ما هو الجوع النفسي
هل شعرت من قبل بالجوع في أوقات لا تحتاج فيها إلى الطعام؟ ، أو شعرت بالجوع عند وقوعك في حالة من الملل أو الحزن؟ ، هذا هو الجوع النفسي .
مفهوم الجوع الطبيعي
يتمثل المفهوم الطبيعي للجوع في الرغبة في تناول الطعام عندما تبدأ المعدة بإحداث التقلصات التي تُخبرك بحاجتها للطعام ، هذا بالإضافة إلى أن هذا الشعور يأتي نتيجة حاجة الجسم إلى الطاقة ، و
السعرات الحرارية
، ويُعرف هذا الجوع بالجوع المتوازن .
في هذه الحالة ترتفع معدلات هرمون “جريلين” المعروف بهرمون الجوع ، وتنخفض هذه المعدلات مع بدأ تناول الطعام ، وأثناء عملية انتقال الطعام خلال الجسم التي تبدأ بدخول الطعام إلى الفم ثم إلى الأسفل عبر المعدة ، و الأمعاء ؛ حيث يعمل الجسم على إظهار الكثير من الاستجابات التي تُشير إلى حدوث الشبع ، والامتلاء ، ويتم إرسال هذه الإشارات إلى الدماغ .
كل من هرموني الجليرين ، واللبتين يُنظمان عملية الشهية ؛ حيث يتم تحرير
هرمون الليبتين
من الخلايا الدهنية ، ويكبح عملية الجوع من خلال العمل على بعض الخلايا في الدماغ ، كما أن هرمون الجليرين أيضًا يعمل على بعض الخلايا الأخرى في الدماغ ؛ الأمر الذي يؤدي إلى إنهاء الشعور بالجوع .
هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإشارات التي تستمر في العمل ، وهي إشارات متعارضة مثل الببتيدات المحفزة للجوع ، وأيضًا الببتيديات القابضة للجوع ، والببتيديات هي الهرمونات التي تعمل على إخبار الدماغ بحاجة الجسم إلى تناول الطعام ، أو شعور الجسم بالشبع وعدم حاجته لتناول الطعام .
وعلى هذا يكون النظام الغذائي الذي يحتوي على الألياف ، والبروتينات التي لا تحتوي على الدهون هو الأفضل ؛ وذلك لأنه يُعطي شعورًا بالشبع لمدة طويلة . [1]
مفهوم الجوع النفسي
لا ينتج الجوع النفسي عن حاجة الجسم إلى تناول الطعام التي تظهر نتيجة للشعور بآلام الجوع في
المعدة
، أو لحاجة الإنسان للبقاء ، ولكنه ينتج عن العلاقة العاطفية الموجودة بين الشخص والطعام .
فالجوع النفسي يتمثل في رغبة الشخص في تناول الطعام دون وجود حاجة جسدية لتناول الطعام ؛ فهو في أغلب الأوقات يكون مرتبطًا بالعاطفة ، والأحداث اليومية ، كما أنه في الكثير من الأحيان يتبع تناول الطعام في الوجبات الرئيسة .
علاقة الإنسان النفسية بالطعام علاقة معقدة للغاية ، ومن الممكن تجاهل الرغبة في تناول الطعام دون الحاجة إليه لاختفاء الأثر .
ويُمكن التغلب على ظاهرة الجوع العاطفي من خلال تغيير بعض العادات الغذائية اليومية ، كما يُمكنك أيضًا تحسين حالاتك النفسية ، وتقوية صحتك النفسية من خلال الانشغال بالكثير من العادات السليمة ، والحياة الاجتماعية السوية . [4]
أنواع الجوع النفسي
الرغبة الشديدة
يشعر الفرد بالرغبة الشديدة في تناول الطعام بالرغم من كونه ليس جائعًا ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو رؤية برامج الطبخ في التلفاز ؛ الأمر الذي يُذكرك بالطعام الذي تشتهيه ، وتحبه .
من الأمثلة الأخرى أيضًا هي تناول وجبة الإفطار ، مع وجود مساحة صغيرة من الفراغ ، ومن ثم البحث عن نوع محدد من الطعام ، وفي هذه الحالة يعرف الفرد ماذا يُريد أن يتناول بشكل تفصيلي ، ويُريد أن يستمتع بنكهة مُعينة من الطعام يجب تلبيتها ؛ لأن تناول أي نكهة أخرى غير مرضية تؤدي إلى تناول الطعام بكميات مفرطة .
الجوع الاجتماعي
الجوع الاجتماعي هو نوع آخر من الجوع النفسي ، وهو من أبرز أنواعه فدائمًا ما يظهر هذا النوع من الجوع في التجمعات ، والحفلات التي تجمع الفرد مع العائلة مثل
حفلات التخرج
، ومع الأصدقاء ؛ فهذه الجلسات تُعطي شعورًا كبيرة بالرغبة في مشاركة الطعام ، والشراب في هذه التجمعات .
يرتبط الطعام دائمًا بالتجمعات حتى في حالة عدم الشعور بالجوع ؛ فهي عادة أصيلة للبشر ، هي التجمع حول الطعام .
في هذه الحالة يجب أن يكون لدى الإنسان وعيًا إلى نسبة كبيرة حول حاجة جسمه الطبيعية في تناول الطعام ، والتحكم في مقدار الطعام .
هذا بالإضافة إلى أنه ليس من الضرورة في حالة الجوع الاجتماعي أن يلجأ الفرد لحساب السعرات الحرارية ، ولكن يُمكن تجربة النكهات الجديدة ، وأيضًا لا يجب الإفراط في تناول الطعام في هذه الحالة .
الجوع العاطفي
هذه الحالة من الجوع النفسي هي حالة معقدة جدًا ؛ حيث يقع الفرد في هذه الحالة في بعض الأوقات التي يمر بها بحالة من الحزن ، أو الفراغ ، أو يوم متعب في العمل ، أو المرور بحالة من الشجار مع أحد الأشخاص الأعزاء ، وما إلى ذلك .
الأمر الذي يدفع الشخص إلى تناول أنواع الطعام اللذيذة المفضلة لديه ؛ بهدف التخلص من هذا الشعور الداخلي الذي يشعر به ، تكمن المشكلة الأكبر أن الدماغ يطلب تعويضًا كبيرًا في هذه الحالة من الأطعمة التي تحتوي على السكريات ، الدهون .
وعلى هذا يُفكر الفرد في جميع الأطعمة الغنية بالشكولاتة والزبدة ، أو الكعك ، وما إلى ذلك من هذه الوجبات.
فالجوع العاطفي يُمكن أن يُحدث للفرد علاقة خاطئة مع الطعام ، وعاداته ، والأفضل أن يُحاول الفرد في التحكم في هذه الحالات التي يُمكن أن تُسبب له ضررًا كبيرًا ؛ فلن تنهي المشاعر السلبية والمشاكل بتناول الطعام . [3]
كيف تعالج الجوع النفسي
يُمكن اتباع بعض النصائح الآتية للتغلب مع مشكلة الجوع النفسي ، أو أي من أنواعه.
الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي
المقصود من الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي هي البعد عن النظام الغذائي الذي يُعده الشخص لنفسه ؛ فهذه النظم تعمل على تنشيط بعض الهرمونات المعقدة ؛ الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على بعض الوظائف ؛ ولهذا السبب يجب اللجوء إلى خبراء الأنظمة الغذائية لتفادي هذا الخلل الحادث نتيجة للأنظمة الغذائية الشخصية ، والتي تؤدي بدورها إلى ظهور حالة من الجوع النفسي لدى هذا الشخص .
عدم التعرض للإجهاد
يجب دعم الصحة النفسية ، وخاصةً في حالة اتباع نظام غذائي مُعين ، والابتعاد عن مثيرات المشاعر السلبية بجميع أنواعها ، سواء كانت من الخطط المزدحمة المرهقة ، أو الصراعات ، والمشاحنات ، أو بعض الأشخاص .
تقليل الوجبات الخفيفة في العمل
الشعور بالضغط من أهم مسببات الجوع النفسي ، ومن أكثر الأماكن التي تحتوي على ضغط نفسي عالٍ هي أماكن العمل ، وخلال عمل الفرد لساعات كبيرة على الحاسب الآلي ليُحقق الأهداف في الموعد النهائي ينشط التفكير في تناول الوجبات الخفيفة أثناء العمل ، ودائمًا ما يلجأ الدماغ إلى الوجبات المفضلة لتخفيف الضغط .
وهذه الحالة أيضًا يُمكن أن تظهر أثناء مشاهدة الشخص للتلفاز ؛ فعندها يكون الشخص مشتت ، ولا يكون مدركًا لما يفعل بدرجة كاملة.
ممارسة الرياضة واليوجا
ممارسة الرياضة من أكثر ما يُمكن أن يُخفف الضغط النفسي ، وخاصة اليوجا ؛ فالذهاب إلى نزهة قصيرة ، و
المشي
في الهواء الطلق ، أو ممارسة اليوجا في الأماكن المفتوحة من أكثر العوامل التي تُساعد على إيجاد الهدوء ، والتوازن ، ومن ثم التحكم في إنهاء الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالجوع النفسي بجميع أنواعه. [2]