روايات نور عبد المجيد
نور عبد المجيد كاتبة وروائية مصرية المولد و المنشأ ، لكنها سعودية الجنسية و الأصل ، حاصلة ليسانس في الآداب من جامعة أم القرى وأيضا على
دبلوم في التربية
وعلم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة .استطاعت هذه الكاتبة الرائعة تقلب العديد من المناصب في عدة مجلات عربية ، من بينها مجلة المدى السعودية حيث شغلت منصب مسؤول تحرير وذلك على مر عامين، كما شغلت منصب مساعد رئيس تحرير مجلة روتانا .
ولكن يبقى عشق الكاتبة الأول هو كتابة الروايات التي استطاع المخرجون تحويلها إلى عمل تلفزي .و قد استلهمت معظم قصصها من قصص حقيقية قد عايشتها و عرفت أبطالها ، لكنها تعمل دائما على تغيير الشخصيات و خصائصهم حتى لا تكشف من هي تلك الشخصيات . و يقال بأن تلك الشخصيات هي شخصيات معروفة في الوسط الفني وهي على صداقة وطيدة مع الكاتبة ، حيث صرحت في أحد اللقاءات التلفزية أنها كانت تكتب قصة حياة صديق لها من الوسط الفني وقد استمر عملها سنتين كاملتين ، و في نهاية العمل طلب منها المعني بالأمر عدم نشر القصة و ذلك لأسباب شخصية .[1]
رواية أنت مني لنور عبد المجيد
كتبت نور عبد المجيد رواية ” أنت مني” بعد انقطاع ثلاث سنوات عن كتابة الروايات ، و ذلك بسبب انشغالها بكتابة سيناريو و حوار مسلسلها التلفزيوني ، و تعتبر الكاتبة هذه الرواية بمثابة قطعة منها كما صرحت في أحد اللقاءات التلفزية.
نشرت هذه الرواية ب2019 من طرف دار النشر المصرية اللبنانية للنشر و التوزيع بالقاهرة.يمكن وصف كتابات نور عبد المجيد بالواقعية لأنها تطرح المشاكل التي تعتري العلاقات البشرية ، والتي تتمثل أساسا في الحب والزواج، الخيانات، و الحقد و أخيرا الندم، وهذا ما ساهم في تحويل أعمالها إلى مسلسلات حظيت بنجاح كبير في الوسط الفني و أيضا بالنسبة للجمهور .
“أنت مني” رواية من 454 صفحة تحكي قصة فتاة مصرية بسيطة من الفيوم، لم تنجح باجتياز شهادة الثانوية العامة رغم محاولاتها المتكررة.كانت زينب و هي بطلة رواية “أنت مني” تنحدر من أسرة مصرية فقيرة، حيث لا يوجد من يعولهم سوى ما تجنيه والدتها من بيع الطيور. وبينما كانت زينب تساعد ولادتها في بيع الطيور يقع نظر المنتج الكبير ناجي الكبير، إذ رأى فيها بطلة قصة ألفها شاب متحمس ، كانت جميع المواصفات تنطبق على زينب الفتاة القروية البسيطة .
شعرت حينها زينب أن فرصتها التي كانت تنتظرها منذ زمن قد دقت بابها، لكن الأم المرأة المصرية المتشبثة بالتقاليد لم تقبل بل قامت بطرد المنتج . ضلت زينب تحلم بعالمها الجديد وترسم تفاصيله ما دفعها للتخلي عن والدتها التي تمثل عائلتها الوحيدة، من أجل مستقبل غامض.بعدها التجأت بطلة الحكاية إلى المؤلف الشاب الذي كان يقيم مع والدته لتطلب منه يد العون ، و بالفعل قام هذا الشاب إيوائها و تقديم الدعم لها .
وفي لمحة بصر أصبحت بطلة قصة نور عبد المجيد نجمة من نجوم سماء الفن ، وبدأت تداعيات الشهرة بكل مشاكلها تنهال على أكتافها . في هذه الرواية خرجت الكاتبة عن النمطية و التي تتعلق بجب الرجل والمرأة بل قامت بتمثيل علاقة سامية وهي علاقة الأبناء بالآباء، و ما مدى تضحيات الآباء نحو أولادهم ، رغم كون الأبناء لا يعترفون بذلك و يديرون ظهورهم دائما لمن يمدون لهم أيديهم بسخاء و بدون مقابل و “أنت مني “كلمة مفتوحة ربما تعني العلاقة بين زينب و أمها .
أنا شهيرة أنا الخائن
“أنا شهيرة و أنا الخائن” من روائع نور عبد المجيد ، وهى رواية من فصلين قامت الدار المصرية اللبنانية للنشر و التوزيع بإصدارها سنة 2013 ، كما أنها مقتبسة من أحداث واقعية قاد عايشتها الكاتبة وقد حولت هذه الرواية إلى عمل درامي تلفزي بفضل المخرج أحمد مدحت ، و المخرج المنفذ محمد سعيد عبد الله ، ولا ننسى بالذكر المخرج المساعد رضا عبد الرزاق ، أما المساعدة في الإخراج فكانت من نصيب كل من أحمد وهدان و على محمد سلام ، و تفرد بالإنتاج كل من هاني أسامة و محمد حفظي .
كما عرض هذا المسلسل على موسمين، كل موسم من ثلاثين حلقة ، حيث قدم الموسم الأول حكاية المسلسل من وجهة نظر شهيرة بينما الموسم الثاني من وجهة نظر رؤوف . قام بلعب بطولة هذا الفيلم أحمد فهمي بدور رؤوف أما شهيرة فقد قامت بتقمص شخصيتها الرائعة ياسمين رئيس. تدور أحداث هذه الرواية حول العلاقات الزوجية و آفة الخيانة التي تدمر حياة الزوجين و تحول تلك العلاقة المليئة بالمودة والحب إلى نار و غيرة و سعي نحو الانتقام. قام رءوف بخيانة شهيرة، لكن الأخيرة لم تتقبل الأمر و اشتعلت نارا وقررت أن ترد بالمثل لأن كرامتها أهم من كل شيء.وكان ما أرادت، فتحطم ذلك الزواج الناجح وأصبح جحيما حقيقيا لكليهما.[2]
أريد رجلا لنور عبد المجيد
هذه الرواية من أشهر روايات المبدعة نور عبد المجيد والتي حولت إلى مسلسل سنة 2015 و قد لقي نجاحا كبيرا. تعرض الكاتبة في هذه الرواية المشاكل التي تعاني منها الفتيات في سن الزواج، حيث تبقى النساء العربيات تحت ضغط المجتمع الذي يعتبرهم ناقصات مهما بلغوا من منصب ومهما حققوا من انجازات، لأن الإنجاز الأول في نظر المجتمع العربي هو الزواج وإنجاب الأولاد للأسف تعيش الفتاة العربية هذا الصراع منذ زمن بعيد، ولازالت تحت وطأة هذا الظلم .
هذا ما دفع الكاتبة بخط هذه السطور تروي لنا قصصهم و حروبهم، لتصل رسالتها إلى كل بيت عبر شاشة الدراما.تدور أحداث القصة حول قصة حب بين شاب صعيدي يدعى سليم عبد المجيد وهو وكيل نيابة، و أمينة عزت مذيعة في محطة راديو كللت بزواجهما رغم اعتراض والدة سليم عن هذا الزواج بسبب تمسكها بالأعراف و التقاليد الصعيدية.
أنجبت بطلة روايتنا الفتيات فقط، ما جعل أم سليم تواصل الضغط على ابنها ويتزوج بفتاة من أصول صعيدية وكان لها ما أرادت، فقد لبى رغبتها و تزوج مرة ثانية ما جعل أمينة تغضب وتحول القصة إلى قضية رأي عام. حيث قامت برفع قضية طلاق بدعوى أن زوجها لا ينجب سوى الإناث وتداولت هذه القصة عبر الأثير ما جعل سليم يغضب. لكن رغم كل هذه الأحداث الصاخبة كان الحب هو المنتصر لان سليم أيقن انه لا يحب سوى زوجته، و أمينة كذلك لا تستطيع العيش بدونه، فطلق زوجته الثانية و عاد إلى أسرته التي تغلبها نون النسوة.
نور عبد المجيد كاتبة مبدعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فغزوها شاشتنا الصغيرة لم يكن عبثا أو بمحض الصدفة ، كونها حاصلة على دبلوم في علوم التربية وعلم النفس جعلها تقرأ أفكار مجتمعها و تحولها إلى كلمات وشخصيات تبعث من خلالها الرسالة التي تهدف إليها و ذلك بقالب درامي يشد القارئ أو المتفرج .