انواع المذيبات العضوية
يمتلئ علم الكيمياء والفيزياء بعدد كبير جدًا من المصطلحات والمعاني التي تعبر عن ماهية عدد هائل من العناصر والمركبات الكيميائية التي تتفاعل بين بعضها البعض من أجل إنتاج مركب ثالث أكثر فائدة أو أعلى ضررًا وهكذا ، كما أن بعض المواد تكون قادرة على إذابة مواد أخرى وتكوين المحاليل بتركيزات مختلفة وفقًا لنسبة كل من
المذيب والمذاب
مثل المذيبات العضوية .
المذيب العضوي
المذيب العضوي (وبالإنجليزية: Organic Solvent) هو عبارة عن مادة قادرة على إذابة مادة أخرى بها دون حدوث تأثير على الخصائص الكيميائية لكل من المادتين ، حيث أن المادة السائلة هنا تُسمى (المذيب) ، والمادة الصلبة تُسمى (المُذاب) .
تصنيف المذيبات
نقسم المذيبات بوجه عام إلى ثلاثة أنواع رئيسية ، هي [1] :
-التركيب الجزيئي للمذيبات : وهي تشمل ثلاثة أنواع هي ( المذيبات البروتونية ، المذيبات ثنائية القطب غير البروتونية ، المذيبات غير القطبية ) .
-المذيبات غير العضوية : وهي عبارة عن مواد مُذيبة غير عضوية أي لا تحتوي على ذرة الكربون ، ومن أشهرها جزيء الماء H2O الذي يُعتبر مُذيب غير عضوي عالمي ، والمحاليل المائية مثل محاليل (البافر buffer) العادلة للـ pH ، ومنها أيضًا الأمونيا غير المائية السائلة NH3 وحمض الكبريتيك المركز H2SO4 ، وكذلك محلول فلوريد كلوريد السلفونيل (SO2ClF) .
-المذيبات العضوية : أما المذيبات العضوية ؛ فهي تشمل المواد المُذيبة المحتوية على ذرة الكربون .
أنواع المذيبات العضوية
تنقسم المذيبات العضوية بشكل أساسي إلى قسمين رئيسيين ، هما :
المُذيبات المؤكسجة
تشمل المذيبات المؤكسجة Oxygenated solvents كل المواد المُذيبة التي تحتوي على الأكسجين ، وتُستخدم هذه المذيبات المؤكسجة على نطاق واسع في صناعة الحبر والدهانات و
العطور
والمواد اللاصقة ومستحضرات التجميل والأدوية والصناعات الغذائية والمنظفات وغيرهم ، ومن أشهرها كل من : ( الكحولات ، أسيتات الميثيل والإيثيل ، الكيتونات ، الإسترات ، وغيرهم ) .
مُذيبات الهيدروكربونات
أما مُذيبات الهيدروكربونات Hydrocarbon solvents فهي تشمل المواد المذيبة التي تحتوي على ذرات الكربون والهيدروجين فقط ، وتنقسم إلى :
-المذيبات الهيدروكربونية الأليفاتية : تكون ذات سلسلة مستقيمة وهي تشمل البنزين والكيروسين والهكسات وغيرهم .
-مذيبات وايت سبيريت : تعرف باسم White spirit أو Mineral spirit ، وهي عبارة عن مجموعة من الهيدروكربونات المعقدة مثل المركبات العضوية والبارافينية .
-المذيبات الأروماتية : وهي عبارة عن المذيبات الهيدروكربونية المحتوية على حلقات بنزين ، ومنها بالطبع البنزين والتولوين والزيلين ، وغيرهم .
المذيبات المهلجنة
المذيبات المهلجنة أو الهالوجينية ؛ هي عبارة مركبات عضوية مُذيبة تحتوي على واحدة أو أكثر من ذرات الهالوجينات مثل الكلور أو الفلور أو البروم أو اليود ومن أشهر هذه المذيبات : ثلاثي كلورو إيثيلين ، كلوريد الميثيلين ، كلوريد الكربون ، ثلاثي كلورو الإيثان ، ثنائي كلورو فلورو ميثان ، الهيدروكلوروفلوروكربون ، الفريون (ثنائي فلورو كلورو الميثان) ، ثنائي بروميد الإيثيلين ، البرومو ميثان ، يوديد الإيثيل ، يوديد الميثيل ، وغيرهم .
استخدامات المذيبات العضوية
تُستخدم المذيبات العضوية بمختلف أنواعها في المجال الصناعي على نطاق واسع وشامل جدًا ، مثل :
-صناعة المواد النفطية والمنتجات البترولية الهامة .
-صناعات بعض الأغراض الخاصة باستخلاص العناصر المعدنية من الخامات الطبيعية .
-كما تُستخدم المذيبات العضوية أيضًا من أجل زيادة درجة نقاء المواد المختلفة عبر تنقيتها من بعض الشوائب عن طريق إذابتها .
-صناعة العقاقير العلاجية تعتمد بشكل أساسي على إذابة بعض المواد في أخرى والحصول على محاليل ذات تركيزات مُحددة ومن ثَم استخدامها في صناعة وتحضير الأدوية ، وتأتي المذيبات العضوية ضمن قائمة أهم المواد المُذيبة المستخدمة بكثرة في مجال صناعة الأدوية والصيدلة .
-يتم الاعتماد أيضًا على المذيبات العضوية بشكل أساسي في إجراء التجارب والتفاعلات الكيميائية الخاصة بالأبحاث والتجارب والدراسات العلمية من أجل التوصل إلى اكتشاف عناصر ومواد صناعية ودوائية علاجية حديثة وأكثر فاعلية .
-صناعة الألوان والمواد ذات الألوان المختلفة من أجل استخدامها في الطلاء وفي الدهانات .
-تُستخدم المذيبات العضوية أيضًا في صناعة المواد الخاصة بالتنظيف وسوائل التنظيف المختلفة ، وصناعة المواد السائلة المستخدمة في التصوير مثل مادة التنر التي تتكون بشكل أساسي من الكيتونات والكحول والاسترات .
كما تستخدم هذه المواد كذلك في صناعة الصمغ وفي الصباغة والمنتجات الخاصة بتغطية الأرضيات وغيرهم .
خصائص المذيبات العضوية
تمتل المذيبات العضوية عدد كبير من الخصائص الهامة التي لا توفر في أي من أنواع المذيبات الأخرى ، مثل [2] :
مواد متطايرة
جميع المذيبات العضوية متطايرة ، أي أن جزيئاتها تنتشر بشكل كبير في المكان المحيط ، ومن الأمثلة على ذلك ، عند فتح زجاجة عطر أو زجاجة طلاء ؛ فإنك تجد أن هناك رائحة نفاذة تصدر منها في الحال ، وينطبق ذلك على معظم المذيبات العضوية بدرجات متفاوتة بالطبع وفقًا لطبيعة وتركيز كل مادة .
درجة غليان منخفضة
جميع المذيبات العضوية لها درجة غليان منخفضة ، ويُذكر أن درجة الغليان تتناسب عكسيًا مع درجة التطاير ، وبالتالي ؛ كلما قلت درجة الغليان كلما زادت درجة التطاير ، وهذا يُوضح بالطبع أن جميع المذيبات العضوية لها درجة تطاير مرتفعة نتيجة انخفاض درجة الوصول إلى نقطة الغليان و
التبخر
.
سريعة الاشتعال
ويُذكر أن المذيبات العضوية أيضًا تتميز بأنها سريعة الاشتعال ، وبالتالي ؛ يجب توخي الحذر عند استخدامها متمثلة في الأغراض اليومية دائمة الاستخدام مثل العطور والطلاء وبعض الأدوية والمنظفات وغيرهم ، وعدم تعريضها إلى أي من مصادر الاشتعال سواء النا أو أشعة الشمس الحارقة حتى لا تشتعل وتسبب الأضرار البالغة [3] .
إذابة المواد غير العضوية
تعمل المذيبات العضوية على إذابة عدد هائل ولا حصر له من المواد غير العضوية وخصوصًا الموجودة في الحالة الصلبة ، غير أن المذيبات العضوية قادرة أيضًا على إذابة الدهون وهنا بعض من أنواع هذه المذيبات الطبيعية الموجودة في الجسم وبعضها يتم تصنيعها بواسطة الإنسان .
خطيرة على الصحة
العديد من أنواع المذيبات العضوية تكون خطيرة جدًا على
الصحة
وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى السكتة القلبية والدماغية المفاجئة ، وهي تؤثر بشكل كبير جدًا على الجهاز العصبي وعلى الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي ، واشتعالها قد يؤدي إلى حدوث حروق خطيرة جدًا ، وبالتالي يب الحرص قدر الإمكان على عدم استنشاق المواد والمذيبات العضوية المختلفة التي تشكل درجة خطرو كبيرة على الإنسان ومنها البنزين وغيره من المواد الأخرى التي تسبب اضطرابات صحية بالغة الأثر والخطورة ، مثل :
-
ضمور النخاع الشوكي .
-
فقر الدم الشديد
.
-
ضعف مناعة الجسم .
-
التسمم .
-
السيولة وبطء التئام الجروح .
-
جفاف الحلق وضيق النفس والسعال .
-
الام البطن والتقلصات والإسهال .
-
الإصابة بالخمول والاختناق .
وبالتالي ؛ فإنه نظرًا لأهمية المذيبات العضوية وخطورة الكثير منها في نفس الوقت ؛ فيجب أن يلتزم كل شخص بالإجراءات الوقائية والالتزام بعوامل الأمان أيضًا عند استخدامها سواء في المختبرات أو المصانع او المنازل أو أي مكان اخر ، ويجب تطهير اليدين جيدًا أيضًا بعد ملامسة بعض من تلك المذيبات والحرص على عدم وصولها إلى أي من أجزاء الجسم مثل الجهاز التنفسي أو الهضمي أو غيرهم بوجه عام .