بنود اتفاقية بوليه نيوكومب
شاهدت لبنان كثير من الأوضاع الدولية نظرا للتهديدات الاسرائيلية لها ؛ لما بها من منابع النفط والغاز في مياهها الإقليمية ، كان من الضروري معرفة الوضع الدستوري والقانوني للحدود اللبنانية ، من خلال العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعروفة قانونيا من أيام بداية الأمم وحتى الآن .
وأثناء إعلان دولة لبنان في عام 1920 كانت مزارع شبعا واحدة من الحدود الدولية للبنان ، وهي تقع في منطقة استراتيجية متميزة ونظرا لموقعها الجغرافي المتميز أدى إلى زيادة الأطماع بها ورغبة إسرائيل في احتلالها ، الاتفاقيات التي تمت بين كلا من الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية ( اتفاقية بوليه نيوكومب) .
اتفاقية بوليه نيوكومب
يطلق عليها أيضآ اتفاقيات الحدود الفرنسية البريطانية ، وهي عبارة عن مجموعة من الاتفاقيات الموقعة عام 1920 بين كلا من الحكومة البريطانية والفرنسية على موقف وطبيعة الحدود بين الانتدابين البريطاني والفرنسي ، وهما فلسطين والعراق الممنوحين بريطانيا ، وسوريا ولبنان الممنوحين لفرنسا ، اجتمعت الاتفاقيات على أن خط الحدود السورية الفلسطينية بين البحر المتوسط وبلدة الحمة .
والحدود بين الانتدابين البريطاني والفرنسي التاليين قد عرفوا بعبارات عامة في الاتفاقية الفرنسية البريطانية التي وقعت في پاريس ، في عام 23 ديسمبر 1920 ، والتي نصت على بعض النقاط المتعلقة بالانتداب على ( سوريا ولبنان، فلسطين ، والعراق) .
عملت هذه الاتفاقية على وضع جزء كبير من مرتفعات الجولان في الجزء الخاص بمنطقة الانتداب الفرنسي ، وقامت لجنة مشتركة بين فرنسا وبريطانيا بقيادة الكولونيل الفرنسي بولية والكولونيل البريطاني نيوكومب ؛ لتسوية التفاصيل الحدودية الدقيقة ووضع علامات حدودية على الأرض من خلال اتفاقية بوليه نيوكومب .
وقامت هذه اللجنة بتقديم تقريرها النهائي والأخير في عام 3 فبراير 1922 ، وهذا التقرير يحتوي على عدد من التعديلات ، التي تم الإتفاق عليها وعلى بعض المذكرات القانونية الأخرى من قبل الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية في 7 مارس عام 1923 ميلادية ، قبل عدة شهور من تسليم بريطانيا وفرنسا كافة المسئوليات الانتدابية في 29 سبتمبر عام 1923 .
أسباب عقد اتفاقية بوليه نيوكومب
منذ أن أعلنت دولة لبنان الكبير في عام 1920 ميلاديا عن مزارع شبعا التي تكن تابعة للحدود الدولية للبنان ، وتقع مزارع شبعا في منطقة استراتيجية هائلة وأيضا لها تميزها التاريخي والحضاري ، وما تتمتع به من قيمة وأهمية ؛ بسبب المياه الجوفية الموجودة بها ، وبفضل موقعها الجغرافي المميز ؛ مما ساعد هذا الأمر على اعطائها المزيد من الأهمية .
وهذا الأمر كان السبب في احتلالها بواسطة اسرائيل منذ عشرات السنين ، ولقد حدث هذا الاحتلال بعد حرب عام 1967 ، وهذا الأمر الذي جعل شأن المطالبة بأن تخضع للقرار رقم 242 الصادر من مجلس الأمن الدولي أو جهة ضمن الحدود السورية وفي أوائل حزيران 1921 ، تم عقد اجتماع لجنة ترسيم الحدود وبدأت العمل على الأرض ، وكان يقودها من الجانب البريطاني الكولونيل نيوكومب، ومن الجانب الفرنسي الكولونيل بوليه . [1]
موعد ومكان اتفاقية بوليه نيوكومب
في 23 كانون الأول عام 1920 في باريس ، تم توقيع الاتفاقية بين كلا من الكولونيل نيوكومب والكولونيل بوليه تحت عنوان : “التقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى ، ومن البحر المتوسط حتى الحمة المقصود بها وادي
اليرموك
السفلي” .
خط بوليه نيوكومب
خط بوليه نيوكومب بين كلا من لبنان وفلسطين ، يمتد الخط الحدودي من الناقورة ليصل إلى رأس السلسلة الصخرية ويسير فوقها إلى أن يصل الى القرب من قرية لبونه اللبنانية ، ثم بعد ذلك يسير منحنيا من قرية لبونه إلى أن يصل الى قرب قرية زرعيت ، بحيث يكون مساويا لكثير من المعالم الطبيعية الواضحة ، ثم يسير بمحاذاة الأراضي الخاصة بأصحاب القرى المتصلة ، وفي هذه المنطقة بالتحديد تم الإنحراف في اتفاقية عام 1920 (بوليه نيوكومب) لصالح فلسطين في الجنوب “في رأس الناقورة” ، وبالقرب من قرية علما الشعب لصالح لبنان .
وحدث أيضآ انحراف في القطاع الواقع جنوب رميش ويارون لمصلحة فلسطين ، حيث كان طول الحدود بين كلا من لبنان وفلسطين التي سبق رسمها أو تحديدها 87 كيلو متر ، وتم وضع فيها 39 تلا مصنوعين من الحجارة ويكون ارتفاع التل الواحد حوالي متر ونصف تقريبا .
وهذه التلال الجيرية أقيمت في أماكن بارزة وواضحة على امتداد طول الخط الحدودي وبشكل مرتب بحيث يستطيع الناظر من احد التلال الموجودة أن يرى التلين الآخرين المجاورين لهذا التل من جهتى اليسار واليمين ، ويكون كل تل بعيد عن الآخر بحوالي أثنين كيلو متر تقريبا ، ما عدا المناطق التي كانت هناك .
يكون ارتفاع الحدود التي ترتكز في أول بدايتها على الساحل 356م على الصخور والمنحدرات القريبة ، ثم بعد ذلك تسير نحو الشرق بطريق متعرجة (صعودا وهبوطا) إلى أن تصل إلى ارتفاع مئة متر ، وترتفع الى ما يقرب إلى 874 م ثم تصل إلى ارتفاع 902 في أسفل حرمون ، ثم تنحرف شمال غرب المطلة نازلة متجه إلى منخفض نهر الأردن .
نتائج بنود اتفاقية بوليه نيوكومب
- سمحت السلطات البريطانية والفرنسية للجنة ببعض الصلاحيات اللازمة والكافية للتصرف على حسب الأوضاع الجغرافية ربما يخرج عن اتفاقية 1920 .
- الانتداب الفرنسي والإيطالي التي تدور حول بعض المشاكل .
- معظم التعديلات التي قامت اللجنة بإجراء الصادرة من قبل البريطانيين .
- كانت الحركة الصهيونية تقوم بالضغط على الجهة البريطانية بغرض إجراء كافة التعديلات التي تريدها .
- بعد تاريخ 3 من شهر فبراير عام 1922م حاول البريطانيون القيام بعملية ترويج لكي تجري بعض التعديلات الجديدة،لذلك تأخر القرار النهائي على الأعلان حتى تاريخ 7 مارس عام 1923م .
- تم تحويل منطقة مساحتها 192 كيلو متر بكل ما فيها من قرى ما يقرب من 20 قرية من تحت الحكم الفرنسي إلى الحكم البريطاني ، وتحتوي هذه المساحة على العديد من مستوطنات اصبع الجليل وتل دان ومصادر مياه وادي دان .
- وجود العديد من التغييرات توشك أن تكون تغيرات جذرية على الحدود التي تم الاتفاق عليها بين الفرنسيين والإنجليز في اتفاقية بولية نيوكومب عام 1920م .
-
اهتم نيوكومب في أثناء محاولته الحصول على أكبر المزايا للبريطانيين ، وخصوصا
الموارد المائية
. - حرصت اللجنة في مخططاتها للحدود ، التركيز على المعالم الطبيعية البارزة ، مثل الأنهار والجبال والوديان والجداول ، وخصوصا في القطاع الواقع بين رأس مدينة الناقورة والمطلة .
- اهتمت اللجنة بأن يتم جمع القرية وسكانها تحت إطار دولة واحدة ، الأمر الذي جعل اللجنة تضطر على إجراء مناقشات مع ملاك القرى الحدودية القريبة من المنطقة ، ومطالبتهم بتخطيط حدود أراضيهم وخاصة الأراضي التي تم استصلاحها .
- استخدمت اللجنة خرائط لم تكن بالدقة الكاملة ولا مقاييس رسم كبيرة ؛ لأن الخرائط المستخدمة في تحديد الحدود خرائط عسكرية غير دقيقة وذات مقاييس رسم ضئيلة . [2]