غدا الاهتمام بالقراءة في عالم

الفانتازيا

والخيال العلمي، من المجالات الشيقة والجذابة لجميع الأعمار. فلطالما ساعد السرد الروائي للخيال العلمي على وضع كلاً من المؤلف والقارئ في تحدٍ مثير. ومن أشهر الروايات التي نافست في هذا المجال بالآونة الأخيرة هي المجموعة الروائية ” ملحمة البحور السبعة”.

ملحمة البحور السبعة

اشتهرت المجموعة الروائية “ملحمة البحور

السبعة

” للمؤلف السعودي أسامة المُسلم، بأنها أبرز ما نُشر في السنوات الأخيرة بمجال الفانتازيا، والخيال العلمي.
تأتي هذه المجموعة في خمسة روايات هي ” لج، ملكة الغرانيق، ثورة الحور، صراع الملكات، وفجر السايرينات”.
تدور الأحداث في مملكة توجد بعالم البحار، من خلال ذلك الصراع الذي يوجد بين ساكني هذا العالم من المخلوقات البحرية التي طالما سمعنا عنها في الأساطير القديمة، وشخصيات أخرى جديدة.
صدر كلاً من الجزأين الأول والثاني ” لج، و ملكة الغرانيق” في عام 2017، وتبعهما الجزأ الثالث في عام 2018، ثم الجزأ الرابع “ثورة الحور” في عام 2019.
أما عن الجزء الخامس والأخير ” فجر السايرينات” فمن المتوقع صدوره خلال عامنا هذا.

أسامة المُسلم مؤلف ملحمة البحور السبعة

هو “أسامة محمد المسلم”، من مواليد الخامس من مارس لعام 1977، بالإحساء، في المنطقة الشرقية بالسعودية.
له العديد من الروايات التي تتميز بانتمائها للخيال العلمي، والفانتازيا، والتي بدأ بكتابتها ونشرها في عام 2015.
صدر للكاتب السلسلة الروائية “خوف” على جزأين بنفس الاسم “خوف” و “خوف 2” في عام 2015، و 2018.
تلتها سلسلة “عربستان” والتي تألفت من ” بساتين عربستان” في عام 2015، و “عصبة الشياطين، رياح هجر” في 2016، ورواية ” العرجاء ” في 2018.
ثم أتت ملحمة البحور السبعة بأزائها الأربعة الأولى في الفترة من 2017 وحتى 2019.
وصدر له روايتان فرديتان في عام 2017 هما “وهج البنفسج” و “مخطوطات مدفونة” .
صدر لأسامة المسلم أيضاً سلسلة فانتازيا أخرى هي “سلسلة صخب الخسيف” والتي صدرت في ثلاثة أجزاء، وهي: “صخب الخسيف” في 2016، و “صخب الخسيف2″ في 2017، و”صخب الخسيف 3” في 2019.
للكاتب روايتان بصدد النشر خلال هذا العام 2020 ، و هما الجزء الخامس لملحمة البحور السبعة، ورواية الساحرة الهجينة .
لروايات المؤلف أسامة المسلم صدى طيباً عند جمهور القراء بالسعودية وبالخليج العربي، كما أنه يحرص على الالتقاء بجمهوره من خلال حفلات التوقيع لمؤلفاته الجذابة والشيقة.

” لج ” الجزء الأول

يأتي الجزء الأول “لج” ليأخذنا إلى رحلة شيفة في عالم “لج” تلك الحورية الصغيرة التي لا تكف عن خوص رحلات البحث والاكتشاف الخطيرة، رغم تحذيرات أمها السلحفاة “طيمة” لها.
ويحدث أن تقرر لج في إحدى الليالي الصعود إلى سطح البحر بعيداً عن وادي المرجان الذي تحيا فيه؛ وذلك من أجل رؤية ضوء القمر.
تصطحب في رحلتها صديقها الدولفين “موج”، ولكنها تصدم في رحلة العودة بتعرض وادي المرجان للخراب والتدمير؛ بسبب مهاجمة القرش الأبيض له، وافتراسه للكثير من المخلوقات التي تحيا به، بمن فيهم بطمة.
تفكر لج في طريقة للاحتماء هي وصديقها، فيختبئان بسرداب طويل ومظلم، حتى يهديها تفكيرها للفرار باستخدام عقد طويل من اللؤلؤ الأسود كان يحيط بعنق تمثال يشبهها.
تتمكن لج بصحبة صديقها الدولفين من الفرار، وتلتقي بـ”مارج” الأخطبوط والذي يخبرها بأنها أميرة البحار السبعة، وأن أمامها مهمة كبيرة .
تعرف لج أن المهمة التي أمامها هي إبطال لعنة سحرية أصابت شعبها، والتخلص من حكم الغرانيق.
تجد نفسها تخوض حياة المخاطر بشكل كبير هذه المرة، وتتعرض للكثير من الأحداث الشيقة في المقابل والتي تكتشف فيها قدراتها .
من أشهر الأجزاء التي تم ذكرها في الرواية بقلم المؤلف :

“

البحر ..

ذلك السر الأعظم ..

الذي يُخفي أكثر مما يظهر ..

يمكن أن يكون عشقاً أو هلاكاً لكل من غاص في أعماقه أو حتى طفا على سطحه ..

يحفظ أسراره بقوة كأم ممسكة بطفلها الوحيد ..

لكن هذا الطفل يتفلت من وقت لآخر من يدها القابضة ليَكشِف لنا بعض خبايا أمه”. [1]

ملكة الغرانيق

تظهر في هذا الجزء شخصيات جديدة أثناء رحلة لج؛ لاكتشاف ذاتها، وتحرير مملكتها من اللعنة السحرية.
بعض هذه الشخصيات يؤازرها، والبعض الآخر يتفاعل ضدها، وتدخل بسببه في الكثير من المطاردات.
من أبرز شخصيات هذا الجزء : الغرنيقة أمفرتيت، والبشري كوفان، والبحارة.
تجازف لج في هذا الجزء بالكثير من الأمور، وتدخل لي كثير من التحديات، حتى تتمكن من الوصول لحكم البحار السبعة.

ثورة الحور

يبرز هذا الجزء الجانب النفسي لجميع شخصيات العمل؛ حيث يعرض تطور هذه الشخصيات واختلافها بين الماضي والحاضر، وكيف أنها قد تبلورت خلال رحلة السعي للحكم.
تظهر شخصيات جديدة، ومؤثرة في أحداث الرواية، إلى جانب الشخصيات السابقة، مثل: ديانكا، ناسك، سايدن، وجيف.
تبدأ ملامح حكم البحور السبعة في الظهور بشكلها الواضح، وبجميع ما تقتضيه من متطلبات.

صراع الملكات

يظهر كما يتضح من اسم هذا الجزء صراع بين ملكات البحر حول تولي العرش.
يستمر هذا الصراع لفترة طويلة، ويمر بالكثير من المفارقات، والتحديات.
يحدث هذا الصراع بين ديانكا حاكمة السايرينات، و سايدن، وجيف، وأمفرتيت، ولج طبعاً صراع أزلي.

تعقيب على ملحمة البحور السبعة

أتت هذه المجموعة الروائية لتضفي لوناً ممتعاً من القراءة؛ إذ أن أول ما يلاحظ عليها هو أنها تناسب جميع الأعمار.

فالأحداث مشوقة بدرجة كبيرة للصغار، والكبار، وذلك طبعاً لأنها تنتمي إلى عالم الخيال العلمي الذي يُعرف بقدرته على السفر بالألباب والوجدان إلى مجتمعات، وكيانات بعيدة عن حدود الزمان والمكان الذي نحيا بهما.

ومن المعروف أيضاً عن مؤلفي كتب أو روايات الخيال العلمي أنهم يمتازون بالجرأة في عرض التفاصيل، وكذلك بقدرتهم على جعلها مقبولة ومستساغة بشكل يعتمد على كثير من الإبداع في الأساس.

لهذا يُمكن أن ننظر لهذه السلسلة الناجحة، وصاحبة الصدى بين جمهور الخيال العلمي من القراء أنها صاحبة تأثير عظيم في تنشئة جيل يفطن إلى كثير من الأمور الحياتية، ويعرف كيفية إرضاء فضوله بشكل سليم.

هذا بالإضافة إلى تربية الأطفال عن طريق توجيههم إلى تعلم الكثير من الأخلاقيات، بعرض المواقف بين أبطال العمل، وسرد صفاتهم، والعمل كذلك على تجسيد الحوار بينهم بشكل راق.

فبطلة العمل أو الحورية لج، تتغير حياتها بشكل كامل منذ أن تبلغ السنة السابعة، فتكتشف أموراً كثيرة كالصراع على السلطة أو حكم البحار السبعة، وهي تارة تتعرض للخيانة من الصداقة أو الحب، وتارة أخرى تتعرض لاكتشاف مشاعر كالفقد، والحزن.

هذا بالإضافة إلى أن الكاتب قد طرح مفهوماً متضمنا خلال روايات السلسلة وهو ما من حلم يتحقق دون سعي ومثابرة، وأنه في طريق تحقيق الحلم لابد من المرور بالكثير من المواقف الصعبة.

أثنى الكثير من القراء على سلسلة ملحمة البحور السبعة؛ وذلك لأنها من

الروايات العربية

النادرة التي تناولت عالم البحار بما فيه من مغامرات بشكل شيق وممتع للجميع.

ولعل هذا ماجعل هذه السلسلة بالذات من سلاسل الروايات الناجحة والأكثر تميزاً بين نظيراتها للمؤلف أسامة المُسلم. [2]