خطوات البحث الميداني
البحث
الميداني
هو طريقة نوعية البيانات تهدف إلى مراقبة، والتفاعل وفهم الأشخاص أثناء وجودهم في بيئة طبيعية. على سبيل المثال، المحافظين على الطبيعة يراقبون
سلوك الحيوانات
في بيئتهم الطبيعية والطريقة التي يتصرفون بها في حوادث معينة. بنفس الطريقة، علماء الاجتماع الذين يقومون بإجراء الأبحاث يمكن أن يجروا مقابلات أو يراقبوا سلوك الناس من مسافة معينة لمعرفة كيف يتصرفون في بيئة اجتماعية وكيف يتصرفون تجاه المواقف من حولهم.
الأبحاث الميدانية تشمل سلسلة من طرق البحث الاجتماعي التي تتضمن الملاحظة المباشرة، المشاركة المحدودة، تحليل الوثائق والمعلومات الأخرى، المقابلات غير الرسمية وغيرها. البحث الميداني يصنف بانه بحث نوعي وهو يتميز باحتوائه غالبا على جوانب متعددة من البحث النوعي فيه.
يبدأ البحث الميداني عادة في بيئة محددة والهدف من إجراء هذه الدراسة هو مراقبة وتحليل سلوك معين لموضوع ما في الإعداد. سبب وتأثيرات سلوك معين هو موضوع صعب للتحليل بسبب وجود عدة عوامل مسببة في بيئة طبيعية. نعظم عمليات جمع البيانات لا تتوقف بشكل أساسي على السبب والنتيجة ولكن أغلبها يعتمد على العلاقات الرابطة. بينما يبحث البحث الميداني عن الارتباط، العينة الصغيرة النموذجية تجعل الأمر صعبا لإيجاد علاقة حقيقية بين اثنان أو أكثر من المتغيرات.[1]
طرق البحث الميداني
البحث الميداني غالبا ما يتم إجراؤه في خمس خطوات منفصلة:
الملاحظة المباشرة
في هذه الطريقة، البيانات تجمع من خلال طرائق البحث في بيئة طبيعية. في هذه الطريقة،
الباحث
لا يتدخل بأي وسيلة من الوسائل في سلوك أو نتيجة الموقف. ميزة الملاحظة المباشرة أنها تقدم معلومات سياقية عن الأشخاص، الأوضاع، العلاقات والبيئة المحيطة. طريقة البحث الميداني تستعمل على نطاق واسع في البيئة العامة ولكن ليس في بيئة خاصة حيث يمكنها أن تظهر معضلة أخلاقية
الملاحظة المشتركة
في هذه الطريقة من البحث الميداني، الباحث يغوص بعمق في عمليات البحث، ليس فقط كمشاهد خارجي، إنما أيضا كمشارك. هذه الطريقة أيضا تجرى في بيئة طبيعية ولكن الاختلاف هو أن الباحث يتعمق في المناقشات ويمكن أن يدير اتجاه المناقشات. بهذه الطريقة، الباحثون يحرصون على وجود بيئة مريحة بينهم وبين المشاركين في البحث، حتى يأمن لهم المشاركين ويقومون بإجراء المناقشات العميقة.
وصف الأجناس البشرية
الأنثروبولوجيا الوصفية هي طريقة موسعة للبحث الاجتماعي ووجهات النظر الاجتماعية والقيم الثقافية لمجتمع ثقافي كامل. في الأنثروبولوجيا الوصفية، يتم ملاحظة المجتمعات بأكملها بموضوعية. على سبيل المثال، إذا كان الباحث يأمل بأن يفهم كيف يعيش سكان قبيلة أمازون وكيف يقومون بأعمالهم، فعليه أن يختار بأن يراقبهم أو يعيش ضمنهم بصمت ويراقب سلوكياتهم اليومية.
المقابلات النوعية
المقابلات النوعية هي اسئلة يتم توجيهها مباشرة باتجاه مواضيع البحث. المقابلات النوعية يمكن أن تكون إما غير رسمية وشبه منظمة أو موحدة ومفتوحة العضوية أو مزيج من هذه الأشياء معا. هذا يزود الباحث بثروة من البيانات التي يمكن أن يقوم بتنظيمها. هذه الطريقة تساعد أيضا بتجميع البيانات المتعلقة بالبحث. هذه الطريقة من البحث الميداني يمكن أن تمزج بين المقابلات الفردية، مجموعات التركيز، و
تحليل النص
.
دراسة الحالة
البحث عن طريق دراسة الحالة هو تحليل عميق لشخص، حدث أو حالة. هذه الطريقة يمكن ان يبدو صعبا إنجازها. لكن، تعد من أسهل الطرق في إجراء الأبحاث لأنها تتضمن الغوص العميق في التفاصيل من خلال الفهم لطرائق جمع البيانات واستخلاصها.[1]
خطوات إجراء البحث الميداني
بسبب طبيعة البحث الميداني، من حيث حجم الجداول الزمنية والتكاليف التي ينطوي عليها. البحث الميداني قد يكون صعبا في التخطيط والتنفيذ والقياس. هناك خطوات أساسية في إجراء البحث الميداني:
- صنع الفريق المناسب: لتستطيع إنجاز البحث الميداني المطلوب، امتلاك الفريق المناسب هو أمرا مهما. دور الباحث أو أي عضو آخر في الفريق هو مهم جدا لوصف المهام التي يجب أن ينجزوها والمعالم المحددة ذات الصلة، من المهم أيضا انشغال الإدارات العليا بالبحث الميداني من أجل نجاحها.
- تجنيد الناس من أجل الدراسة: نجاح البحث الميداني يعتمد على الناس التي تجرى عليهم الدراسة. باستعمال طرق أخذ العينات، يمكن استخلاص الأشخاص الذين سيكونون جزءا من الدراسة.
- منهجية جمع البيانات: طرائق جمع البيانات منوعة. يمكن أن يكون هناك العديد من المقابلات، دراسة الحالات والمراقبة. كل هذه الطرائق يجب أن يتم تحديدها وتحديد معالمهما منذ البداية. على سبيل المثال، عند إجراء مسح، فإن تصميم المسح مهما جدا ويجب أن يتم صنعه واختباره قبل أن تبدأ عملية البحث.
- زيارة الموقع: زيارة الموقع هو عامل مهم جدا لنجاح البحث ويجرى عادة خارج المواقع التقليدية وفي البيئة الحقيقة التي يجري فيها البحث. لذلك، التخطيط لزيارة الموقع مع طرائق جمع البيانات هو عامل مهم.
- تحليل البيانات: تحليل البيانات التي تم جمعها مهم جدا للتحقق من فرضية البحث وتقرير نتائج البحث الميداني.
- مناقشة النتائج: بعدما يتم تحليل البيانات، من المهم جدا مناقشة النتائج مع أصحاب المصلحة في البحث حتى يمكن بعد ذلك القيام بالأفعال بناءا عليه.[1]
أسباب القيام بالبحث الميداني
البحث الميداني أصبح وسيلة شائعة في القرن الواحد وعشرين في العلوم الاجتماعية. لكن بشكل عام، البحث يأخذ وقتا طويلا لينجز ويكمل، ويكلف الكثير من المال، فما هي أهمية القيام به:
- التغلب على نقص البيانات: البحث الميداني يحل القضية الأساسية وهي الثغرات في البيانات وندرتها. في كثير من الأحيان، لا توجد بيانات محدودة حول موضوع في دراسة، خاصة في بيئة محددة. المشكلة تتمكن أن تعرف لكن ليس هناك طريقة فعالة للتحقق من ذلك بدون البحث الأولي والبيانات. إجراء البحوث الميدانية يساعد في التغلب على الثغرات في البيانات وأيضا في جمع المواد المساعدة وهي طريقة مرغوبة من قبل أغلب الباحثين.
-
فهم محتوى الدراسة: في العديد من الحالات، البيانات التي قد جمعت تكون كافية ولكن البحث الميداني لا يظل جاريا، هذا يساعد على الفهم العميق للبيانات المتوافرة. على سبيل المثال، البيانات تظهر ان الخيول التي تأتي من المزارع تفوز بالسباقات لأنها خيول أصيلة ولأن مالك هذه الخيول يستأجر أفضل
الفرسان
للسباق. لكن بإجراء المزيد من البحوث يمكن أن يسلط الضوء على عوامل أخرى تسبب الفوز كجودة الأعلاف، والرعاية التي يتم تقديمها للخيول وظروف الطقس. - زيادة جودة البيانات: باعتبار أن طرائق البحث تتضمن أكثر من طريقة لجمع البيانات، البيانات تكون ذات جودة أعلى. يمكن إجراء الاستدلالات من البيانات المجموعة وتحليلها إحصائيا وفقا للبيانات والمعطيات الموجودة.
- جمع البيانات المساعدة: البحث الميداني يضع الباحثين في مواقع وظروف تفتح لهم آفاق جديدة من التفكير. هذا يمكن أن يساعد بجمع البيانات التي لم تكن في الحسبان.
سلبيات البحث الميداني
- الدراسات مكلفة للغاية وتستهلك الكثير من الوقت ويمكن أن تستغرق بضع سنوات ليتم إنهائها.
- من الصعب على الباحث أن ينأى بنفسه عن التحيز في الدراسة البحثية.
- الملاحظات يجب أن توضع تماما كما يرغب بها الباحث ولكن أحيانا بعض المصطلحات من الصعب جدا تتبعها.
- هذه طريقة تفسيرية تتعلق بشكل كامل بقدرة الباحث على البحث
-
في هذه الطريقة، من المستحيل أن تتحكم بالتغيرات الخارجية والتي تغير باستمرار
البيئة
التي يجري فيها البحث.