لماذا يعتبر النزيف الشرياني خطير

يضخ القلب الدم إلى جميع أجهزة الجسم عبر الشرايين المختلفة التي توجد بداخل جسم الإنسان فهي عملية ربانية تعمل بانتظام، لذلك فإن جسم الإنسان عبارة تركيبات دقيقة فعند تعرضه لصدمة شديدة أو تلف في بعض أجهزة الجسم، فمن الممكن أن يؤدي إلى النزيف الشرياني ويعد ذلك من أخطر أنواع الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان حيث هو المسؤول عن توزيع ونقل الدم إلى الجسد بالكامل.

أهمية الشرايين

يقوم الدم المؤكسد بالوصول إلى جميع أجهزة الجسم عن طريق الشرايين التي تحمله من القلب وتوزعه على جميع الأعضاء مثل الرئة أو الدماغ، وتعد هذه الشرايين مهمة لأنها تحمل الدم ومعه الأكسجين اللازم لعملية التنفس والبقاء على قد الحياة، لذلك فهو عليه ضغط شديد وقوة كبيرة أكثر من التي يحملها الوريد الذي يحمل الدم فقط.

النزيف الشرياني

من الممكن أن يتعرض الإنسان إلى النزيف الشرياني الذي يعد من أكثر الأنواع خطورة في التعرض للنزيف، وذلك لأنه قادم من القلب بشكل مباشرة لتوزيعه إلى جميع أجهزة الجسم، لذلك فتلاحظ أن الدم يكون باللون الأحمر الفاتح وذلك لأن هناك نسبة كبيرة من الأكسجين تتركز فيه أدت إلى هذا التغير في اللون، بالإضافة إلى أن يكون في حالة سائلة ولم يتجلط بسهولة مما يؤدي إلى النزيف الشديد بسبب أن معدل الضغط فيه أعلى من أي نوع من الأنواع الأخرى لأشكال النزيف التي يتعرض لها الإنسان.

ويحدث ذلك في حالة إذا تعرض الإنسان لصدمة شديدة أو عند وجود تلف في الأوعية الدموية أو أي عضو من أعضاء الجسم.

لذلك عندما يتعرض الشخص إلى وجود قطع في الشرايين أو تمزق بها فيعد أمر خطير لأنه يحمل معه الأكسجين اللازم لإبقاء الفرد على قيد الحياة.

لماذا يعد النزيف الشرياني خطير

هناك بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت حول أهمية هذا الموضوع، كذلك هناك آراء كثير لعدد كبير من الأطباء التي تحدثوا فيها عن خطورة هذا الموضوع، وهناك طبيب متخصص في عمليات التخدير يعمل في جامعة ليدز يدعى



Steve Black أكد أن هناك أسباب تجعل من هذا الأمر خطيراً للغاية عن غيره من أنواع النزيف الأخرى، وذلك بسبب:


  • من الممكن أن يفقد الإنسان خلال النزيف الشرياني كمية كبيرة جداً من الدم خاصة إذا كان ينزف من الشرايين الكبيرة الموجودة بالجسم، ويرجع السبب في ذلك إلا أن الدم في هذه الحالة يكون تحت تأثير ضغط كبير مما يجعل كمية الدم المفقودة كبيرة للغاية.
  • في حالة القيام بعمليات جراحية في الفخذ أو في الكلى، وكان هناك خطئاً أدي إلى قطع في الشرايين فهناك كمية طائلة من الدم الذي سينزف مما يزيد من خطورة الجرح.
  • يصعب السيطرة على كل هذه الكمية بعد التعرض للنزيف، لذلك فيجد الأطباء صعوبة في وضع مشبك بالجدار الخاص بالأوردة لأنها رقيقة للغاية، ولكن الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن يسيطر على الحالة هو الضغط على المنطقة التي بها الشرايين حتى يتوقف النزيف.[2]

كيفية التعامل مع النزيف الشرياني

هناك بعض الخطوات التي يجب على الطبيب اتباعها في حالة إذا كان وقع هذا النزيف أثناء القيام بعمليات جراحية، أو تعرض الشخص لهذا النزيف وكان بمفرده، فيجب عليه اتباع اللازم:

  • في البداية لابد من تغطية الجرح أو المكان الذي ينزف منه المريض والضغط عليه من أجل تقليل كمية الدم التي يفقدها.
  • لابد من عدم إزالة الأشياء التي قد كانت السبب في هذا القطع مثل السكين أو السهام على سبيل المثال.
  • لابد من غسل الأيدي جيداً ووضع عليها المطهر الذي يحتوي على نسبة من الكحول من أجل التعقيم الكامل.
  • ثم ارتداء القفازات الخاصة بالأيدي.
  • في بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى خلع ملابس المريض من أجل السيطرة بشكل كامل على الوضع.
  • الاستمرار في الضغط على الجرح مع إمكانية استبدال القطن أو قطع القماش التي نقوم بالضغط لها حيث لابد من أن تكون نظيفة حتى لا تنقل أي تلوث أو عدوى بداخل الجسم.
  • في حالة إذا كان المريض لم يفقد وعيه بعد من الممكن الاستعانة به عند تغير الضمادات ومن المفضل من أن تكون معقمة، حيث ليس من الممكن إزالة واحدة ووضع الثانية بل يجب وضع واحدة فوق الأخرى من أجل زيادة الضغط على الشرايين.
  • لابد من أن هناك تسريب سوف يحدث بعد امتصاص القماش للدم، لذلك لابد من وضع الكثير من الوسائد الخاصة بالملابس والضمادات فوق بعضها البعض مع التبديل.
  • كذلك لابد من جلوس المريض على الحال الذي يساعد على وقف النزيف وعدم الضغط على الجرح، كل ذلك يحدث مع الضغط وزيادة عدد قطع القماش المستخدمة في وقف النزيف.
  • في حالة السيطرة على وقف النزيف من الممكن أن يضع الطبيب ضمادة على شكل أسطواني ويقوم بلفها على الجرح جيداً حتى لا يتسرب كمية أخرى من الدم.
  • أحياناً قد لا يستطيع الطبيب في السيطرة على وقف النزيف في هذه الحالة ربما يفارق المريض الحياة بسبب كمية الدم الوفيرة التي فقدها جسده، لذلك لابد من الحكمة والتصرف بخطوات ثابتة من أجل السيطرة على الموقف بدون خسائر فادحة.
  • من أجل الحفاظ على الجرح أن يبقى نظيفاً ولا يتعرض لأي ملوثات خارجية من الممكن القيام بحركة احترافية للغاية، وذلك عن طريق وصل الضمادة خارجياً بعدة بوصات على طرف الجانبين.
  • من أجل ضمان زيادة الضغط على الجرح من الممكن لف أكثر من واحدة من الضمادة، كذلك من الممكن وضع نهاية طرف الضمادة في الغلاف من أجل أن تثبت في مكانها بشدة.
  • في حالة إذا كان هذا القطع في الأيدي أو الأرجل لابد من الانتباه عند الضغط أن لا يكون شديداً لأنه من الممكن أن يؤدي إلى قطع في الأوردة الدموية الخاصة بمنطقة الجرح، ومن الممكن ملاحظة هذا الشيء عند النظر إلى الأظافر الخاصة بالأيدي أو الأرجل على حسب المنطقة المصابة فإذا ظهرت باللون الأزرق الشاحب فهذا دليل على أن الضغط شديد، فلابد من قلة الضغط قليلاً حتى ترجع الأظافر تظهر باللون الوردي، لذلك لابد من عدم تغطيتهم بالضمادة من أجل ملاحظة شدة الضغط.
  • بعد إجراء هذه الخطوات سواء كان في قسم الرعاية أو المنزل، ولم يجدي الأمر نفعاً فلابد من الانتقال إلى قسم الطوارئ من أجل اتباع الخطوات اللازمة حتى لا يؤدي الأمر إلى فقدان حياة المريض.