قصة الطقاقة نورا والجن
تعتبر القصة فنًا أدبيًا نثريًا إذ يتم عن طريقها سرد أحداث واقعية أو خيالية، وفي كثير من الأحيان تُروى القصة بأسلوب شعري شيِّق وجميل، وتُعنى القصة بإثارة جوانب متعددة لدى القارئ مثل زيادة ثقافته وإثارة اهتماماته وإمتاعه وتسلية أوقاته، خاصة وأن القصة تمتلك عناصر الدراما المعروفة لدى الكثيرين .
فلكل قصةٍ شخصية أو شخصيّات متعددة، تدور حولها الأحداث، وتلعب هذه الشخصيات أدوارًا تعبِّر عن أنماط محددة من البشر بالإضافة إلى كشف الصراعات القائمة بين شخصيّة ما والشخصيات الأخرى داخل القصة، وللقصص أنواع متعددة مثل؛ القصة القصيرة والأقصوصة والرواية والحكاية، ولكن أكثر ما يثير اهتمام القرَّاء القصص القصيرة والحكايات الشعبية، وفيما يلي استعراض لحكاية شعبية حصلت مع طقاقة خليجية وهي مطربة شعبية من الكويت وتدعى بالطقاقة نورا. [1]
قصة الطقاقة نورا مع الجن
كانت نورا تؤلف أغانيها وتلحنها بنفسها، إذ كانت معروفة بنشاطها وإحيائها للأفراح بأجواء رائعة، وتعود حكاية الطقاقة نورا إلى أواخر الثمانينيات إذ لم تتوافر في ذلك الوقت الآلات الحديثة التي ابتُكرت في وقتنا الحالي فقد كانت الحفلات تُقام بواسطة الفرق الموسيقية، والتي من أبرزها كانت فرقة الطقاقة نورا .
وذات يوم حصل ما جعل نورا تتوقف عن العمل عند حد ما وإلغاء كافة الحفلات والمواعيد المستقبلية، وبالتالي اختفائها من الساحة مخلفةً ورائها قصة غريبة ومرعبة أخذت مكانتها في الحكايات الشعبية، وتبدأ القصة عندما طلبت أحد النساء من نورا إحياء حفل زفاف ابنتها التي تحب نورا جدًا، وافقت نورا بعد جهدٍ جهيد من المرأة إذ كان سبب رفضها من البداية أن جدولها مليء بالحفلات .
واتفقت المرأة مع نورا على موعد الزفاف وقد كان في الساعة العاشرة ليلا، وقامت نورا بإخبار فرقتها وطلبت منهم تجهيز أنفسهم كي يصلوا في الموعد المحدد وفي المكان الذي حددته المرأة، وعندما وصلوا المكان وجدوه عبارة عن قصر كبير مليء بالأضواء والألوان الزاهية والزينة والناس الكثيرون لدرجة أنها وفرقتها وجدت صعوبة في التحرك في المكان، وبعد استقبالهم من قبل والدة العروس توجهوا نحو أحد الغرف والتي خُصِّصت لهم وبعد تبديلهم لملابسهم واستعدادهم لإقامة الحفل جاءت امرأة ضخمة شاحبة اللون للتسليم عليها والترحيب بها ولحقتها مجموعة من الفتيات ، وكان لونهن شاحب إلى جانب ملمس بشرتهن الخشن .
اعترفت إحدى فتيات الفرقة بشعورها بالخوف الشديد والاختناق وأن هناك أمرًا مريبًا يحدث، اخبرتها نورا أنها تشعر بذات الشيء ولكن عليها أن لا تظهر ذلك ، وما إن خرجن إلى الحفلة حتى بدأت الموسيقى وبدأ معها الرقص والفرح ، وعندما انتصف الليل ازداد الحماس بشكل كبير وهستيري لدرجة أزعجت الفرقة، ومن شدة الحماس رفعت بعض النساء في الحفل فساتينهن عن أقدامهن ، فظهر شيء مرعبٌ وغريب إذ لاحظت فتيات الفرقة أن أقدام الفتيات ليست بأقدام طبيعية وإنما تشبه أقدام الحيوانات ومن شدة الرعب بدأت أصوات الفتيات ترتعش .
ولكن نورا حافظت على رباطة جأشها وأشارت بعينيها كي يكملوا الغناء ولا يتوقفوا عنه، ولكن أحد الفتيات لم تحتمل ووقعت مغشيًا عليها فأخذتها نورا للغرفة الأخرى وحاولت إيقاظها وأخبرتها أنهم لا يمكنهم المغادرة دون انتهاء الحفل، وبعد مرور الوقت انطفأت الأضواء فجأة وسكنت الأصوات .
اعتزال الطقاقة نورا بسبب الجن
لم يتردد أعضاء الفرقة بالركض بسرعة كبيرة حتى ابتعدن عن المنزل ووصلن منطقة بعيدة التقين فيها برجل قام بسؤالهن عن سبب تواجدهن في ذلك المكان في تلك الساعة، فأخبرته نورا بأمر الحفلة وأمر المكان ولكن الرجل اندهش من هول ما سمعه وأخبرهن أن ذلك المكان مهجور منذ عشر سنوات ويستحيل أن يدخله أحد، فأخبرته إحدى فتيات الفرقة أنّ المنزل كبير ومضيئ ومليء بالألوان والزينة وعندما ذهبوا ليتأكدوا وجدوا أن المكان منطفئ ومخيف وحيطانه متهالكة وأعشابه ذابلة، وورد عن السكان المحليين سماعهم لأصوات بين حينٍ وآخر، وبعد هذه الحادثة قررت نورا وفرقتها اعتزال الغناء وعدم إقامة الأفراح للأبد.
حياة الطقاقة نورا وأبرز أعمالها
نورا الطقاقة واسمها الكامل نورة حسين العميري والتي ولدت في منطقة الأحمدي في الكويت ، وامتهنت نورا التمثيل أيضًا إلى جانب الغناء منذ العام 2009، وبرز لها العديد من الأعمال الإبداعية في التلفزيون والمسرح وفيما يلي أبرزها:
الأعمال التلفزيونية
مسلسل عواطف في عام 2010، ومسلسل الفلتة ومسلسل المزواج في جزؤه الثاني في العام 2011، وفي عام 2012 شاركت بالمسلسل الكوميدي واي فاي بجزئيه الثاني والثالث، ومسلسل سكن الطالبات ومسلسل هذا حنا في العام 2013، ومسلسل لمحات ومسلسل تذكرة داوود ومسلسل يوميات بو رعد في جزئه الثاني في عام 2014، أمّا في عام 2015 شاركت في مسلسل الفصلة.
الأعمال المسرحية
شاركت في مسرحية فايتي وسبيدي عام 2009، أما في عام 2010 فقد شاركت بمسرحية المدينة الثلجية، وشاركت بمسرحية أحلام سعيدة ومسرحية لولاكي3 في عام 2012، وشاركت في مسرحية أمينة ومسرحية سافانا عام 2014، ومسرحية الأحدب ومسرحية آن فولو عام 2015، وفي العام 2016 شاركت في مسرحية قلب للبيع ومسرحية البيت بيت أبونا عام 2018. [2]
هل ظهور الجن حقيقي
إنّ الغيبيات من الأمور التي ينبغي على كل عقل راشد الإيمان بها، ومن هذه الغيبيات الإيمان بعالم
معلومات عن الجن
والشياطين الذي يختلف بالتالي عن عالم الإنس والملائكة وابتدأ خلق الجن قبل الإنس، ويمتلك الجن صفة العقل والإدراك، إلى جانب القدرة على اتباع الخير أو الشر، ولكنهم يختلفون بأصل الخلق .
وفي إنكار وجود عالم الجن و
الشياطين
كفر بالله تعالى فالإيمان به يعتبر أحد روافد العقيدة الإسلامية، ويرجع السبب في تسميتهم تلك هو استتارهم عن أعين الإنس، وجاء في أصل خلقهم أنهم خلقوا من نار، قال تعالى: ﴿ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴾ [الحجر: 27]، وقال تعالى: ﴿ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴾ [الرحمن: 15].
ومما جاء في وصف أن لهم صورة وقلوباً وآذاناً وأعيناً وصوتاً. والحكمة من خلقهم هي عبادة الله عز وجل، ومن أسماء الجن وأصنافهم في لغة العرب؛ فالجن عمومًا هو جني، اما العامر هو من يسكن مع الناس، والجن الذي يعرض للصبية فهي أرواح، أما الشيطان فهو من خبث وتعرض، وعندما يزيد في الخبث فهو مارد، ومن زاد عن ذلك فهو عفريت.
وأخيرا فالجن عالم ثالث غير الملائكة والإنس، وهم مخلوقات عاقلة وواعية ومدرِكة، ومكلَّفون ومأمورون ومنتهيون بأوامر الشرع، وإنكار وجودهم هو إنكار لآيات صريحة وأحاديث صحيحة. [4]
قصص أُخرى للجن “النداهة”
تشتهر الأساطير في كثيرٍ من دول العالم العربي والغربي ومن أشهر وأكبر الأساطير المنتشرة حول العالم
اسطورة النداهة
“كما أطلق عليها، والتي يعتقد بوجودها أهل الريف المصري كثيرًا، ولكن تختلف تسميتها من دولة إلى أُخرى، ويقال أنها تتواجد في المناطق الزراعية والتي تحتوي أراضيها على ترع ومصارف مياه، ويقال أن هذه النداهة تظهر أثناء الليل في أوقات مختلفة ويكون ظهورها قصيرًا .
ويعتقد كثيرون أنها ليست من البشر وإنّما تعود في أصلها إلى عالم الجن وهناك من يؤمن أنها شخصية حقيقية لفتاة غاية في الجمال وجدت مقتولة عام 1850 في إحدى القرى ولا يُعلم من قتلها، وتظهر ليلا في محاولة منها للانتقام، ويقال أنها جميلة ذات عينين حمراوين وترتدي ثوبًا أبيضًا بالإضافة إلى قدرتها على الطيران فوق الأرض والتنقل بسرعة فائقة من أجل الإيقاع بضحاياها .
إذ تنادي على ضحاياها من الرجال بصوت مسحور يُذهب لُب من يسمعها فيصبح سهل الانقياد لها فتطلب منه الزواج بها وتأخذه إلى عالمها السفلي في حال وافق وعند عدم موافقته يظهر مقتولًا في اليوم الثاني بجانب إحدى المصارف وفي حالات نادرة فإنه يختفي ويظهر مرة أخرى ولكن مأخوذ العقل لا يعي من حوله. [5]