سيكلوجية اللعب عند الأطفال
يعتبر اللعب مع
حقوق الطفل
ومن الأنشطة الهامة التي ينشأ بها الطفل فطرياً فيجد نفسه يحب التعرف على الأشياء و يرغب في معرفة طبيعة كل شيء حوله ؛ فيسعى إلى أن يمسك الألعاب بيديه و الأشياء الجامدة و يلمس يد أمه و أبيه و الألعاب التي يلعبون بها معه. وهو من الأنشطة الهامة للطفل و التي تزيد من نموه العقلي و الجسدي و الذي توصي به كافة منظمات الأطفال العالمية بضرورة وعي الآباء و الأمهات على متابعة تطور أبنائهم منذ الولادة و طريقة تفاعل أطفالهم مع كل شيء حولهم و ما هو التطور الحاصل في عملية التنمية العقلية و الحسية للطفل و ما هو نوع التأخر الذي قد يلاحظه الأباء و الأمهات عن تأخر في حواس الطفل و التي يجب على الآباء التوجه لإتخاذ المشورة الطبية من أهل الخبرة.[1]
أهمية اللعب لدى الطفل
اللعب لدى الأطفال من الأنشطة الهامة التي يمارسها الطفل بشكل فطري و تعمل على تشكيل سلوكياته وطريقة تفاعله مع أقرانه من الأطفال و الأهل أيضاً. و يرجع تأثير اللعب على الأطفال من طريقة تفاعل الأهل و إدراكهم لأهمية اللعب و أنه من الأمور الهامة التي يجب على كل من الأب والأم أن يكون لديهم الوعي لتطوير حواس الطفل المختلفة و الهامة لنموه من السمع و الشم و الأكل و البصر و غيرها .
وكيف يتفاعل الطفل مع الأصوات من حوله و كيف يتفاعل الطفل عندما يستمع إلى صوت أمه و أبيه و إذا سمع أي صوت كيف يتجه برأسه نحو الصوت و كيف يعرف اتجاهه؛ كل هذا من أمور التطور السمعي و البصري للطفل و التي إذا تخلف أحد هذه التطورات لفترة غير طبيعية فهو مؤشر سلبي يجب على الأباء الانتباه له و اللجوء إلى طبيب الأطفال المعالج لمعرفة مؤشر التطور لدى الطفل و ما يجب علينا فعله.
و يعتبر اللعب لدى الطفل مؤشر هام من مؤشرات
مراحل الطفولة
الفطرية فالطفل كما يتعرف على أمه التي كان جنيناً في بطنها؛ يعرف كيف يمارس أبسط الألعاب وهو يتحرك على قدميه و يديه و هو يحبو أو وهو يتعلم كيف يمشي و كل حركة من حركاته كطفل تجاه أى شيء من الأشياء يحاول أن يلمسها بيديه أو يضعها على فمه مباشرة محاولاً معرفه ما هو طعمها و هو بشكل فطري إلى أقصى حد.
إلى جانب محاولة لتكشف كل جديد حتى و إن كان يُشكل خطورة شديدة على حياته كلمس الكهرباء أو النار و غيرها من الأشياء المحيطة و التى لا يعلم مدى خطورتها حتى يتعرف عليها من الأهل.
و لذلك تعمل شركات و مصانع لعب الأطفال على تصنيع الألعاب التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية من مراحل تطور الطفل للمساهمة في العمل على تطوره قدر الإمكان و لذلك على الأباء و الأمهات المقبلين على قدوم حادث سعيد أن يكون لديهم الوعي بأنواع الألعاب التي تتناسب مع الطفل الرضيع في هذه المرحلة الهامة للعمل على تطور وعي الطفل إجتماعياً و ذهنياً.
تفسير سيكلوجية اللعب لدى الأطفال
هناك العديد و العديد من العلماء الذين كان لهم دور كبير في تطوير الوعي لدى الآباء و الأمهات و العمل على تدريس هذه النظريات للطلبة في الجامعات لما تساهم فيه هذه النظريات في التطور الحاصل في علم الطفل و سلوكياته.
نظرية الحركة الزائدة لدى الطفل
هذه النظرية وضع أسسها الفيلسوف الألماني هربرت سبنسر و ذلك في أواخر القرن العشرين و تتلخص هذه النظرية في أن اللعب لدى الأطفال بالرغم من أهميته لتطور الطفل العقلي و الذهني هو أيضاً مهم لتوظيف الطاقة الزائدة لدى العديد من الأطفال التي أحياناً ما نجد الأهل و هم يشتكون من السلوك الزائد و الحركة المفرطة لدى الطفل و التي تؤثر بشكل كبير على من حوله و تتسبب في العديد و العديد من المشاكل للأب و
الأم
.
يحاولون دائماً كبت هذا النشاط الهام و لا يدركون أهمية اللعب لتوظيف هذا النشاط المفرط في طريقة اللعب الصحيحة للعمل على تطور الطفل وهذا النشاط الزائد علامة جيدة و ليست سلبية فهو دليل على طاقة الطفل و سلامة إستخدامه لحواسه بالشكل السليم والصحيح الذي يجب أن يكون وهو أفضل بكثير من أن يكون الطفل قليل الحركة و الكلام و التفاعل في كل شيء و مع كل من حوله .
و من هنا تأتي المشكلة الحقيقية، و في هذه الحالة من النشاط المفرط في الحركة يعمد الأطباء بالعديد من التوصيات الهامة للأباء و الأمهات في هذه المرحلة الهامة و هي العمل على توظيف هذه الحركة المفرطة في ممارسة أنواع من الألعاب التي يميل لها الطفل بدنياً ومنها رياضة كرة القدم و السباحة و الألعاب الذهنية التى تعمل على تشغيل خلايا المخ للطفل و تساهم في تطور نسبة ذكائه و توصيات الأطباء أيضاً بعدم كبت الأطفال أو تعنيفهم على نشاطهم الزائد و حركتهم المفرطة و إذا لم يعرفوا كيف يتعاملوا مع الطفل في هذه الحالة عليهم باستشارة الأطباء المختصين في مشاكل الطفل السلوكية.[2]
نظرية توجيه الطفل مستقبلياً
وهي النظرية التي وضعها العالم الفرنسي كارل جروس، و تعتمد هذه النظرية في مضمونها عن طريقة تفاعل أعضاء الطفل الداخلية والتطور العقلي الحاصل مع عملية اللعب و أهمية الحركة و إن كانت زائدة في تطور الطفل بدنياً و عقلياً.
يقول العالم صاحب النظرية أن لعب الطفل له دور أساسي في نموه الجسدي مع تطور عمل الهرمونات التي تعمل على تطور العظام و الأنسجة في المخ و أجهزة الجسم الداخلية و غيرها من الأمور الأخرى الهامة في هذه المرحلة، واستدل على ذلك بما نراه من أفعال باقي الكائنات الأخرى مثل الطيور الصغيرة في محاولتها البسيطة للطيران و القرود الصغيرة وطريقة تفاعلها و دفاعها عن نفسها إن لزم الأمر و كيفية التنزه و الحركة و اللعب و التنقل من شجرة إلى أخرى و بطرق بسيطة و أمنة لكي يتعلم الحركة بنفسه عندما يكبر.
و بعدها نجد الطفل أو الطفلة و خصوصاً الطفلة وهي بفطرتها الطبيعية وهي تحاول أن تتعامل مع الألعاب الأخرى و ألعاب العرائس و كأنهم أبناء لها فتعمل على تمشيط شعرهم و اللعب معهم و إطعامهم كأنهم أطفال صغار يحتاجون الرعاية و الإهتمام و قال الفيلسوف في هذه النظرية أن لهذه الألعاب دور هام في تطور الأطفال و يجب على الأهل التعامل معها بالشكل الصحيح.
و في النهاية هناك العديد و العديد من النظريات و التي تصب في النهاية على الدور الهام لحركة الطفل و التفاعل مع الأشياء الموجودة حوله و أنه على الأباء و الأمهات أن يكون لديهم وعي بالتطور الحركي و النفسي و السمعي و البصري للطفل في مراحل نموه الأولى.