أسباب النفور من الناس
هناك العديد من الصفات العامة التي إجتمعت عليها البشرية منذ بدايتها و لا يختلف عليها الناس من أقاصي الأرض إلى مغاربها و في أي بلد في العالم سواء كان بلد عربي أو غربي، و هذا راجع إلى الفترة الإنسانية السليمة و التي تميل إلى كافة أنواع السلوكيات الطيبة التي تعمل على زيادة التقارب و المودة و التألف و التراحم بين سائر البشر.
وإن كان الدين يعمل على تنمية هذه الصفات العظيمة و الحميدة في نفس الإنسان إلا أنه أيضاً يحفزه بأن لهذه المعاملات و الصفات الجزاء الأوفى عند الله و رسله و المؤمنون. و التي يجب على كل مسلم و مسلمة أن يتحلى بهذه الصفات حتى يفوز بجنة النعيم و أن يكون بجوار الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين في جنه عرضها السموات و الأرض جُعلت للمتقين.[1]
أسباب نفور الناس من صفات بعينها
قلنا أن هناك العديد من الصفات التي أتفق عليها البشر بأنها من الصفات المميزة و الجميلة التي تعمل إلى نشر الحب و المودة و روح التعاون و السلام فيما بين البشر بعضهم البعض ، و بإختلاف ألوانهم و أشكالهم و ديانتهم وإن كان الدين يعمل على مساعدتنا على إدراك و فهم هذه الصفات ، و بأنها من صميم الإيمان و الإحسان الذي يعمل على تطور الأمم و النهضة بها و في كافة المجالات ،و أن بهذه الصفات لن تتواجد الحروب و السرقات و القتل و إنتهاك الحرومات و فساد الأخلاق و غيرها من الأمور الأخرى التي فتكت بالبشر و أهلكت الكثير من الأمم .
و يكمُن السر في إجتماع الكثير من البشر على أن بعض الصفات حميدة و البعض الأخر بغيض ينفر منه البشر إلى الكره الشديد و الذي أجتمع عليه الناس و يشعر به البشر من جراء هذه الافعال أو الصفات التي تدعو للنفور منها.
إجتماع البشر من قديم الأزل هو المحدد الأساسي للصفات التي يعمد البشر إلى قبولها و النفور من البعض الأخر؛ و لذلك إذا إجتمع البشر على أن الكذب سيء و يتسبب في حدوث الكثير من المشاكل في العلاقات الإنسانية بشكل عام و الأسرية بشكل خاص فهي حقاً من الصفات السيئة التي يجب على البشر الإبتعاد عنها.
صفات ينفر منها الناس
الغرور
لا يوجد أحد فينا يحب أن يتعامل مع شخص مغرور دائما ما ينسب كافة أشكال النجاح له وحده و أن أي عمل أخر مهما كان نابع من أفكاره هو وحده ، و أنه مهما كان هناك من الناس من وقف إلى جواره في وقت من الأوقات فهو صاحب الفضل على نفسه و لا يوجد أحد في هذا الكون يستحق كلمة شكر غيره، وبالرغم من ذلك هناك العديد منا من يصفه البعض بأنه مغرور؛ لكنه يعمد دائما إلى إنكار هذا و إن كان في داخله يعلم جيداً أنه كذلك فدائماً من لديه صفات غير مرغوب فيها و هو يعلم ذلك لا يحب من يكشف حقيقته أمام الغير أو حتى يعمل على علاجها.[2]
النميمة و الغيبة
من منا من تسببت له
النميمة
أو الغيبة بقصد أو عن غير قصد في مشاكل بينه و بين أحد من أقاربه أو أصدقائه أو حتى مع زوجته . فهي من أبشع الصفات التي تقتل المحبة بين الناس و الود و
صلة الأرحام
وتتشابه مع أكل لحم البشر كما جاء في قول المولى تعالى في سورة الحجرات ( يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعد الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه وأتقوا الله إن الله تواب رحيم) .
و ما أعظم من هذا تشبيه عن حقارة هذا الفعل المُشين فكيف يمكن لشخص أن يأكل في لحم أخيه المؤمن و يعمل على تدمير علاقاته بأهله إذا أقدم على أن يتحدث بما فيه و هو لا يعلم و إن كانت تلك الصفات فيه فهو إغتابه ولا يقدر أن يتحدث بذات الطريقة في وجوده. فلا يحب أي منا أن ينعته أخر بما فيه أو حتى و إن كانت فيه فهو من الصفات السيئة التى يكرها الله ؛و لقد أعد الله لهم نار جهنم لا يخرجون منها ويُبدلون جلوداً غير جلودهم جزاء لمن يغتاب ويمشي بين الناس بالغيبة والنميمة.
السلبية و التشاؤم
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام تفاؤلوا ولا تتشائموا و بشروا ولا تُنفروا و هي دعوة للتفاؤل و الإيمان بالله و أن الله سبحانه و تعالى بيده الخير كله ، و ما يحدث من خير و شر هو لحكمه يعلمها الله وحده و لكي يعمل على ترقيه عباده ، و السمو بأنفسهم حتى يعلموا القيمة الحقيقية للحياة و الهدف الأساسي من وجود البشر على أرض هذه الدنيا .
و لكن هناك العديد من الناس يرفعون لواء التشاؤم و ينشروه فيما بينهم و في كل وقت و إذا وجدوا من يعمل و يجتهد ويسعى إلى أن يكون الأفضل و يتعلم من أخطائه و إذا فشل يُعاود المحاوله ، يحاولوا إحباطه دائما و نعته بالفاشل و أنه لن يستطيع فعل أى شيء مهما حاول و أن الحظ لن يكون حليفهم أبداً .
هؤلاء السلبيين ينشرون السوء بالقول و تأثيرهم مميت و هم كالمواد السامة التي إن إنتشرت سوف تقتل كل من حولها لذلك يجب على كل واحد منا في دائرته هؤلاء الأشخاص أن يبتعد عنهم و أن يعمل على إزاحتهم من حياته بشكل نهائي و إلا لن يعرفوا للنجاح سبيل و لن يكونوا من الناجحين في الدنيا و الأخرة .
الكذب
جميعنا نكره الكذب و من أكثر الإسئلة التي إذا ما تم سؤالها لأي أحد عن ما هي أكثر الصفات التي تكرهها في شخص ما بنسبة 99% من الإجابات تكون الكذب؛ وهذه حقيقة فالكل يكره
الكذب
لكن و للأسف لا يمكن الإستغناء عنه حتى و إن كان من الصفات التي تتسبب في نفور الناس منا.
فأحياناً كثيرة تضطر للكذب لكي تنقذ حياتك من موت محقق و أحيانا تستخدم الكذب لكي تحصل على وظيفة أحلامك لكي تكسب لقمة عيشك ، و أحياناً تكذب حتى لا تجرح مشاعر الأخرين الذين لا يتقبلون الحقيقة بسهولة بل و أكثر من ذلك تكون الصراحة هي سبب من أسباب البعد و الفراق بيننا وبين الأقربين منا .
ولذلك نلجأ إلى قول الكذب و الذي نسميه أحياناً بالكذب الأبيض الذي لا يتسبب في مشاكل أو أضرار لنا أو لمن حولنا. ولكن الكذب هو الكذب و من يعتاد عليه فقد فقد أهم صفة من صفات الإنسان الصالح الذي يُحبه الناس و هو الصدق في القول و الفعل الذي يُميز بعض البشر عن غيرهم من فاقدي الأخلاق الحميدة التي يحبها البشر جميعاً.