تعريف استراتيجية الظرف المتنقل


استخدام طرق حديثة وأساليب مبتكرة في التعليم كانت تُمثل عامل خطورة وقلق فيما سبق نظرًا إلى أن الطلاب و

أولياء الأمور

والمعلمين أيضًا جميعهم أو الفئة الأكبر منهم كانوا يعتمدون بشكل أساسي على أساليب التعليم القديمة والتقليدية القائمة على الحفظ والتلقين من أجل ضمان النجاح والانتقال إلى مرحلة دراسية أعلى ، ولكن قد أثبتت التجربة أن اتباع أنشطة واستراتيجيات تدريس حديثة تأتي بمردود إيجابي وفائدة أكبر على جميع أفراد العملية التعليمية .


استراتيجية الظرف المتنقل


يُمكننا تعريف استراتيجية الظرف المتنقل أو المعروفة أيضًا باسم استراتيجية المظروف الطائر على أنها نشاط تعليمي غير تقليدي يأتي ضمن مبدأ التعليم باللعب وهي لعبة قائمة أيضًا على فكرة العصف الذهني ؛ حتى يقوم الطالب بإعمال عقله والتفكير مليًا في المعلومات التي يقرأها ويحاول أن يجبي عليها بنفسه أولًا دون مُساعدة المعلم كو هو الحال في طرق التعليم التقليدية ؛ وهذا بالطبع من شأنه أن يُساعد الطالب على القدرة على تحليل أي أحداث أو معلومات والتفكير بها جيدًا قبل أن يقوم بالإجابة عليها .


تطبيق استراتيجية الظرف المتنقل


يُمكن تطبيق استراتيجية الظرف المتنقل بين الطلاب داخل الصف عبر الخطوات التالية :


-يقوم المعلم أولُا بتقسيم الطلاب داخل الفصل إلى مجموعات مكونة لأضلاع مربع باستثناء ضلع واحد فقط غائب .


-ويبدأ المعلم بإعطاء واحدًا من هؤلاء الطلاب ظرف يحتوي على سؤال مُحدد خاص بالدرس الذي سوف يتم شرحه بالحصة .


-يستخدم المعلم صافرة ، وعندما يقوم بالتصفير للمرة الأولى ؛ يبدأ الطلاب في نقل الظرف بين بعضهم البعض بالترتيب ويستمر ذلك إلى أن يستمعوا إلى صافرة المعلم مرة أخرى .


-وعندما يقوم المعلم بإطلاق صافرته مرة أخرى ؛ يكون الظرف هنا بالطبع برفقة واحد من الطلاب ، وبالتالي ؛ يكون على هذا الطالب أن يقوم بالإجابة على السؤال .


-يُمكن تكرار هذه اللعبة مرة أخرى باستخدام عدة أظرف لأكثر من سؤال ويتراوح عدد الأسئلة وطبيعتها وفقًا لطبيعة الدرس الذي سوف يقوم المعلم بشرحه لاحقًا .


أهداف استراتيجية الظرف المتنقل


هناك بعد الأهداف التي تسعى إليها استراتيجية الظرف المتنقل ، وهي تشمل ، ما يلي :


-تهدف الاستراتيجية إلى دفع التفكير إلى تنمية مهارة سرعة البديهة لدى الطلاب طالما كان الطالب مُعرضًا إلى الإجابة على السؤال المجهول الموجود في المظروف في أي لحظة إذا ما وقع الدور عليه عند توقف صافرة المعلم .


-بناء روح التعاون والمنافسة الجيدة بين الطلاب وبعضهم البعض ونبذ روح الضغينة والحقد التي تنتاب بعض الطلاب في حالة تمييز المتفوقين ومعاقبة الأقل في التحصيل الدراسي ، وهذا يُعد من أهم الجوانب النفسية التي تُعالجها استراتيجية الظرف المتنقل عبر العملية التعليمية .


-تهدف أيضًا إلى تنمية مهارة الاستماع إلى الاخرين ؛ حيث أنه لا يمكن لأي طالب أن يتحدث إلا إذا وقع عليه الاختيار وكان الظرف معه عند إطلاق الصافرة .


-احترام اراء الاخرين أيضًا من أهم الأهداف التي ترنو إليها استراتيجية المتنقل ؛ ولا سيما أن الطلاب يكملون على أفكار زميلهم الذي وقع الظرف بيده أ, يتشاركون معه بسلاسة في الإجابة إذا لم يتمكن من أن يصل إلى الحل السليم بمفرده .


فوائد استراتيجية الظرف المتنقل


-تُساعد على توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب ؛ ولا سيما أنها قائمة على فكرة هامة حجدًا وحديثة في عالم التعليم ألا وهي التعلم من خلال اللعب المسلي والمشوق ، وهو أمر تفتقده ولا تؤمن بها الأنظمة التعليمية التقليدية .


-التفكير في جو مليء بالبهجة والمرح ؛ يُساعد الطالب على

العصف الذهني

والتفكير بإيجابية والإبداع أيضًا والتوصل إلى أفكار لم يكن له أن يذهب إليها في ظل طرائق التعليم التقليدية .


-على الرغم أن هذه الاستراتيجية ما هي إلا لعبة تعليمية ؛ إلا أنها تتم بشكل متضبط وتحت إشراف المعلم من أجل تحقيق الفائدة المنشودة منها وهي تعليم الطلاب مهارات جديدة وهامة أهمها تنمية القدرة على التفكير والتحليل وسرعة البديهة .


-أشار عدد كبير من المعلمين الذين قد قاموا بالفعل بتطبيق استراتيجية الظرف المتنقل إلى أن هذه الطريقة قد ساعدتهم بالفعل على تحقيق درجة أكبر من التواصل البناء مع الطلاب وتحديد نقاط ضعف وقوة كل طالب وتعليم الطلاب طريقة تفكير جديدة أيضًا ، وقدمت طريقة جديدة يتم من خلالها تقييم الطلاب دون أن يكونوا واقعين تحت أي ضغوط نفسية مثل الخوف من التعرض إلى العقاب من المدرس أو أولياء الأمور .


-غير أن تطبيق هذه الاستراتيجية أيضًا يُساعد على عدم وضع الطلاب تحت ضغط نفسي طوال الوقت ، بل ويُساعد على ترسيخ المعلومات في أذهان الطلاب أيضًا لأنهم من توصلوا إلى المعلومات عبر تحليل السؤال الموجود في الظرف والإجابة عليه قبل أن يقوم المعلم بشرح تلك المعلومات ، وهي طريقة سهلة وفعالة من أجل تنمية القدرات العقلية والإدراكية و

الذكاء

لدى المتعلمين .


سلبيات استراتيجية الظرف المتنقل


وقد ظهر بعض المعلمين وأولياء الأمور والخبراء التربويين أيضًا الذين قد أبدوا اعتراضهم على تطبيق نظرية الظرف المتنقل داخل الصف ، ومن أهم تلك الانتقادات ، ما يلي :


-لا يوجد وقت مُحدد لتطبيق هذه الاستراتيجية ؛ الأمر الذي يؤدي إلى تضييع جزء كبير من وقت الحصة الدراسية ، وبالتالي ؛ قد لا يتمكن المعلم من شرح الدرس بشكل كامل وخصوصًا إذا أخفق الطلاب في التعرف على الإجابة الصحيحة للسؤال الموجود في المظروف .


-نظرًا إلى ارتفاع عدد الطلاب داخل الفصل في جميع المراحل الدراسية ؛ يكون من الصعب على المعلم أن يقوم بتطبيق الاستراتيجية على هذا العدد الكبير من مجموعات الطلاب ، وبالتالي ؛ يفشل في متابعة المجموعات ولا يتمكن من تطبيق الاستراتيجية بشكل سليم .


-لا يُمكن التعرف على من سوف يقع الدور عند انتهاء الصافرة ، وبالتالي ؛ يتمكن المعلم من تقييم مهارات طالب واحد فقط في قدرته على الفهم السريع لأسئلة والإجابة عليها في ضوء ما يعي وما يفهم ن وهنا يتم هضم حق باقي المجموعة في التقييم بواسطة المعلم ، ويرى الكثيرين أن هذا أو أكبر مساوئ استراتيجية الظرف المتنقل الرئيسية التي لا يُمكن التغلب عليها لأنها جزء من الية تطبيق الاستراتيجية .


-كما أن عدم تعود الطلاب على

استراتيجيات التعلم

عبر اللعب قد تؤدي إلى إحداث حالة من التشتت وعدم التركيز داخل الفصل ، ومن ثَم ؛ فإن هذا النوع من الاستراتيجيات يتطلب قضاء وقت طويل من أجل توطين الطلاب والمعلمين عليه ، وهو ما يصعب تنفيذه بشكل عملي داخل المدارس في الوطن العربي ذات الأعداد الكثيفة جدًا من الطلاب .


ويُذكر أن الكثير من الجهات التعليمية ولا سيما في مراحل التعليم الأساسي تسعى فعليًا إلى تجربة هذه الاستراتيجية من أجل تعويد الطلاب على أن العملية التعليمية هي مصدر مرح وفائدة لهم بدلًا من استخدام أسلوب الثواب والعقاب والتعنيف الذي لا يُفرز سوى أجيال مفتقدة إلى القدرة على أن تُثبت وجودها داخل المجتمع بشكل إيجابي ، غير أن الكثير من المدارس الأوروبية التي استخدمت هذه الاستراتيجية في مراحل التعليم الابتدائية قد أثمرت عن نتائج أكثر من رائعة سواء للمعلم أو المتعلم .