حيوانات امريكا الجنوبية

تعد الحياة الحيوانية في دولة أمريكا الجنوبية غنية بشكل كبير ، ومتنوع ، وذلك لتوافر مجموعات كبيرة ، وواسعة من الموائل ، وأيضًا بسبب عزلتها عن بقية العالم أثناء العصر الباليوجيني ، والنيوجين إضافة إلى ذلك فإن أرض أمريكا الجنوبية تتميز بأصالة بيولوجية عالية ، وهذا دفع الحيوانات إلى العيش ، والاستقرار في أراضيها فبها العديد من الحيوانات بفصائلها المتعددة فيوجد بها مجموعة كبيرة من الأسماك فيبلغ عددهم حوالي 2700 نوعًا من الأسماك المختلفة ، والزواحف ، و

الطيور

فيعيش بها أكثر من 89 عائلة من الطيور أي حوالي 300 نوع ، وغيرهم من الحيوانات الأخرى.[1]

الأنديز أو الدب

يُعرف الدب في أمريكا الجنوبية بالأنديز ، أو الدب المذهل يتواجد باللون الأسود ، أو البني الداكن كما يوجد لكل دب مجموعة من العلامات التي تميزه عن غيره فلكل دب مظهر ، وشكل مميز ، وفريد يختلف عن البقية ، وهذا النوع من الدببة يتميز بحجمه المتوسط حيث يتراوح طوله ما بين أربعة إلى ستة أقدام ، والدب الذكر يكون أكبر من الأنثى.

أهم ما يميز هذا النوع من الدببة هو استخدام الاتصالات الصوتية بشكل كبير في حياتهم عن أي نوع من الدببة الآخرين حيث أنهم يقوموا بإصدار أصوات مميزة ، وفريدة لا تشبه أصوات الدب تتمثل في صراخ شديد ، أو صوت خشن ، أو ناعم ، وهذه وسيلة التواصل بينهم فكانت الأم تستعين بهذه الأصوات كي تتواصل مع أبنائها بالإضافة إلى أن الدب يُعرف عنه بأنه خجول لا يميل إلى معاشرة البشر ، والتأقلم معهم بل يتجنبهم لذلك يجد الباحثون معاناة شديدة في العثور على الدب لإجراء الدراسات عليه.

يعيش الدب في الغابات ، والمراعي ، والأماكن التي يتواجد بها الأشجار ، والشجيرات بكثرة حيث أنها تحصل على غذائها من هذه الشجيرات ، والمراعي فيبحثوا عن المكان المتوافر به

الأشجار

، والأوراق طوال العام ليسكنوا به ، ويبنوا فيه مكان للإقامة ، والنوم بداخله ، ومن المعروف أن الدببة تتغذى على اللحوم ، والنباتات فتأكل أكثر من 300 نوع من النباتات ، كما تتغذى على أكثر من 20 نوع من الحيوانات فتعتمد بشكل كبير على النباتات ، وبشكل خاص النخيل ، والفواكه ، ولكن في بعض الأحيان تتغذى على الماشية الميتة ، أو تقوم باصطياد الماشية ، وتأكلها ، ومن مميزات هذا النوع الدببة أنها نشيطة طوال العام فلا تتكاسل ، وتسكن دون حركة في أوقات ، وفصول معينة مثل أنواع أخرى من الدببة.

في أغلب الأوقات تعيش الدببة بشكل منفرد ، ولكن أحيانًا نجدهم مجتمعين سويًا لتناول الطعام بشكل جماعي في حالة توافر طعام كثير ، وتلعب الدببة دور كبير في الزراعة حيث تقوم بتناول الفواكه ، ثم تُخرج في فضلاتها البذور الخاصة بالثمار التي تناولتها لنشرها في الحقول ، والغابات فتثمر من جديد ، وتُخرج ثمار جديد في مكان آخر مما ساعد في نشر أشجار الفواكه في جميع أنحاء الغابة.

تلد أنثى الدب من هذا النوع واحدة ، أو اثنتين ، أو ثلاثة بالكثير ، وهذا الأمر نادر فعندما يقترب موعد ولادتها تذهب لتسكن في عرين معزول ، وتلد به ، ثم تجلس مع ولديها ، وتلبي له كافة احتياجاته ، كما توفر له طعامه طوال العام الأول من ولادته فمولود هذا النوع من الدببة يظل عاجزًا ، ولا يخرج إلا مع والدته حتى يتم سنة كاملة ، ثم يبدأ بعد ذلك في الخروج بمفرده.[2]

طائر الطوقان

يعتبر من الطيور التابعة لفصيلة الطوقانية تتواجد بكثرة في أمريكا الجنوبية ، والأماكن المحيطة بها يتميز الطوقان الطوقي بمنقاره الطويل الملون ، ولون جسمه الأسود ، وحلقه الأبيض يبلغ طول منقاره البرتقالي اللامع حوالي 19 سم فطول منقاره ثلث طول الطائر الكلي ، ولكن على الرغم من حجمه ، وطوله الكبير إلا إن وزنه خفيف.

من مميزات طائر الطوقان هو قدرته على ضبط ، وتنظيم درجة حرارة جسمه من خلال ضبط تدفق الدم إلى منقاره حيث أن زيادة تدفق الدم يعني ارتفاع درجة الحرارة داخل جسمه ، ولطول منقاره هذا حكمة من الخالق عز وجل فيستخدم هذا الطائر منقاره في العديد من أمور حياته فيقوم بتقشير الفاكهة به حيث تعتبر الفواكه هي المصدر الرئيس للغذاء له ، وداخل هذا المنقار لسان مسطح طويل يتمكن الطائر من خلاله اصطياد الحشرات ، والضفادع ، والزواحف.

يتنقل هذا النوع من الطيور بين الأشجار عن طريق القفز فهذه الفصيلة لا تُجيد الطيران فلا يُسافروا ، ولا يهاجروا إلى أماكن بعيدة مثل غالبية الطيور ، ولكنهم يتنقلون من مكان إلى آخر على مسافات قصيرة ، ومحدودة فيعيشون في أعشاش يقوموا ببنائها بأنفسهم داخل تجاويف الأشجار فيعيشون في جماعات مع بعضهم البعض ، وفي هذه التجاويف يقوموا بوضع بيضهم ، ثم يرقد الوالدين على البيض لمدة تتراوح من 15 : 20 يوم ، وبمجرد أن يفقس البيض يقوم الوالدين برعاية الصغار ، والاهتمام بهم ، وكلما يكبر الصغير كلما يكبر منقاره معه حتى يصل للطول الطبيعي لهم فالصغير لا يولد بمنقار طويل ، ولكن ينمو معه.[3]

تعد الطوقان من

الطيور المهددة بالانقراض

، وذلك نتيجة لتدمير موطنها ، وإزالة قطع كبيرة من الغابات المطيرة ، ولكن من مميزات طيور الطوقان أنها تسطيع التأقلم ، والتكيف بسرعة مما يساعد في إبقائها على قيد الحياة ، وانخفاض معدل انقراضها كما تعتبر أمريكا الجنوبية هي موطن الطوقان ، وذلك لاحتوائها على على الغابات المطيرة التي يتواجد بها أكثر من 40 نوع من الطيور ، ويعتبر طائر الطوقان من الطيور الفضولية التي تحاول استكشاف ، ومعرفة أي شيء يأتي في طريقها فعندما تجد شيء غريب أمامها يتحرك تصيح بصوت عالٍ ، ثم تبدأ في معرفة أصل هذا الشيء ، وإذا نظرنا لطريقة القفز ، والتجول التي يقوم بها هذا الطائر تجده يتنقل بشكل فكاهي ، وممتع مما يجعله طائر مهرج ، ومحبوب.[4]

الجاكوار أو النمر الأمريكي

يتواجد هذا الحيوان في الغابات الاستوائية ، والأراضي العشبية التي توجد في أمريكا الجنوبية يعد من أخطر ، وأشرس هذه الفصيلة هو النمر الأمريكي فيتميز بأنه شرس ، ومتوحش ، وماكر بالإضافة إلى قدرته ، وقوته الهائلة كما يتميز بخفة حركته فمن الممكن أن يقوم بتسلق الأشجار ، والسباحة في الأنهار ، وهذا النوع من النمور يقوم بفعل أي شيء من أجل الحصول على الطعام فأهم شيء عنده هو إشباع جوعه لذلك تجده يقضي أغلب أوقاته بحثًا عن الفريسة يتواجد بكثرة في الصحاري ، وسلاسل الجبال الوعرة ، والغابات فلا يوجد في أمريكا الجنوبية فقط بل يوجد في أماكن من أمريكا الشمالية ، والوسطى ، كما يتواجد في مناطق متعددة في قارة آسيا ، وأفريقيا ، وأوروبا.