لماذا سميت النوبة ارض الذهب

النوبة هي المنطقة التي تقع جنوب جمهورية مصر العربية، فهي منبع للنيل الأزرق و

النيل الأبيض

، تحتوي النوبة على العديد من الممرات النيلية الضيقة التي تتشكل عليها مجموعة كبيرة من الحجر الجرانيت الصخري الذي يغطي بنعومة معظم وادي النيل، تحتوي أسوان على شلال يفصل بلاد النوبة عن باقي محافظات مصر، ويوجد أيضا شلال ثاني يفضل شمال النوبة عن جنوبها، وبالرغم من وجود النيل إلا أن الأراضي المحيطة به تحتوي على رمال صخرية وصحراوية، بجانب الأراضي الزراعية.

بلاد النوبة

على مدى الكثير من السنين نشأت في أرض النوبة العديد من الممالك المختلفة التي جاءت بثقافاتها، ولكن بالرغم من ذلك ظل شعب النوبة ثابت على وجود لغة خاصة به، عادات وتقاليد خاصة بهم، فهناك مجموعة من الحفريات الأثرية والحكايات المصرية القديمة التي رويت القصص حول

بلاد النوبة

، وأيضا يوجد العديد من

الاستكشافات العلمية للنوبة

والتي بدأت في الظهور منذ القرن التاسع عشر، حيث بدأ التعرف على تاريخ بلاد النوبة منذ بداية أوائل القرن العشرين، قبل بناء السد العالي في أسوان كان يعيش ثلاث شعوب نوبية، وقد هاجر الكثير منهم خوفًا من الفيضانات التي تحدث من نهر النيل، وهم المجموعة الأولى

فيديكات الناطقة بالمهاس

والتي تعني ”

أولئك الذين هربوا من الجنوب

“، والمجموعة الثانية وهم

كنوز الناطقة بالمطوقي

والتي تعني ”

القادمين من الشرق

“، والمجموعة الثالثة وهم

العليقات وهم من النوبيين الناطقين بالعربية من التراث البدوي

، بالرغم من تنوع الشعوب النوبية إلا أنهم يشتركوا في العديد من العادات والتقاليد. [1]


مناجم الذهب في

النوبة

قديمًا كانت تشتهر النوبة بصناعة المجوهرات الفريدة والمميزة، حيث يوجد تاريخ غني بأجمل وأندر أنواع المجوهرات حيث تتميز كل قطعة باسمها الفريد الذي يضيف لها معنى مميز، حيث كانت تحتوي النوبة قديمًا على مناجم من الذهب في منطقة تدعى وادي العلاقي، ويعتبر هذا سبب تسمية

النوبة ارض الذهب

، ولكن على الرغم من ذلك فمن الصعب الآن العثور على العديد من القطع الأثرية النادرة التي كان يتم صنعها قديمًا، ولكنه ليس مستحيل فهناك مجموعة نادرة مازالت موجوده حتي الآن.

فالعثور على المجوهرات النوبية اليوم يعتبر نوع من التحدي الصعب والكبير، فعند الذهاب إلى الأسواق النوبية سوف تصادف وجود قطعة أو قطعتين فقط من المجوهرات القديمة التقليدية، حيث يعتقد الكثير من المؤرخون أن تقدم عامل السياحة في النوبة وكثرة الدخل من الجانب السياحي أدي إلى انخفاض كبير في سوق الذهب وصناعته في النوبة، لذلك نلاحظ عدم وجود الكثير من المشغولات القديمة التقليدية في الأسواق النوبية، حيث تم استبدال المشغولات الذهبية بأخرى فضية، وأيضا هجرة النوبيين إلى دول الخليج لصناعة الذهب بها، ولجوء الكثير من النساء إلى بيع القطع القديمة والنادرة لشراء قطع أحدث في التصميم، لذلك لا يوجد الكثير من القطع الذهبية.[2]




صفات أهل

النوبة


على الرغم من وجود العديد من الصفات والعادات التي تجتمع عليها المجموعات النوبية الثلاثة، إلا أن كل مجموعة منهم تختلف عن الأخرى بوجود شيء مميز بها، ولكن مازال مهر العروس هو الأمر الذي لا يختلف عليه أهل النوبة، فوجود المجوهرات الخاصة بالمرأة النوبية، والذي يحتوي على مجموعة من القطع الثابتة التي لابد على العروس ارتدائها، ففي حفل الزفاف لابد أن ترتدي العروس قلادة ذهبية ليوم كامل، حيث تشتري هذه القطع حماة العروس لها، لتلبسها أثناء ارتداء الزي الرسمي الخاص باحتفالهم.

قطع عروس النوبة الذهبية

القطع الذهبية تعتبر نوع من أحياء المكانة والمشاعر في بلاد النوبة، ولابد على الحماه أن تجلب أرقي وأغلى أنواع القطع الذهبية، وإذا لم ترد العروس أو عائلتها تحضر أنواع رخيصة وغير مميزة لتحرج عائلة العروس، وأيضا

الأرملة

لا يجب أن ترتدي أي نوع من المجوهرات وخاصة إذا كانت قد فقدت زوجها للتو، وذلك باستثناء عقد جاكيد الذي جاء من مهرها، وترتديه فوق ظهرها وليس على صدرها، تتلقى الفتيات هدايا ذهبية منذ الطفولة فهي نوع من العادات حتي تصبح

عروسًا تتلقى الجزء الأكبر من مجموعتها.

يختلف شكل وقطعة المجوهرات في مهر العروسة حسب المجموعة التي تنتمي إليها العروس، وهناك العديد من القطع المجوهرات الذي لا غني عنها في مهر كل عروس نوبية :



عقد جايد


قلادة جايد هي من أهم العناصر الهامة في مهر العروس النوبية، وهي تتكون من ستة أقراص مستديرة، من الذهب الخالص حيث تحيط بالقلادة ميدالية مركزية، يحتوي تصميمه على خرزات من مصر القديمة، والقرص المستدير يشبه إله الشمس آمون رع.



عقد النجار


يحتوي عقد النجار على قطعة مميزة ونادرة، فهو عاص بقد خاص بمجموعة

الفاديكات

، والتي تحظي بشعبية كبيرة بين النساء، فالأقراص مستوحاه من إله الطبل المزدوجة،

وزخرفة العشرة بتلات

التي تشبه العيون حيث تنتمي إلى

عادة لدرء الشر

، ويوجد بها أنبوب يشبه حاجب العيون، حيث يعتبر نوع من التعويذة بالحماية منذ العصور الوسطى.



بياح كولر


يحتوي على ستة قلادات على شكل كمثري من الذهب، منقوش عليها أشكال نجمية وهلال، وتحيط الميدالية كلمة ما شاء الله، ويستخدم هذا النوع من القلادات على شكل هلال ويتم وضع خرز الزيتونة بين المعلقات كفواصل، ويقال أن الكلمة تعني ” جسم لامع وبراق “.



الدوغة


يسمى بالعقد المختنق وهو يعني ” جسم ناعم ” في السودان، وهو يحتوي على أربعة وعشرين

خرزًا ذهبيًا ممدودًا

، وستة من الصناديق الخاصة بالخرزات فاصلة،

وستة وثلاثون خرزة ذهبية مثمنة ، وعدد من خرزات العقيق اليماني

، توجد به حبات من اللون الأزرق أو الأخضر

تكمل القلادة في الخلف

، ولكن بسبب الميزانية والذوق يمكن أن يقل عدد الخرز الذهب في القلادة، وهذه القلادة موجودة منذ آلاف السنين، حيث كان يوجد منها في قبر

الأمير خوفو خاف، وأيضا صور لهذه القلادة في المملكة القديمة.



الأقراط


تتخذ الكثير من الأقراط النوبية العديد من الأشكال المختلفة، والتي تعتبر من أشهر أنواع القلادات بين جميع السيدات في مختلف المجموعات النوبية، حيث ترتدي النساء ثلاثة قلادات في كل أذن، ب

دءًا من اللولب وصولاً إلى الفص

، ولكن في وقتنا هذا أصبحت النساء لا يرتدن هذا النوع من الأقراط، وعادة ما يرتدن تميمة على شكل هلال بتصميم

منقوش للطيور والنباتات

، يأتي بشكل

زمام كبير على شكل هلال أيضًا ، ولكنه مقسم في الأسفل ، مع تصاميم هندسية محفورة على السطح.



جادة الرحمن


يطلق على هذه القلادة حلية الرأس، وهو النوع الذي يشبه مثلث وممتد بخط مستطيل في الأعلى ويتدلى منها مثلث، يشبه كثيرا الشكل الشعبي في الفن النوبي، ويرمز إلى النجاح وعادة ما يتم ارتداءه أعلى الرأس بشكل مرتفع، و

إذا كان المثلث مقلوبًا فإنه يرمز إلى الأرض والمياه، و


التصميم الداخلي به يرمز إلى صليب تاو


في مصر القديمة، ويتم ارتداء زهرة اللوتس كزخرفة على الرأس بنفس طريقة هذه القلادة، وكل هذه القلادات تم نشأتها في العصور القديمة، فهذه الثقافة طالت الطائفة المسيحية أيضا، وخاصة من هم من الفاديكات.