استراتيجيات اختبار التحصيلي
تعتبر الاختبارات أحد أهم الوسائل التي يتم الاعتماد عليها بشكل كبير جدًا من أجل تقييم الطلبة والطالبات ومراقبة مستوى تقدمهم التحصيلي والإدراكي ومعدل تنمية المهارات الفكرية لديهم أيضًا ، غير أن الاختبارات تُساعد على مراقبة أداء كل أعضاء العملية التعليمية بما فيهم المعلم أيضًا ، ولذلك ؛ يتم وضع نماذج الاختبارات وفق قوانين ونظريات هامة ؛ حتى تكون بالفعل مُفيدة في الوصول إلى عملية تقييم سليمة ومن أشهر هذه الاختبارات ؛ هي الاختبارات التحصيلية .
الاختبار التحصيلي
الاختبار التحصيلي
(وبالإنجليزية : Achievement test) هو عبارة عن وسيلة تقييمية يتم من خلالها تحديد مستوى اكتساب الطالب لبعض المعلومات والمهارات في مادة دراسية مُحددة درسها الطالب سابقًا عبر الإجابة على مجموعة من الأسئلة التي يضعها الخبراء التربويين والمعلمين ، ويجب أن يقوم المعلم بعرض مجموعة متنوعة من الاختبارات التحصيلية على الطالب وعدم الاكتفاء بنموذج واحد فقط ؛ لأن أنواع الاختبار المختلفة يُمكن من خلالها تحديد مستوى الطالب بشكل دقيق وصحيح [1] .
أنواع استراتيجيات الاختبار التحصيلي
هناك عدة أنواع من الطرائق التي يتم الاعتماد عليها في إعداد الاختبارات التحصيلية وفقا لغرض كل منها ، مثل [2] :
الاختبار الشفهي
وهو أحد أقدم أنواع الاختبارات ، ويتم الاعتماد عليها من أجل تقييم الحفظ والقدرة على القراءة ويتم الاعتماد عليها أيضًا في مناقشة الأطروحات والدراسات العلمية ، ومن أهم مميزات هذه الاستراتيجية ، ما يلي :
-
لا تدع مجالًا للاعتماد على
الغش
.
-
تكشف عن سلامة النطق ومدى ثقة الطالب بنفسه وسرعة بديهته وهي أمور لا يمكن كشفها عبر الاختبار الكتابي .
-
يُمكن من خلالها تقييم قدرة الطالب على التفكير والوصول إلى حل للأسئلة المطروحة عليه .
الاختبار التحريري
أما الاختبار التحريري ؛ فهو الذي يتم به وضع مجموعة من الأسئلة على الورقات الامتحانية وإعطائها إلى الطالب لكي يقوم بالإجابة عليها خلال فترة زمنية مُحددة ، وقد يكون هذا الاختبار عبارة عن (كويز) وقد يكون اختيار من متعدد وقد يكون اختبار مقالي أو أي نوع اخر من الأسئلة حيث انها تنقسم بشكل أساسي إلى اختبارات مقالية واختبارات موضوعية ، وتكمن أهمية الاختبار التحصيلي التحريري في أنها تُساعد على اكتشاف قدرات الطفل على المقارنة واختيار الإجابة الصحيحة وحل المسائل وغيرها .
الاختبار العملي
كما أن اختبارات الأداء العملية أيضًا هي أحد أهم
استراتيجيات
الاختبار التحصيلي ؛ حيث أنها تعتمد على أن يقوم الطالب بنفسه بعمل بعض الأنشطة العملية حتى يُساهد بنفسه تفسير حدوث الظواهر المختلفة وبالتالي تترسخ المعلومة بشكل عملي مصور في ذهنه ، ومن المثلة على ذلك ؛ اختبارات الأداء العملي في مادة العلوم وفي مادة الحاسب الالي وغيرهم .
مواصفات الاختبار التحصيلي النموذجي
الاختبار التحصيلي المثالي ؛ يجب أن يتسم بالمواصفات التالية الذكر :
الصدق في القياس
حيث يجب أن يكون هذا الاختبار صادقًا في تقدير وقياس مهارة مُحددة لدى الطلاب وليس أي شيء اخر ، وعلى سبيل المثال ؛ لا يُمكن استخدام طريقة أسئلة الاختبار التحصيلي المُعد للطلاب في مادة الهندسة في مادة أخرى مثل اللغة العربية وهكذا ، كما يجب أيضًا أن يقيس الاختبار مهارة مُحددة ، بمعنى إذا كان اختبار لتحديد القدرة على النطق الصحيح ؛ فلا يجب أن يتضمن أسئلة لقياس الذكاء ، وهكذا .
الثبات في القياس
من المؤكد أن المستويات الخاصة بالطلاب في أي مهارة تكون متباينة إلى حد كبير ، ولذلك ؛ يجب أن تكون نتائج هذا الاختبار ثابتة في كل الأحوال ، حتى يتم تقييم الطلاب بشكل دقيق ؛ حيث أنه يجب أن تكون نتائج الاختبار إذا تم إعادته مرة أخرى في نفس الظروف دون أن يتعرض الطلاب إلى فترات تدريبية أو تعليمية أن تكون النتائج هي نفسها دون تغيير ، بمعنى أنه إذا تم إجراء اختبار الكتابة على الطلاب في بداية اليوم ، ثم إعادته مرة أخرى في نهاية اليوم ، تكون النتائج هي ذاتها طالما لم يتمرن الطلاب على إجادة مهارة الكتابة وهكذا ويمكن التثبت من مدى ثبات الاختبار عبر النقاط التالية :
-
إعادة الاختبار تحت نفس الظروف مرة أخرى .
-
التجزئة النصفية للاختبار ، ومراقبة مدى ثبات نتائج كل جزء من الاختبار .
ويُذكر أن كل من صدق وثبات الاختبار التحصيلي تتأثر بعدة عوامل ، مثل ، المادة التي يتم إجراء الاختبار لها ، ومدى صعوبة كل مادة ، وطبيعة الأسئلة المطروحة أيضًا ومستوى الوضوح أو الغموض في المفردات والدروس التي يتم تطبيق الاختبار عليها .
موضوعية الاختبار
وثالث صفة من صفات الاختبار التحصيلي المثالي هي الموضوعية ، ولا يتم تحقيق هذا المبدأ إلا من خلال وضع مبادئ واضحة وأساسية لهذا الاختبار وأهداف مُحددة أيضًا تقيس مهارات مُحددة بموضوعية تامة دون ان يطغى جزء على الاخر .
سلبيات الاختبارات التحصيلية
وعلى الرغم أن الاختبارات التحصيلية لا تزال هي السائدة في عدد كبير جدًا من البلدان في المدارس والجامعات إلّا أنها أصبحت تنال قدر هائل من الانتقادات الكبيرة نظرًا إلى أنها لا تكون حيادية ولا تراعي الفروق الفردية لدى الطلاب وهذا ما جعل بعض الدول تتجه الان إلى الاعتماد على الامتحانات القائمة على الفهم والمعتمدة على البحث والاستكشاف وإعداد الأبحاث العلمية ، وغيرها ، ومن أهم إنتقادات وسلبيات الاختبارات التحصيلية ، ما يلي :
-الاعتماد في الكثير من الأحيان على الاختبار المقالي بدلًا من الاختبار الموضوعي في صياغة بعض الجمل والعبارات والموضوعات وهذا يُقلل من القدرة على تقييم الطالب بشكل دقيق .
-في الكثير من الأحيان ؛ تعجز الاختبارات التحصيلية على تحقيق الهدف الأساسي للاختبار ؛ حيث لا يتم هنا القدرة على تقييم المهارة التي يسعى المعلم إلى قياسها لدى الطالب .
-في الكثير من الأحيان ؛ لا يقوم المعلم بالالتزام بالنموذج القياسي للاختبار التحصيلي ؛ وإنما يقوم بوضع اختبارات عشوائية خالية من الثبات والصدق والموضوعية ، ومن ثم لا تُحقق نتائج هذه الاختبارات أي فائدة تُذكر .
-عدم وجود الخبرة الكافية في أنواع الاختبارات التي يجب أن يتم إجراؤها للطلاب على مدار العام ؛ وبالتالي ؛ فإن عدد هائل من المعلمين والأساتذة يعتمدون على نوع واحد فقط من الاختبارات طوال العام ، وغالبًا ما يكون هذا الاختبار مقالي فقط ، وبالتالي ؛ فإن عملية تقييم الطالب التي ينتقل على إثرها إلى مرحلة دراسية أعلى لا تكون صحيحة ، وبالتالي ؛ لا يكون الطالب مؤهلًا إلى المرحلة الدراسية الجديدة .
-كما أن اعتماد المعلم على نموذج اختبار تحصيلي صحيح قد يكون مثجديًا في البداية ، ولكن نظرُا إلى عدم قيام المعلم بإجراء اختبارات التثبت من مدى الثبات والصدق والموضوعية لتلك الاختبارات على مدار العام ؛ يجعل الفائدة الناتجة عن تطبيق الاختبار أيضًا منخفضة جدً وتكاد تكون منعدمة في كثير من الأحيان .
ويُذكر إن عدم القدرة على وضع اختبارات تحصيلية نموذجية هو أحد أهم أسباب عدم جدوى العملية التعليمية في الكثير من مدارس الوطن العربي الأمر الذي يجعل الطالب غير ملم بعدد كبير من المهارات الإدراكية والعقلية ؛ وهذا هو سبب اتجاه الكثير من الهيئات التعليمية إلى الاعتماد على استراتيجيات التعلم النشط الحديثة .