن أحب الناس إليه من الرجال هو والدها ”

أبو بكر الصديق

” ، ويليه في المحبة ” عمر بن الخطاب ” ، ثم ذكر بعض أسماء الرجال الآخرين بعد ذكر أبي بكر ، وعمر .


مواقف من حب الرسول لعائشة


الموقف الأول

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي عائشة “بعائش ” ؛ فعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يا عائِشَ، هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ فَقُلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ، تَرَى ما لا أرَى تُرِيدُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ” . حديث صحيح ورد في صحيح البخاري . [1]


شرح الحديث

يُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن  جبريل عليه السلام ” الوحي ” يُهديها السلام ، ويُحييها بتحية الإسلام ؛ فردت عليه أم المؤمنين التحية بأحسن منها ، ومعنى قولها ” ترى ما لا أرى ، تريد النبي صلى الله عليه وسلم ” أي أن الرسول يرى جبريل غليه السلام ، وهي لا تراه .


الموقف الثاني

عن عائشة رضي الله عنها قالت : “كُنْتُ أشْرَبُ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ، وأَتَعَرَّقُ العَرْقَ وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ علَى مَوْضِعِ فِيَّ. وَلَمْ يَذْكُرْ زُهَيْرٌ فَيَشْرَبُ ” . حديث صحيح ورد في صحيح مسلم . [1]


شرح الحديث

من مظاهر رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها في وقت الحيض لما تشعر به من حزن ، ومشاعر سلبية أنه كان يأكل من موضع فمها على العظام التي تأكل منها اللحم ، وأنه يشرب الماء من نفس موضع الإناء التي شربت منه ليدفع عنها ما تشعر به ، ورفقًا بقلبها .


مواقف طريفة لـ حب الرسول


الموقف الأول

من مواقف الحب والمداعبة بين النبي ، وعائشة رضي الله عنها ما ورد في هذا الحديث :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : ” كنتُ أغتسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ ، أبادِرُه ويُبادِرُني ، حتى يقولَ : دعي لي . ، وأقول أنا : دَعْ لي ” . حديث صحيح حدثه الألباني ، وورد في صحيح النسائي ، وأخرجه البخاري ، والترمذي ، وأبو داود ، ومسلم ، وأحمد . [1]


شرح الحديث

في الحديث تظهر الدعابة بين رسول الله صلى الله عليه وأزواجه ، وأنهما كانا يتنافسان على الماء ليغتسلا .


الموقف الثاني

سباق رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها :

عن عائشة أم المؤمنين : ” أنها كانت مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ ، وهي جاريةٌ [ قالت : لم أَحْمِلِ اللَّحمَ ، ولم أَبْدُنْ ] ، فقال لأصحابِه : تَقَدَّموا ، [ فتَقَدَّموا ] ، ثم قال : تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ ، فسابقتُه ، فسَبَقْتُه على رِجْلَيَّ ، فلما كان بعدُ ، خرجتُ معه في سفرٍ ، فقال لأصحابِه : تَقَدَّموا ، ثم قال : تَعَالَيْ أُسَابِقْكِ ، ونَسِيتُ الذي كان ، وقد حَمَلْتُ اللَّحمَ ، [ وبَدُنْتُ ] ، فقلتُ : كيف أَسابِقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ ؟ فقال : لَتَفْعَلِنَّ ، فسابقتُه ، فسبقني ، ف [ جعل يضحكُ ، و ] قال : هذه بتِلْكِ السَّبْقةِ ” . حديث صحيح حدثه الألباني ،وأورده في آداب الزفاف . [1]


شرح الحديث

في الحديث تظهر ملاطفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته عائشة ، وتظهر حسن العشرة بينهما ، وأنهما كانا يتنافسان ، ويتسابقان في الطريق حين خرجت معه في إحدى أسفاره ، وأنها سبقته في المرة الأولى ، وحين خرجت معه مرة أخرى في أسفاره تسابقًا مُجددًا ، وسبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخبرها بأنه سبقها مثلما سبقته في المرة السابقة ، وأنهما الآن متعادلان ، وهذا الموقف يُظهر طرافة العشرة بين رسول الله وعائشة ، ويُظهر أيضًا جميل كلامه ، وطبعه .

حب وعدل رسول الله لزوجاته

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” من كان له امرأتانِ ، يميلُ لإحداهُما على الأُخرى ، جاء يومَ القيامةِ ، أحدُ شقيْهِ مائلٌ ” . حديث صحيح حدثه الألباني ، وورد في صحيح النسائي ، وأخرجه أبو داود ، والترمذي . [1]


شرح الحديث

في هذا الحديث ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدم العدل بين الزوجات إذا تزوج الرجل أكثرة من امرأة ، ويقصد عدم العدل في كافة الأمور من المحبة ، والود ، والواجبات ، وما إلى ذلك ، وذكر أن من لم يعدل بين زوجاته يأتي يوم القيامة ، وهو غير مستوي الطريفين جراء عدم عدله بينهن في الدنيا ؛ فيكون عقابه من جنس عمله .

رفق رسول الله بزوجاته

عن ميمونة بن الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : ” كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يضعُ رأسَهُ في حِجرِ إحدانا ، فَيتلو القُرآنَ وَهيَ حائضٌ ، وتقومُ إِحدانا بالخُمرةِ إلى المسجِدِ ، فتبسُطُها ، وَهيَ حائضٌ ” . حديث حسن صحيح حدثه الألباني ، وورد في صحيح النسائي . [1]


شرح الحديث

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُشعر زوجاته بالحرج لما يُصيبهن ، وكان يضع رأسه في حجر زوجته ، ويتلو القرآن الكريم ، وفي الحديث دلالة على عدم نجاسة المرأة أثناء الحيض ، وأن حيض زوجاته لم يمنعه صلى الله عليه وسلم من قراءة القرآن بقربهن ، وفي الحديث أيضًا إظهارًا لجميل عشرة الرسول لزوجاته ، وأنه يرفق بهن ، ويُهتم بشؤونهن ، ويراعي أحوالهن المتغيرة .