اول من شرح جسم الانسان
يعتبر
علم التشريح
هو أحد فروع ومجالات العلوم البيولوجية والذي يهتم بتحديد ووصف الهياكل الجسدية للكائنات الحية ، ويقوم علم التشريح بدراسة الهياكل الرئيسية للجسم عن طريق التشريح والملاحظة وهو بمعنى أضيق يتعلق بجسم الإنسان فقط ، ويشير مصطلح التشريح الإجمالي عادة إلى دراسة هياكل الجسم الكبيرة بما يكفي لفحصها دون مساعدة الأجهزة ، بينما يشير مصطلح التشريح المجهري إلى دراسة الوحدات الهيكلية الصغيرة والتي لا يمكن رؤيتها إلا باستخدام أجهزة مجهرية .
أجهزة الجسم المختلفة ووظائفها
عند دراسة و
تشريح جسم الإنسان
نجد أن أجسامنا تتكون من عدد من الأنظمة البيولوجية التي تقوم بوظائف محددة ضرورية للحياة اليومية ، فنجد أن وظيفة الجهاز الدوري هو تحريك الدم والمغذيات والأكسجين وثاني أكسيد الكربون والهرمونات في الجسم ، ويتكون الجهاز الدوري من القلب والدم والأوعية الدموية والشرايين والأوردة .
يتكون جسم الإنسان أيضاً من الجهاز الهضمي وهو عبارة عن سلسلة من الأجهزة المتصلة التي تسمح للجسم بهضم الطعام وامتصاص المغذيات منه وإزالة الفضلات ، ويتكون الجهاز الهضمي من الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة والمستقيم والشرج ، كما يلعب الكبد والبنكرياس أيضًا دورًا في الجهاز الهضمي لأنهما ينتجان العصارة الهضمية .
يحتوي جسم الإنسان أيضاً على عدد من الغدد الصماء ويبلغ عددها 8 غدد رئيسية تفرز هرمونات في الدم ، وهذه الهرمونات تنتقل إلى الأنسجة المختلفة وتنظم وظائف الجسم المختلفة مثل عملية التمثيل الغذائي والنمو والوظيفة الجنسية .
يوجد أيضاً جهاز المناعة وهو الجهاز الذي يقوم بدور الدفاع عن جسم الإنسان ضد البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى التي قد تكون ضارة ، وتشمل العقد الليمفاوية والطحال ونخاع العظام والخلايا الليمفاوية وخلايا الدم البيضاء ، بينما يشمل الجهاز الليمفاوي العقد الليمفاوية والقنوات الليمفاوية والأوعية الليمفاوية التي تلعب أيضاً دور هام في الحفاظ على مناعة الجسم ، حيث تقوم بواسطة سائل شفاف يحتوي على خلايا الدم البيضاء على مقاومة العدوى التي تهاجم جسم الإنسان ، كما يزيل الجهاز اللمفاوي أيضًا السوائل اللمفاوية الزائدة من أنسجة الجسم ويعيدها إلى الدم .
أما الجهاز العصبي فهو الذي يتحكم في جميع حركات الجسم حيث يرسل إشارات إلى الأجزاء المختلفة من الجسم ، ويتكون الجهاز العصبي من الدماغ والحبل الشوكي ومجموعة من الأعصاب التي تربط كل جزء من الجسم بالجهاز العصبي المركزي .
يوجد أيضاً الجهاز العضلي للجسم والذي يتكون من 650 عضلة تساعد في الحركة وتدفق الدم ووظائف جسدية أخرى ، كما يسمح الجهاز التناسلي للبشر بالتكاثر ، ويتكون الجهاز التناسلي الذكري من القضيب والخصيتين اللتين تنتجان الحيوانات المنوية أما الجهاز التناسلي الأنثوي يتكون من المهبل والرحم والمبايض التي تنتج البيض .
كل اجهزة الجسم السابقة تكون مدعومة بالهيكل العظمي الذي يتكون من 206 عظمة متصلة بالأوتار والأربطة والغضاريف ، ولا يساعد الهيكل العظمي على الحركة فقط بل يعمل أيضًا في إنتاج خلايا الدم وتخزين الكالسيوم ، كما أن الأسنان هي أيضًا جزء من نظام الهيكل العظمي لكنها لا تعتبر عظامًا .[1]
البدايات الأولى لعلم التشريح
كما قلنا من قبل إن علم التشريح هو علم دراسة الجسم البشري المعروف باسم
Anatomy
، وهذا الاسم هو مشتق من الكلمة اليونانية anatomein ، والتي تعني القطع والفتح والتشريح ، حيث تصف الكلمة أهم شيء في هذا المجال وهو فتح الجسم وتشريحه إلى أجزاء فردية مع القيام بوصفها .
بداية تشريح جسم الإنسان
عند دراسة بدايات علم التشريح نجد أنها تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وبالتالي فإن علم التشريح هو أقدم علم في الطب حيث تم إجراء أول تشريح علمي موثق على جسم الإنسان في وقت مبكر من القرن الثالث قبل الميلاد لأنه في ذلك الوقت اكتشف العلماء علم التشريح وذلك عندما قاموا بتشريح الحيوانات مثل الخنازير والقرود .
أما عن أول من قام بتشريح جسم الإنسان فهو كلوديوس جالين ، وهو أبرز الأطباء في اليونان القديمة والذي قام بتشريح العديد من الحيوانات وبناء على تلك الخبرات قام وبدء في تشريح الجسم البشري وكان له اكبر الأثر في ازدهار العلوم الطبية .
في القرن الثاني الميلادي ، قام الطبيب اليوناني جالينوس بتجميع وترتيب جميع اكتشافات علماء التشريح اليونانيين بما في ذلك جميع المفاهيم الخاصة في علم وظائف الأعضاء واكتشافات الطب التجريبي ، وأصبحت الكتب العديدة التي كتبها جالينوس بمثابة أساس السلطة علم التشريح والطب في أوروبا ، وعلى الرغم من بداية التشريح في القرن الثالث قبل الميلاد إلا أنه تم محاربته من قِبل المجتمع والذي رفض تشريح الجسم البشري حتى القرن الثاني عشر و الثالث عشر ، وكان ذلك هو السبب الرئيسي في ركود الأبحاث التشريحية وبداية من القرنين الثالث عشر والرابع عشر بدء المجتمع ينظر إلى علم التشريح نظرة أخرى .
تشريح جسم الإنسان في العصر الحديث
في القرن الخامس عشر والسادس عشر ومع ظهور الفنان ليوناردو دا فينشي وهو أشهر فنان وعالم عصر النهضة والذي قام بالعديد من التشريح للجثث البشرية والتي تشكل الأساس لرسوماته التشريحية الشهيرة والمفصلة للغاية .
خلال عصر النهضة أصبح جسم الإنسان المصدر الرئيسي لإلهام الفنانين في هذه الحقبة ، حيث بدأ العديد من فناني عصر النهضة في دراسة جسم الإنسان ، وكان ليوناردو دا فينشي ومايكل أنجلو من الفنانين الذين اهتموا بعلم التشريح وذلك من خلال التقرب إلى الكثير من الأطباء المهتمون بعلم التشريح ، ليس فقط ذلك بل كانوا يلتقطون المشرط بأنفسهم بهدف توضيح الجسم بكل تفاصيله الطبيعية .
بداية من القرن السادس عشر تم تأسيس علم التشريح الفعلي خلال عصر النهضة وذلك عن طريق عالم التشريح والجراح أندرياس فيساليوس ، وأثبت فيساليوس أثناء ما قام به من تشريح للجثث البشرية ومن خلال تشريح الأجسام البشرية وإعداد العضلات والأوتار والأعصاب أن هناك أكثر من 200 خطأ في أعمال العالم جالين التشريحية الذي قام بها من قبل ، ومن خلال دراساته العلمية الشاملة عن الأجسام البشرية ، لم يغير أستاذ الطب الشاب من علم التشريح فحسب ، بل أيضًا من علم الطب بأكمله .[2]
الأعضاء الحيوية لجسم الإنسان
عن دراسة علم التشريح وجد العلماء أنه يوجد لدى الجسم البشر خمسة أعضاء حيوية ضرورية للبقاء على قيد الحياة ، وهذه الأعضاء الحيوية هي الدماغ والقلب والكلى والكبد والرئتين .
يعتبر دماغ الإنسان هو أهم عضو من الأعضاء الحيوية لجسم الإنسان ، وهو عبارة عن مركز التحكم الكلي في جسم الإنسان فهو العضو الذي يقوم باستقبال وإرسال الإشارات إلى الأعضاء الأخرى من خلال الجهاز العصبي ومن خلال الهرمونات التي يتم إفرازها وهي مسؤولة عن أفكارنا ومشاعرنا وتخزين الذاكرة والتصور العام للعالم .
العضو الثاني هو قلب الإنسان وهو المسؤول عن ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم ، أما الكلى فهي تتمتع بوظيفة في غاية الأهمية وهي إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم حيث يقوم عمل الكليتان على إخراج اليوريا من الدم ودمجهما مع الماء والمواد الأخرى لصنع البول .
يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الهامة أيضاً بما في ذلك إزالة السموم من المواد الكيميائية الضارة وتفتيت الأدوية وتصفية الدم وإفراز الصفراء وإنتاج بروتينات تخثر الدم ، وأخيراً الرئتين المسؤولتان عن نقل الأكسجين من الهواء إلى دمنا حيث يمكن إرساله إلى جميع خلايا الجسم .[3]