الفرق بين الموسوعة ودائرة المعارف والقاموس
تعريف الموسوعة؛ تتضمن الموسوعة أو دائرة المعارف معلومات عن كافة فروع المعرفة أو تتعامل مع موضوع معين وقد رتبت أبجديًا بحسب الموضوعات، ويمكن تعريفها أيضًا بأنها كتاب أو مجموعة من الكُتب يحتوي على العديد من المقالات والمواضيع المرتبة ترتيبا هجائيًاّ، وتحتوي على العديد من المعلومات عن كافة الموضوعات سواء المعرفة الإنسانية أو جزء محدد منها. [1]
مراحل تطور الموسوعة
اشتقت كلمة موسوعة من اليونانية “enkyklios paideia” والتي تعني “التعليم العام” وقد كان يطلق عليها في السابق دائرة أو نظام التعلم الكامل؛ أي التعليم الشامل، وتسمى بالإنجليزية “encyclopedia” وقد كانت الموسوعة في البداية عبارة عن مُلخّص، وأصبحت فيما بعد تسمّى قاموسًا ومن ثم تم استخدام قاموس الكلمات على نطاق واسع كاسم للموسوعات، إذ إنّ استخدام الموسوعة لم يكن مقبولًا في البداية إلى أن قام دينيس ديدرو بتأليف موسوعته الفرنسية “Encyclopédie”.
وبالتالي فإنها باتت مألوفة بعد ذلك ولاقت استحسانًا، وبعد ذلك تطور تعريف الموسوعة حتى أصبح لها حاليًا عدة معاني، وأصبحت تحتوي على معلومات شاملة حول كافة المعارف بما فيها
الخرائط
والرسوم التوضيحية والملحقات وقوائم الاختصارات وحتى المعاجم الجغرافية والتعبيرات الأجنبية وغيرها، ويتنوع حجم الموسوعات ما بين 200 صفحة حتى مئة مجلد أو أكثر، وتشتمل على معارف بحسب معايير معينة مثل: الوقت وبلد النشر.[3]
أنواع الموسوعة
لطالما كانت الموسوعة من المصادر الموثوقة لكل من يحتاج إلى إجراء الأبحاث سواءً أكانوا طلبة أو غير ذلك، ومن المعلوم أن وجود الشبكة العنكبوتية زادت من توافر الموسوعات المجانية ذات الجودة العالية، بالرغم من أنّ العديد من الموسوعات ذات المعرفة العميقة والمتخصصة لا تزال يتم الحصول عليها بشكل رئيسي من خلال الجامعات أو الاشتراكات، وفيما يلي أنواع الموسوعات:
موسوعات المعلومات العامة
من المعلوم أن موسوعات المعلومات العامة وكما هو اسمها فهي تشتمل على مجموعة واسعة من الموضوعات التي تكون على شكل مقالات قصيرة تمت كتابتها بواسطة أصحاب الخبرة، وتوفر هذه الموسوعات معلومات كافية للقارىء والتي تتيح له فرصة البحث بعمق أكبر.
الموسوعات الإلكترونية
كما هو الحال اليوم فإن الناس أصبحوا يعيشون في عالم رقمي تتاح فيه المعلومات لمن يريد، وبالتالي فإن العديد من الموسوعات دونت إصداراتها المطبوعة إلى الشبكة العنكبوتية مع الإبقاء على موظفي التحرير والمساهمين لأنهم خبراء في مجالات تخصصهم، كما وتفسح قواعد المعرفة المتوافرة على الشبكة الوصول السريع للمعلومات، من قِبل كافة الطلاب والمعلمين بغض النظر عن أماكن وجودهم.
الموسوعات متعددة المصادر
أصبحت الموسوعات والمنتديات عبر الإنترنت متعددة وكثيرة، ومن أمثلتها موسوعة الويكيبيديا وهي أحد الأماكن الشهيرة للهواة والخبراء الراغبين في مشاركة معارفهم مع العالم عبر الانترنت ولكنه في نفس الوقت فإن هذه المواقع تُنتقد من قِبل الآخرين وذلك لأن بعض هذه المصادر غير موثوقة.[4]
تعريف القاموس
القاموس هو عبارة عن كتاب يحتوي على مجموعات من الكلمات مرتبة ترتيبًا أبجديًا، ويتم عبر هذا القاموس تفسير معنى الكلمة أو إعطاء كلمة بلغة أخرى.[5]
ومن المعروف أن كلمة قاموس جاءت من اللاتينية وهي كلمة ديكتو (dictio) وتعني فعل الكلام، وديكتيوناريوس (dictionarius) وتعني مجموعة من الكلمات، والقاموس مرجع يسرد الكلمات بانتظام ويعطي معاني لها، ويعرفها ويعطي معلومات عن طريقة نطق الكلمات، ويبين وظائفها وأشكالها النحوية وعلم أصول الكلمات وخصائصها النحويّة، ويوفر عبارات توضّح استخدام الكلمة في السياق، وقد تكون بعض الكلمات ذات تاريخ إذ تظهر أول الاستخدامات المعروفة للكلمة بمعاني محددة.[6]
الأغراض المتعددة للقواميس
وتتعدد استخدامات القواميس خاصة لأولئك الذين يرغبون بتعلم لغة جديدة أو السفر إلى بلد غير بلدهم الأصلي بهدف العمل أو الدراسة أو بهدف اكتساب ثقافات البلدان الأخرى، وفيما يلي الأغراض المتعددة لاستخدام القواميس:
- العثور على أمثلة وجمل لاستخدامات الكلمة.
- معرفة الترجمات الصحيحة للكلمات.
- معرفة التنوّع النحوي للكلمة.
- إيجاد مرادفات أو مضادات الكلمات.
- التأكد من هجاء الكلمات.
- التحقّق من صيغ الجمع للأسماء أو صِيغ الماضي للأفعال.
- البحث عن معاني الكلمات.
- معرفة طرق لفظ الكلمات.[7]
أنواع القواميس
تتنوع القواميس بحسب استخداماتها فمنها :
القواميس العامة
وهي القواميس التي تزوّد مستخدميها بمعلومات عن الكلمات الشائعة في اللغة الإنجليزية، ولكن لا يوجد تحديث وإضافة للكلمات الجديدة في هذا القاموس إلّا إذا أصبحت شائعة جداً، لذا ينبغي على الباحث عن الكلمات الحديثة، والكلمات التقنية في القواميس العامية أو في القواميس التقنيّة.
القواميس المتخصّصة
فهي القواميس التي تعتبر من المعاجم التي تتضمن الكلمات الخاصة لفئة معينة من الناس، على سبيل المثال قواميس تعلّم اللغة، والقواميس الفنيّة للمهنيين، والقواميس ثنائية اللغة للترجمة بين اللغات،بالاضافة إلى قاموس موسوعة المفردات الذي يعطي الكلمات مع معاني مماثلة لها، والقواميس التي تركّز على جزء واحد من اللغة ومنها قواميس التعبيرات الاصطلاحية، أو القواميس التي تتضمن معاني لغة واحدة مثل القواميس البريطانيّة الأمريكيّة.[8]
دائرة المعارف أول موسوعة عربية
كان وما زال للعرب بصمة في إنشاء الموسوعات، ومن المعلوم أنّ أقدم الموسوعات العربية كان في القرن العاشر وهو كتاب “إحصاء العلوم” ل
الفارابي
إما في العصور اللاحقة كانت هناك محاولات جديدة مثل ما كتبه العلامة النويري في موسوعته الكبيرة “نهاية الأرب في فنون الأدب” وقد كُتبت في ثلاثين مجلد (1278 – 1333).
أما بالمعنى الحديث فإنّ أول موسوعة عربية هي “دائرة المعارف” للمعلم بطرس البستاني، وقد عمل على نشر الأجزاء الستّة الأولى منها ثم بعد ذلك حاول مجموعة من آل البستاني إكمالها وتجديدها.
ولا يمكن إغفال الدور السعودي نصيب المبذول والذي نتج عنه موسوعات لها في التاريخ الحديث مكانة مرموقة، ومنها:
-
موسوعة
الطوابع البريدية
. - الموسوعة العربية العالمية.[9]
الفرق بين الموسوعة والقاموس
وللقواميس مزايا متعددة نلخصها فيما يلي:
عمق المعلومات
من المعلوم أن المعلومات المضافة إلى الموسوعة تكون في العادة أطول وأكثر كثافةً وتفصيلاً من تلك الموجودة في غالبية القواميس؛ فالقاموس كما علمنا سابقً أنه يركز على اللغة والكلمات، أما مقالات الموسوعة فجل تركيزها يكون على الحقائق والوصف والشرح للأشياء وبالتالي استخراج معرفة أكبر عن الموضوع المراد.
صحة المعلومات وتوثيقها
إذ يجتهد العلماء المطلعون وأصحاب الخبرة يدا بيد في عملية البحث والتنظيم لتقديم موسوعات خالية من الأخطاء، إذ إنّ جل غايتهم الموضوعية والحياد في كافة المواضيع وبالتالي فإنهم يعملون على مراجعتعا وتقييمها من خلال الإحصائيات والمراجعة والتحرير المنتظم.
الوضوح
ينبغي أن تكون الموسوعة منظمة بطريقة تسمح للمستخدم بالبحث فيها بفاعلية، لذلك فمعظم الموسوعات تتبع النظام الأبجدي إذ تُرتب المصطلحات بحسب الحرف الأول من الكلمات التي تمثلها ، وتتبع الموسوعات الأخرى نظامًا هرميًا. وهو الترتيب المتدرج للمعلومات وبتلك الطريقتين يتم إيجاد أي معرفة بسرعة وسهولة من قبل المستخدمين.
القراءة والتنسيق
تتنوع المعلومات في الموسوعة تنوعًا كبيرًا لإرضاء المستخدمين كافة، إذ إن الموسوعات لا تقف عند حد معيّن، كما يتم التعمق بالموضوعات عن طريق دعمها بالرسوم التوضيحية والخرائط والرسوم البيانية و
الصور الفوتوغرافية
؛ وهذا يزيد من سهولة ومتعة اكتساب المعارف، ولم تعد الموسوعات على شكل كتاب، وإنما باتت تُنشر حاليًا على شكل أقراص مضغوطة وأصبحت متاحة حاليًا عبر الإنترنت.[10]