معلومات عن نظرية تأثير الفراشة
تأثير
الفراشة
هو غالبا ظاهرة يساء فهمها حيث يقود تغيير صغير على نتائج ومخرجات كبيرة. تأثير الفراشة يمكن أن يعطي أفكار جديدة يمكن استخدامها في العمل، السوق وأكثر من ذلك.
نظرية تأثير الفراشة هي فكرة أن الأشياء الصغيرة يمكن أن تكون لديها تأثيرات خطية على النظام المعقد. المفهوم تم تخيله بفراشة تضرب بأجنحتها وتسبب إعصارا. بالطبع، لا يمكن لفراشة ترفرف بأجنحتها أن تسبب إعصارا. لكن بعض الحوادث الصغيرة يمكن أن تعمل كمحفزات تسبب البدء بقيام الأحداث.
وقد كتب جون غريبين في كتابة البساطة العميقة أن بعض الأنظمة تكون حساسة جدا في بداياتها، لذا يمكن ان يقوم التغيير الصغير بدفع بسيط يقود إلى تغيرات كبيرة في النهاية، وهناك ملاحظات، بحيث يؤثر ما يفعله النظام على سلوكه.
تأثير الفراشة ونظرية الفوضى
يمكن للأنظمة البسيطة ذات المتغيرات القليلة أن تظهر نتائج غير متوقعة وأحيانا سلوك فوضوي. قام الخبراء بسلسلة من التجارب المنوية. حيث ابتكروا نظاما صغيرا في المختبر لدراسة الحمل الحراري (سلوك النظام الفوضوي) في ملليمتر مكعب من الهيليوم. من خلال تسخينه تدريجيًا من الأسفل، يمكنه أن يخلق حالة من الاضطراب المتحكم فيه. حتى هذه البيئة المحكمة الإغلاق أظهرت سلوكا فوضويا، وهو اضطراب معقد لا يمكن التنبؤ به تحكمه ظاهريا القواعد المنظمة.
النظام المستقر يمكن أن يتعرض لتأثيرات صغيرة جدا، ويتحول إلى فوضى عارمة. على الرغم من أن هذه الأنظمة تحكمها قواعد حتمية، ولكن الناس غير قادرين على التنبؤ بطريقة التي ستتصرف بها مع مرور الوقت.
أشياء لا تتعلق بنظرية الفراشة
الهدف من تأثير الفراشة هو ليس الحصول على المال، أو النفوذ، ففي الثقافة الشعبية، غالبا ما يتم إساءة فهم مصطلح تأثير الفراشة على أنه مرادف للنفوذ. فكرة أن الأشياء الصغيرة يمكن أن يكون لديها تأثير كبير، هذه فكرة يعتقد البعض انه يمكن التحكم والتلاعب بها للحصول على النهاية المرجوة. في الحقيقة أن الأشياء الصغيرة في نظام معقد يمكن ألا يكون لديها تأثير ضخم ومن المستحيل عمليا معرفة نوع التأثير الذي ستتسبب به. لا يوجد هناك طريقة للتنبؤ بالنتائج.[1]
اكتشاف تأثير الفراشة
على الرغم من أن مفهوم تأثير الفراشة تمت مناقشته طويلا، لكن اكتشاف تأثير الفراشة يعود إلى إدوارد لورنز. كان لورنز عالم أرصاد جوية وعالم رياضيات نجح في الجمع بين التخصصين لخلق نظرية الفوضى. خلال الخمسينيات من القرن الماضي، بحث لورينز عن وسيلة للتنبؤ بالطقس، حيث وجد أن النماذج الخطية غير فعالة.
في تجربة لصياغة تنبؤ بالطقس، دخل الشرط الأولي على أنه 0.506، بدلاً من 0.506127. كانت النتيجة مختلفة في كل مرة إلى حد ما، استنتج من ذلك أن التغيير الطفيف في الأحوال الأولية يمكن أن يقود إلى آثار هائلة على المستوى الطويل، وقد صاغ أفكاره بزرقة بعنوان التدفق الحتمي غير الدوري.
بلغة بسيطة، وجد لورنز أن نماذج التنبؤ بالطقس غير دقيقة لأن معرفة الظروف الأولية الدقيقة مستحيلا، وتغيير صغير يمكن أن يؤدي إلى تغيير النتائج. ولجعل تلك الفكرة مفهومة بالنسبة للناس العاديين والمستمعين غير العلميين، بدأ لورنز باستخدام نظرية تأثير الفراشة.
شرح لورنز أن نظرية تأثير الفراشة يمكن أن تقوم بالتغيرات الصغيرة التي ربما لت تخلق إعصارا، ولكنها يمكن ان تغير من المسار. الجناح المرفرف يمثل التغيرات الطفيفة في الضغط الجوي، وبالنظر إلى أن هه التغيرات التي لا يمكن التنبؤ بها يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة في الأنظمة المعقدة، خاص لورنز إلى أنه لا يمكن التنبؤ بالطقس بدقة والمحاولات كانت مستحيلة. لا يوجد هناك طريقة لمعرفة الشيء الدقيق الذي يؤثر بالنظام. تأثير الفراشة هو مثال رمزي عن الكمية غير المعروفة.
علاوة على ذلك، أراد لورنز أن يطعن بالنماذج التنبئية التي تقدم افتراضات حتمية وتتجاهل احتمالية الانحراف، لأن أصغر خطأ يجعل النموذج المقدم هو نموذج غير دقيق بمرور الوقت. يُعرف النمو الأسي للأخطاء في النموذج التنبئي بالفوضى القطعية. يحدث في معظم الأنظمة، بغض النظر عن بساطتها أو تعقيدها.
تأثير الفراشة هو مفهوم يدعونا للتواضع، لأنه مفهوم يظهر العيوب في النماذج، وقد أظهر أن العلم ليس دقيقا كما هو المفهوم السائد، وليس لدى الإنسان الوسيلة للقيام بالتنبؤات الدقيقة بسبب الأخطاء الكبيرة التي تحصل.
تأثير الفراشة وسهم الزمن
العلماء يشيرون إلى سهم الزمن على أنه تطور الانتروبيا (الاضطراب)، بمرور الزمن، الأمور تصبح أكثر وأكثر تعقيدا ولا تعود إلى حالتها الأصلية. على سبيل المثال، عندما يقوم الشخص بكسر بيضة، لا يمكنه بعد ذلك إعادتها إلى حالتها الأصلية. سهم الزمن يعطي فكرة عن الماضي، الحاضر، والمستقبل.
تأثير الفراشة، نظرية الفوضى، الحتمية، الإرادة الحرة، السفر عبر الزمن، هذه المفاهيم المترابطة قد استحوذت على مخيلات العديد من الأشخاص وقاموا بتوظيفها في أفلام عديدة ومدهشة. يتم استخدام الفراشة الرمزية كسبب للتأثير، ووفقا لكتابات لورنز الهدف من تأثير الفراشة هو معرفة أن التفاصيل الدقيقة يمكن أن تقلب التوازن كليا دون أن يمكن ملاحظتها.
تأثير الفراشة في العمل
سوق الأعمال، هو مكان للأنظمة الفوضوية التي تتأثر بدورها بالتغيرات الصغيرة. هذا يجعل الأمور من الصعب التنبؤ بها، ونجاح أو فشل الأعمال يمكن أن يكون عشوائيا. فترات من النمو الاقتصادي أو الكساد التي يبدو أحيانا انها لا تأتي من مكان محدد.
التحضير للمستقبل والقدرة على رؤية المنطق في فوضى سلوك العملاء هو أمر ليس سهلا. عندما تبدأ الشركات العملاقة بالانهيار لأنها لا تتوافق مع الزمن، تبدأ حينها الشركات الصغيرة الناشئة بالنهوض من الرماد والسيطرة على الصناعات. تغيرات صغيرة من في التكنولوجيا تؤثر على الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم.
الأعمال لديها خيارين اثنين في ذلك الوقت: بناء منتج او خدمة خالدة، او السباق لمواكبة التغيرات. العديد من شركات الأعمال تختار حلا يجمع بين هذين الاثنين.
من أجل معظم الأعمال، التغيرات الصغيرة هي العامل الأكثر فعالية في إنتاج الإعصار. هذه التكرارات هي التي تحافظ تفاعل المستهلكين مما يضمن بقاء العلامة التجارية واستمرارها، إذا فشلت هذه التأثيرات الصغيرة يحتمل ألا تكون العواقب وخيمة ولكن إذا نجحت وتراكمت، فإن النجاح يصبح حليف الشركة والمكافآت تكون ضخمة.
وبطبيعة الحال، كل الأعمال تكون فوضوية، والتغيرات غير المهمة تلك هي التي يمكنها أن ترفع من العمل أو تنزله. الظروف الابتدائية كالاقتصاد، الثقافة، المجتمع، والسياسة هي من الـمؤثرات الحيوية في نجاح العمل أو فشله، لورنز وجد أن التغيير الصغير في الظروف الابتدائية قاد إلى نتائج مختلفة تمام في ظروف الطقس، ويعتبر هذا الأمر صحيحا أيضا بالنسبة إلى العمل. الأشهر او الأسابيع الأولى في العمل هي من أهم الأوقات في تحديد الفشل او النجاح، وأي من القرارات الأولية، الإنجازات أو الأخطاء يمكن أن يكون أساسيا كرفرفة الفراشة التي سببت إعصارا
تأثير الفراشة والتغيرات الصغيرة
إن سببًا صغيرًا للغاية لا يمكننا ملاحظته يحدد تأثيرًا كبيرًا لا يمكننا أن نفشل في رؤيته ، ثم نقول أن التأثير يرجع إلى الصدفة، ويجب أن نقول أن الظاهرة قد تم التنبؤ بها، وأنها تحكمها القوانين. لكن الأمر ليس كذلك دائما ؛ قد يحدث أن الاختلافات الصغيرة في الظروف الأولية تنتج اختلافات كبيرة جدًا في الظواهر النهائية. خطأ صغير في الأول سينتج عنه خطأ هائل في الأخير. التنبؤ يصبح مستحيلاً، والحظ يلعب دورا كبيرا.