اضطرابات مرحلة الشيخوخة الذهنية والنفسية

يمثل كبار السن جزء أساسي من نسيج المجتمع ممن هم بحاجة لعناية ورعاية خاصة، فكلما تقدم الإنسان في العمر كلما تطلب مزيد من الاهتمام والرعاية للحفاظ على صحته النفسية والعقلية وليس الجسدية فقط كما هو المعتاد، فمن المعتقدات الخاطئة المنتشرة في كثير من المجتمعات هو أن كبار السن أقل عرضة للأمراض النفسية من الشباب لذا لا تقدم لهم الرعاية اللازمة، مما يتسبب في تدهور صحتهم العقلية والنفسية التي تؤثر بالضرورة على صحتهم الجسدية.

الاضطرابات النفسية والعقلية في مرحلة الشيخوخة

تشيع الإصابة بالاضطرابات الذهنية والنفسية بين كبار السن ومع ذلك لا تقدم لهم الرعاية اللازمة إما لعدم انتباه من حولهم على ما يعانون منه من أعراض، وإما لعدم تمكنهم من إخبار المسؤولين عن رعايتهم عما يمرون به من أعراض نفسية تؤثر عليهم بشكل كبير وتسبب لهم ألماً لا يقل خطورة عن الألم الجسدي وقد تسبب لهم مضاعفات خطيرة تصل للوفاة.

فالصحة النفسية تعد من العوامل المباشرة وراء الإصابة بالعديد من الأمراض البدنية والعكس صحيح كذلك، فعلى سبيل المثال كبار السن من المصابين بأمراض القلب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من غيرهم، كما أن مريض الاكتئاب المصاب بمرض القلب إن لم تؤخذ معاناته من الاكتئاب بعين الاعتبار فستزيد حالته سوءاً.

زيادة الاضطرابات النفسية في مرحلة الشيخوخة

هناك أيضاً مجموعة من العوامل التي تزيد من خطورة تعرض كبار السن للاضطرابات النفسية والذهنية والتي تتمثل فيما يلي:

  • الضغوطات المختلفة في الحياة التي تؤثر عليهم كسائر البشر.
  • فقدانهم القدرة على الحياة باستقلالية دون الحاجة لشخص يقوم برعايتهم ويهتم بهم.
  • تأثرهم بدرجة اكبر من غيرهم بحالات الحزن والموت وفقدان الآخرين.
  • تدهور أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية كلما تقدموا في السن.
  • شعورهم بالوحدة والعزلة عن المجتمع.
  • معاناتهم من أمراض بدينة مزمنة.

وبالرغم من أن أغلب من كبار السن ينعمون بصحة نفسية جيدة إلا أنهم عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعصبية كلما تقدم بهم العمر، فتبعاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية مثل كبار السن من عمر الستين وما فوق ربع حالات الموت الناتجة عن إيذاء النفس والتي يعود السبب الرئيسي لها لمعاناتهم من اضطرابات نفسية.[1]

أعراض الاضطرابات الذهنية والنفسية في مرحلة الشيخوخة

التقدم في العمر يرتبط ببعض التغييرات التي يمكن ملاحظتها والتي لا تمثل خطورة في الواقع مثل النسيان، لكن هناك بعض التغييرات التي تحذر من شيء أكثر خطورة يساعد الانتباه لها على اكتشاف مشكلات الصحة العقلية التي يعاني منها المريض مبكراً ومنها:

  • تغيير حاد في مستوى الشهية، ومعدلات الطاقة العامة والمزاج.
  • المعاناة من عدم الشعور بأي شيء، أو مواجهة صعوبة في اختبار أية مشاعر إيجابية.
  • مواجهة اضطرابات في النوم، إما صعوبة في الحصول على قسط كافي من النوم، أو النوم بشكل مبالغ في أكثر من المعتاد.
  • الرغبة المفاجأة في تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
  • ملاحظة معاناة المسن من مشاكل في التركيز.
  • التفكير بشكل سلبي والشعور الدائم بالحزن واليأس.
  • الشعور الدائم بالقلق والتوتر.
  • الغضب بسرعة أو يصبح المسن أكثر عدوانية.
  • المعاناة من مشكلات في الجهاز الهضمي بشكل مستمر، أو الشعور بصداع متكرر دون وجود تفسير مرتبط بمشكلة صحية لهذا الأمر.
  • مواجهة صعوبات في التعامل مع الأرقام والحسابات المالية بشكل عام.

الاضطرابات الشائعة في مرحلة الشيخوخة

يشيع بين كبار السن الإصابة بعدد من الأمراض العقلية، وفيما يلي نوافيكم بأكثرها شيوعاً:

الاكتئاب

الاكتئاب هو مرض عقلي يرتبط بمعاناة المريض من اضطراب حاد في المزاج، وهو المرض الأكثر شيوعاً للإصابة به بين كبار السن وفي حال تم إهماله يتسبب في مضاعفات خطيرة تؤثر على صحته البدنية وعلى أدائه الاجتماعي.

وتتضمن الأعراض الأكثر شيوعاً للإصابة بالاكتئاب ما يلي :

  • الشعور بحالة مستمرة من الحزن.
  • المعاناة من صعوبات في النوم.
  • عدم الاستمتاع بالأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بها.
  • المعاناة من حالة عامة من التباطؤ في الحياة.

أما عن عوامل الخطر التي يجب الانتباه والتي تزيد من فرص تعرض كبار السن للاكتئاب هي:

  • فقدان شريك  الحياة.
  • تدهور الوضع الوظيفي.
  • نقص مستوى التعليم.

الخرف

الخرف كذلك من الأمراض التي تكثر الإصابة بها بين كبار السن، ويعاني مريض الخرف من تدهور عام في الذاكرة والسلوك والقدرة على التفكير بالإضافة لعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.

ووفقاً لمنظمة الصحية العالمية فبحلول عام 2030 سيصل معدل المصابين بالخرف لما يزيد عن خمس وسبعون مليون شخص، فيما سيتخطى بحلول عام 2030 مئة وخمسة وثلاثون مليون شخص.

هناك العديد من العوامل التي تقف وراء الإصابة بالخرف لكن بشكل عام يتركز المصابين به في الدول التي تنخفض بها معدلات الدخل.

اضطرابات القلق

القلق كذلك يرتبط باضطرابات حادة في المزاج وفي الغالب من يعاني من الاكتئاب يعاني معه من القلق، ومن الأعراض العامة التي يعاني منها المصاب بالقلق:

  • الشعور بالقلق بشكل مبالغ فيه.
  • كثرة تأنيب النفس، أو سرعة التململ.
  • الشعور بالإرهاق والتعب مع أقل مجهود بدني.
  • يصير أكثر هياجاً وعصبياً.
  • صعوبة في النوم، أو النوم لساعات طويلة.

أيضاً هناك عدة عوامل يجب الانتباه إليها والتي تزيد من خطورة إصابة كبار السن بالقلق ومنها:

  • الشعور العام بتدهور الصحة.
  • مشكلات النوم المختلفة.
  • تناول بعض الأدوية.
  • المعاناة من إعاقة بدنية تحد من نشاطه المعتاد.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
  • وقوع أحداث تغير شكل الحياة بدرجة كبيرة مثل موت شريك الحياة.
  • المعاناة من طفولة صعبة.

بالإضافة لاضطراب القلق هناك مجموعة من الاضطرابات التي يعاني منها كبار السن وترتبط بالقلق ومنها:


  • الرهاب

    ، وهو حالة شديدة من الخوف والذعر من شيء لا يثل أي خطر أو تهديد عادةً.

  • اضطراب الهلع

    ، هو المعاناة من نوبات من الخوف الشديد والمفاجئ دون أسباب واضحة.

  • اضطراب القلق الاجتماعي

    ، وهو القلق والخوف من أن يحكم عليهم من قبل الآخرين.

  • اضطراب الوسواس القهري

    ، وهو فقدان السيطرة على الأفكار أو الطقوس المتكررة، مثل تكرار غسل اليدين.

اضطرابات الأكل

تمثل اضطرابات الأكل معاناة المريض من شره في الأكل أو فقدان شهية عصبي، وهي من الأمراض التي زاد انتشارها بين كبار السن مؤخراً.

ومن العوامل التي تؤدي لإصابة كبار السن باضطرابات الأكل:

  • تغييرات في حاسة التذوق والشم ويكون ذلك في الغالب ناتج عن تناول بعض الأدوية.
  • معاناتهم من مشاكل نفسية مزمنة منذ الشباب لم تتم معالجتها.
  • ضعف في الذاكرة، وتدني مستوى الإدراك.
  • التعرض لتجربة مؤلمة كفقدان شخص قريب من قلبه.
  • طريقة لحث من حوله على الاهتمام به.
  • قد يكون الاكتئاب سبباً في ذلك أيضاً.
  • المعاناة من بعض الأمراض البدنية.

أما العلامات التي يمكن الاستدلال من خلالها على اضطرابات الأكل فهي:

  • تغييرات في الوزن بشكل ملحوظ خاصة في حالة فقدان الوزن.
  • تدهور الذاكرة.

  • السقوط

    المتكرر.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور الدائم بالدوار.
  • التماثل للشفاء ببطيء.
  • الإصابة بفقر الدم أو وهن العضلات.

ومع ذلك بعض المسنين قد يشعرون بفقدان الشهية كتأثير جانبي لبضع الأدوية، وبعض المسنين قد يواجهون مشكلات في تناول الطعام بسبب أسنانهم لذا لا يجب المسارعة لافتراض إصابتهم باضطراب الأكل دون أخذ العوامل المختلفة التي تؤثر على شهيتهم بعين الاعتبار.[2]