معلومات عن مملكة البنطس
مملكة البنطس التي نشأت في آسيا الصغرى في الألفية الأولى قبل الميلاد ، توالت الحضارات البشرية على العالم منذ وجود الإنسان على الأرض ، وهي الحضارات الشهيرة التي يعرفها الكثير ، وما يتبعها من الممالك الشهيرة ، والممالك التي لا تلقى شهرة واسعة ، مثل مملكة البونتوس .
تسمية مملكة البنطس
بونتوس هو اسم مقاطعة تقع في شمال شرق الأناضول ، وذلك في النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد ، وكانت تمتد على شريط الساحل الضيق في الجهة الجنوبية من البحر الأسود ، وقد اتُخذ اسم بونتوس من اسم البحر ، ومن الممكن أن تعني كلمة ” مضياف ” ، أو تعني ” غير مضياف “، ومن المعتقدات الأخرى أنها تصف صعوبة النقل في هذه المساحة الكبيرة من الماء ، وقد تغير اسمها من ” aksenos ” ، إلى ” euxinus ” بعد أن قدم ” Miletians ”
الحضارة اليونانية
إلى منطقة البحر الأسود .
كانت هذه المقاطعة تابعة إلى كابادوكيا ، وكانت المنطقة المجاورة لها ” بافلاغونيا ” قد احتلت من قِبَل البربر الكاسكان ، كما كانت البلاد مغلقة بفعل الجبال الشاهقة البرية ، وكانت تتميز المقاطعة بالخصوبة العالية لأراضيها ، وخاصة في الأجزاء الساحلية ، والأجزاء الداخلية أيضًا ، وفي مناطق الهضاب .
وظلت هذه المقاطعة تابعة إلى الفرس إلى أن دخلها الإسكندر الأكبر فأصبحت تابعة إلى الإمبراطورية اليونانية ، وعندها سُميت باسم ” بونتوس ” .
استمرت هذه المقاطعة تابعة إلى الإمبراطورية تحت حكم
الاسكندر الأكبر
حتى وفاته ، وبعدها أصبحت تابعة إلى امبراطورية أنتيجونوس إلى أن تُوفي في عام 301 قبل الميلاد .
يُعد ميثراديتس الأول هو المؤسس الفعلي لمملكة بونتوس اللاحقة ، وهو ابن الأمير الفارسي المتحدر ميثراديتس .
كان ميثراديتس في خدمة أنتيجونوس ، وقد استغل الاضطراب الذي أحدثته الحروب ، واتجه إلى بونتوس برفقة ستة فرسان ، وقد حمل لقب الملك ، وأعلن مملكته . [1]
تحولت مملكة البونتوس الواقعة في شمال آسيا الصغرى في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد إلى الهلنستية في عهد الحكام الميثريداتيين ، وقد أطلقوا كلمة ” ملوك بونتوس ” على أنفسهم . [2]
هناك بعض الآراء التي تُفيد بأن بونتوس كانت اسم الجزء الشمالي من تركيا الحديثة ، وقد كانت تمتد من دلتا نهر هاليس إلى اتجاه لشرق ، وقد اشتملت أيضًا على سلسة جبال الألب ، ومن أشهر الأدلة على ذلك بعد وجود الحكم اليوناني في إحدى المدن التركية وهي مدينة ” terapezus ” المعروفة الآن بترابزون التركية . [3]
جغرافية مملكة البنطس
قُسمت مملكة بونتوس إلى قسمين ، وهما الشريط الساحلي الضيق ، والمنطقة الجبلية الداخلية التي تتخلها الوديان ، والأنهار الخصبة وهذا الجزء يتم فصله عن البحر من خلال جبال الألب ؛ حيث أنها قريبة من الساحل وتتماشى بشكل متوازٍ ، هذا بالإضافة إلى أنها تعمل على الحد من التواصل بين المنطقتين .
وفقًا لمعلومات سترابو العالم الجغرافي الكبير الذي يُعد مواطنًا من بلدة أماسيا الداخلية في مملكة بونتوس ، والتي تُفيد بأن المستعمرات اليونانية قد سيطرت على الساحل ، كانت هذه المملكة غنية بالموارد الطبيعية المختلفة ، والصناعات الخاصة بأدوات صيد الأسماك ، وأيضًا بها الكثير من الأخشاب ، المواد الخشبية الأخرى التي يتم استخدامها في بناء السفن ، وأيضًا الكثير من الخيول ، والماشية ، والأبقار ، والفواكه ، والحبوب وذلك في منطقة سهل تيميسيرا الخصب باتجاه الشرق من أميسوس .
وأيضًا كان بها الكثير من أشهر الموارد المعدنية الموجودة في جبال بارريادريس الواقعة في جنوب فارناسيا ، هذا بالإضافة إلى غناها بالكثير من المنتجات الزراعية في المناطق الداخلية ، وخاصةً عند التقاء كل من نهر إيريس ، ونهر ليكوس في سهل فانارويا . [2]
التاريخ الثقافي لمملكة البنطس
سيطر على سكان المملكة ثلاثة اتجاهات ثقافية رئيسة ، وهي الثقافة اليونانية وكان معظم سكانها من سكان الساحل ، الثقافة الفارسية ، وأيضًا ثقافة الأناضول الأصيلة ، وكل من الثقافة اليونانية والأناضولية كان معظم سكانهما من سكان المناطق الداخلية ، كان الشكل الاجتماعي الأكثر انتشارًا في المملكة في جميع مناطقها هو الشكل الذي يُشير إلى ثقافة الأناضول القديمة ؛ الأمر الذي يُبرهن انتماء هذه المملكة للأناضول منذ نشأتها ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو ” سهل آلاف القرى ” الذي يُعد أحد أهم الرموز لوجود الأناضول ، واستمراريتها ، كما أنه ملكية خاصة بالمعبد الكبير الموجود في كومانا ، وكان يحتوي على ستة آلاف خادم ، ويضم الكثير من الأراضي المقدسة الواسعة ، وكانت جميع هذه الأراضي تحت سلطة كاهن المعبد والذي كان الرجل الثاني في المملكة بعد الملك .
وقد تم دمج شعوب هذا الجزء الموجود في شمال آسيا الصغرى في كل من المرتبة الثالثة ، والمرتبة التاسعة عشر التابعة إلى الفرس حسب معلومات هيرودوت .
كان تأثير الحضارة الفارسية كبيرًا في مملكة بونتوس ، ومن أبرز العلامات على هذا التأثير هو معبد الآلهة الفارسية أنايتيس ، و أناداتوس في ” زيلا ” ، والتي تم تأسيسها على يد جنرالات فارس المنتصرون في القرن السادس قبل الميلاد ، وقد ازدهرت بشكل كبير ، وأتخذ مكانًا مرموقًا ، وكانت مركزًا ديناميكيًا للثقافة ، ودين ثقافة فارس .
عُثر على الكثير من الأسماء الفارسية في جميع أنحاء مملكة البونتوس ، وأيضًا من قبل الحكام الميثريداتيين الذين يُعدون دليلًا واضحًا على استعمار فارس لهذه المملكة ، وكانت هذه العائلة الفارسية الحاكمة قوية ، وقد تبنت هذه الأسرة الكثير من الطرق ، و المحاكم الهيلينية ، كما تم استخدام
اللغة اليونانية
كلغة رسمية للمملكة .
الميثريداتيين حكام مملكة البنطس
عائلة الميثريداتيين التي تمتد جذورها في شمال غرب الأناضول الفارسية ، والتي قامت بالاستيلاء على السلطة في عصر الاضطرابات بعد فتوحات الإسكندر الأكبر ، وهذه العائلة لم تغزوا هذا الجزء من الأناضول ، ونعرض أشهر حكام هذه العائلة ، وفترة الحكم الخاصة بكل منهم . [3]
ميثراديتس كتيستيس الأول |
281-266 |
أريوبارزانيس |
266 – c.250 |
ميثراديتس الثاني |
c 250 – c 220 |
ميثرايدتس الثالث |
c 220 – c 185 |
فارناسيس الأول |
c 185 – c 160 |
ميثراديتس فيلوباتور الرابع |
c.160 – c 150 |
ميثراديتس يورجيتس الخامس |
حوالي 150 – 120 |
ميثراديتس يوباتور السادس |
120-63 |
فارناسيس الثاني |
63-47 |
داريوس وآرسسيس |
39-37 |
[3]
معلومات أخرى عن مملكة البنطس
- امتدت مملكة بونتوس في أوكرانيا ، والقوقاز في الفترة من عام 281 قبل الميالد إلى عام 62 بعد الميلاد .
- كانت كل من أماسيا ، وسيوب بمثابة العاصمة لهذه الملكة .
- أصبحت مملكة بونتوس عميلة مقونية في عام 333 قبل الميلاج .
- صدت مملكة بونتوس غزو بطليموس الأول من مصر .
- في عهد ميثريدتس الأول انقسمت مجموعة كبيرة من المستعمرات اليونانية في عام 302 قبل الميلاد .
- تحالفت مملكة بونتوس مع الجمهورية الرومانية خلال الحرب البونيقية الثالثة ، وقد مُنح الملك ميتريدتس الخامس من مملكة بونتوس فريجيا مقابل المساعدة التي قدمها في هزيمة بيرجامون ، ويومينيس الثالث ، وذلك في عام 102 قبل الميلاد .
- بعدها استولى الملك ميثريدتس السادس على حكم بونتوس ، وقام بغزو كل من كولشيس في جيورجيا ، كابادوكيا ، بيثنيا ، وشبه جزيرة القرم ، وذلك قبل هزيمته في حرب ميثراديتس الأولى التي أصبح بعدها حليفًا رومانيًا . [4]