كيف يتم سحب الماء من الرئة

عملية سحب الماء من على الرئة عبارة عن إدخال إبرة في الفراغ الجنبي فيما بين الرئتين و جدار الصدر لإزالة السوائل الزائدة في المجرى  المسؤول عن التنفس في الصدر للمساعدة على أن يكون للمريض المقدرة على التنفس بشكل سليم وبطريقة أسهل.


عملية سحب المياه الزائدة من الرئة

إذا كان المريض يُعاني من مشاكل في التنفس ناتجة عن كمية كبيرة من السوائل الموجودة على مجرى التنفس والتي تُعيقه عن التنفس بشكل طبيعي؛ يضطر بعدها الذهاب إلى الطبيب لكي يتعرف على المشكلة ليكتشف وجود كمية من السوائل على الرئة. بعدها الطبيب يضطر إلى إدخال المريض إلى غرفة العمليات الجراحية لإجراء عملية تسمى بعملية شفط أو سحب المياه الزائدة الموجودة على الرئة للمريض. وهو إجراء يتم فيه إدخال إبرة في المكان الفارغ الذي يتواجد بين الرئتين وعن طريق هذه الإبرة يتم شفط المياه الزائدة على الرئة وهي المعروفة أيضاُ بعملية الانصباب الجنبي، وهو الذي يساهم في أن المريض يعود بعدها إلى طريقة التنفس الطبيعية التي كانت موجودة في السابق.[1]

والخطورة الشديدة في إستمرار وجود كمية المياه الزائدة من دون شفطها وسحبها بشكل عاجل إلى حدوث قصور في القلب والأوعية الدموية  وإلتهابات في الرئة وبعض أنواع الأمراض التنفسية والصدرية والتي لاتقتصر فقط على صعوبة التنفس بل تصل إلى أمراض أخطر من ذلك.


شروط عملية سحب الماء من الرئة

عادة ما تتم عملية سحب المياه الزائدة من الرئة إما في عيادة الطبيب أو في المستشفى؛ وتستغرق العملية عادة ما بين 10 إلى 15 دقيقة ما لم يكن لدى الحالة المريضة المزيد من المياه والسوائل على الرئة تحتاج إلى وقت أطول من المعتاد في العملية. ولهذا الإجراء عادة ما يجلس المريض على طرف وحافة الكرسي أو السرير ورأسه وزراعيه ممتدة على الطاولة التي سوف يتم إجراء العملية عليها وقد يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية لتحديد أفضل مكان يمكن من خلاله إدخال الإبرة التي ستعمل على سحب المياه من بين الرئتين بعد تنظيف الجلد حول المنطقة التي سيتم إدخال الإبرة فيها، و سيقوم الطبيب بحقن دواء التخدير حتى لا يشعر المريض بالعملية .

وبعدها يقوم الطبيب بإدخال الإبرة بين أضلاع المريض في الجوف الجنبي ما بين الرئتين؛ وفي الكثير من الأحيان يشعر المريض ببعض الألم والانزعاج عند إدخال الإبرة وفي أثناء سحب الطبيب للمياه الزائدة من الرئة قد يشعر المريض بالرغبة في السعال و يشعر بالألم في منطقة الصدر. وبعدها سيتم إزالة الإرة من الرئتين بعد إزالة المياة الزائدة.

بعد العملية يجب أن يكون المريض تحت المراقبة السريرية و الطبية لمدة كافية يتم فيها قياس التنفس ومراقبة معدلات ضغط الدم والتأكد التام من عدم وجود أى مضاعفات؛ وبعدها سوف يتم إتخاذ المياه الزائدة من الرئة التي تم إستخراجها من العملية إلى التحليل المخبري في المعامل لتحديد والوقوف على أسباب كمية المياه المتواجدة على الرئتين والتي أدت إلى مشاكل التنفس وما إذا كان هناك مشاكل في الجهاز التنفسي أم لا.[2]


أهمية عملية سحب الماء من الرئة

يوجد فيما بين الرئتين فراغ يُسمى بالفضاء الجنبي وهو عادة ما يمتلئ بالمياه الزائدة التي تقف عائقاً عن الحصول على طريقة طبيعية للتنفس والتي تؤدي إلى ضغط زائد على الرئة والذي بدوره يجعل التنفس صعب وهناك العديد من الأسباب التي سوف نسردها لاحقاً والتي تؤدي إلى ظهور المياه على الرئة.

ولذلك وفي سبيل راحة المريض يلجأ الأطباء عادة إلى عملية سحب المياه من الرئة حتى يستطيع المريض التنفس بسهولة. وهناك العديد من الأسباب التي تتسبب في المياه على الرئة وهي بعض أنواع السرطان وتجلط الدم في الرئة وارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية بالرئة وهو المعروف بضغط الدم الرئوي والإلتهاب الرئوي و مرض السل و الإلتهابات الفيروسية والفطرية والبكتيرية .


مخاطر عملية سحب المياه من الرئة

في أي عملية جراحية هناك العديد من المخاطر المحتملة  والتي تحدث للمريض بعد العملية مهما كانت العملية نسبة نجاحها كبيرة؛ وعلى الطبيب أن يُعرف المريض على مضاعفات العملية حتى يتقبلها ويتعامل معها بشكل جيد ومن مخاطر عملية سحب الماء من الرئة أنه أحيانا يحدث ما يُعرف بإسترواح الصدر وهو الناتج عن شفط المياة من الصدر وظهور الهواء الفارغ بين غطاء الرئة.

وقد يحدث نزيف دموي ناتج عن سحب الإرة التي كانت تُستخدم في عملية سحب المياه من الرئة أو قد يحدث عدوى تنتقل من استخدام الإبرة من مريض إلى مريض آخر؛ إصابة الكبد والطحال وكلما كانت الصحة العامة للمريض أفضل كانت مخاطر العملية أقل وقدرة الجسم على التعافي من بعد العملية يكون أعلى ولهذا يجب على المريض بعد العملية أن يستمر لفترة في المستشفى حتى يتم إجراء ومراقبة كافة الأعراض الجانبية التي تظهر على المريض بعد العملية وفي كل الأحوال المرضى الذين لديهم نزيف لا يجب عمل عملية سحب المياة من الرئة لهم  بهذه الطريقة .


احتياطات عملية سحب الماء من الرئة

هناك العديد من الإحتياطات التي يجب وضعها في الإعتبار إن كنت مقدم على عملية سحب المياه من الرئة والتي يجب عليك إخبار الطبيب المعالج بها قبل العملية لأنها قد تشكل خطورة على حياتك في أثناء العملية ومنها:

  • المرأة الحامل أو التي تعتقد أنها حامل
  • المرضى الذين لديهم أعراض حساسية تجاه الأدوية المخدرة وغيرها من أنواع الحساسية الأخرى
  • المرضى الذين يعانون من النزيف المستمر
  • المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تعمل على سيولة الدم مثل الأسبرين
  • على المريض التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل العملية بأمر الطبيب
  • عليك بطلب المساعدة من أي من أقربائك للعودة بك إلى المنزل مره أخرى بعد العملية وبعد إجراء كافة الفحوصات
  • عليك بإستكمال كافة الأشعة المطلوبة بعد العملية ومنها الأشعة السينية للصدر والموجات فوق الصوتية و الأشعة المقطعية


اجراءات عملية سحب المياه من الرئة

يختلف التأثير الذي يحدث من مريض لآخر بعد العملية فمنهم من يحتاج إلى الوجود في المستشفى لفترة من الزمن لإجراء بعض الفحوصات الطبية عليه ومنهم من لا يحتاج لذلك ويمكنه العودة مرة أخرى للمنزل في ذات اليوم. ليس هذا فقط بل تختلف طرق العمليات الجراحية التي يتم بها سحب المياه الزائدة من الرئة والتي ليست فقط بسحب المياة عن طريق أنبوب عبر الرئتين والتي تحددها الحالة الصحية للمريض والأعراض أيضاً.

قد يُطلب منك إزالة ملابسك وسوف يتم إعطاؤك ملابس المرضى للمستشفى لإرتدائها وسوف يتم طلب خلع كافة المجوهرات والإكسسوارات والأشياء الأخرى وسوف يتم إعطاؤك الأكسجين من خلال أنبوب الأنف أو قناع الوجه وفي خلال العملية سوف تتم مراقبة عملية ضربات القلب وضغط الدم والتنفس بشكل كامل وسوف تكون في وضعية الجلوس على سرير المستشفى وتستريح ذراعيك على الطاولة فوق السرير وهذا الوضع يعمل على نشر المسافات بين الأضلاع ويهيئ العملية بشكل صحيح لدخول الأبرة وسحب المياة من الرئتين.