ماهي الحيوانات ذوات الدم الحار
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل المعتاد المتعارف عليه فإن كثير من المشاكل الصحية يمكن أن تحدث نتيجة لذلك ، وأيضاً إذا كانت درجة حرارة الجسم أقل من المعتاد فقد تسبب العديد من المشاكل ، وبالتالي فإن التغيرات الطفيفة في درجات الحرارة سواء بالارتفاع أو الهبوط يسبب الكثير من المشاكل ولأن البشر مخلوقات ذات دم دافئ أو دم حار مما يعني أن أجسامنا تحاول جاهدة حقًا الحفاظ على درجة حرارة ثابتة بغض النظر عن أي من التأثيرات الخارجية .
يطلق علماء الأحياء على الحيوانات ذات الدم الحار الدافئ مصطلح مصاص الحرارة حيث يتم توليد الحرارة من داخل الجسم ، وفي حين أن
الحيوانات ذات الدم البارد
يجب أن تعتمد على بيئتها للتحكم في درجات حرارة أجسامها فإن الحيوانات ذات الدم الحار تفعل ذلك بشكل طبيعي .
حيوانات ذوات الدم الحار
توجد العديد من أنواع الحيوانات الموجودة في كثير من أنحاء العالم وهناك عدد قليل من هذه الحيوانات من ذوات الدم الحار ، وتشمل الحيوانات ذات الدم الحار كلاً من الطيور والثدييات ، وعند البحث والدراسة في علم الأحياء نجد إن هناك العديد من
الطيور
والثدييات في العالم ولكن بنفس عدد الحشرات والأسماك والزواحف والبرمائيات ، ويعود السبب في ذلك إلى أن الطيور والثدييات هي أحدث فئة من الحيوانات وبالتالي هذا يعني أن الدم الحار هي عبارة عن ميزة تميزت بها هذه الحيوانات عندما كانت تتطور ، وهذا يدل على أن هذه الثدييات والطيور ظهرت على الأرجح خلال عصر الديناصورات ، وبدأت في تطوير نفسها بالفعل بعد انقراض الديناصورات ، وفي غضون بضعة ملايين من السنين نمت الطيور والثدييات الصغيرة لتصبح ضخمة وهي بمثابة مخلوقات العصر الجليدي الأخرى التي هيمنت على الأرض .[1]
مقارنة بين ذوات الدم الحار والدم البارد
تشير الدراسات إلى أن جميع الثدييات والطيور مع بعض الاستثناءات ذات دم حار ، وأن جميع الزواحف والحشرات والعناكب والبرمائيات والأسماك ذوات دم بارد ، وبالتالي ترتبط درجة حرارة دم الحيوان بدرجة حرارة جسمه .
الحيوانات ذات الدم الدافئ أو الدم الحار مثل الثدييات والطيور تقوم بالحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية ويفعلون ذلك عن طريق توليد الحرارة الخاصة بهم عندما يكونون في بيئة أكثر برودة ، وعلى العكس يقومون أيضاً بتبريد أنفسهم عندما يكونون في بيئة أكثر حرارة ، ولتوليد الحرارة تحول الحيوانات ذات الدم الحار الطعام الذي تتناوله إلى طاقة ، وبالتالي يجب على هذه الحيوانات تناول الكثير من الطعام لتحويله إلى وقود وطاقة وذلك عند مقارنتهم بأسلوب الحيوانات ذات الدم البارد للحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم ، وتقوم الحيوانات ذات الدم الحار بتحويل كمية صغيرة فقط من الطعام إلى كتلة الجسم بينما يتم استخدام باقي الطعام لزيادة درجة حرارة الجسم .
أما الحيوانات ذات الدم البارد فأن درجة حرارتها تتناسب مع درجة حرارة محيطها وبيئتها ، فهي تكون ساخنة عندما تكون بيئتها ساخنة ، وتكون باردة عندما تكون بيئتها باردة ، وفي
البيئات
الساخنة يمكن للحيوانات ذات الدم البارد أن يكون لها دم أكثر دفئًا من الحيوانات ذات الدم الدافئ ، والحيوانات ذات الدم البارد تكون أكثر نشاطًا في البيئات الدافئة وتكون بطيئة جدًا في البيئات الباردة ، ويعود السبب في ذلك لأن نشاط عضلاتهم يعتمد على التفاعلات الكيميائية التي تعمل بسرعة عندما تكون ساخنة ، وتعمل بدرجة بطيئة عندما تكون باردة ، كما يمكن للحيوان ذي الدم البارد تحويل الكثير من طعامه إلى كتلة الجسم مقارنةً بالحيوان ذي الدم الحار .
تكييف حيوانات الدم الحار مع بيئتها
لكي تبقى الحيوانات ذات الدم الحار باردة نجد أنها تتعرق لتخفف الحرارة عن طريق تبخر الماء ، ويمكن أن تبرد الحيوانات ذات الدم الحار أيضاً عن طريق الانتقال إلى منطقة مبللة أو منطقة بها ظل ، فنجد أن
الثدييات
يمكن أن تتعرق فيوجد لديها غدد عرقية في جميع أنحاء أجسامهم ، أيضاً نجد أن الكلاب والقطط لديها غدد عرقية على أقدامهم ، أما
الحيتان
ليس لديها غدد عرقية ولكن بما أنها تعيش في الماء فهي لا تحتاجها .
تشير الدراسات أن الثدييات الكبيرة يمكن أن تواجه صعوبة في التبريد إذا ارتفعت درجة حرارتها ، وهذا هو السبب في أن الفيلة على سبيل المثال لديها آذان كبيرة ورقيقة والتي تفقد الحرارة بسرعة ، أما الطيور يوجد لديها ريش للمساعدة في إبقائها دافئة ، وتحتوي العديد من الثدييات على طبقات سميكة من الفراء تحافظ عليها دافئة في الشتاء ، ونجد أنهم يتخلصوا من هذا الفراء في الصيف لمساعدتهم على التبريد والحفاظ على درجة حرارة أجسامهم ، ويمكن أن تهتز الحيوانات ذات الدم الدافئ أيضًا لتوليد المزيد من الحرارة عندما تصبح باردة ، كما نجد أن بعض الحيوانات ذات الدم الحار تهاجر وخاصة الطيور من المناطق الأكثر برودة إلى المناطق الدافئة في الشتاء .
تكييف حيوانات الدم البارد مع بيئتها
غالبًا ما تحب الحيوانات ذات الدم البارد التعرض للشمس وذلك من أجل الحصول على مزيد من الحرارة وأيضاً لزيادة التمثيل الغذائي ، على سبيل المثال تكون الزواحف متعامدة مع اتجاه الشمس من أجل الاستفادة بكمية كبيرة من ضوء الشمس المتساقط عليها لامتصاص المزيد من الحرارة ، وعندما تكون الزواحف ساخنة للغاية فإنها سوف تكون موازية لأشعة الشمس أو تذهب إلى منطقة مظللة أو تفتح فمها بدرجة كبيرة أو تعمل على تفتيح لون بشرتها أو تحفر في التربة الباردة .
بعض الحيوانات ذات الدم البارد مثل النحل ترتجف لتبقى دافئة عندما تكون في بيئة باردة ، والأسماك التي تعيش في المناطق التي يكون الشتاء فيها باردًا تنتقل إلى المياه العميقة خلال الأشهر الباردة أو تهاجر إلى المياه الدافئة ، وتحتوي بعض الأسماك على بروتين خاص في الدم يعمل كمضاد للتجمد لمساعدتهم على تحمل درجات حرارة المياه الباردة جدًا ، ونجد أيضاً أن بعض الحشرات تموت عندما تصبح شديدة البرودة لكن البعض الآخر ينجو بالهجرة إلى المناطق الأكثر دفئًا أو التحرك تحت الأرض ، يبقى نحل العسل دافئًا من خلال
الازدحام
معًا وتحريك الأجنحة لتوليد الحرارة .
مميزات الحيوانات ذوات الدم الحار
هناك العديد من المميزات التي تتمتع بها الحيوانات ذوات الدم الحار ، حيث يمكن للحيوانات ذات الدم الحار أن تظل نشيطة في البيئات الباردة التي لا تستطيع الحيوانات ذات الدم البارد التحرك فيها .
يمكن أيضاً للحيوانات ذات الدم الحار أن تعيش في أي بيئة سطحية تقريبًا على الأرض كما هو الحال في مناطق القطب الشمالي أو في الجبال العالية حيث تواجه معظم الحيوانات ذات الدم البارد صعوبة في البقاء .
ميزة أخرى تتمتع بها الحيوانات ذات الدم الحار وهي أنه يمكن للحيوانات ذات الدم الدافئ أن تظل نشطة وتسعى للحصول على الطعام ويمكن الدفاع عن نفسها في مجموعة واسعة من درجات الحرارة في الهواء الطلق ، ويمكن للحيوانات ذات الدم البارد أن تفعل ذلك فقط عندما تكون دافئة بما يكفي .
يعتمد مستوى نشاط حيوان بدم بارد على درجة حرارة محيطه ، على سبيل المثال تزيد
الزواحف
درجة حرارة جسمها قبل الصيد وتكون أكثر قدرة على الهروب من الحيوانات المفترسة عندما تكون دافئة .[2]