ما هو العقم الثانوي
إنجاب الأطفال هو الحلم الأكبر الذي يتمنى كلا الوالدين تحققه معهم بأسرع وقت بعد الزواج، لكن في بعض الأحيان يعاني الزوجين من بعض المشكلات الصحية التي تحول دون إنجابهم أية أطفال وهي حالة صحية تشخص بأنها عقم ومعروفة بين الجميع، لكن في بعض الحالات قد لا يواجه الزوجين أية مشكلات فيما يتعلق بإنجاب الطفل الأول وتأتي المفاجأة عندما يحاولان إنجاب طفل آخر فيصبح الأمر مستحيلاً في كثير من الأحيان، وهذه الحالة تسمى العقم الثانوي.
ما هو العقم الثانوي
تعاني العديد من النساء أو الرجال من عدم القدرة على الإنجاب ويسمى هذا الأمر طبياً بالعقم، وينقسم العقم إلى نوعين رئيسين هما:
- العقم الأولي: هو عدم القدرة على الحمل بعد المحاولة لمدة ستة أشهر إلى سنة على الأكثر.
- العقم الثانوي: هو عدم القدرة على الإنجاب أو عدم اكتمال الحمل بعد الإنجاب مرة واحدة مسبقاً.
يحدث العقم الثانوي بشكل مفاجئ وفي أي وقت فلا يمكن التنبؤ به، وهناك عدد من الأسباب التي تقف وراء الإصابة به مثل:
-
أمراض الرحم المختلفة لدى النساء مثل انتباذ بطانة الرحم وتلف
قناة فالوب
. - مضاعفات ناتجة عن الحمل السابق، أو عملية جراحية سابقة.
- عوامل أخرى مثل الوزن والمرحلة العمرية.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- خلل في الحيوانات المنوية متعلق بإنتاجها أو بتأدية وظيفتها، وفيما يلي أهم الأسباب بشيء من التفصيل. [1]
ما هي أسباب العقم الثانوي
في الغالب يصيب العقم الثانوي النساء لكن هناك نسبة تقدر ب8% من الأزواج الذكور يصابون به، وفيما يلي نوافيكم بأهم الأسباب التي تقف وراء الإصابة به:
مشاكل الرحم أو قناة فالوب
تتسبب مشكلات الرحم وقناة فالوب في الإصابة بالعقم الثانوي، ومن العوامل المختلفة التي تؤثر على الرحم أو قناة فالوب:
- بطانة الرحم، وتعد من أكثر العوامل التي تسبب العقم الثانوي لدى النساء، وقد تصيب بطانة الرحم بعض النساء عقب الخضوع جراحة في الرحم أو بسبب الولادة القيصرية.
- تندب الرحم، ويصيب بعض النساء بعد خضوعهم لعملية الولادة القيصرية.
- أورام الرحم.
- شذوذ في هيكل الرحم.
اضطرابات المناعة الذاتية
في الواقع العلاقة بين الإصابة بالعقم واضطرابات المناعة الذاتية غير مفهومة حتى الآن بشكل تام، فاضطرابات المناعة الذاتية تتسبب بمهاجمة الجسم لأنسجته السليمة وهذه الأنسجة قد تضم في بعض الأحيان الأنسجة التناسلية.
أيضاً بعض أنواع اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة وهاشيموتو والتهاب المفاصيل الروماتويدي قد تؤثر على معدلات الخصوبة من خلال تسببها في التهاب المشيمة أو الرحم، كما أن الأدوية التي تستخدم لمعالجة هذه الأمراض قد تسبب ذلك أيضاً.
اضطرابات التبويض
تعود معظم حالات العقم الثانوي بين النساء لوجود اضطرابات في التبويض، وهناك عدة عوامل يمكنها أن تؤثر على عملية التبويض منها:
-
متلازمة
تكيس المبايض
ويعد السبب الأكثر شيوعاً لحدوث اضطرابات في عملية التبويض، والتي تؤدي لإنتاج معدل هرمونات عالي يؤثر على إنتاج المبيضين للبويضات. - قصور المبيض الأولي.
- انخفاض معدل إنتاج البويضات المتعلق بالسن.
- اضطرابات الغدة الدرقية أو غيرها من الغدد الصماء التي تؤثر على معدل إنتاج الهرمونات.
- نمط الحياة المتعلق بالوزن والنظام الغذائي بالإضافة لتعاطي المخدرات أو الكحول.
المرحلة العمرية
للأسف المرحلة العمرية تلعب دوراً في التأثير على معدلات الخصوبة ولا يمكن إنكار هذا الأمر مطلقاً، فقد أثبتت إحدى الدراسات العلمية وجود علاقة مباشرة بين الإصابة بالعقم الثانوي وبين المرحلة العمرية للأزواج.
فبيولوجياً تبلغ أعلى معدلات الخصوبة عند النساء في سن العشرين وتبدأ في الانخفاض تدريجياً بداية من سن الثلاثين وتبلغ أقل معدلاتها في سن الأربعين، لكن هذا الأمر لا يعني أن الحمل لا يكن أن يحدث إن كانت الأم في مرحلة عمرية متقدمة إلا أن الأمر قد يستغرق وقت أطول فحسب.
الالتهابات
- تصيب العدوى النساء في بعض الأحيان متسببة بإصابتهن بمرض التهاب الحوض، الذي من الممكن أن يتسبب في تندب الرحم وانسداد قناة فالوب.
- أيضاً قد يؤثر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري على الرحم وتؤدي لانخفاض معدلات الخصوبة.
- لذا من الهام المسارعة في معالجة الالتهابات، فكلما تم التعامل معها بسرعة كلما قل تأثيرها على معدلات الخصوبة.
أسباب غير مفسرة
في بعض الحالات يعجز الأطباء عن تحديد السبب وراء الإصابة بالعقم الثانوي، بالرغم من قيامهم بمختلف الفحوصات والاختبارات اللازمة.
لكن هذا لا يعني أن يفقد أي شخص الأمل فالطب في تقدم كل يوم، وما هو غامض اليوم سيصبح واضحاً جلياً في الغد، كما أنه رزق من الله سبحانه وتعالى لذا فلا داع لليأس حتى إن بدا كل شيء طبيعياً ولم يتمكن الأطباء من الكشف عن السبب الحقيقي وراء الإصابة بالعقم الثانوي.
ما هو علاج العقم الثانوي
حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب للعقم الثانوي يستدعي الأمر منكم القيام ببعض الاختبارات، وتتضمن الفحوصات ما يلي:
- اختبارات للدم للتحقق من معدل الهرمونات.
- اختبار التبويض.
- فحص الحوض.
- أشعة سينية لقانة فالوب.
- تصوير المهبل بالموجات فوق الصوتية.
- اختبارات للرحم وعنق الرحم.
- وبالنسبة للرجال فيطلب منهم الطبيب كذلك اختبارات عقم الذكور.
علاج العقم الثانوي يتضمن العديد من الخطوات التي يتبعها الطبيب تدريجياً أو وفقاً لما تستدعيه الحالة، ومن الطرق المختلفة التي يتبعها الطبيب المختص لمعالجة العقم الثانوي :
الأدوية
- تستخدم الأدوية عادةً لمعالجة الأسباب التي أدت للإصابة بالعقم الثانوي، مثل معالجة تكيس المبايض الذي يعد من أكثر الأسباب الشائعة وراء الإصابة به.
- أيضاً تستخدم أدوية لمعالجة الهرمونات وتعزيز معدلات الخصوبة للمساعدة في تحفيز عملية التبويض.
- في بعض الأحيان قد يكون تغيير نمط الحياة جزء من العلاج، فقد يستدعي الأمر فقدان الوزن الذي قد يكون أحد العوامل.
الجراحة
بعض الحالات قد لا يجدي معها استخدام الأدوية فقط وتتطلب التدخل الجراحي، وهناك العديد من الجراحات الناجحة التي تعالج عدة أسباب تقف وراء الإصابة بالعقم الثانوي مثل تندب الرحم وأورام الرحم الليفية.
يستخدم أيضاً تنظير الرحم لعلاج الرحم وتشخيص حالته كحالات الإصابة ببطانة الرحم وفي حالة الأورام الحميدة، الجراحة قد تبدو مخيفة لبعض الأشخاص لكنها تعد من الحلول الفعالة التي يجب وضعها في الاعتبار حتى تتمكنوا من إنجاب أطفال.
التلقيح
وهي من طرق العلاج الفعالة التي يلجأ لها الطبيب في كثير من الأحيان التي تطورت كثيرة مؤخراً وحققت نجاحاً كبيراً، وتتم بإحدى طريقتين إما بالتلقيح داخل الرحم، أو اتباع طريقة التلقيح الصناعي التي تتم خارج الرحم حيث يتم تخصيب البويضة في المختبر وينتظر حتى تتحول الحيوانات المنوية لأجنة ومن ثم يتم زراعتها في رحم المرأة من جديد.[2]
من الضروري أن يسارع الزوجين لطلب المساعدة الطبية إن كانوا أقل من ثلاثين عام بعد ستة أشهر إلى عام من محاولة الإنجاب دون تدخل الطبيب حتى يتمكنوا من الوقوف على سبب المشكلة في أسرع وقت والتعامل معه قبل أن يتفاقم.
أما الأزواج ممن تخطت أعمارهم الثلاثين أو منهم فوق الخامسة والثلاثين بالفعل فيجب عليهم التوجه لزيارة الطبيب عقب ستة أشهر من محاولة الإنجاب، حتى يتمكن الطبيب من تحديد المشكلة ومعالجتها مبكراً.