الفرق بين البحث والرسالة والأطروحة


المناهج والأساليب المتبعة في الدراسات والاتكشافات العلمية لها بعض الأحكام والقوانين والخصائص التي تُحدد ماهية وهدف كل منها وتُساعد من يطلع عليها على أن يعي المقصود منها تمامًا قبل أن يُقبل على قراءتها ، ودائمًا ما نجد بعض المفردات الموجودة على أغلفة الرسائل والأبحاث والدراسات العلمية في كافة المجالات مثل الرسالة والأطروحة والورقة البحثية .


معنى البحث والرسالة والأطروحة


هناك خلط خاطئ بين هذه المصطلحات الثلاثة ؛ في حين أن كل منهم له مفهوم ودلالة مختلفة على النحو التالي [1] :


تعريف البحث


هو قيام أحد الأشخاص الذين يتم إطلاق اسم الباحث عليهم بالبحث في مجال مُحدد وعبر وسائل مختلفة من أجل الوصول إلى معلومات وقدر غير متداول من المعرفة من أجل أن ينشر هذه المعرفة بين أفراد المجتمع أو الفئة المهتمة بمجال مُحدد بهدف تحقيق الفائدة ، وهناك عدة محاور للبحث ؛ حيث أنه قد يكون بحث علمي أو سياسي أو أدبي أو ديني ، وينقسم البحث إلى قسمين رئيسيين هما : الرسالة والأطروحة .


تعريف الرسالة


هو عبارة عن أحد المصطلحات المُستخدمة على نطاق واسع في الجامعات ؛ حيث يقوم الطلبة والطالبات بإعدادها من أجل الحصول على شهادة دراسية سواء البكالوريوس أو الماجستير أو الحصول على شهادة المتريز Maitrise ، ومن أجل الحصول أيضًا على شهادة الدبلوم ، ويتم التركيز عبر الرسالة على أسلوب الطالب واللغة المستخدمة في طرح الرسالة ، ولا يتم التركيز بشكل كبير هنا على حجم هذه الرسالة ؛ حيث أن الأهم في الرسالة البحثية هي الكيف وليس الكم .


تعريف الأطروحة


أما الأطروحة ؛ فهي القسم الثاني من البحث ؛ وهي مصلطح جامعي أيضًا خاص بمرحلة الراسات العليا ؛ حيث يتم من خلالها تقديم بحث من أجل الحصول على درجة الدكتوراه ؛ ولا بُد ان تتضمن أطروحة الدكتوراه المنهج المتسق القوية واللغة الصحيحة لغويًَا ونحويًا ، ولا بُد أيضًا أن تحتوي على فكرة جديدة أو معلومة حديثة لم يسبق الباحث أحد إليها مُسبقًا ، وهذا أهمية أن يعتمد الباحث على عدد كبير من المصادر وامراجع الموثوقة ، وأن يكون مٌلمًا بافكرة محل الدراسة بشكل كامل وأن يكون بارعًا في طرح ومناقشة وتحليل النتائج التي قد توصل إلأيها عبر إطروحته .


ويُذكر أن حجم الأطروحة لا يكون محدد أيضًا ، ولكن بوجه عام يجب أن يكون حجم الأطروحة أكبر كثيرًأ من حجم الرسالة العادية ، ولا سيما أنها تطرح فكرة جديدة لم يسبق عرضها ، وبالتالي ؛ لا بُد ان تكون متكاملة الأركان ؛ حتى تُحقق الفائدة المنشودة منها بالفعل .


الفرق بين الأطروحة والورقة البحثية


وهناك أيضًا بعض الفروق بين معنى الأطروحة Thesis والورقة البحثية Research paper تتلخص في النقاط التالية [2] :


الغرض من البحث والأطروحة


الغرض من الأطروحة هو الحصول على درجة جامعية وخصوصًا في مراحل الدراسات العليا ، في حين أن الغرض الأساسي من إعداد البحث هو عرض المعلومة والمعرفة الجديدة للقارئ ؛ بحيث يتعلم القارئ أي شيء جديد عندما يقرأ هذه الورقة البحثية ، ويُعد هذا هو الفرق الرئيسي بين الأطروحة والورقة البحثية العلمية .


النمط المستخدم


وتختلف الأطروحة عن الورقة البحثية في أنها تكون مكتوبة من أجل نيل درجة علمية وبالتالي ؛ تكون طويلة وذات حجم أكبر تمامًا عن الورقة البحثية ، لأن البحث يُركز بشكل أكبر على النتائج ؛ في حين أن الأطروحة لا بد أن تحتوي على مناقشة ومقدمات ومشكلة ومقترحات ومناقشة والأساليب التي تم استخدامها في عرض الأطروحة وغيرها حتى تكون متكاملة ، في حين أن تلك الأجزاء ليست مطلوبة بشكل مُوسع في الورقة البحثية .


الوقت المستغرق في الإعداد


تحتاج الأطروحة وقت اطول كثيرًا بالمقارنة مع الورقة البحثية ، نظرًا إلى أنها تحتوي على اجزاء وتنسيقات وتعديلات كبيرة جدًا ، في حين أن وقت إعداد الورقة البحثية يكون قصير جدًا ، حيث انه بالاعتماد على نتائج إحدى الدراسات ؛ قد يتمكن الباحث من إعداد البحث خلال يوم واحد فقط .


مقدار الحاجة إلى المساعدة


لا يُمكن للباحث أن يقوم بإعداد الأطروحة بمفرده ؛ ولذلك ح فإن الجامعة محل إجراء الدراسة تقوم بتوفير مشرفًا واحدًا أو اكثر ذو قدر من الخبرة في مجال الدراسة وفي مجال إعداد الطروحات أيضًا بالشكل الصحيح ، في حين أن الورقة البحثية لا تتطلب المساعدة ن وقد يتمكن الباحث من إجراء البحث بمفرده دون مساعدة المشرف ويمكنه الاستعانة ببعض المصادر أو مواقع الويب لإعداد البحث .


نتائج الأطروحة والورقة البحثية


لا تكتمل نتائج الأطروحة إلا بعد أن يتم مناقشتها شفويًا مع الطالب عبر حلقة مناقشة ولجنة تقييم مكونة من بعض الأساتذة المتخصصين في مجال الدراسة ، وهنا يجب على الباحث أن يقوم بشرح أهم جوانب ونتائج أطروحته وان يقوم بتحليلها بشكل دقيق وأن يكون قادرا على الإجابة على أي اسئلة توجهها إليه لجنة المناقشة ن وفي حالة اقتناع اللجنة ؛ يتم اعتماد نتائج الأطروحة ومنح الطالب الدرجة العلمية .


أما الورقة البحثية ؛ فهي لا تطلب مناقشة شفوية ؛ بل يتم اعتماد نتائج البحث عبر محتوى الورقة البحثية فقط وبعد إخضاع هذا البحث إلى الفحص باستخدام برنامج الكشف عن الاقتباس المعروف باسم برنامج الانتحال العلمي مثل برنامج البلاجياريزم Plagiarism .


اعتماد منهجية الأصالة


كما أن الأطروحة تتطلب قدر عالي من الأصالة والإبداع ؛ بمعنى أن اتباع بعض الخطوات والطرق التي استخدمها باحث اخر مُسبقًا تتنافى مع مبدأ الأصالة في


البحث العلمي


؛ بل يجب أن تتضمن الأطروحة قدر عالي من الأصالة والإبداع والمعلومات الجديدة ؛ حتى تكون بالفعل دراسة أو أطروحة مجدية ومفيدة ومثمرة تُحقق الهدف الأسمى للدراسات العليا ، أما في حالة البحث العادي ؛ فإن الأصالة لا تكون مطلوبة بالقدر المطلوب في الأطروحة .


حجم الأطروحة الورقة البحثية


كلما كانت الأطروحة ذات عدد أكبر من الصفحات التي تتناول الشرح والتوضيح والتحليل والابتعاد تمامًا الحشو الزائد الذي لا يكون مُجديًا تكون الرسالة ذات درجة أعلى من الاستحسان لدى المشرفين ولدى لجنة التحكيم والمناقشة ، في حين أن الورقة العلمية التي يتم إعدادها من أجل النشر في دوريات ومجلات البحث العلمي ؛ يُفضل أن تكون مُركزة على الأجزاء الهامة فقط وأن تكون جميعها من اجتهاد الطالب دون أي اقتباس ، وقد تكون الورقة البحثية 4 أو 5 ورقات فقط .


وما سبق يُوضح أنه يوجد بالفعل فروق جوهرية بين معنى وتعريف كل من البحث والرسالة والأطروحة ؛ وهذا بالطبع يتطلب أن يكون كل  باحث على علم ودراية كاملة بطبيعة ما سوف يُقدمه عبر الدراسة التي يُقبل على القيام بها وأن يعرف هل هي رسالة أم أطروحة أو أنها ورقة بحثية من أجل النشر العلمي ، وأن يتعرف جيدًا أيضًا على خصائص ومواصفات كل من البحث والأطروحة والرسالة  بشكل صحيح ودقيق ؛ حتى يكون ملتزمًا بأهم السمات والخصائص التي لا بُد من الإتيان بها عبر دراسته ومن ثَم تحقيق الهدف المنشود منها بسهولة ..