آثار الطلاق على المرأة
للطلاق عواقب كثيرة بعضها إيجابي وبعضها سلبي، فقد يتوقع النساء المطلقات أنهن ستتجاوزن الأزمة سريعًا ، وفي فترة وجيزة، لأنهن يعتبرن أنها تجربة طبيعية ولا يدركن أنها تجربة سيئة؛ قد تخرج منها امرأة رابحة والأخرى تخرج مهزومة وفي الغالب تعاني النساء أكثر بعد الطلاق، سواءً من حيث نوعية الحياة، أو الرفاهية العاطفية ، او المكاسب الحياتية كالخبرة والوعي في الاختيارات وهذا ما يجعل البعض يتصور أن تجربة الطلاق ستكون فرصة للتحرر والانطلاق، ولكن الوعي بالآثار المترتبة على الطلاق يساعد النساء في تعظيم الآثار الإيجابية وتحجيم الآثار السلبية، وتعددت الآثار السيئة لدى النساء الذي أوصى عليهن الرجال نبينا محمد قائلا: رفقا بالقوارير .
الآثار السلبية للطلاق على المرأة
الأزمات المالية بعد الطلاق
الخسارة النفسية قد تستطيع المرأة أن تعوضها بنفسها أو بمساعده من حولها حتى لو استغرق الأمر عدة سنين، ولكنها عندما تتعرض إلى ضائقة مالية
بعد الطلاق
، هنا تشعر بأن للكون نهاية من السهل أن تأتى في لحظة واحدة، وخاصة إذا كانت هي مقدم الرعاية الأولية للأطفال بدون راتب زوجها، وسيكون لديها مال أقل لتغطية الفواتير والمصاريف المنزلية فهذه الأمور قد تكسرها ولا يستطيع أحد أن يجبر تلك الكسور، وعادة ما تكون المرأة المطلقة لديها أموال أقل من المرأة المتزوجة مما يصعّب الأزمة أكثر ، ولا تتعافى النساء تمامًا من العواقب المالية للطلاق حتى يتزوجن مرة أخرى، للهروب من تلك الأزمة خاصة وإن كانت غير مؤهلة لسوق العمل.
التقلبات العاطفية للمرأة
عندما تتعرض المرأة لأزمة
الطلاق
إذا كان ذلك بعدم رغبة لها او تحت تأثير العنف الزوجي فهنا تشعر المرأة المطلقة بالأذى، وإذا اختارت الانفصال عن زوجها بإرادتها فستشعر بتلك التقلبات أيضًا لامحالة ، إلا أنها تظل تحمل ذنوب العلاقة المكسورة لفترة طويلة، وتظل في صراع طيلة الوقت مع نفسها، فالمرأة المطلقة تعاني من مشكلات نفسية أعلى بكثير من النساء المتزوجات في السنوات التي أعقبت الطلاق، تنتج عن ترسبات الألم الذي عاشته أو الأذى الملاحق لها عقب الاكتئاب والخوف من المحيطين، مع عدم القدرة على الثقة في الرجال مرة أخرى، أو تكافح للعثور على شريكها المثالي أو الخوف من رفضه، مما يجعلها في فترة ارتباك طويلة.
الإحساس بالضعف من القرار
أحيانـًا تشعر معظم النساء الذين اتخذوا
قرار الطلاق
على عاتقهن النفسي، فواحد من أكثر العواطف الأساسية هي الشعور بالذنب، ويأتي هذا الشعور بعد الطلاق مباشرة ويمكن أن يكون هذا مبررًا إذا اتخذت المرأة قرار إنهاء الزواج بنفسها دون التروي في هذا القرار ربما ينتج عن غضب لحظي او غيرة شديدة، ولكنها أيضا قد تشعر بهذه المشاعر حتى لو كان القرار خارجًا عن إرادتها تمامًا ، ففي كلتا الحالتين ستشعر بذلك الإحساس، وتظل تلوم نفسها لعدم العمل بجدية كافية لاستمرار الزواج، رغم أنها تدرك أنه محكوم عليه بالفشل وخصوصًا إذا كان هناك أطفال، لأن النساء قد يشعرن وكأنهن مسؤولات عن تحطيم الأسرة، والتسبب في صدمة نفسية لأطفالهن، فقرار الطلاق حتى وإن كانت المغدور بها سوف تشعر بالذنب على تنفيذه.
اكتئاب ما بعد الطلاق
لم تمر هذه التجربة مرور الكرام بدون وقوع أضرار جسيمة على النساء، فيشعرن بالحزن من فقدان مفاجئ لأزواجهن، حيث يعني هذا نهاية لأحلامهن من أجل المستقبل في زواجهن، لأنهن حققن هذا الحلم الذي ما زال هناك فتيات يحلمن به كبداية جديدة لحياتهن والآن يبدو أن الأمل في المستقبل قد انتهى، وكل هذا يتزامن مع زيادة المسؤولية جنبًا إلى جنب مع إدراك أن الحياة التي تصورنها لم تعد موجودة، ما يؤدي لزيادة نسبة حدوث الطلاق حتى بعد سنوات من الطلاق، فذلك أمر يعرض المرأة للاكتئاب بشكل مباشر .
الخوف المستمر بعد الطلاق
تعانى المرأة بعد طلاقها من التوتر المصحوب بأي فعل تود القيام به فعند الأزمات قد يشعر المرء بقدر كبير من القلق، حيث المستقبل غير مؤكد ولا معروف خيره من شره، وقد تعاني النساء من مزيد من التوتر، حيث أنهن قد يعتمدن فقط على أزواجهن للحصول على الدعم المالي، بدون تأمين حياتهن بعمل ذو دخل ثابت أو أموال بالبنوك للأنفاق على انفسهن في الأزمات و قد يكون من الصعب محاولة اكتشاف كيفية إعالة أنفسهن، وفي أحيان كثيرة إعالة الأطفال أيضًا، وذلك في حالة الزواج من رجل غير مؤهل لتحمل المسؤولية، مما يجعلها تعيش في دائرة الخوف التي ربما لا تستطيع الخروج منها .
فقدان المرأة الثقة بالذات
المرأة لا تستطيع أن ترى في نفسها شيئا ناقصًا أو تشعر بأن غيرها من النساء يتميزن عنهن فالمرأة المطلقة تنظر لنفسها نظرة قاسية جدًا، وكأنها امرأة ينقصها شيء لأنها أصبحت تحمل هذا اللقب، وكأنها موصومة بشيء من العار أو الخجل مما يقلل من درجة ثقتها بنفسها لأن بعض النساء تستمد ثقتها بنفسها من تقدير الرجل لأنوثتها وعند تخليه عنها تشعر وكأنه صرح لها بأنها لا تصلح ، وعندما تتعرض لتجربة الطلاق ترى أنها ليست أنثى بالقدر الكافي حتى يتعلق بها رجل ويتمسك بها .
نظرة المجتمع للمرأة المطلقة
لم تنته أزمة المطلقات بعد خضوعهن لتجربة الطلاق سواءً بإرادتهن أو برغبة أزواجهن، فتتعرض المرأة للكثير من التساؤلات حول أسباب طلاقها، ومن الضروري أن يجد السائل إجابة لسؤاله ويعد الأبرز هو “لماذا تم الطلاق؟ وهل كان ذلك بإرادتك؟ ام ارادة الزوج؟ وما الذى أدى بكما إلى هذا القرار؟ ألم يكن هناك بديل عن انفصالكما؟ من أبرز الأسئلة التي تجد المرأة نفسها محاطة بها، وعليها أن تقدم أجوبة تنال قبول السائل ومطالبة بالإجابة عليها بدون تذمر واسئلة أخرى تجعلها تتقوقع على نفسها وتخجل من مواجهة العالم الخارجي وكأنها مذنبة فيما فعلت لأن لقب مطلقة يعنى حاجتها للرد على التساؤلات، وذكر الأسباب التي أدت للطلاق.
جلد الذات
تقوم المرأة بعد طلاقها بتحميل نفسها المسؤولية الكاملة لعدم إتمام هذه التجربة بشكل ناجح أو كان عليها أن تتحمل أكثر ولماذا ينقصها صبر تتحلي به غيرها عنها؟ كل تلك الأسئلة ما يرد في عقل أي مطلقه وتشويه صورة الذات، وتنظر المرأة المطلقة لنفسها نظرة مشوهة، وقلما نجد مطلقة تنظر لنفسها نظرة قوية وتمدح نفسها، وتنبع تلك النظرة من عدم تقدير الرجل لها وتخلي زوجها عنها، فلا تعطى لنفسها فرصة للاهتمام بأنوثتها مرة أخرى، للدرجة التي قد تدفع بعض المطلقات إلى النظر لأنفسهن فى المرآة، وهن يشعرن بالقبح على الرغم من جمالهن، لأن أزواجهن لم يشعرهن مرة أنهن جميلات، ومن هنا تبدأ رحلة المرض النفسي .
احتقار الرجال
من المحتمل القوى أن تكون المرأة في عقلها صورة مشوشة أو مغلوطة عن الرجال فالصورة التي تأخذها عن الرجل بشكل عام تتسبب لها في عدم الزواج مرة أخرى، وهذا أقل الأضرار ، فأحيانا تعمم تجربتها على أن كل الرجال لا يقدرون المرأة، وهنا الحكم خاطئ وليس منصفًا لأنه ” أصابع اليد لا تشبه بعضها”، وتحرم نفسها من أن تعيش حياتها مثل باقي النساء خوفاً من الوقوع مرة أخرى في الفخ.
ما بعد الطلاق
كل ما يصيب الإنسان من مرض عضوي له علاج لدى الأطباء ولكن يبقي المرض النفسي من أخطر الأمراض التي تهزم صاحبها وتقهره ، ونفسية المرأة بعد
الطلاق
تصبح هشة وضعيفة لا تحتمل أي شيء ويعدّ فقدان علاقة مهمّة في حياة الإنسان من
أصعب التحديات
التي قد تواجهه والذي قد يزيد من خطر الإصابة بأعراض نفسيّة سيئة لما له من أثر في زيادة الضغوط المجتمعيّة والنفسية على الفرد والعائلة، إذ قد يصل إلى أعراض مشابهة لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة المهدّدة للحياة عادةً، ومن الصعب أن تتجاوز النساء كلها تلك الأزمة ويمكن أن تستمرّ نفسيّة المرأة بعد الطلاق بالتقلّب لمدّة تتراوح من عدّة أسابيع إلى سنوات عديدة وقد يسبّب لها ما يُعرف بالاكتئاب الظرفي أو اضطراب التكيّف.
الأعراض النفسية للمرأة بعد الطلاق
- تتجه لزيادة الأفكار السلبيّة بشكل مبالغ فيه
- تحميل النفس كل الأخطاء
- احتياج العزلة بشكل كبير
- عدم القدرة على التركيز وانخفاض الاهتمام بالأنشطة اليوميّة المُعتادة
- نشاط السلوك العدواني في شخصيتها
- عدم القدرة على النوم
- استمرار الشعور بالقلق وفقدان الثقة.
-
الابتعاد عن الأسرة و
الأصدقاء
. - عدم الاهتمام بالمسؤوليّات.
- الابتعاد عن ما يجلب السعادة وفقدان الشهيّة والإعياء الدائم.
دعم نفسيّة المرأة بعد الطلاق
تحتاج المرأة بعد طلاقها الى جميع المحيطين من حولها سواء كانوا أقرباء أو شخصيات تربطها بهم علاقات طفيفة، فمن الضروري المحافظة على شبكة قويّة من العلاقات الاجتماعية لتدارك الآثار السلبية لنفسيّتها بعد الطلاق، ومن الأفضل أن تلجأ للمعالج النفسي كأحد الطرق المُتّبعة لتجاوز صدمة ما بعد الطلاق، إذ قد تصل بالشخص المعني إلى التفكير بأفكار يؤذي بها نفسه، هناك نساء تلجأ للانتحار او العزلة بمكان لا يعرفه احد وهناك عدة خطوات على المرأة المطلقة أن تتبعها للتخلص والحد من الاكتئاب والضعف النفسي:
- تناول عقاقير مُضادّة للاكتئاب.
- تناول عقاقير مُضادّة للقلق.
- الاهتمام أولا وأخيرا بممارسة الرياضة مثل رياضة اليوغا والاسترخاء.
- الحفاظ على الانضمام بمجموعات الدعم النفسي والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء.
- الاستمرار في جدول يومي مسائي يساعد على النوم ويمنع الأرق مثل قراءة كتاب أو أخذ حمام ساخن أو شرب كوب ساخن من الأعشاب المهدّئة.
آثار الطلاق الإيجابية على المرأة
حرية وانطلاق ما بعد الطلاق
لم يكن الطلاق خاليا من الإيجابيات وفقط يحمل العيوب هذا الحكم خارج المنطق لأن لكل شيء مميزاته وعيوبه فللطلاق مميزات لدى معظم النساء اللواتي عشن حياة مليئة بالقهر كضربهن أو إهانتهن او عدم مراعاة حقوقهن من قبل الرجال، وعلى الرغم من الآثار السلبية المحتملة للطلاق على المرأة، فإن هناك العديد من الحالات التي يؤدي فيها الطلاق إلى حياة أكثر سعادة وصحة ، فسوف تكون أكثر سعادة على المدى الطويل، ولكن في العادة تحتاج المرأة إلى مساعدة مهنية لتجاوز العلاقة غير الصحية، والانهيار اللاحق للزواج، خاصة إذا كانت ضحية للعنف المنزلي.
التحكم في ذاتها
إذا إرادت المرأة الحصول على آثار إيجابية أكثر من الآثار السلبية من طلاقها ، فإنه يجب عليها أن تستفيد من فرصة تغيير حياتها إلى الأفضل وأن تستخدم حريتها وعتقها من راجل يصنف “شبه رجل”، بأن تبدأ من جديد ، لأن ما بعد الطلاق هي فترة نمو شخصي كبير، مع قدر أكبر من الاستقلال، والمزيد من الخيارات الشخصية، ومن المهم للغاية العمل على خلق حياة أفضل، فكل قرار واحد تأخذه المرأة بعد الطلاق مثل من أين تعيش؟ إلى كيفي تزيد دخلها؟ هو جزء مهم من هذه العملية، وتعددت الأبحاث العلمية واجمعت على نجاح اللواتي وقعن عليه قهر الرجال فقد تحررن ومنهن من صنعت المعجزات
الحرية الجيدة
تكمن إيجابية الطلاق وتحرر المرأة من الظلم الواقع عليها مما ادي لحدوث طلاقها حيث يفيد العديد من النساء في شعورهن بالارتياح بعد الطلاق، وخصوصًا إذا كانت العلاقة الزوجية مرهقة ومميته لنفسيتهن ، فالنساء في العادة يمتلكن شبكات دعم اجتماعية أكثر من الرجال، تجدها في النوادي وفى التجمعات السكنية فشبكات معارفهن كبيرة وغير محصورة ويمكن بعد الطلاق أن تتاح لهن فرصة توسعة أدوارهن الشخصية والمهنية، ربما يكُنّ قد حددن أنفسهن بالتركيز فقط على واجباتهن كزوجات وأمهات، لكن بعد الطلاق منهن من يصبحن سيدات أعمال.[1]