أساليب الحياة عند ادلر
كان ألفريد أدلر طبيب نفسي نمساوي عمل على إنشاء مجال ونظرية علم النفس الفردي ، وقام بتأكيد هذا المجال من علم النفس على نهج شمولي لدراسة الإدراك البشري والسلوك والعاطفة ، ويعتبر مصطلح أسلوب الحياة أو نمط الحياة واحد من أهم المصطلحات التي قد استخدمت من قِبل الطبيب النفسي ألفريد أدلر حيث استخدمها لوصف واحد من العديد من التركيبات التي تخص ديناميكيات الشخصية .
نبذة عن ألفريد أدلر
عند النظر إلى حياة
ألفريد أدلر
نجد أنه وُلد في فيينا عام 1870 ، ودرس وتخرج من جامعة فيينا في عام 1895 ، بعد التخرج بدأ ألفريد أدلر العمل المهني كطبيب عيون بالقرب من منطقة في فيينا يوجد بها متنزه وسيرك ، ومن خلال التحدث مع أشخاص تعمل في السيرك ، تعرف أدلر على نقاط القوة والضعف غير العادية لمن يقومون بالأداء في السيرك .
في عام 1907 تمت دعوة ألفريد أدلر للقاء أسبوعي مع مجموعة من الأطباء النفسيين ، ومنذ ذلك الوقت بدأت حركة التحليل النفسي في فيينا ، ثم قام أدلر ومعه الأطباء الأخرين بتشكيل جمعية فيينا للتحليل النفسي وكان ألفريد أدلر هو أول رئيس لها .
بعد ذلك انفصل ألفريد أدلر عن زملائه من الأطباء النفسيين ، وفي عام 1911 كانت هناك العديد من المفاهيم والأفكار الذي أهتم بها أدلر خاصة ما يتعلق بأهمية المجال الاجتماعي ، واستخدم أدلر هذه الأفكار لتشكيل علم النفس الفردي وأسس جمعية علم النفس الفردي في عام 1912 .
لقد كان ألفريد أدلر طبيب ومعالج نفسي ومؤسس لنظرية علم النفس حول أسلوب الحياة والذي يُطلق عليه أحيانًا اسم علم النفس الفردي ، ويعتبر ألفريد أدلر بمثابة أول طبيب نفسي مجتمعي وذلك لأن مساهمة بشكل كبير في الاهتمام بحياة المجتمع والوقاية وصحة الأفراد ، ويؤكد ألفريد أدلر في نظريته في
علم النفس
على الأفراد والقدرة على إحداث تغيير وتأثير اجتماعي إيجابي .
خلال عمل ألفريد أدلر ونظريته حول أسلوب الحياة شدد على أهمية رعاية مشاعر الانتماء عند الفرد والسعي إلى التفوق والتميز ، واعتبر ألفريد أدلر أن قيم مثل المساواة والحقوق المدنية والاحترام المتبادل وازدهار الديمقراطية هي قيم في غاية الأهمية .
يعتبر ألفريد أدلر من الأوائل الذين قدموا المشورة الأسرية ، ونصح باتباع أسلوب التعليم العام كوسيلة لمعالجة المجتمع ، وكان أدلر أيضاً أول من كتب عن المحددات الاجتماعية للصحة وأيضاً عن الصحة العقلية .[1]
المفاهيم الخاصة بألفريد أدلر
لقد تأثر ألفريد أدلر بالفيلسوف هانز فايهينجر والذي اعتقد أنه بينما لن تكتشف البشرية الحقيقة النهائية لكل شيء فلابد ولأغراض عملية من إنشاء حقائق جزئية وإطارات مرجعية نستخدمها كما لو كانت صحيحة حقًا ، وأطلق الفيلسوف هانز فايهينجر على هذه الحقائق الجزئية اسم التخيل العقلي .
لقد أعتقد ألفريد أدلر والفيلسوف هانز فايهينجر أن الناس يستخدمون هذه القصص الخيالية بنشاط في حياتهم اليومية مثل استخدام الإيمان المطلق بالخير والشر لتوجيه القرارات الاجتماعية والاعتقاد بأن كل شيء على ما يرام ، وأشار ألفريد أدلر أيضاً إلى هذا على أنه التصور النهائي الخيالي ويعتقد أن كل فرد لديه قصة خيالية من هذا القبيل والتي تعتبر أساسية في أسلوب حياته .
كان الهدف من عمل ألفريد أدلر هو خلق حركة نفسية تدافع عن الرؤية الشاملة لسلوك الفرد وكذلك عن المساواة الاجتماعية ، وكان ألفريد أدلر يعتقد أن المجال الاجتماعي لا يقل أهمية عن علم النفس واهتمامه باسلوب حياة الفرد .
ركز ألفريد أدلر في عمله وحياته أيضًا بشكل كبير على ديناميكيات العائلة وتحديدًا عوامل الأبوة والأمومة التي تخص الأسرة وكان الهدف من ذلك استخدام تلك الديناميكيات كوسيلة وقائية لمعالجة المشاكل النفسية المحتملة في المستقبل .
خلال حياة ألفريد أدلر سار على نهج عملي موجه نحو الهدف حيث أسس ألفريد أدلر نظرية لثلاث مهام حياتية وهي التعاون والمجتمع والحب حيث تتداخل مع بعضها البعض حيث يعتمد النجاح في كل المهام الحياتية على التعاون .
من أكثر المفاهيم التي أهتم بها ألفريد أدلر هو مفهوم الاهتمام الاجتماعي حيث أشار ألفريد أدلر أنه يجب النظر إلى المصلحة الاجتماعية على أنها مصلحة شخصية للفرد في تعزيز رفاهية الآخرين ، كما يمكن أن يتطور التعاون بين الأفراد والمجتمعات مع بعضهم البعض من أجل تحقيق الصالح للمجتمع ككل .
ألفريد أدلر وأسلوب الحياة
لقد استخدم ألفريد أدلر مصطلح أسلوب الحياة لكي يشير إلى طريقة الفرد المتميزة والفريدة والمتكررة والرئيسية لأسلوب العيش من حيث الصداقة والحب والعمل ، وأشار أدلر إلى هذا النمط بأنه متجذر من المراحل الأولي للطفولة ويظل هذا الأسلوب ثابتًا طوال الحياة ما لم يتم تغييره من خلال العلاج النفسي .
يرى ألفريد أدلر أن مصطلح أسلوب الحياة يعكس طريقة تفكير الفرد التقليدية وشعوره وتصرفه ، وفي كثير من الأحيان يحاول العلاج النفسي الكلاسيكي حل مشكلة نمط الحياة القديم وتحفيز البحث عن أسلوب أكثر إبداعًا للعيش والحياة .
نظرية أدلر عن أساليب الحياة
من خلال نظرية ألفريد أدلر حول نمط الحياة أو أسلوب الحياة استطاع أنه يمكن التمييز بين أربعة أنواع أساسية من أساليب الحياة ، وقال ألفريد أدلر أن ثلاثة من الأربعة أساليب الخاصة بالنظرية هي أساليب خاطئة ، وأسلوب واحد فقط هو الصحيح .
تشمل نظرية أساليب الحياة على أربعة أنواع أساسية وهي الأسلوب الحاكم وهو الأسلوب العدواني الذي يسيطر على الأشخاص الذين ليس لديهم الكثير من الاهتمام الاجتماعي أو الإدراك الثقافي ، أما الأسلوب الثاني من أساليب الحياة وفقاً لأدلر هو العروف باسم أسلوب الحصول ويقوم هذا الأسلوب بوصف الأشخاص السلبيين الذين يأخذون دائماً بدلاً من التعود على العطاء .
أما النوع الثالث من أساليب الحياة عند ألفريد أدلر هو النوع الذي يقوم الأشخاص بتجنبه ويقوم هذا الأسلوب بوصف الأشخاص الذين يحاولون الهروب من مشاكل الحياة ويشاركون في نشاط غير مفيد للمجتمع .
الأسلوب الرابع والأخير من أساليب الحياة عند ألفريد أدلر هو النوع المفيد اجتماعيًا ويصف هذا الأسلوب الأشخاص الذين لديهم قدر كبير من الاهتمام والنشاط الاجتماعي .[2]
تأثير نظرية ألفريد أدلر على المجتمع
عند البحث عن تأثير نظرية ألفريد أدلر عن أساليب الحياة نجد أنه على الرغم من أن نظرية ألفريد أدلر النفسية قد تم تطويرها منذ ما يقرب من قرن من الزمان ، إلا أن العديد من مفاهيمه لا تزال تؤتي ثمارها حتى الأن ، حيث توجه جميع المفاهيم القائمة على الاهتمام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والمساواة و
أهمية التعليم
المجتمع ككل بالتغيير الاجتماعي ، وهذا التأثير نستطيع أن نراه بسهولة في كثير من مناهجنا وممارساتنا والتدريب الداخلي والبرمجة والعروض التجريبية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين ، بالإضافة إلى مئات الشراكات في العمل مع المجتمعات المحلية والتي تعمل لتحسين الصحة النفسية المجتمعية للمجتمع ككل .
في هذه الآونة تقوم جامعة أدلر في فيينا من خلال هذه المفاهيم المجتمعية بمهمتها في مواصلة العمل الرائد لألفريد أدلر من خلال تخريج الممارسين المسؤولين اجتماعياً وإشراك المجتمعات وتعزيز العدالة الاجتماعية .[3]