الانتباذ البطاني الرحمي
إن الانتباذ البطاني الرحمي هو عبارة عن حالة مرضية ينمو فيها أنسجة مشابهة للأنسجة الموجودة في بطانة الرحم في أماكن أخرى في جميع أنحاء الجسم خاصة في منطقة الحوض مثل المبيضين وقناتي فالوب .
ما هو انتباذ بطانة الرحم
يتميز الانتباذ البطاني الرحمي بأنها حالة طويلة الامد ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة والحياة ولكن توجد بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في هذه الحالة ، ويمكن أن يؤثر الانتباذ البطاني الرحمي على النساء في أي عمر ولكن يصيب بشكل كبير النساء من سن 15 إلى 44 عام ، وتختلف أعراض الانتباذ البطاني الرحمي من شخص لآخر ، حيث أنه من الممكن أن يعاني بعض الأشخاص المصابين بانتباذ بطانة الرحم من ألم كبير بينما لا يعاني البعض الآخر من أي أعراض على الإطلاق .
أعراض الانتباذ البطاني الرحمي
عند دراسة الأعراض المصاحبة للانتباذ البطاني الرحمي وُجد أنه يمكن أن تختلف أعراض الانتباذ البطاني الرحمي من إمرأة إلى أخرى حيث أن بعض النساء يتأثرن بشدة في حين أن البعض الآخر قد لا يكون لديهم أي أعراض ملحوظة .
أما عن الأعراض الرئيسية لانتباذ بطانة الرحم فهي تشمل الألم في أسفل البطن أو الظهر وهو ألم الحوض ويكون عادة أسوأ من ألم الدورة الشهرية فهو ألم قد يمنع المرأة من ممارسة الأنشطة العادية ، تشمل الأعراض أيضاً ألم أثناء أو بعد ممارسة الجنس ، ألم عند التبول أو التبرز خلال الدورة الشهرية ، الشعور بالغثيان أو الإمساك أو الإسهال أو الدم في البول أثناء الدورة الشهرية بالإضافة إلى صعوبة الحمل ، وبالنسبة لبعض النساء يمكن أن يكون لانتباذ بطانة الرحم تأثير كبير على حياتهن وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالاكتئاب .
يجب الذهاب إلى الطبيب المختص إذا كان لديك أعراض الانتباذ البطاني الرحمي خاصة إذا كان لها تأثير كبير على أسلوب الحياة ، ولكن المشكلة أنه قد يكون من الصعب تشخيص أعراض الانتباذ البطاني الرحمي لأن الأعراض يمكن أن تختلف اختلافًا كبيرًا ويمكن أن تسبب العديد من الحالات المرضية الأخرى أعراضًا مشابهة .
قد يقوم الطبيب عند صعوبة تشخيص الأعراض الخاصة بانتباذ بطانة الرحم بإجراء بعض الفحوصات الخاصة بطبيب أمراض النساء مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية أو استخدام المنظار عن طريق مرور أنبوب رفيع من خلال فتحة صغيرة في البطن حتى يتمكنوا من رؤية نسيج بطانة الرحم وهذه الطريقة تعتبر الطريقة الوحيدة الفعالة للتأكد من أنك مصاب بانتباذ بطانة الرحم .
علاجات الانتباذ البطاني الرحمي
عن البحث عن العلاجات المناسبة لحالة انتباذ بطانة الرحم نجد أنه لا يوجد علاج محدد لعلاج هذه الحالة نهائياً ولكن توجد بعض العلاجات الأخرى التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض .
يشمل علاج انتباذ بطانة الرحم على مسكنات الألم مثل ايبوبروفين و
باراسيتامول
، بالإضافة إلى بعض الأدوية الهرمونية وموانع الحمل وأدوية أخرى مخصصة لإفرازات الغدد التناسلية .
قد يتم علاج انتباذ بطانة الرحم عن طريق الجراحة وقطع الأنسجة الزائدة فهي عملية تتم لإزالة جزء أو كل الأعضاء المصابة بانتباذ بطانة الرحم مثل جراحة إزالة الرحم أو استئصال الرحم ، ولكن يجب أن تعلم أن الطبيب سوف سيناقش جميع الخيارات المتاحة ، وقد يقترحون في بعض الأحيان عدم بدء العلاج فورًا لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تتحسن من تلقاء نفسها أم لا .
علاقة انتباذ بطانة الرحم بالعقم
من أهم المشاكل التي يسببها انتباذ بطانة الرحم هو صعوبة حدوث حمل أو عدم القدرة على الحمل على الإطلاق أي العقم ، ولكن يمكن أن تساعد جراحة إزالة أنسجة بطانة الرحم الزائدة في تحسين فرص الحمل على الرغم من عدم وجود أي ضمان من حدوث الحمل بعد العلاج .
على العكس من الممكن أن تسبب جراحة بطانة الرحم في بعض الأحيان المزيد من المشاكل مثل الالتهابات أو النزيف أو تلف الأعضاء المصابة ، وإذا كانت الجراحة موصى بها لك فتحدث إلى الجراح حول كل المخاطر المحتمل حدوثها .
أسباب الانتباذ البطاني الرحمي
لقد أكدت الدراسات العلمية أن سبب الانتباذ البطاني الرحمي غير معروف ، ولكن تم اقتراح العديد من النظريات حول أسباب الانتباذ البطاني الرحمي على سبيل المثال نجد أن كثير من الحالات الوراثية تميل إلى الانتشار في العائلات وقد تؤثر على بعض الأشخاص من هذه العائلات .
تشير الدراسات أيضاً أن الحيض الرجعي عندما تتدفق بعض بطانة الرحم من خلال قناتي فالوب وتدمج نفسها على أعضاء الحوض قد تكون من أسباب انتباذ بطانة الرحم ، كما أن وجود بعض المشاكل في جهاز المناعة الطبيعي للجسم قد يتسبب في الاصابة بانتباذ بطانة الرحم حيث تنتشر خلايا بطانة الرحم عبر الجسم في مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي وهي سلسلة من الأنابيب والغدد التي تشكل جزءًا من الجهاز المناعي ، وبالتالي فإن هذه الحالة من الممكن أن تكون ناتجة عن مجموعة من العوامل المختلفة .[1]
عوامل تزيد من انتباذ بطانة الرحم
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الاصابة بانتباذ بطانة الرحم فإذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بانتباذ بطاني رحمي فإن خطر الإصابة به يكون أعلى من أولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للحالة ، حيث أن الانتباذ البطاني الرحمي عندما يكون في أحد أفراد الأسرة المباشرين مثل والدتك أو جدتك أو أختك يضعك في أعلى خطر للإصابة بالحالة ، كما أنه إذا كان لديك أقارب مثل أبناء العم الذين لديهم انتباذ بطانة الرحم فهذا يزيد أيضًا من فرص الإصابة .
نجد أيضاً أن
الدورة الشهرية
من أن تتسبب في الإصابة بانتباذ بطانة الرحم حيث أنه كلما زاد معدل الحيض كلما زادت الفرصة في الإصابة بانتباذ بطانة الرحم ، أما العوامل التي تزيد من تسبب الدورة الشهرية في الإصابة بانتباذ بطانة الرحم تشمل وجود 27 يومًا أو أقل بين كل فترة ، إذا بدأت دورتك الأولى قبل سن 12 عامًا ، إذا كنت تعاني من فترات تستمر سبعة أيام أو أكثر كل شهر .
إن الحمل الذي يقلل عدد مرات الدورة الشهرية يقلل من مخاطر انتباذ بطانة الرحم ، وإذا كنتِ تعانين من الانتباذ البطاني الرحمي وكنت قادرًا على الحمل فقد تتلاشى الأعراض أثناء الحمل ولكن من الشائع أن تعود الأعراض بعد ولادة طفلك .
إحدى نظريات الأسباب المرتبطة بانتباذ بطانة الرحم هي تدفق الدورة الشهرية إلى الوراء أو التدفق الذي يتحرك للخلف ، وبالتالي إذا كان لديك حالة طبية تزيد من تدفق الطمث أو تعوقه أو تعيد توجيهه فقد يكون هذا عامل خطر للإصابة بانتباذ بطانة الرحم .
تشمل الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى تدفق الدورة الشهرية إلى الوراء زيادة إنتاج هرمون الاستروجين ، نمو الرحم مثل الأورام الليفية أو الاورام الحميدة ، تغير هيكلي في الرحم أو عنق الرحم أو المهبل ، انسداد في عنق الرحم أو المهبل بالإضافة إلى تقلصات الرحم غير المنتظمة .[2]