معلومات عن وكالة روسكوزموس الروسية
وكالة روسكوزموس الروسية هي المركز التنسيقي للأنشطة الفضائية في روسيا. تقوم بالعديد من النشاطات المدنية (تتضمن مسح الأرض وبرامج رواد الفضاء) وتنسق مع وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي لعمليات الإطلاق العسكري.
روسكوزموس كانت تعرف باسم وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية، التي تم تشكيلها عام 1992. المؤسسة الجديدة تم تشكيلها بعد دمج الوكالة مع شركة United Rocket and Space Corporation، وهي شركة مساهمة تهدف إلى دعم قطاع الفضاء. مساهمة روسيا في الفضاء سبقت هذه الأحداث بمدة طويلة. في ذروة براعة
الاتحاد السوفياتي
السابق في الفضاء في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حققت البلاد العديد من الإنجازات الأولية، بما في ذلك أول إنسان في الفضاء.
وكالة روسكوزموس جاءت في عصر مختلف، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. الوكالة ضخت مواردها الضئيلة في محطة الفضاء الدولية ولا تزال حتى يومنا هذا تشارك بشكل رئيسي في هذا الجهد. في عام2016، قامت بإطلاق مجمع جديد يسمى فوستوشني الذي يهدف إلى تولي مهام Baikonur Cosmodrome، مرفق الإطلاق الرئيسي الحالي في كازاخستان.
السباق السوفياتي و الأمريكي
التجربة السوفياتية في الفضاء ازدادت في خلال معظم القرن الماضي. امتد عمل كونستانتين تسيولكوفسكي الرائد في مجال الصواريخ حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ثم قام السوفيات بعدها بتزويد التجربة تلك بصواريخ ألمانية من نوع V2 المكتسبة بعد نهاية
الحرب العالمية الثانية
عام 1945.
وكانت الولايات المتحدة تملك مجموعة أخرى من صنع الألمان في ذلك الوقت. تحت رعاية الشركات الجيوفيزيائية الدولية في 1957-1958، أطلق السوفييت أول قمر صناعي في العالم (سبوتنيك) في 4 أكتوبر 1957، وذلك العمل اثار قلق الأميركان من عدم قدرتهم على المواكبة والتنافس، السوفييت قاموا بالعديد من الإنجازات الأولية، ومن بين ذلك كان أول رجل في الفضاء (يوري غاغارين)، وأول امرأة (فالنتينا تيريشكوفا)، وقاموا أيضا بأول رحلة على سطح القمر (لونا 1) وأول طاقم مكون من ثلاثة أشخاص (فوسخود 1).
تاريخ السوفييت لم يخل من الكوارث. في عام 24 تشرين الأول عام 1960، انفجر صاروخ R-16 في بايكونور وقتل ما يقدر بنحو 150 شخصا. التفاصيل لم تكن معروفة من قبل الجمهور، أو حتى العائلات المتضررة ، لعقود عديدة. تم إطلاق مهمتي سويوز 1 (1967) و سويوز 11 (1971) من بايكونور وانتهت بكارثة عند الهبوط، والتي قتلت بين البعثتين أربعة رواد فضاء. مثال آخر مشهور على الكارثة كان انفجار صاروخ N-1 الذي انفجر على منصة الإطلاق في 3 تموز 1969. لم يسبب أي أضرار بشرية، ولكنه قام بإلحاق الخسائر بمرافق الإطلاق وقد تغيرت بعدها الخطط السوفيتية لإرسال رواد الفضاء إلى القمر.
لذا قام السوفييت بالتركيز على تقنيات محطة الفضاء، على الأخص شكل ساليوت وبرامج المحطة الفضائية مير. استضاف مير أطول رحلة فضائية بشرية حتى الآن: فاليري بولياكوف، في عام 1994. وقد أعجبت وكالة ناسا الفضائية بخبرة السوفييت في الفضاء وقررت أن تشارك الروس بعد
انهيار الاتحاد السوفيتي
في أوائل التسعينات.
محطة الفضاء الدولية و روسكوزموس
التعاون مع ناسا يمكن ان يعود لعام 1970، من خلال مشروع Apollo-Soyuz عام 1975 الذي شهد لقاء المركبة الروسية سويز مع المركبة الأمريكية أبولو في مدار الأرض. رواد الفضاء عملوا معا وتشاركوا في الأعمال في الفضاء قبل أن ينطلق كل منهم في مهمته الخاصة.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام1991، قل التمويل من أجل برامج الفضاء الروسية. تم تأسيس روسكوزمس بعد حوالي عام للدعم النشاطات الفضائية في روسيا. الولايات المتحدة الأمريكية كانت قلقة من أن يؤثر انهيار الاتحاد السوفياتي على الاقتصاد الروسي، لذا عرضت وكالة ناسا أن دفع تكاليف رحلات رواد الفضاء في محطة مير الفضائية، حيث يتلقى الروسيين التدريبات الأزمة قبل القيام بالرحلات الفضائية حيث قام برنامج Shuttle-Mir (كما كان يطلق عليه) بطيران العديد من رواد الفضاء الأمريكيين إلى Mir بين عامي 1995 و 1998.
وفي نهاية الطاف انتخب المسؤولون الروس وعادوا بالاهتمام وتركيز الموارد على محطة الفضاء الدولية وألغيت محطة مير الفضائية.كانت روسيا جزءا من محطة الفضاء الدولية في البداية، حيث تم إطلاق وحدة التحكم Zarya في عام1998
مساهمات وكالة روسكوزموس
تتضمن وحدة خدمة زيفيزيدا، وفتحة لسوا السفن، ووحدة الأبحاث راسفيت، ورحلات الشحن المنتظمة إلى الفضاء باستخدام مركبة الفضاء التي لم تشهد سوى بعض حالات الفشل منذ إطلاقها[1]
انفصال وكالة روسكوزموس
في عام 2004، كان هناك محاولة لفصل وكالة روسكوزموس عن الصناعة، والتي بدورها ستصبح مركزية في شركة ORKK، ولذا تم وضع روسكوزموس في مكان التخطيط الاستراتيجي، وتمثل دور ORKK في صناعة الفضاء الروسية. في الوقاع هذا الانقسام أدى إلى العديد من المشاكل، منها الجدل المستمر بين الوكالتين حول تولي المهام والسيطرة.
في عام 2015 ومع تفاقم المشاكل، قامت الدولة الروسية بحلول جذرية وأعادت الحكومة هيكلة وكالة روسكوزموس إلى مؤسسة حكومية، وتتمثل مهامها الجديدة بالجمع بين وظائف التخطيط الاستراتيجي والمشاركة في السياسات العامة مع الأنشطة الاقتصادية، لكن صناعة الصواريخ وتولي أمور الفضاء ستكون بالكامل حتى سيطرة شركة الدولة الروسية.
من ناحية الإدارة، تم تعيين إيجور كوماروف، الذي كان يشرف سابقًا على الشركة الرائدة في صناعة السيارات في روسيا، كرئيس لشركة روسكوزموس ويوري كوبتيف ليترأس المجلس العلمي والتقني، NTS، الذي يصيغ الاستراتيجية الهندسية للصناعة.
وفي عام 2015، وافق الرئيس بوتين على مجلس الإشراف في روسكوزموس ويترأسها نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت.
في 28 كانون الأول 2015، وقع بوتين المرسوم رقم 666، بحل وكالة الفضاء الفيدرالية، وبالتالي استكمال الانتقال الرسمي بين الوكالة وشركة الدولة.
وفي عام 2017 لم يكن من المفترض أن يتجاوز عدد الموظفين في الوكالة أكثر من 191 شخص ولكن الإدارة قامت بجهود كبيرة للموافقة على رفع عدد الوظائف إلى 450 شخصا في لك الوقت، لأن الحكومة كانت تنفق مبالغ طائلة على تلك الرواتب المعتمدة.[2]
مهام فضائية لوكالة روسكوزموس
وكالة روسكوزموس تقوم بالتزويد الأساسي لخدمات الإطلاق في الدول الأخرى. هناك بعض العقبات التي واجهت بعض المهام لديها كفشل ثلاث مراحل عليا Breeze-M في عمليات إطلاق منفصلة على مدى حوالي 16 شهرا، مما دفع إلى تغيير العديد من الأمور في أواخر عام 2012، ثم فشل تعزيز آخر في عام 2013 بعد 17 ثانية من إطلاقه كما تم فقدان الأقمار الصناعية بين عامي 2017 و 2018.
بالإضافة إلى إطلاق الأقمار الصناعية من أجل البلدان الأخرى، روسكوزموس لديها العديد من مهام الأقمار الصناعية الخاصة بها. بعض الأمثلة تتضمن مراقبة الأرض، الأقمار الصناعية العسكرية، الاتصالات و
الأقمار الصناعية
للملاحة.
في عام 2013، تصادم قمر صناعي صيني (فينجين 1C) مع قمر صناعي روسي صغير يعمل بالليزر يسمى BLITS. أطاح هذا الاصطدام BLITS من مداره الأصلي وكسره إلى شطرين على الأقل.
مهمة المريخ Exo Mars
تتطلع روسيا الآن إلى مهمة المريخ الكبرى ExoMars، والتي تقوم بها مع وكالة الفضاء الأوروبية. تم إطلاق المحطة الأولى لشركة ExoMars (Trace Gas Orbiter) بنجاح في عام 2016، في حين تأخرت المركبة لمدة عامين (بسبب بعض المشاكل) حتى الإطلاق المتوقع في عام 2020. تأمل روسكوزموس أن تكسر المهمة سلسلة العديد من بعثات المريخ الفاشلة، وآخرها فشل فوبوس-غرنت الذي حدث في عام 2012 عندما تعذر على المسبار التحرر من مدار الأرض.[1]